ثمّن مختصون ومواطنون المكرمة السامية بإنشاء صناديق للزواج في جميع محافظات سلطنة عُمان التي تمثل خطوة مهمة لدعم الشباب الراغب في الزواج، مؤكدين على أثرها الاقتصادي والاجتماعي الكبير في زيادة النشاط التجاري ومعدلات الزواج وتقليل السلوكيات السلبية مثل العزوف عن الزواج والعنوسة، مشيرين إلى أنها خطوة نحو تعزيز الاستقرار الأسري وتقليل التكاليف

وتعزز من قدرة الشباب على تكوين أسر جديدة.

وقال الدكتور حمود بن خميس النوفلي أستاذ مشارك في قسم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس: المكرمة تأتي بعد مطالب مستمرة منذ أكثر من 15 عامًا، ومن المتوقع أن يكون لها تأثير إيجابي على المجتمع من خلال زيادة معدلات الزواج وتقليل السلوكيات السلبية مثل العزوف عن الزواج والعنوسة.

كما أشار النوفلي إلى أن الصندوق سيسهم في تحسين الظروف المالية للشباب من ذوي الدخل المحدود، الذين يعانون من صعوبة في الزواج بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، بالإضافة إلى المساعدة في تجنب الاضطرابات المالية التي قد تؤدي إلى المشكلات الزوجية والطلاق، وأكد على ضرورة وضع نظام هيكلي منظم لهذا الصندوق لضمان تحقيق الأثر الإيجابي المرجو، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، وتعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية في عمان.

الأثر الاقتصادي والاجتماعي

وتطرق الدكتور حمود النوفلي في حديثه إلى الأثر الاقتصادي والاجتماعي الكبير لصندوق الزواج، مشيرًا إلى أن ارتفاع معدلات الزواج سيؤدي إلى زيادة النشاط التجاري في المجتمع، فكلما زادت الأسر، زاد الإنفاق، مما يعزز الحركة التجارية في قطاعات مثل العقارات وغيرها، كما يتوقع أن يسهم في زيادة عدد سكان سلطنة عمان، مما سيكون له تأثير إيجابي على تحريك الاستثمارات وتنمية القطاعات المختلفة. واعتبر أن زيادة عدد السكان يسهم في تزويد السوق بالعمالة الوطنية ويقلل من الاعتماد على العمالة الوافدة، وبالتالي تقليل تحويلات الأموال للخارج، مما يعزز الاقتصاد المحلي.

وعلى الصعيد الاجتماعي أشار النوفلي إلى أهمية تغيير الثقافة الاجتماعية المرتبطة بالزواج، فقد تسببت بعض العادات، مثل المغالاة في المهور والتفاخر بالمناسبات الكبيرة، في إعاقة قدرة الشباب على الزواج، مما رفع من التكاليف وأدى إلى عزوف الكثيرين عن هذه الخطوة، كما تحدث عن ضرورة التركيز على الفحص قبل الزواج، الذي يظل في كثير من الأحيان مهملًا، وهو ما يزيد من احتمالات إصابة الأطفال بأمراض وراثية أو عدوى من الأمراض المنقولة جنسيًا.

وأضاف أن قلة الوعي بالحياة الزوجية قد تؤدي إلى ارتفاع حالات الطلاق، والتي تترتب عليها مشكلات اجتماعية ونفسية خاصة على الأبناء.

أما فيما يتعلق بإدارة الصناديق أكد النوفلي على أهمية وضع نظام هيكلي دقيق وواقعي لإدارتها، مشيرًا إلى ضرورة الاستدامة المالية لهذا المشروع، موضحا أن المبلغ المخصص لكل صندوق ليس سنويًا، ولذلك يجب التفكير في كيفية تدوير هذا المبلغ أو استثماره بشكل يعظم الفائدة. كما أشار إلى أهمية وضع آلية تضمن استرداد المبالغ في حالة الطلاق خلال السنة الأولى من الزواج، وذلك للحد من هذه الظاهرة التي قد تكون ناتجة عن عدم نضج الطرفين في بداية الحياة الزوجية.

