يمانيون:
2025-03-22@03:19:19 GMT

اليمن يتحدى ثلاثي الشر

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

اليمن يتحدى ثلاثي الشر

علي ظافر
في انتهاك سافر للسيادة اليمنية وتصعيد خطير، أقدم تحالف الصهيونية العالمي، ممثلاً بثلاثي الشر الأمريكي- البريطاني- الإسرائيلي، على شن عدوان جديد استهدف العاصمة صنعاء، ومحافظتي الحديدة وعمران.
وبعكس الادعاءات الأمريكية والإسرائيلية ومزاعمها استهداف مخازن وقدرات عسكرية، فقد تركزت غارات العدوان الثلاثي على أهداف مدنية، حيوية واقتصادية، وسيادية، تمثلت بميناءين في الحديدة، ومحطة كهرباء واستهداف دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، وأسفرت عن أضرار مادية، وبعض الخسائر البشرية.


فشل معادلات الردع
في الآونة الأخيرة، شنّ العدو الإسرائيلي عدواناً على مطار صنعاء الدولي ومحطة حزيز للكهرباء، فاستهدفت القوات المسلحة بعد ذلك مطار “بن غوريون” ومحطة كهرباء شرق “تل أبيب”، تعطلت على إثره خطط السكك الحديد الرابطة بين بن غوريون والقدس، بل أوصل اليمن صواريخه فرط صوتية إلى ما بعد بعد “تل أبيب”، وصولاً إلى حيفا.
من هنا، فإن استهداف دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، ومحطة حزيز من جديد، وموانئ الحديدة بما تعنيه من استهداف للسيادة، وتصعيد خطير واستهداف لمصالح كل اليمنيين، قد يفتح معادلات جديدة على قاعدة العين بالعين والسن بالسن، وإن كانت العمليات اليمنية أكبر من قواعد الاشتباك هذه، لكن بيان المجلس السياسي الأعلى، بما حمله من رسائل وتحذيرات يوحي بحتمية الرد، ويبدو أن الرد سيكون باستمرار العمليات بتصاعد أكبر مما كان، وبأهداف جديدة مؤلمة وموجعة، وإن كان العدو عاش خلال كانون الأول/ديسمبر أسابيع بلا نوم، قد يدخل في حالة من الأرق المزمن من يدري؟
وينسحب الأمر على الأمريكي. عام كامل من العدوان على اليمن، وفي المحصلة، كلف باهظة، فشل في الردع، تهشيم لنظرية التفوق، وهروب مذل لثلاث حاملات طائرات، وأربع عمليات ضد حاملة الطائرات الأخيرة (إس إس هاري ترومان) وفق ما أعلنه المتحدث باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع من ميدان السبعين بعد دقائق من العدوان الثلاثي، وأجبرت على الهروب إلى شمال البحر الأحمر، بل كان تكتيكها الجديد هو كيف تهرب بسرعة أكبر كما كشف السيد القائد في خطاب الخميس الماضي، وترومان اليوم تعيش وطاقمها معادلة صعبة، إن اقتربت ضربت وغرقت، وإن ابتعدت أدخلت القوات البحرية الأمريكية أمام مشكلة إذلال جديدة.
فشل معادلات توازن الرعب
ما لفت انتباه الكثير من المراقبين داخل اليمن وخارجه أن بعض غارات عدوان ثلاثي الشر، كانت على مسافة بضعة أمتار من ميدان السبعين، في لحظة تدفق الحشود المليونية إلى ميدان السبعين، ومعلوم أن الهدف من ذلك، كما صرّح مسؤولون صهاينة، هو إرعاب الجماهير المليونية، وفض جموعهم وإفشال المسيرة الأسبوعية المليونية، لكن ما حصل كان على العكس تماماً، فبينما كان العدوان يصب نيران حقده في محيط السبعين، لم يتوقف تدفق الحشود، بل إن من كان في بيته خرج للالتحاق بالمسيرة، مشكلة مشهدية غير مسبوقة من التحدي، تلك الغارات ما زادت الجماهير المليونية سوى غضب وصمود وإصرار على الموقف، وثبات مع غزة، وهذا يثبت فشل كل خيارات ثلاثي الشر، وهي رسالة تحد شعبية أبهرت الجميع، وصدمت العدو، وأوصلت رسالة عكسية إلى العدوان الثلاثي بأن الشعب اليمني، لا يمكن أن يرتدع أو يرتعب أو يتراجع عن موقفه المساند لغزة.
