عربي21:
2024-09-19@03:19:40 GMT

الشباب العربي... وقوارب الموت!

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT


يحتفل العالم سنويا باليوم العالمي للشباب في 12 من آب/ أغسطس، والاحتفال بالشباب ليس حدثا عبثيا، ولا مُجرّد مناسبة عابرة كونهم الأساس المتين والحصن الحصين لأوطاننا.

والشباب هُم الطاقة المُتنامية للحياة، وبهم تُبنى الأوطان، وبسواعدهم تُصان الأعراض، وبعقولهم تُحرس البلدان وبهمتهم تُعمّر الأرض.

وبهذه المناسبة نتساءل: هل المطلوب من المجتمع والدولة والعائلة في يوم الشباب العالمي أن يقدّموا التهاني والتبريكات لشبابنا وشابّاتنا، والاحتفال بيومهم بقوالب الحلوى والهدايا الرمزية البسيطة، وبيانات التهنئة الرسمية المطرزة بالوعود والمشاريع (التنموية)؟

أتصوّر أن اقتصار الأمر على هذه الفعاليات الثانوية، رغم أهمّيّتها، تقزيم للشباب ولدورهم الحيوي.



وأظنّ أن القضيّة الأكبر تتعلّق بضرورة معرفة مشاكل الشباب وطموحاتهم والتحديات التي تواجههم، وكيفيّة مساندتهم للوصول إلى أهدافهم وهي بالنتيجة تَصبّ في مصلحة الوطن والناس.

وهنالك في وطننا العربي عشرات المعضلات المرهقة لشبابنا وشابّاتنا، وقد تكون آمال الشباب الزاهية وطموحاتهم المتنامية من أكبر عوامل توليد الإشكاليات، وتفريخ (الرهاب من المستقبل)!

وهذا التخوّف يمكن معالجته بالتثقيف المنزلي والرسمي (المدرسي والجامعي) وزراعة الثقة بنفوس الشباب.وتُعدّ البطالة من أبرز المشاكل المتنامية، وعلاجها يتلخّص بتوفير فرص عمل للشباب في القطاعين العامّ والخاصّ، وبتقديم القروض المالية (بدون فائدة) وبآجال معقولة لمشاريعهم الخاصّة.

والخطوات السابقة المقترحة لمكافحة البطالة يمكن استخدامها لمعالجة آفة الفقر المُتنامية في غالبية البلدان العربية.

ومن المعضلات المعقّدة قضيّة الهجرة إلى الخارج، ولا ندري كيف يمكن تفسير مجازفة آلاف الشباب سنويا بعبور البحار والمحيطات المُميتة للهروب إلى أوروبا؟

ويَتوجّب، على الدول العربية، تطوير الخطط الوطنية الاستراتيجية لاحتواء الشباب وترتيب الأرضية الصالحة للمحافظة على انتمائهم لأوطانهم وجعلهم أدوات بناء وعطاء، وتمنعهم، حقيقة، من التفكير بالهجرة القاتلة والهروب للمنافي المهلكة.

وبالتوازي قد تكون الفتن الفكرية والعقائدية والثقافية المواجهة للشباب أخطر من الآفات المادّية والماليّة، ومن أشدّها دعوات هدم المنظومات الأُسرية والأخلاقية!

وعلاج هذه المعضلة يكون بخطّة دقيقة تشارك فيها وزارات التربية والتعليم والأوقاف والثقافة والإعلام، وتسعى لبيان خطورة هذه الأفكار الهدّامة على كيان الدولة والمجتمع، والسعي لتوعية عموم المواطنين، والشباب خصوصا، بنقاط الخراب الموجودة في هذه الآفات المستوردة القاتلة.

ومن المعضلات الكبرى آفة تجاهل الشباب لقيمة الوقت!

وهذه الآفة تتطلّب حملة وطنية لبناء أندية ثقافية ورياضية ومجتمعية في غالبيّة الأحياء السكنية، ويكون الاشتراك فيها بأجور رمزية ولتكون بمثابة الديوان المجتمعي العامّ الناشر للخير والمحبّة والصحّة والتعليم وكلّ ما يتعلّق بالإنسان والحياة.

وهذه الأندية ستعالج تدريجيا آفات رفقاء السوء والمخدّرات والأمُيّة الحضارية وبقية التحديات!

ومن المشاكل المُستجدّة عزوف الشباب عن الزواج لارتفاع التكاليف نتيجة المهور العالية والأعراف والتقاليد المليئة بالتبذير والبذّخ!