جمعية تيسير الزواج

وأوضح الدكتور حمود النوفلي أن هناك جهودًا مستمرة لتأسيس جمعية تيسير الزواج وهي في مرحلة الانتظار للإشهار، حيث تهدف الجمعية إلى تنظيم الصرف من صندوق الزواج وإقامة الأعراس الجماعية، بالإضافة إلى تقديم دورات توعوية وتثقيفية للشباب قبل الزواج، وذلك لتعزيز الاستقرار الأسري والحد من الضغوط المالية على المتزوجين.

وأكد النوفلي على أهمية وجود ضوابط واشتراطات واضحة لتنظيم استخدام الصندوق، وخاصة فيما يتعلق بالتأهيل والفحص قبل الزواج، والموافقة على المشاركة في الأعراس الجماعية، كما شدد على ضرورة وضع سقف للمهور ليكون مرشدًا للشباب وأسرهم للحد من المغالاة التي قد تعيق عملية الزواج، ويكون بمثابة أداة لتوجيه المجتمع نحو تقليل النفقات.

وأشار إلى أن دراسة أجراها على الشباب أظهرت رغبة قوية من الجنسين في خفض المهور وتقليص تكاليف الزواج، وهو ما يعكس وعي الشباب بأهمية مواجهة الظواهر الاجتماعية التي تسهم في رفع التكاليف، مؤكدا على ضرورة أن يتم وضع استرشادات للمهور لمساعدة المجتمع على مقاومة العادات والتقاليد التي قد تكون أقوى من القناعات الفردية، مما يسهم في تسهيل الزواج ويقلل من الضغط المالي على الأسر.

الفئات المحتاجة

وأوضح الدكتور حمود النوفلي أن صندوق الزواج يجب أن يركز على الشباب ذوي الدخل المحدود؛ لأن توزيع المبلغ على جميع الفئات لن يلبي احتياجات الجميع بشكل فعال، مشيرا إلى أنه في العام الماضي، بلغ عدد حالات الزواج في سلطنة عمان حوالي 17 ألف حالة، وإذا تم توزيع مبلغ 11 مليون ريال عماني على هذا العدد، فلن يحصل الشخص إلا على أقل من 650 ريالا عمانيا، وهو مبلغ غير كافٍ لدعم عملية الزواج بشكل ملائم.

مؤكدًا أن تخصيص الصندوق لفئة الشباب ذوي الدخل المحدود سيكون الخيار الأفضل، حيث إن هذه الفئة هي الأكثر حاجة للدعم المالي سواء لتيسير الزواج أو لتفادي الأعباء المالية التي قد تتسبب في وقوعهم في الديون، مما قد يؤدي إلى مشاكل اجتماعية ونفسية تؤثر على استقرارهم الأسري بعد الزواج.

مجتمع متماسك

من جهتها أكدت عائشة بنت عبدالله الكلبانية باحثة علم الاجتماع وعضوة بجمعية الاجتماعيين العمانية أن صناديق الزواج في سلطنة عمان هي من المبادرات الحكيمة التي تهدف إلى دعم الشباب العماني وتشجيعهم على الزواج وتكوين أسر مستقرة، وأوضحت أن هذه الصناديق تلعب دورًا محوريًا في تحقيق التوازن الاجتماعي والاقتصادي مما يساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.

وأشارت الكلبانية إلى أن الهدف الرئيس من إنشاء هذه الصناديق هو تسهيل عملية الزواج للشباب العماني وتخفيف العبء المادي الذي يتحملونه عند الزواج، مما يجعل الزواج خيارًا واقعيًا لأكبر شريحة ممكنة منهم. كما بينت أن هذا الإجراء يهدف إلى تعزيز التماسك الأسري والمجتمعي، والحد من المشكلات الاجتماعية المرتبطة بتأخر الزواج مثل العزوف عن الزواج والعنوسة.

وفيما يتعلق بأهمية الصندوق على المستويين الاجتماعي والاقتصادي أكدت الكلبانية أن الصندوق سيساهم في تعزيز التماسك الاجتماعي من خلال تشجيع الزواج وتكوين الأسر، مما يساعد في تقوية الروابط بين أفراد المجتمع. كما سيساهم في الحد من المشكلات الاجتماعية مثل العنف الأسري والجريمة، من خلال تحسين الاستقرار الأسري. وأضافت أن الصندوق سيكون له دور في تنمية المجتمع المحلي عبر دعم الأسر الشابة وتوفير سكن مناسب لها، وبالتالي تحقيق التنمية المستدامة من خلال زيادة عدد المواليد وتوفير القوى العاملة المستقبلية.