المفارقة هنا، أن أكثر من أربعين غارة توزعت على العاصمة ومحافظتي عمران والحديدة، لم تدفع فرداً أو حتى طفلاً للهروب من الساحات، فيما صاروخ يمني واحد أو مسيرة يمنية واحدة في سماء “تل أبيب” أو “حيفا” أو غيرها من المغتصبات، كفيلان بأن يدخلا نصف سكان الكيان الغاصب والمؤقت إلى الملاجئ، تحت سابع أرض، مرعوبين في ملاجئهم، في حالة من الأرق بلا نوم، والقلق والخوف الشديد، وهذه المفارقة تسقط معادلة توازن الرعب التي أراد ثلاثي الشر فرضها على اليمنيين.
ما حصل في السبعين، والجماهير تهتف بالتحدي، وتنتفض غضباً، وهي تلوح بسلاحها، ليس سوى أنموذج مصغر للحالة اليمنية التي لم يفهمها الثلاثي على مدى أكثر من عشر سنوات، ويبدو أن هذا التحالف لم يقرأ عن اليمن واليمنيين وتاريخهم الذي دفن الإمبراطوريات، وأحلامها في رمال اليمن المعروف تاريخياً بـ “مقبرة الغزاة”. وبعيداً من التاريخ، كان على ثلاثي الشر أن يأخذ الدروس والعبر من العشرية الماضية، فمثل هذه المشهدية حصلت خلال تشييع الرئيس صالح الصماد، إذ شنت غارات في محيط السبعين، لم تهتز معها شعرة مواطن في الميدان بل أكملوا برنامجهم ومسيرتهم وكأن شيئاً لم يحصل.
وإن كان العدو يراهن على الغارات العدوانية، فعليه أن يقرأ تجربة العشرية الماضية، أكثر من نصف مليون غارة لم تزد اليمنيين سوى صمود وثبات وصلابة، بل خرج من ذلك العدوان قوة إقليمية تستطيع فرض معادلاتها في الإقليم والعالم، وأقرب مثال لهم أنهم يطوون عاماً من الفشل بعد أن شنوا أكثر من ألف غارة منذ أن أعلنوا تشكيل “تحالف الازدهار” في 12 كانون الثاني/ يناير العام الماضي، وهددوا ورفعوا السقوف، في المحصلة ماذا حققوا؟
المحصلة تفكك ذلك التحالف، هروب حاملات الطائرات، انسحاب القطع واحدة تلو أخرى، والأمر ينسحب على العملية الأوروبية “سبيدس”، وقبل هذا وذلك تحالف العدوان الأمريكي- السعودي.
اليمن يفشل التحالفات
إن فكرة تشكيل التحالفات فشلت بالتجربة، وستفشل في الميدان بإذن الله أمام بأس اليمنيين وصمودهم وإصرارهم، وبالتالي فإن الشراكة الأمريكية- البريطانية- الإسرائيلية في العدوان، بما تحمله من إيحاء بتشكل تحالف، ستفشل حتماً، حتى لو انضم إليها من انضم، تماماً كما فشل تحالف الدفاع عن الملاحة الإسرائيلية باعتراف معظم مراكز الأبحاث، لقد أصبحت أمريكا أضحوكة في الصحافة الغربية، لقد كتبوا نهاية تاريخ حاملات الطائرات بناء على العمليات والمعادلات التي فرضها اليمن، اليمن الذي امتلك من بين عدد محدود من الدول تقنيات كسرت نظرية التفوق الدفاعي الإسرائيلي، سواء بالصواريخ الفرط صوتية أو بالطيران المسير.
الأمر الآخر، فكرة الرهان على الحروب بالوكالة التي ظهرت في دعوة بعض قادة المجرمين الصهاينة بتقديم الدعم لما يسميها “حكومة عدن” في إشارة إلى مرتزقة العدوان، وما كشفته صحيفة “التلغراف” البريطانية نقلاً عن مسؤول أمني صهيوني، من أن حكومة المرتزقة بدأت بالفعل، تعمل استخبارياً لجمع معلومات من اليمن لصالح العدو الصهيوني، وقد تمكنت الأجهزة الأمنية اليمنية من تفكيك وإفشال عدد كبير من شبكات التجسس الأمريكية والبريطانية آخرها شبكة تم تجنيدها وتدريبها في السعودية بإشراف ضباط بريطانيين وسعوديين.
ومثلما فشلت التحالفات والحروب العسكرية والاستخبارية، وحروب الوكالة، والحروب الاقتصادية والإنسانية ستفشل أي عقوبات أو تصنيفات محتمل أن يفرضها ترامب في ولايته الجديدة، ولن تنجح كل أساليب الحرب والضغط أمام اليمنيين بإذن الله.
هناك مسار وحيد يمكن أن ينجح في وقف عمليات الإسناد اليمنية، كممر إجباري، وهو وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، وإلا فلا نستبعد أن تحصل عمليات مزلزلة داخل كيان العدوان لم تكن تخطر على بال أحد، ولا نستبعد أيضا أن تغرق ترومان في البحر، وتغرق معها ما تبقى من بقايا هيبة البحرية الأمريكية.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: ثلاثی الشر أکثر من

