تُعد رواية “واحة الغروب” واحدة من أبرز وأشهر أعمال الأديب الكبير بهاء طاهر، حيث حصدت الرواية إعجاب القراء والنقاد منذ صدورها، بل واعتُبرت علامة بارزة في الأدب العربي. الرواية، الصادرة عام 2006، حصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في دورتها الأولى عام 2008، مما عزز من مكانتها الأدبية على الصعيدين العربي والعالمي.

رواية التاريخ والإنسان

تدور أحداث “واحة الغروب” في نهايات القرن التاسع عشر، وتتناول مصير شخصيتين رئيسيتين: ضابط الشرطة محمود عبد الظاهر وزوجته الأيرلندية كاثرين، حيث يتم نفي محمود إلى واحة سيوة عقب اتهامه بتعاطفه مع الثورة العرابية.

 ومن خلال عيون الزوجين، تنكشف تفاصيل الحياة في الواحة بما فيها من صراعات اجتماعية، وتراث ثقافي عريق، وحياة يومية بسيطة تتقاطع مع صراعات الإنسان الوجودية.

أسباب شهرة “واحة الغروب”

1. عمق القضايا الإنسانية:

تتناول الرواية قضايا إنسانية عميقة مثل الحب، الغربة، الهوية، والتصادم بين الحضارات، حيث يتجسد هذا في العلاقة المتناقضة بين الزوجين محمود وكاثرين، وفي ارتباط الأخيرة بالتاريخ الفرعوني وحلمها باستكشاف معبد الإسكندر الأكبر المدفون تحت رمال الواحة.

2. الأسلوب الأدبي المميز:

يتميز بهاء طاهر بلغته السردية الرشيقة وأسلوبه الغني بالتفاصيل، حيث ينقل القارئ إلى أجواء الواحة وكأنه يعيش فيها. كما ينجح في بناء شخصيات معقدة ومتناقضة، تُظهر العمق النفسي والصراعات الداخلية التي يعيشها كل منهم.

3. المزج بين الواقعية والرمزية:

يجمع طاهر في الرواية بين التاريخ والخيال، حيث يربط بين أحداث تاريخية حقيقية والصراعات الداخلية لشخصياته، مما يجعل الرواية تحمل أبعادًا رمزية عن الوجود الإنساني والتغير الاجتماعي والسياسي.

4. البعد التاريخي والجغرافي:

تُبرز الرواية الحياة في واحة سيوة، وتقدم وصفًا دقيقًا للعادات والتقاليد والبيئة الجغرافية للواحة، مما جعلها مصدرًا هامًا للتعرف على هذا الجزء الغامض من مصر.

5. تحويلها إلى عمل درامي ناجح:

ساهم تحويل الرواية إلى مسلسل تلفزيوني عام 2017، من بطولة خالد النبوي ومنة شلبي، في زيادة شهرتها وانتشارها، حيث أعاد العمل الدرامي تقديم الرواية لجمهور أوسع بأسلوب بصري جذاب.

رسالة الرواية

تُبرز “واحة الغروب” تعقيدات النفس البشرية وصراعاتها مع الماضي والحاضر، وتُظهر كيف يمكن للمكان أن يكون شاهدًا على التغيرات الكبرى في حياة الأفراد والمجتمعات. وتُعد الرواية شهادة أدبية على عبقرية بهاء طاهر في صياغة قصص تُحاكي أعماق النفس البشرية وتلامس قضاياها الأزلية.

إرث أدبي خالد

لم تكن “واحة الغروب” مجرد عمل أدبي، بل أصبحت أيقونة تُجسد قضايا الإنسان وارتباطه بالمكان والتاريخ. وقد أثبتت الرواية أن بهاء طاهر واحد من أعظم الأدباء العرب، الذين استطاعوا أن يخلقوا أعمالًا تجمع بين القيمة الفنية والرسائل الإنسانية العميقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الرواية الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر واحة الغروب الثورة العرابية بهاء طاهر الأدب العربي المزيد واحة الغروب بهاء طاهر

إقرأ أيضاً:

