موقع 24:
2024-07-08@10:43:31 GMT

أوبنهايمر.. سارق النار المعذب!

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

أوبنهايمر.. سارق النار المعذب!

بتوقيته ورسالته لم يكن أوبنهايمر، مجرد شريط سينمائي متقن فنياً حاز إقبالاً جماهيرياً حيثما عرض.



إنه رسالة من الماضي المروع بقنبلتي «هيروشيما» و«نجازاكي» الذريتين إلى الحاضر المهدد بحرب نووية مدمرة.
موسكو تصرح من وقت لآخر: «لا تنسوا أننا دولة نووية وأن استخدام الأسلحة النووية وارد كخيار أخير».. وواشنطن ترد بمناورات بحرية تستخدم فيها أسلحة نوعية وتصريحات مقاربة.



بين الماضي بإرثه المرير والحاضر بتساؤلاته المخيفة يسرد الشريط السينمائي سيرة عالم الفيزياء النظرية الأمريكي روبرت أوبنهايمر الذي يطلق عليه «أبو القنبلة الذرية».
يستند السيناريو إلى جهد توثيقي فائق الأهمية ضمه كتاب نشر عام 2005 حاز جائزة «بوليتزر» يحمل عنواناً لافتاً: «بروميثيوس الأمريكي- إنجازه ومأساته» للكاتبين «كاي بيرد» و«مارتن شيروين».
في الأسطورة الإغريقية «بروميثيوس» هو «سارق النار»، الذي تحدى الإله «زيوس» وعلم البشر أسرار النار وقدرتها على تطوير حياتهم.
هذا هو دور العلم على وجهه الصحيح، لكن النار التي أشعلها أوبنهايمر قتلت ودمرت وأحرقت آلاف اليابانيين في الحرب العالمية الثانية.
لم تكن هناك ضرورة عسكرية لاستخدام السلاح الذري.
هذه الحقيقة أقلقت ضمير العالم الأمريكي، الذي ظن أن قنبلته سوف توقف كل الحروب، فإذا بها تشعل صراعاً ضارياً يتمدد في الزمن.
تنازعته مشاعر متناقضة بين التطور العلمي الذي أحدثه والاستخدام العسكري للوحش الذي أطلقه.
لم يكن متحمساً لاستخدام القنبلة الذرية، التي سابق الزمن أثناء الحرب العالمية الثانية للحصول عليها قبل الألمان.
لم يندم على اختراعه باعتباره كشفاً علمياً، لكنه بعد محنة «هيروشيما» و«نجازاكي» استشعر مسؤولية أخلاقية عما لحق بهما من تقتيل جماعي.
بتعبيره: «الآن أصبحت أنا الموت».. «مدمر العالم».
تحت وطأة أزمة ضميره دعا مبكراً بعدما بات مؤكداً أن السوفييت أوشكوا على صناعة القنبلة الذرية إلى الحوار والتفاوض لوقف سباق التسلح المرعب، الذي يوشك العالم أن ينجرف إليه.
لم يستمع إليه أحد في أوساط صناعة القرار، ولا جرت أدنى استجابة من الرئيس الأمريكي هاري ترومان.
في لقاء وحيد وعاصف مع ترومان تناقضت الخيارات الرئيسية بين الرئيس و«أبو القنبلة الذرية».
الأول، يستشعر القوة المدمرة الهائلة التي تمتلكها بلاده وما تضفيه عليها من عظمة عسكرية وسياسية.
والثاني، لا يخفي قلقه وتبرمه من الاستخدام السياسي والعسكري لاختراعه.
«أتظن أن اليابانيين يعرفون اسمك، إنهم يعرفون اسمي أنا»- هكذا خاطبه الرئيس عندما ضاق ذرعاً بتذمره.. وقد خرج شبه مطرود من البيت الأبيض. كانت تلك لحظة فراق بين تصورين متناقضين لإدارة السلاح الجديد.
ترومان أراده ترهيباً للأعداء والحلفاء معاً تفرض به الولايات المتحدة كلمتها على العالم دون أدنى قيود أخلاقية.
وأوبنهايمر أراده إنجازاً علمياً ينبغي أن توضع قيود صارمة على استخدامه بالتفاوض مع السوفييت لمنع أية حروب مدمرة لاحقة.
بقوة السلطة فرض تصور ترومان نفسه، غير أنه باتضاح حقائق الردع المتبادل بين اللاعبين الدوليين الكبيرين أمريكا والاتحاد السوفييتي تبدت أهمية أطروحة أوبنهايمر، التي وجدت طريقها إلى موائد التفاوض دون أن يتخليا تماماً عن مخزونهما النووي.
جدير بالذكر هنا أن رئيساً أمريكياً آخر هو باراك أوباما، زار موطن الجريمة التاريخية، معتذراً للشعب الياباني، غير أن ذلك لم يكن كافياً لإبراء الذمة.
الاعتذار الحقيقي أن تتأكد البشرية بصورة نهائية أن أسلحة الموت الجماعي لن تستخدم مرة أخرى، وهو ما لم يحدث حتى الآن من الأطراف الدولية المتصارعة في الحلبة الأوكرانية.
على خلفية مواقفه، التي تخالف ما استقرت عليه الإدارة الأمريكية، دفع «أوبنهايمر» ثمناً باهظاً من سمعته وسلامته النفسية. حاصرته شبهات أنه هو الذي سرب أسرار القنبلة الذرية إلى السوفييت.
تحول من بطل قومي صورته تتصدر مجلة «التايم» والهتاف باسمه يدوي في التجمعات العلمية والعامة، إلى متهم في ذمته الوطنية، ومشتبه في أن يكون قد خان بلاده.
تبددت قداسته العلمية كعالم يضاهي «البرت أينشتاين»، الذي التقاه وشجعه على المضي قدماً في أبحاثه العلمية.
بدا «بورميثيوس الأمريكي» معذباً بإنجازه ومتعباً في ضميره.
حاول صناع الشريط السينمائي سد ثغرات الذاكرة الإنسانية، حتى لا تتكرر مأساة «هيروشيما» و«نجازاكي» بصورة أخطر وأفدح.
أرادوا أن يقولوا: «لا تنسوا».