إقرأ أيضاً:

صنعاء «السيادة» فوق الغرب والشرق معاً..!

 

الأمر الواقع في اليمن هو أنه لم يعد من شرعية أو مشروعية غير الشرعية والمشروعية الشعبية، وسيظل المرتزقة يرددون كالببغاوات بعد أمريكا وعملائها – كما النظامين السعودي والإماراتي – أوصاف المليشيات الحوثية أو توصيف الإرهاب، ولكن الشرعية والمشروعية الشعبية باتت بأعلى وضوح وأقوى قوة فوق هذه الخزعبلات «الببغاوية» الأغبى من أي غباء..

أمريكا هي القائد وهي من أدار العدوان السعودي الإماراتي على اليمن وهي الشريك الأهم في جرائم ذلك العدوان بمستوى شراكتها في إجرام وجرائم العدوان الصهيوني تجاه الشعب الفلسطيني في غزة أو غيرها..

وفي مسألتي اليمن وفلسطين لا تصدقوا وجود أي فرق بين رئيس أمريكي وآخر..

هاهي حاملة الطائرات الأمريكية «ترومان» تكرر الهروب في عهد «ترامب» لمسافة ١٣٠٠كم، كما كانت تفعل في عهد «بايدن»..

ما حدث في معارك البحار – المرتبطة بإسناد الشعب الفلسطيني ورفع الحصار على غزة والسماح بإدخال الغذاء والدواء لمليوني فلسطيني – ماحدث هو امتداد للعدوان الذي قدمت واجهته على أنهما النظامان السعودي والإماراتي، وبالتالي فأمريكا وبريطانيا ومعهما الكيان الصهيوني أصبحا هما الواجهة فيما العدو هو العدو والعدوان هو العدوان وذلك مالا يجب أن يغيب عن بالنا في أي تبعات أو تداعيات قائمة أو قادمة، وأجزم أن قيادتنا الثورية والسياسية تأخذ هذا في الاعتبار وتتعامل مع التطورات على أساسه..