كما أشارت إلى الفوائد الاقتصادية العديدة للصندوق مثل تنشيط الاقتصاد المحلي من خلال إنفاق الأموال على الزواج، مما يساهم في تحفيز قطاعات اقتصادية عدة مثل العقارات والمفروشات والحفلات. كما أن الزواج يعزز الإنتاجية حيث يشجع الأفراد على العمل بجد أكبر لتوفير حياة كريمة لأسرهم.

وفيما يخص تطوير الثقافة الاجتماعية حول الزواج أكدت الكلبانية أن الصندوق يمكن أن يسهم في تغيير النظرة إلى الزواج من عبء مادي إلى مشروع حياة، وتشجيع الزواج المبكر، بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية لتعريف المجتمع بأهمية الزواج وتسهيل الخطوات المتعلقة به.

أهداف الصندوق

وأكَّدت عائشة بنت عبدالله الكلبانية على تطلعها أن يساهم صندوق الزواج في تحقيق عدة أهداف مهمة، من أبرزها توفير مساكن وقروض ميسرة للشباب المتزوجين حديثًا، وتقديم خدمات استشارية للأسر الشابة حول كيفية إدارة شؤون الأسرة. كما طالبت بتطوير برامج تدريبية للشباب المتزوجين حول الحياة الزوجية وتربية الأبناء، مما يعزز من استقرار الأسر ويقلل من المشكلات التي قد تواجهها في السنوات الأولى من الزواج.

وفيما يتعلق بتعزيز الوعي بأهمية الصندوق في المجتمع، أشارت الكلبانية إلى أهمية استخدام وسائل الإعلام المختلفة لنشر التوعية حول أهداف الصندوق وفوائده، كما يمكن الاستفادة من المؤثرين في المجتمع لنشر هذه الرسالة وتعزيز الوعي بين فئات الشباب.

وأضافت أن فكرة الصندوق جاءت لدعم الشباب ذوي الدخل المحدود من خلال تقديم قروض بدون فوائد أو بفوائد مخفضة، إلى جانب تقديم منح دراسية لأبناء الأسر الفقيرة وتوفير فرص عمل للشباب المتزوجين. واعتبرت أن صندوق الزواج يُعتبر استثمارًا في مستقبل الأجيال القادمة، ويساهم في بناء مجتمع عماني أكثر استقرارًا وازدهارًا.

و قدَّمت الكلبانية عدة اقتراحات أبرزها تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتوفير المزيد من الخدمات والتخفيضات على المنتجات والخدمات للشباب المتزوجين. كما أكدت على ضرورة تقييم الأثر الاجتماعي والاقتصادي لصندوق الزواج بشكل دوري، بهدف تحديد نقاط القوة والضعف لتحسين الأداء. وأوضحت أهمية أن يكون الصندوق مرنًا وقادرًا على التكيف مع التغيرات في الاحتياجات والظروف الاجتماعية والاقتصادية لضمان استدامته وفعاليته.

فرحة الشباب

وأعرب عدد من الشباب عن فرحتهم وسعادتهم بالمكرمة السامية التي ستسهم في تخفيف العديد من ضغوطات الزواج.

وقال علي بن محمد اليوسفي:"المكرمة السامية بإنشاء صندوق الزواج ستساعد في حل العديد من المشكلات المالية التي كانت تثقل كاهل الشباب، وستسهل لهم بداية حياتهم الزوجية على أسس سليمة، مشيرين إلى أن هذه المكرمة تؤكد حرص واهتمام المقام السامي ودعمه لكل ما يحقق تطلعات المواطنين، حيث كان عدد من الشباب يبدأون حياتهم الزوجية وهم مثقلون بالديون، مما يؤدي إلى شعورهم بالإحباط والضغط النفسي، لكن هذه المكرمة تأتي لتساعد في بناء أسرة سعيدة وتكوين جيل نافع للوطن".