وهذه المعضلة يمكن معالجتها عبر الأندية الثقافية المقترحة آنفا في المدن، والتثقيف بضرورة تقليل المصاريف الخيالية، والتركيز على الصرفيات المهمّة وترك الكماليات الهامشية.

هذه المقترحات ليست صعبة التطبيق ولكنّها بحاجة إلى إرادات شعبية ورسمية ومجتمعية لبذرها في أرجاء أوطاننا.

والتجارب الإنسانية أثبتت أن هذه الآفات المجتمعية لا تقلّ خطورتها على مجتمعاتنا من كوارث الحروب والأوبئة والأعمال التخريبية الإرهابية.

لنضع أيدينا بأيدي الشباب، ولنكون عونا لهم ليقتنعوا قناعة كافية أن الهجرة والتراخي محاولات للهروب والتخدير الفكري وليست محاولات للنجاح والتطوّر، وليؤمنوا أيضا بأنّنا معهم لبناء حاضرهم ومستقبلهم.

لا تُضَيّقوا على الشباب وتدفعونهم لركوب قوارب الموت بحثا عن ملاذات أفضل!

الشباب عماد الوطن ودعمهم في الجوانب الفكرية والعقائدية والجسدية والنفسية والعملية، الآنية والمستقبلية، مسؤولية الجميع.

الشرق

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الهجرة أوروبا أوروبا لجوء هجرة مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

«زراعة كفر الشيخ» تطلق قافلة إرشادية إلى قرية العجوزين لمكافحة الآفات

أطلقت كلية الزراعة بجامعة كفر الشيخ، قافلة إرشادية إلى قرية العجوزين بمركز دسوق، تحت عنوان «رعاية المحاصيل الصيفية - مكافحة آفات المحاصيل الصيفية - مشروعات ريفية صغيرة»، في إطار المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».

عقد جلسات مع المزارعين

وعُقدت جلسات مع المزارعين، وتم التحدث عن أهم التوصيات التي يمكن من خلالها تعظيم الإنتاجية لأهم المحاصيل الصيفية المزروعة بالمنطقة وكيفية رعاية المحاصيل الصيفية، ومكافحة آفات المحاصيل الصيفية، والتطرق أيضاً إلى المشروعات الريفية الصغيرة، كما تم الاستماع إلى تساؤلات المزارعين، وأهم الشكاوى التي تواجههم، وكيفية التغلب على تلك المعوقات.

التعرف على أهم المشكلات التي تواجه المزراعين

وأوضح الدكتور عبد الرازق دسوقي، رئيس جامعة كفر الشيخ، أنّ هذه القوافل تتناول محاضرات للتعرف على أهم المشكلات التي تواجه المزراعين، وطرق زراعة المحاصيل المختلفة، وأهم التوصيات الفنية الواجب مراعاتها لرعاية تلك المحاصيل سواء محاصيل الحقل أو الخضر، بجانب استماع الباحثين لأهم تساؤلات المزارعين، وأهم الشكاوى التي تواجههم، وكيفية التغلب على تلك المعوقات تحت ظروف المنطقة المحلية، وأهم الحلول، وأهم الأصناف، وأنسب مواعيد للزراعة، وكيفية الاستغلال الأمثل للمساحة.

مقالات مشابهة

  • استراتيجيات لازمة لاستعادة تفاعل الشباب مع دور الحركات الإسلامية
  • ياسر الهضيبي: مبادرة بداية جديدة تدعم الشباب وتمهد لنهضة اقتصادية شاملة
  • مديرية عمل الأقصر تشارك في فعاليات ملتقى توظيف للشباب لتوفير 2250 فرصة
  • محافظ المنيا يفتتح ملتقى توظيف الشباب 2024 وسط إقبال كثيف
  • قومي المرأة بالمنيا: إقبال كثيف على ملتقى التوظيف تزامنًا مع مبادرة "بداية"
  • توفير 4 آلاف فرصة عمل للشباب ضمن ملتقى توظيفي في المنيا.. تفاصيل مهمة
  • 5 آلاف وظيفة وتنقل بالمجان.. إقبال من الشباب على الملتقي التوظيفي بالبحيرة (فيديو وصور)
  • التامني تسائل رئيس الحكومة حول أحداث الفنيدق
  • قنا| 2300 لاعب يشاركون بإختبارات كابيتانو مصر
  • «زراعة كفر الشيخ» تطلق قافلة إرشادية إلى قرية العجوزين لمكافحة الآفات