سيواصلون الحديث عن إيران والأسلحة الإيرانية، وقد يتحدثون كذلك عن أدوار للصين وروسيا بل إن الأدوات الأمريكية في المنطقة قد ترى أنه لا سبيل لحماية «النفط» إلا بهكذا إقحام لروسيا والصين، باعتبار أن لهما مصالح في منع استهداف «النفط» وفي ظل العجز الأمريكي أصلاً وتأكيد هؤلاء أن إيران لا تأثير لها على القرار السيادي في صنعاء..

لهؤلاء أقول بكل تأكيد إنه لا روسيا ولا الصين لهما أي تأثير على القرار السيادي لصنعاء حين يتخذ، وكل ما يعمل أمريكياً لتبرئة أنظمة الجوار المعروفة أو لتبرئة كيان العدو لن يفيد ولن يكون له أي تأثير على ما قد تتخذه القيادة في صنعاء من قرارات إن تطلبت التطورات ضرب أنظمة عميلة أو الكيان المؤقت..

لا أمريكا ولا إيران ولا الصين وروسيا ستكون سفينة نجاة تحول دون تنفيذ أي قرار تقرره وتسير فيه صنعاء، ومن يريد الهروب للأحلام فله ذلك ولكننا في كامل القناعة والإيمان أن العدو والعدوان هو ذاته العدوان والواجهات والشكليات لا قيمة لها ولا وزن ولا تأثير حين تسير صنعاء إلى قرارات في وقتها المناسب ووفق حاجية مواجهات تطورات والتعامل معها، ومن لا يريد التصديق فليدع الحكم للزمن، ولكل حادث حديث كما يقال..

صنعاء تقول وبالمفتوح إن عنجهية أمريكا بايدن أو ترامب لن تثنينا عن موقف الإسناد لفلسطين وفناء اليمن هو أشرف من التخلي عن هذا الموقف الإنساني الإيماني الأخلاقي العروبي، فماذا عسانا أن نقول لأمريكا بايدن أو ترامب أكثر وأوضح من ذلك؟..

نحن فقط نشفق على هؤلاء الذين ظلوا عبيداً ومستعبدين للاستعمار الغربي الأمريكي بل وبما هو أكثر وأدنى من العبودية، ومع بدء الترنح «الأمريكي» إذا هم يبحثون عن موطئ قدم في الشرق للاحتماء من تطورات المستقبل القريب والبعيد المحتملة..

لهؤلاء نؤكد أن صنعاء هي سيدة نفسها ولا سيد عليها أو فوقها، وإذا كان من ظلوا طوال تاريخهم مجرد عبيد ومستعبدين وعملاء ومستعملين فذلك خطهم أو خطيتهم حين يفكرون في حماية الغرب أو الاحتماء بالشرق، فيما قرارات صنعاء إن جاءت هي فوق حماية الغرب والشرق معاً.

مقالات مشابهة

  • إعلام العدو الاسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي نتيجة إطلاق صاروخ من اليمن
  • عبد المهدي في اليمن تزامناً مع الضربة الأمريكية.. وسيط عراقي أم رسول إيراني؟
  • العدو الأمريكي يستهدف محافظة صعدة
  • خامنئي يتحدى التهديدات الأمريكية: «لن تجدي نفعًا»
  • العدو الأمريكي يشن أربع غارات على الحديدة
  • إعلام العدو: صفارات الإنذار تدوي في وسط الكيان بسبب إطلاق صاروخ من اليمن
  • حماس : المحادثات مع الوسطاء مستمرة لوقف العدوان وإلزام العدو بالاتفاق
  • اليمن يقاسم غزة الألم والجراح وشرف المواجهة .. (استطلاع)
  • استئناف العدوان على غزة.. الأهداف والتحديات
  • صنعاء «السيادة» فوق الغرب والشرق معاً..!