الجوع يدفع أهالي غزة لتناول الدلافين والقروش.. ومفاوضات التهدئة تعيد الأمل
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
تعيش غزة أزمة إنسانية خانقة، حيث تفاقمت الأوضاع الاقتصادية وزادت معدلات الجوع إلى مستويات غير مسبوقة، ما دفع بعض سكانها للبحث عن حلول بديلة لمواجهة ندرة الغذاء، حتى وإن كانت تلك الحلول تعتبر انتهاكات خطيرة للبيئة البحرية، وبينما تستمر الجهود الدبلوماسية لتحقيق تهدئة وإنهاء العدوان.
تفاصيل الوضع الإنساني والجوع في غزةوفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن جهود مصر الدبلوماسية في دعم القضية الفلسطينية كبيرة جدا، كما أن محاولات التوصل إلى وقف إطلاق النار وحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الموقف المصري قوي وصامد وواضح منذ البداية، وموقف مصر منذ اليوم الأول للعدوان كان موقفها مباشرا ولم يقتصر علي الرفض وإنما الوقوف حائط صد أمام هذه المخطاطات، والدولة المصرية مستمرة في إرسال المساعدات الإنسانية لأهل غزة.
وأشار فهمي، إلى أن مصر تتحرك بمفردها لإرسال المساعدات الإنسانية للأهالي في قطاع غزة دون توقف، وأوضح أن مصر تسعى إلى تخفيف المعاناة على الفلسطينيين في ظل الحرب.
وفي مشهد استثنائي وغير مألوف على سواحل قطاع غزة، تمكن أحد الصيادين الفلسطينيين من اصطياد دولفين على شاطئ بحر خان يونس، جنوب القطاع، وهذا الحدث تم توثيقه ونشره عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث شارك الصياد محمد الغفاري صورة للدولفين الذي اصطاده عبر حسابه على "إنستجرام"، مما أثار جدلا واسعا واهتماما كبيرا بين المستخدمين، خاصة في ظل التحديات المستمرة التي يواجهها الصيادون بسبب الحصار وأوضاع الحرب.
تحديات الصيادين في ظل الحصاروتواجه مجتمعات الصيد في غزة واقعا مريرا، حيث يكافح الصيادون يوميا لجلب صيد متواضع يساعدهم على إطعام أسرهم، وفقا لوسائل إعلام فلسطينية، كان صيد الأسماك جزءا أساسيا من الحياة اليومية لسكان القطاع قبل الحرب، إذ اعتمد كثيرون على بيع ما يصطادونه كمصدر رزق رئيسي، فضلا عن توفير الغذاء للمجتمع المحلي، لكن اليوم، أصبحت هذه المهنة مليئة بالصعوبات التي تعيق حتى أبسط المحاولات للحصول على قوت يومهم.
وفي هذا الإطار، أعدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية تقريرا ينتقد ممارسات بعض الصيادين الفلسطينيين الذين يلجؤون إلى صيد الكائنات البحرية المحمية، ووصفت الصحيفة صورة الصياد الغزي بأنها "استعراض لصيد غير قانوني دون خجل"، متجاهلة الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع نتيجة الحصار الذي استمر لأكثر من عام وأدى إلى تفاقم الجوع حتى درجة تهدد حياتهم.
وذكرت الصحيفة أن رام نيري، وهو عضو في جمعية أسماك القرش في إسرائيل، وثق عمليات الصيد في غزة على مدار أربع سنوات.
وعلى منصات التواصل الاجتماعي، انتشرت صور نشرها نشطاء فلسطينيون مثل محمود زكي العمودي، وهو يحمل سمكة قرش صغيرة، وأكد أنه قام لاحقاً بطهي السمكة، مما أثار جدلا كبيرا على الإنترنت.
ففي حين اعتبر البعض هذه الممارسات تهديدا إضافيا للأنواع المهددة بالانقراض، دافع العمودي عن موقف الصيادين قائلا: "الظروف القاهرة التي نعيشها تجعل كل ما هو متاح من موارد غذائية قابلا للاستخدام، بما في ذلك الكائنات المحمية".
وعبرت جمعية أسماك القرش في إسرائيل عن غضبها الشديد تجاه ممارسات الصيد في غزة، ووصفتها بأنها "كارثة بيئية تهدد التنوع الحيوي البحري في البحر الأبيض المتوسط".
وفي ظل هذه الأوضاع الإنسانية الكارثية، تتزايد الأحاديث حول إحراز تقدم في مسار مفاوضات التهدئة في قطاع غزة، وقد نشرت قناة "إكسترا نيوز" تقريرا بعنوان: "حالة من التفاؤل الحذر تسود بين سكان قطاع غزة مع تزايد الحديث عن إحراز تقدم في مفاوضات الهدنة".
وأشار التقرير إلى أن الشعب الفلسطيني، ولا سيما سكان قطاع غزة، يعيشون حالة من اليأس المستمر، حيث لم تتغير أوضاعهم رغم الأخبار المتداولة عن تقدم المفاوضات.
ومع ذلك، يظل هناك من يتشبث ببصيص أمل، ولو ضئيل، للوصول إلى اتفاق قد يخفف من المعاناة اليومية.
بحسب التقرير، فإن الغالبية العظمى من الفلسطينيين فقدوا الأمل في قرب التوصل إلى اتفاق يُنهي العدوان الإسرائيلي على القطاع، نظرا للتعنت الإسرائيلي المستمر الذي يفشل أي محاولات جدية للتوصل إلى تهدئة.
