محللون عسكريون: حرب جنرالات وشيكة بالجيش الإسرائيلي تخدم نتنياهو
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
القدس المحتلة- وسط التفاؤل بقرب موعد إبرام صفقة تبادل ووقف مؤقت لإطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل على جبهة قطاع غزة، تصاعدت حدة التوتر بين المستويين السياسي والعسكري في تل أبيب، في حين طفت على السطح الانتقادات وتراشق الاتهامات بين القيادة العسكرية في مؤشر يعكس أزمة ثقة داخل رئاسة هيئة الأركان بالجيش الإسرائيلي.
وتجلت أزمة الثقة، من خلال تسريب رسالة استقالة أمير برعام نائب رئيس أركان الجيش إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، وهو التسريب الذي يعبر عن الصراع الخفي داخل هيئة الأركان منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" قبل عام و3 أشهر.
وتعددت الرسائل التي تحملها التسريبات، إذ إنها تشير إلى التصدع وتفاقم أزمة الثقة بين القيادات العسكرية، وتلمح بأن على رئيس الأركان هيرتسي هاليفي أن يستقيل أيضا من منصبه قريبا، وهو ما يدفع إليه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس.
ورجحت قراءات المحللين العسكريين أن تسريب استقالة برعام، والانتقادات للقيادة العسكرية، تعكس العلاقات المتوترة بين هاليفي والعديد من قادة الجيش، وهو التوتر الذي يصب بمصلحة نتنياهو الذي يسعى إلى تحميل المستوى العسكري كامل المسؤولية عن الفشل في منع أحداث "السبت الأسود" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
إعلان
حرب الجنرالات
وكشف المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشوع، عن تفاقم أزمة الثقة داخل رئاسة هيئة الأركان بالجيش، مرجحا أن هاليفي قد يستقيل من منصبه بالمستقبل القريب خصوصا عقب تسريب رسالة استقالة نائبه.
ووصف المحلل العسكري الوضع في هيئة الأركان العامة بـ"انعدام الثقة" غير المسبوق، ورجح أن الانتقادات الموجهة لهاليفي تعكس بوادر "حرب جنرالات" داخل الجيش الإسرائيلي، شنها كبار الضباط الذي شاركوا بالحرب على غزة ومعركة التوغل البري، وهي تعكس التصدع داخل رئاسة الأركان، مما يخدم نتنياهو.
وفي مؤشر على احتدام "حرب الجنرالات"، استعرض يهوشوع أبرز الانتقادات لهاليفي، وكانت لقائد المنطقة الوسطى المنتهية ولايته يهودا فوكس، وقائد الفيلق الشمالي ساعر تسور (الذي أجبر على الاستقالة)، وقائد شعبة القوى البشرية يانيف عشور، وقائد سلاح البرية المنتهية ولايته تَمير يدعي، وقائد شعبة التنصت المنتهية ولايته عيران نيف.
مع ذلك، فإن رسالة الاستقالة التي كتبها برعام، يقول المحلل العسكري "تشكل حدثا دراماتيكيا وغير مسبوق. لم يسبق لنائب قائد الجيش أن عبر عدم ثقته بالجندي رقم واحد بالجيش الإسرائيلي، وخاصة في خضم حرب دامية".
ورغم أن العلاقة بين رئيس الأركان ونائبه لم تكن أبدا في أفضل حالاتها "كان هاليفي ينظر إلى نائبه باعتباره الوريث القسري، بيد أن الحرب على غزة جرتهما إلى أعماق جديدة، حيث إن رسالة استقالة برعام كشفت عن جزء قليل منها"، يضيف يهوشوع.
وزير الدفاع كاتس (وسط) وعلى يساره رئيس الأركان هاليفي (المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي) تصدعات بالأركانالطرح ذاته تبنته مقدمة البرامج في القناة 12 الإسرائيلية، المحامية كنيرت براشي، التي رجحت -في مقال لها بالموقع الإلكتروني "والا"- قدوم يوم الحساب لرئيس الأركان هاليفي الذي سعى لتشكيل لجنة تحقيق تتكون من مقربيه، تعمل خلف الأبواب المغلقة، وتمس بحق الجمهور في معرفة الحقيقة.
إعلانوتعتقد براشي أن هاليفي يتصرف بشكل منهجي لمنع تشكيل لجنة تحقيق رسمية خارج إطار المؤسسة العسكرية، وكأنه يتعمد تأخير الكشف عن المسؤولين بالفشل في منع أحداث 7 أكتوبر.
