البرهان: علاقات السودان مع الخارج مبنية على مواقف الدول من الحرب
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
الخرطوم - قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، الاثنين 13 يناير 2025، إن علاقات الخرطوم مع الخارج ستبني على "مواقف الدول من الحرب" الدائرة حاليا ضد قوات الدعم السريع.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقده البرهان مع رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو امبالو، بالعاصمة بيساو، في ختام زيارته للبلاد استمرت يومين، بحسب بيان للمجلس السوداني.
وفي المؤتمر الصحفي، قال البرهان إن "الحرب لن تتوقف إلا بخروج هذه المليشيا (الدعم السريع) من الأعيان المدنية ومساكن المواطنين، وايقاف الدعم من الدول التي تدعم المليشيا سياسياً وعسكريا، دون تحديد دولة بعينها.
وأكد أن "علاقات السودان ستبنى على مواقف الدول من هذه الحرب".
ومنذ أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" شبه العسكرية حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وحوالي 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألف شخص بشكل مباشر وغير مباشر.
وذكر البرهان أن "السودان يواجه حربا تعددت أطرافها، وتم غزوه بواسطة مرتزقة ومليشيات الدعم السريع التي دمرت البنية التحتية للدولة، وارتكبت جرائم ممهنجة ضد الشعب.
وأضاف: "العالم يعلم جيدا أن هذه المليشيا ارتكبت جرائم حرب وإبادة جماعية في حق المواطنين".
وجدد البرهان "موقف الشعب السوداني الرافض للتفاوض والجلوس مع الدعم السريع ووجودها في المستقبل"، وفق البيان.
وشدد رئيس مجلس السيادة الانتقالي على "أهمية حل المشاكل الداخلية لدول القارة داخل البيت الإفريقي، والنأي عن الحلول الخارجية"، داعيا إلى "الاستفادة من الموارد التي تذخر بها إفريقيا ورفض الوصايا من الخارج".
بدوره، أكد رئيس غينيا بيساو على "استعداد بلاده لدعم جهود وقف الحرب في السودان"، بحسب المصدر ذاته.
وأعرب عن أمله بأن يشهد السودان "المزيد من الأمن والاستقرار".
والأحد، وصل البرهان إلى غينيا بيساو، في ثاني محطة ضمن جولة إفريقية بدأها في مالي السبت، وتشمل أيضا سيراليون والسنغال.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
بعد الانتصارات المتوالية للجيش.. السودان.. «الدعم السريع» يستهدف المدنيين
البلاد – الخرطوم
بعد تحقيق الجيش السوداني سيطرة شاملة على مواقع استراتيجية مهمة في الخرطوم، ردت ميليشيا الدعم السريع، أمس (الأحد)، بالانتقام من المدنيين في ولاية الجزيرة.
وشملت انتصارات الجيش في الخرطوم استعادة السيطرة على القصر الجمهوري، البنك المركزي، الوزارات السيادية، ومقار عدة مؤسسات حيوية مثل متحف القومي ومقر السفارة المصرية، بدأت ملامح تحول في موازين القوى داخل العاصمة. هذه العملية العسكرية التي اعتُبرت الأكبر منذ اندلاع النزاع، أكسبت الجيش زمام المبادرة وأعادت ترتيب ملامح السلطة في العاصمة. وقد تجلت هذه السيطرة في استحواذه على معالم بارزة منها مول الواحة وبرج البركة ومسجد الخرطوم الكبير وبرج المعلم، مما أرسى قواعد تمهيدية لإنهاء الحصار الذي فرضته ميليشيات الدعم السريع.
وفي المقابل، لم تسر الأمور بسلاسة على الجبهات الأخرى، إذ بدأ الدعم السريع بالانتقام عبر استهداف المدنيين في ولاية الجزيرة، وهو ما يعد رسالة واضحة بأن المعركة لن تقتصر على ميادين القتال العسكرية فحسب. فقد أشارت تقارير نشرت في الأيام الأخيرة إلى وقوع هجمات انتقامية في قرى العقليين المتاخمة لجبل أولياء، أسفرت عن سقوط أرواح العديد من المواطنين وإصابة آخرين، إضافة إلى نزوح جماعي لسكان بعض القرى نتيجة تلك الهجمات.
وتبرز هذه الأحداث ترابطاً واضحاً بين الانتصارات العسكرية للجيش في قلب العاصمة وردود أفعال ميليشيات الدعم السريع التي تسعى لتعويض الخسائر أو استعادة هيبتها عبر حملات عدائية ضد البنية التحتية للمجتمع المدني. ويُلاحظ أن هذه المعارك تضع المدنيين في قلب الصراع، حيث تتجه الطموحات العسكرية والسياسية إلى قلب المجتمعات البسيطة، مما يزيد من معاناة الشعب ويستدعي تدخل جهات إنسانية عاجلة لتخفيف آثار النزاع على الأرواح والممتلكات.