من جانبها عبرت عبير بنت علي الريامية عن فرحتها بإنشاء صندوق الزواج، قائلةً: "سيحقق الصندوق العديد من الفوائد أبرزها الاستقرار النفسي للشباب، وتخفيف العبء المالي عليهم، مما سيشجعهم على الزواج، ولكن يجب أن ندرك أهمية الاستخدام الحكيم لهذه المكرمة، وعدم المبالغة في تكاليف الزواج، حيث إن الزواج هو رابطة اجتماعية ودينية مقدسة، وعلى الجميع المساهمة في تأسيسها على أسس قوية بعيدًا عن الإسراف".

أما راشد بن حميد العامري فقد أكد أن صندوق الزواج سيسهم في تخفيف التكاليف المالية المرتبطة بالزواج، مما يسهل على الشاب إكمال نصفه الديني، ويشجع على زيادة عدد المقبلين على الزواج، وأضاف أن هذه المنحة ستساعد على تحقيق الاستقرار الأسري، بعيدًا عن ديون الزواج التي قد يضطر بعض الشباب للاقتراض لتغطية مصاريف الزواج والمهر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ذوی الدخل المحدود الاستقرار الأسری صندوق الزواج الدکتور حمود من المشکلات أن الصندوق على الزواج على ضرورة زیادة عدد یسهم فی من خلال التی قد إلى أن

إقرأ أيضاً:

المغرب.. أمطار مارس تنعش الآمال بإنقاذ الموسم الفلاحي وتقليل العجز المائي

الرباط – يتداول المزارعون في الشمال المغربي مثلا شعبيا يقول "إذا كان مارس يسيل وأبريل هطيل وماي صافي صقيل، الثلثين من الصبا يحيل" للإشارة إلى الشروط المناخية اللازمة لتحقيق منتوج وفير، وتتمثل هذه الشروط في أمطار غزيرة في شهر مارس/آذار وبنسبة أقل في شهر أبريل/نيسان وجو صافٍ في شهر مايو/أيار.

وتشهد المملكة هطول أمطار غزيرة لم يعهدها المغاربة منذ أعوام بسبب تعاقب سنوات الجفاف، مما أنهك الموارد المائية وأحبط المزارعين ومربي الماشية.

وانتشرت حالة من التفاؤل في صفوف المزارعين وأنعشت آمالهم في تدارك الموسم الفلاحي الحالي الذي شهد عدم انتظام التساقطات المطرية، وفي تعزيز الفرشة المائية والرفع من مخزون السدود وزيادة المراعي.

تأثير التيارات الأطلسية

مع بداية شهر مارس/آذار الحالي شهد المغرب تساقط أمطار غزيرة على جزء كبير من البلاد بعدما هيمن على المنطقة طيلة فصل الشتاء المرتفع الجوي الآزوري (نظام ضغط جوي شبه استوائي يقع مركزه بالقرب من جزر الآزور في المحيط الأطلسي) وتسبب في عجز كبير في التساقطات المطرية.

وأوضح مسؤول التواصل بالمديرية العامة للأرصاد الجوية الحسين بوعابد للجزيرة نت أن ضعف هذا المرتفع الجوي بالتزامن مع تعزيز التيارات الأطلسية أدى إلى اختراق سلسلة من المنخفضات الأطلسية للأجواء المغربية، جالبة معها كميات كبيرة من الأمطار وتساقطات ثلجية مهمة على المرتفعات.

إعلان

وأضاف أن البلاد وقعت منذ أسبوع تحت تأثير منخفض جوي عميق وواسع النطاق، أطلق عليه اسم "جانا" خلّف كميات مهمة من التساقطات المطرية والثلجية، واستمر تدفق التيارات الغربية والجنوبية الغربية الرطبة، مما أسهم في استدامة الأمطار على مدى أيام متواصلة.

تساقط الأمطار في مارس/آذار الحالي يسهم في تقليص العجز المسجل منذ بداية الموسم الفلاحي الحالي في المغرب (الجزيرة)

واستنادا إلى البيانات المسجلة لمجموع التساقطات المطرية بين 1 و14 مارس/آذار الحالي لمختلف مناطق المملكة، كشف بوعابد أن المناطق الأكثر استفادة من الأمطار متمركزة أساسا في الشمال والأطلس المتوسط ومنطقة الريف والسهول الأطلسية الشمالية.