الأهلي يخرج من موقعة صن داونز بـ «التعادل الثمين»

 
بريتوريا (أ ف ب)

أخبار ذات صلة الرئيس السيسي يؤكد تضامن مصر مع الأردن في مواجهة الإرهاب وفاة الفنان المصري سليمان عيد إثر أزمة صحية مفاجئة


فرض الأهلي المصري تعادلاً سلبياً على مضيفه الجنوب أفريقي ماميلودي صن داونز، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أفريقيا في كرة القدم، السبت على ملعب لوفتوس فيرسفيلد بمدينة بريتوريا.
وتعد النتيجة مقبولة بالنسبة لحامل اللقب والساعي للتتويج الثالث توالياً تحت إشراف المدرب السويسري مارسيل كولر والثالث عشر القياسي في تاريخه، في حين فرط صن داونز بقيادة المدرب البرتغالي ميجيل كاردوزو باستغلال عامل الأرض.
وتقام مباراة الإياب الجمعة المقبل على استاد القاهرة الدولي، ويتأهل الفائز بمجموع المباراتين لملاقاة الفائز من بيراميدز المصري وأورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي في الدور النهائي.
لم يشهد الشوط الأول الكثير من الفرص، حيث امتلك لاعبو صن داونز الكرة، لكن دون خطورة حقيقية على مرمى حارس وقائد الأهلي محمد الشناوي، وكانت أبرز المحاولات تسديدة تيبوهو موكوينا التي علت العارضة في الدقيقة العاشرة.
فيما اعتمد الأهلي على المحاولات الهجومية التي قادها إمام عاشور وطاهر محمد طاهر والسلوفيني نيتس جراديشار، وسط تأمين دفاعي بتواجد خمسة لاعبين في الدفاع.
وحاول عاشور مرتين، الأولى بتسديدة امسك بها حارس مرمى صن داونز رونوين وليامز (16)، والثانية برأسية قوية بعد عرضية طاهر تصدى لها وليامز مجدداً (23).
وكانت أخطر فرص الشوط في الدقيقة الأخيرة، حين مرر طاهر كرة على الجهة اليسرى لعاشور الذي أرسل عرضية متقنة قابلها جراديشار برأسية قوية ارتدت من القائم الأيمن لمرمى وليامز لينتهي الشوط الأول بالتعادل.
لم يتغير الحال كثيراً في بداية الشوط الثاني، حيث لم تشهد الدقائق الأولى أي فرص من الفريقين، وسط لجوء لاعبي الأهلي لتهدئة اللعب والسيطرة على الكرة في منطقة وسط الملعب.
وسجل جراديشار هدفاً للأهلي في الدقيقة 70، لكن الحكم ألغاه بداعي التسلل على المدافع المغربي أشرف داري الذي مرر الكرة برأسه للمهاجم السلوفيني، وعاد الحكم ليلغي هدفاً ثانياً للأهلي سجله البديل المغربي أشرف بن شرقي في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع بداعي التسلل.

 

مقالات مشابهة

  • إقبال المواطنين على واحة حمام موسى السياحية بطور سيناء في شم النسيم
  • في 3 أيام فقط.. بهاء سلطان يقترب من المليون الأول بأغنية "رسيني"
  • البابا فرنسيس.. راعٍ من الشعب إلى حبرٍ أعظم
  • الغازي ومرسي.. جبهة إعلامية صلبة في ملاعب أوروبا تواجه الرواية الإسرائيلية
  • حاتم خيمي: “بالنسبة لي محرز أعظم لاعب في التاريخ من ناحية “التكنيك””
  • في ذكرى وفاة والدها الـ34.. سيمون تنعى "أعظم إنسان في حياتها" برسالة مؤثرة
  • أفضل الأعمال في العشر الأوائل من ذي الحجة.. فرص عظيمة لاغتنام الأجر والثواب
  • الرواية الخليجية.. في مرايا السرد والتحولات
  • الأهلي يخرج من موقعة صن داونز بـ «التعادل الثمين»
  • حكم أكل الفسيخ .. تعرف على الخلاف الفقهي ببن المذاهب الأربعة