على الرغم من انتشار حالة اليأس، يرى الخبراء أن عدم التوصل إلى اتفاق حتى الآن لا يعني أن المفاوضات قد وصلت إلى طريق مسدود، بل على العكس، فإن الجولة الراهنة تعتبر من أكثر المحاولات جدية للتوصل إلى تهدئة.
والجدير بالذكر، أن بين الجوع الذي يدفع إلى تجاوز الحدود البيئية والآمال المعقودة على مفاوضات التهدئة، يعيش أهالي غزة واقعا مؤلما يمتزج بين القهر والمقاومة، ورغم كل التحديات، يبقى الأمل في مستقبل أفضل قائما، ولو ببصيص ضوء وسط ظلمة المعاناة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر قطاع غزة غزة الاحتلال الدولة المصرية طوفان الأقصى المساعدات الإنسانية المزيد
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تُعلن تقليص وجودها في قطاع غزة االرازح تحت الحصار والقصف المستمر
أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، اليوم الاثنين، أن المنظمة ستقلص وجودها في غزة رغم تصاعد الاحتياجات الإنسانية وتفاقم المخاطر التي تهدد سلامة المدنيين.
وقال دوجاريك إن هذا القرار يأتي في وقت تتعرض فيه غزة لغارات إسرائيلية مدمّرة أسفرت خلال الأسبوع الماضي عن مقتل المئات من المدنيين، من بينهم موظفون في الأمم المتحدة، فيما لم يُسمح بدخول أي مساعدات إنسانية إلى القطاع المحاصر منذ مطلع آذار/مارس.
وأكد أن الأمم المتحدة لن تغادر غزة، وستواصل تقديم المساعدات التي يعتمد عليها المدنيون، مشيراً إلى أن تعليق دخول قوافل الإغاثة من قبل الحكومة الإسرائيلية مستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، في ظل مواصلة العمليات العسكرية.
وأوضح أن الضربات التي استهدفت مجمّعًا للأمم المتحدة في دير البلح بتاريخ 19 آذار/مارس، أُطلقت من دبابة إسرائيلية بحسب ما توفر من معلومات، وأسفرت عن مقتل موظف من الجنسية البلغارية وإصابة ستة آخرين بجروح خطيرة، كانوا ينحدرون من فرنسا ومولدوفا ومقدونيا الشمالية وفلسطين والمملكة المتحدة.
ونوّه إلى أن طبيعة المجمع كموقع تابع للأمم المتحدة كانت معروفة بالنسبة لكافة الأطراف، مذكّرًا بأن القانون الدولي يفرض حماية مباني الأمم المتحدة. وقال: "يواجه زملاؤنا أخطارا جسيمة أثناء أداء مهامهم الإنسانية لحماية المدنيين".
وأدان المتحد الأمين العام الأممي بشدة هذا الهجوم، مطالبًا بتحقيق شامل ومستقل في الحادث، كما جدد دعوته إلى احترام القانون الدولي، وضمان حماية المدنيين، وإنهاء حرمانهم من المساعدات، والإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن.
وختم دوجاريك بدعوة الأمين العام لجميع الدول إلى استخدام نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي لوقف النزاع وضمان المساءلة، ودعا إلى إعادة العمل بوقف إطلاق النار لتخفيف المعاناة الإنسانية المتفاقمة.
ومع استئناف الحرب على غزة في 18 آذار/مارس، دخل القطاع مرحلة أكثر قسوة من العنف والمعاناة. مئات القتلى والجرحى سقطوا خلال أيام، فيما اضطر عشرات الآلاف إلى النزوح من منازلهم مجددًا. وبينما تتواصل الغارات بلا توقف، وتشهد الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تدهوراً متسارعاً، وسط تحذيرات من كارثة غير مسبوقة.
Relatedتحت القصف والأنقاض.. عائلات فلسطينية في غزة تتخذ من الجامعة الإسلامية المدمرة مأوى لهاغارات إسرائيلية متواصلة على غزة توقع قتلى وجرحى ودعوات دولية لوقف إطلاق النارغزة تحت النار وكاتس يأمر بالاستيلاء على مناطق جديدة في القطاع وتهجير السكانوكانت الحكومة الإسرائيلية قد أصدرت في الثاني من الشهر الجاري قرارًا بتعليق دخول المساعدات الإنسانية وإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة، حيث اتُهمت باستخدام سلاح التجويع بحق سكان القطاع الذين يقفون على شفا المجاعة إن لم يكونوا قد دخلوها فعلا. وقد حوّل هذا القرار مهمة المنظمات الإنسانية إلى عمل شبه مستحيل، في وقت يعتمد فيه ملايين السكان بشكل شبه كامل على تلك المساعدات لتأمين الحد الأدنى من احتياجاتهم اليومية.
ويترافق ذلك مع ارتفاع حاد بأسعار المواد الغذائية، وندرة في السلع الأساسية، فيما يواجه السكان اليوم حلقة جديدة من العنف، بلا غذاء، وبلا دواء، وبلا أدنى مقومات الحياة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دمار هائل وقتلى في استهداف إسرائيلي مباشر لأكبر المرافق الطبية بجنوب غزة كايا كالاس تزور إسرائيل للاستفسار عن عودة الحرب على غزة وزارة الصحة: حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية في غزة تتجاوز 50 ألفًا قطاع غزةقصفإسرائيلالأمم المتحدةمساعدة غذائيةالمساعدات الإنسانية ـ إغاثة