وتم تسجيل كميات مرتفعة بشكل خاص في كل:

من شفشاون (281.2 ملم) طنجة (254.2 ملم) إفران (238.0 ملم)

ويفسر بوعابد هذه الغزارة بالموقع الجغرافي لهذه المناطق التي تتأثر مباشرة بالتيارات الرطبة القادمة من المحيط الأطلسي، مما يخلق ظروفا جوية مواتية لهطول الأمطار.

بنعبو: الموارد المائية التي تم تخزينها بفضل هذه الأمطار ستمكن من تجنب الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب كما وقع الصيف الماضي في عدد من الأقاليم خاصة في أحواض دكالة والحوز

مخزون السدود والأحواض

بالنسبة للمهندس الفلاحي بجهة فاس مكناس عادل سعد فإن التساقطات المطرية الأخيرة كانت بمثابة طوق نجاة لإنقاذ الموسم الفلاحي ولتلافي جفاف متكرر بسبب التغيرات المناخية التي أثرت في تغيير نمط الفصول المناخية.

في حين قال الخبير في البيئة والمناخ محمد بنعبو إن الأمطار المسترسلة أسهمت في رفع مخزون السدود والأحواض المائية.

وشهدت السدود ارتفاعا ملحوظا في المخزون المائي الإجمالي من 10 إلى 12 مارس/آذار 2025، إذ استقبلت في هذه الفترة واردات مائية تبلغ حوالي 232 مليون متر مكعب، مما يعادل تقريبًا الاستهلاك المائي السنوي لمدينة الدار البيضاء، وفق بيانات وزارة التجهيز والماء.

وبلغت النسبة الإجمالية لملء السدود 32.3% إلى غاية أمس الجمعة وبموارد مائية تبلغ 5440 مليون متر مكعب.

إعلان وبلغت نسبة ملء سد الوحدة، أكبر سدود المملكة، حوالي 44% بلغت نسبة ملء سد واد المخازن حوالي 83% وسد محمد الخامس حوالي 61%.

وقال بنعبو إن هذه الموارد المائية التي تم تخزينها بفضل هذه الأمطار ستمكن من تجنب الانقطاعات المتكررة للماء الشروب كما وقع الصيف الماضي في عدد من الأقاليم خاصة في أحواض دكالة والحوز.

أما الحسين بوعابد فيرى أن هذه التساقطات سوف تسهم في تقليص العجز المطري المسجل منذ بداية الموسم.

ويبلغ المتوسط الوطني للأمطار منذ الأول من سبتمبر/أيلول 2024 إلى الآن حوالي 102 ملم، أي بزيادة 70% عن السنة الماضية، لكنها لا تزال أقل بنسبة 24.1% عن المعدل السنوي المعتاد.

وأضاف أنها تشكل دفعة إيجابية للموارد المائية والفلاحة، لكنها لم تبلغ النسبة الكافية لسد العجز المتراكم خلال السنوات الأخيرة.

الفرشة المائية الباطنية أو الجوفية لم تسترجع عافيتها، إذ تحتاج إلى وقت طويل لتعبئتها بعدما تم استنزافها بشكل كبير خلال سنوات الجفاف المتوالية

الزراعات الربيعية

تكتسي الزراعات الربيعية أهمية كبيرة في المغرب وتأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد الزراعات الخريفية، وتضم القطاني وخاصة الحمص والفاصوليا الجافة والبذور الزيتية مثل عباد الشمس والذرة والخضروات (البطاطس والبصل والجزر والكوسة) ويمكن هذا الإنتاج من تغطية الاحتياجات الداخلية من الخضروات في الصيف.

وقال محمد بنعبو إن أمطار مارس/آذار الحالي مهمة للزراعات الربيعية كون المغرب يراهن عليها دائما كبديل للزراعات الخريفية والشتوية في حال تأخر الأمطار أو عدم انتظامها، مشيرا إلى أثر إيجابي على الأشجار المثمرة وخاصة الحوامض والبواكر وأشجار الزيتون.

وقال المهندس الفلاحي عادل سعد إن هذه الأمطار ستؤدي إلى تحسن مردودية زراعات مثل الحبوب والقطاني والشعير والعدس والفول، إلى جانب زيادة الغطاء النباتي والمراعي الذي سيكون له أثر إيجابي على الثروة الحيوانية.