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني القنبلة الذریة

إقرأ أيضاً:

«جولد بيليون»: ارتفاع أسعار الذهب عالميا بنسبة 0.4% للأسبوع الثاني

شهدت أسعار الذهب ارتفاعا عالميا خلال تداولات اليوم الجمعة، في طريقها لتسجيل ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، وتستعد الأسواق لتقبل تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي الذي يساهم بشكل أساسي في تحديد مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية، وبالتالي من المتوقع له أن يؤثر بشكل كبير على أداء الذهب اليوم.

الذهب يسجل أعلي مستوى له في أسبوعين عند 2368 دولار

هذا وقد سجل سعر الأونصة من الذهب اليوم ارتفاع بنسبة 0.4% ليسجل أعلى مستوى في أسبوعين عند 2368 دولارا للأونصة ليتداول وقت كتابة التقرير عند 2365 دولارا للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2357 دولارا للأونصة، وفق التحليل الفني لجولد بيليون.

وأشار التقرير إلى أن الذهب في طريقه لتسجيل ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي بعد أن وجد الدعم في تداولاته هذا الأسبوع من تراجع مستويات الدولار الأمريكي الذي سجل 7 جلسات متتالية من الخسائر وفقاً لمؤشر الدولار ليسجل أدنى مستوى في 3 أسابيع في طريقه إلى تسجيل أول انخفاض أسبوعي بعد 4 أسابيع متتالية من المكاسب.

اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي

وأظهرت البيانات الاقتصادية التي صدرت هذا الأسبوع عن الاقتصاد الأمريكي تسببت في تزايد توقعات الأسواق في خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي في وقت قريب، حيث تراجعت أعداد وظائف القطاع الخاص الأمريكي بالإضافة إلى ارتفاع أعداد طلبات اعانات البطالة الأمريكية.

وأشار اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي صدر يوم الأربعاء الماضي، إلى أن أعضاء البنك اعترفوا بتباطؤ أداء الاقتصاد وتراجع في قطاع العمالة، هو الأمر الذي سيدفع التضخم إلى التراجع إلى مستهدف البنك عند 2% ولكن سيستغرق الأمر بعض الوقت، وهو السبب وراء عدم رغبة أعضاء البنك في خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر.

مقالات مشابهة

  • اعتقال سارق المنازل الذي روع ساكنة الجبال ضواحي تطوان
  • فيلم Despicable Me 4 يتصدر شباك التذاكر الأمريكي
  • ناصر الدوسي يروي قصة سارق استولى على مليونين ريال وهرب خارج المملكة .. فيديو
  • الصين تؤكد استعدادها لتقديم حلول العلوم والتكنولوجيا النووية لعدد من الدول النامية
  • ميقاتي متفائل بحذر حيال وقف النار
  • عقبة وحيدة تقف أمام تطبيق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.. طلب مهم من الفصائل
  • واشنطن بوست: الإدارة الأمريكية تصف التصريحات الإسرائيلية بشأن استئناف المفاوضات بـ«الانفراجة»
  • جولد بيليون: للمرة الثانية ارتفاع أسعار الذهب عالميًا
  • أسعار الذهب ترتفع 0.4% وتواصل الصعود للأسبوع الثاني علي التوالي
  • «جولد بيليون»: ارتفاع أسعار الذهب عالميا بنسبة 0.4% للأسبوع الثاني