تقول "أخذت تظهر التصدعات برئاسة الأركان، فهناك في الجيش عناصر تدرك أن حلم هاليفي بتشكيل لجنة تعتمد على مقربيه ليس بالضرورة قابلا للتحقق. وبدأت هذه العناصر نفسها تسريب المعلومات، في محاولة للمطالبة بإجابات حقيقية من كبار المسؤولين العسكريين الذين يتحملون المسؤولية المباشرة عن الإخفاق".
نفوذ نتنياهو
وفي قراءة تعكس تغلغل تأثير المستوى السياسي على الجيش الإسرائيلي واتساع نفوذ نتنياهو برئاسة الأركان، عقب تعينه كاتس وزيرا للدفاع، يعتقد المحلل العسكري في صحيفة "هارتس" عاموس هرئيل، أن استقالة برعام، تأتي بعد أن أدرك أن التعيينات والترقيات بالجيش سيستغرق وقتا طويلا وأنه لن يحظى بترقية على الصعيد الشخصي.
وأوضح المحلل العسكري أن الاستقالة قد تقيد هاليفي وتجهض أي محاولة لتعيين نائب جديد له، لأن نتنياهو وكاتس لن يسمحا له بذلك، حيث يسعيان إلى تعيين رئيس أركان مواليا لهما، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفاقم الأزمة الداخلية بالجيش الإسرائيلي.
ويعتقد هرئيل أن نتنياهو يوظف "حرب الجنرالات" من أجل مصلحته، بمواصلة عدم الاعتراف بمسؤوليته عن الإخفاق في منع "طوفان الأقصى"، وكذلك مواصل مساعيه لإحباط أي محاولة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية، والاستمرار بنهجه لطمس أي أدلة تشير إلى ضلوعه بالفشل، مقابل الإمعان بتوجيه الاتهامات إلى القادة العسكريين والأمنيين وتحميلهم مسؤولية الإخفاق.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بالجیش الإسرائیلی الجیش الإسرائیلی المحلل العسکری رئیس الأرکان هیئة الأرکان
إقرأ أيضاً:
قائد القيادة المركزية الأمريكية يزور السعودية ويلتقي رئيس هيئة الأركان العامة في المملكة
الأردن – زار الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد القيادة المركزية الأمريكية أفرادا من القوات المسلحة الأمريكية في السعودية وأجرى لقاءات مع قادة رئيسيين في المملكة.
وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان امس الأحد، إن الجنرال كوريلا التقى الفريق أول الركن فياض بن حامد الرويلي رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة السعودية وكبار أركانه.
وناقش القائدان المخاوف الأمنية المشتركة والتزامهما المتبادل بمعالجة التهديدات التي تنشأ في المنطقة، وأهمية الاستعداد المشترك من خلال التشغيل البيني.
وأكد الجنرال كوريلا والجنرال الرويلي على أهمية تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين وخاصة من خلال التدريبات العسكرية المشتركة، وبناء التشغيل البيني والاستعداد، وبرامج بناء القدرات.
وأكد الاجتماع على الشراكة الاستراتيجية الدائمة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، والتي تظل شريكا رئيسيا في الحفاظ على الأمن الإقليمي والاستقرار والسلام والازدهار في المنطقة.
وذكرت القيادة أن الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية تربطهما شراكة استراتيجية منذ أكثر من ثمانية عقود.
وأشارت في بيانها أيضا إلى أنه وأثناء وجوده في المملكة العربية السعودية، التقى الجنرال كوريلا بالفريق أول الركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة اليمنية، الذي قدم من اليمن لحضور الزيارة.
وناقش الطرفان الجهود الرامية إلى تعزيز التعاون الأمني ومكافحة التهديدات الإقليمية مثل الحوثيين وهجماتهم ضد السفن العسكرية والتجارية في البحر الأحمر وباب المندب.
كما ناقشا استراتيجيات لتعزيز القدرات العملياتية للقوات المسلحة اليمنية.
واتفق القائدان على مواصلة البناء على الشراكة من خلال المشاركات المستقبلية.
كما أكد الاجتماع على التزام القيادة المركزية الأمريكية بتعزيز السلام والاستقرار والأمن في جميع أنحاء المنطقة.
المصدر: RT