وإذا كان لأمطار مارس/آذار الحالي أثر في تحسين الفرشة المائية السطحية وإشباع التربة، وهو ما عاينه المزارعون من خلال ارتفاع مستوى المياه في الآبار والثقوب المائية، فإن الفرشة المائية الباطنية أو الجوفية -وفق بنعبو- لم تسترجع عافيتها، إذ تحتاج إلى وقت طويل لتعبئتها بعدما تم استنزافها بشكل كبير خلال سنوات الجفاف المتوالية.

أثر إيجابي للأمطار على الأشجار المثمرة وخاصة الحوامض والبواكر وأشجار الزيتون في المغرب (غيتي) تفاؤل وحذر

يؤكد الخبراء على ضرورة العمل على تحقيق أقصى استفادة من أمطار مارس/آذار الحالي لتعزيز القطاع الفلاحي الذي يعد حيويا لاقتصاد البلاد إذ يمثل 14% من الناتج الداخلي الخام ويشكل مصدر عيش 80% من سكان القرى.

إعلان

ويؤكد المهندس الفلاحي عادل سعد على ضرورة استخدام الطرق الحديثة للسقي لتجنب إهدار المياه وأيضا زراعة منتجات فلاحية لا تستهلك الفرشة المائية بشكل كبير للحفاظ على المخزون المائي لسنوات قادمة في ظل تغييرات مناخية يشهدها العالم بشكل عام والمملكة المغربية بشكل خاص.

أما محمد بنعبو فنبه إلى أن التفاؤل بهذه الأمطار الغزيرة لا يعني تجاهل حقيقة أن المغرب ما زال يعاني من الإجهاد المائي، لذلك يدعو إلى الاستمرار في رفع مستوى اليقظة في استخدام الموارد المائية.

وأظهر تقرير أصدره المركز الأفريقي للدراسات الإستراتيجية والرقمنة الشهر الماضي، انتقال المغرب من مرحلة ندرة المياه إلى الإجهاد المائي.

وتوقع التقرير أن يفقد المغرب حوالي 30% من الموارد المائية سنويا في أفق سنة 2050 في الوقت الذي يبلغ فيه متوسط الاستهلاك السنوي من الماء 606 أمتار مكعب لكل نسمة.

وأشار إلى أن أزمة المياه في المغرب لم تعد مقتصرة على المناطق الريفية، بل أصبحت شاملة حيث امتدت للمناطق الحضرية وشبه الحضرية مهددة توفر المياه الصالحة للشرب لجزء كبير من السكان.

ووفقا للتقرير فإن الكمية المستغلة من المياه الجوفية أو الباطنية (3.68 مليارات متر مكعب سنويا) تتجاوز بحوالي 240 مليون متر مكعب الكمية القابلة للاستغلال المستدام (3.44 مليارات متر مكعب سنويا)، كما تعاني معظم الفرشات المائية من انخفاض في مستويات المياه، مما قد يؤدي إلى النضوب في بعض المناطق.

مقالات مشابهة

  • متقاعدو أبوظبي على مائدة إفطار للمرة الأولى
  • نهيان بن مبارك: تعزيز الهوية الوطنية ركيزة أساسية لنمو المجتمع
  • دور مهم للشباب في تعزيز الأمن والاستقرار
  • وكيل وزارة الشباب والرياضة بشمال سيناء يعقد اجتماعا مع مديري الإدارات
  • الرئيس السيسي: تطوير مراكز الإصلاح والتأهيل خطوة كبيرة لصالح المجتمع
  • الرئيس السيسي: المجتمع عانى 3 سنوات بعد المشاكل التي واجهت الشرطة في 2011
  • المغرب.. أمطار مارس تنعش الآمال بإنقاذ الموسم الفلاحي وتقليل العجز المائي
  • بأقل التكاليف.. طريقة عمل كعك العيد في المنزل
  • جامعة قناة السويس تناقش وعي الشباب بتحديات الأمن القومي في ندوة بكلية الألسن
  • في خطوة نحو تعزيز الإنتاج.. شركة «سرت» تحفر أول بئر بحقل «متخندوش»