بعد #الترقب والذعر – #ماهر_أبوطير
الأسابيع القليلة الماضية التي مرت لم تكن سهلة على عشرات آلاف العائلات في #الأردن، وحالة الترقب والذعر كانت سائدة في أغلب هذه البيوت.
حالة الترقب والذعر هذه تفسر حالة المبالغة الارتدادية في الفرح عند إعلان نتائج #التوجيهي، وكأن العائلات نجت من كوابيس تلاحقها، وإذا كانت نسب النجاح هي الأعلى تاريخيا، إلا أن نسب من حصلوا على معدل يتجاوز 95 نسبتهم أقل بـ 30 % من السنوات السابقة، إضافة إلى أن من أهم الملاحظات على نتائج هذا العام، تفوق الإناث وحصولهن على الحصة الأكبر، في قوائم الاوائل في المملكة، وتفوق المدارس الحكومية أيضا التي لا بد من إعادة الاعتبار لها.
كما أن السبب في حالة الترقب والذعر التي تمت صناعتها على ما يبدو المخاوف من مواد محددة مثل الرياضيات والكيمياء، والتركيز عبر وسائل اتصال عديدة على الاخفاقات مقابل خفوت أصوات النماذج التي لم تخفق، وربما ساهم المدرسون الخصوصيون والمراكز التعليمية الخاصة في اشعال موجة الذعر لتبرير حالة الاخفاقات عند طلبتهم، وللمفارقة تفوق أولئك الذين اعتمدوا على انفسهم وعلى منهاج الوزارة أكثر من غيرهم والادلة على هذا الكلام كثيرة.
السباق الان ينتقل إلى مسرب آخر، أي الدخول إلى الجامعات، ولقد اعجبني كثيرا إعلان طلبة حصلوا على معدلات تقترب من الثمانية والتسعين، والتسعين والتسعين، نيتهم دراسة الحاسوب، أو الذكاء الصناعي، وغير ذلك من تخصصات، ولربما يحدث اخيرا تغير في قناعات الأردنيين أخيرا بأن هناك آفاقا أفضل من الطب والهندسة، مثلا، خصوصا، حين يكون على مقاعد الدراسة أكثر من أربعين ألف طالب طب، غالبيتهم العظمى لن يجدوا أماكن للتخصص في المستشفيات، فوق المشوار المنهك والطويل الذي يمتد الى سنوات طويلة.
اجاد وزير التربية والتعليم والتعليم العالي المخضرم د.عزمي محافظة في إدارة هذا الملف، خصوصا في لفتته بترك المؤتمر الصحفي حول نتائج الثانوية العامة للمختصين الفنيين على غير عادة الوزراء السابقين الذين كانوا يبحثون عن النجومية، بطريقة غير عادلة، قد تحرم كل إدارات الوزارة من أمناء عامين ومدراء ومساعدين ومختصين، حقهم المعنوي في هكذا مشهد، يتشارك به الجميع كفريق واحد، وهو مؤتمر لن يبقى مستمرا في كل الاحوال خلال السنين المقبلة، وسيتم الإعلان مستقبلا عن النتائج مباشرة، دون مبالغات لا داع لها أساسا.
وما هو أهم هنا اشارة الوزير خلال حفل تكريم أوائل الثانوية إلى أن التوجيهي بمفهومه التقليدي سوف يختفي بعد عامين، حيث قامت الوزارة بفريقها المحترف بتطوير امتحان الثانوية العامة من خلال البدء بتوزيع الطلبة على مسارين أكاديمي ومهني بعد الصف التاسع، وفيما يخص المسار المهني فسوف يقوم على نظام BTEC العالمي الذي يتلقى فيه الطالب 480 ساعة تدريبية في الصف العاشر و 360 ساعة تدريبية في الصف الحادي عشر و360 ساعة تدريبية في الصف الثاني عشر، بالإضافة إلى مجموعة من المباحث المشتركة في كل صف واللغة الإنجليزية الوظيفية، أما في المسار الأكاديمي فسوف يدرس الطالب في الصفين العاشر والحادي عشر مجموعة من المباحث يتعين عليه النجاح فيها مدرسيا، ويتقدم بعد إنهاء الصف الحادي عشر إلى امتحان وزاري في المباحث الأربعة المشتركة، ويختار الطالب في الصف الثاني عشر حقلا معرفيا من ستة حقول لكل منها مجموعة من المباحث يتعين عليه النجاح فيها مدرسيا، ويتقدم بعد ذلك إلى امتحان وزاري في أربعة مباحث تخصصية وفق الحقل الذي اختاره.
تجربة التطوير مهمة جدا ومقدرة كإنجاز ويتوجب شرحها للطلبة والأهالي بشكل تفصيلي، وهي ترفع عن اكتاف العائلات هموم التوجيهي بمعناه التقليدي، والذي يقرأ التفاصيل حول المسار الأكاديمي هنا، يكتشف انه أكثر منطقية، وأكثر عدالة، وغير مرهق، ولا منهك، ولا يتعمد ان يكون بروحية عقابية تريد الثأر من الطلبة في امتحان واحد فاصل كما هي حالة التوجيهي.
وزارة التربية والتعليم، اهم وزارة في الأردن، ولا بد ان تحظى برعاية إضافية لرد الاعتبار إلى واقع المدارس والمدرسين والتعليم ذاته، وبدونها لا يمكن معالجة كثير من الاختلالات، التي نراها في حياتنا، ولا نملك سوى الأسف والأسى أمامها.
الغد
مقالات ذات صلة اضحكوا مع نظام بوتين الدولي الجديد! 2023/08/18المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الترقب الأردن التوجيهي فی الصف
إقرأ أيضاً:
اتحاد علماء المسلمين يدعم الحوار الوطني السوري ويشدد على وحدة الصف
الدوحة- استعرض رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محيي الدين القره داغي نتائج زيارة وفد الاتحاد إلى سوريا مؤخرا، والتي التقى خلالها الرئيس السوري أحمد الشرع، مؤكدا أن المباحثات في دمشق ركزت على أهمية بذل الجهود لإقامة دولة نموذجية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، معربا عن استعداد الاتحاد للمساعدة في الحوار الوطني، وتقديم كافة أشكال الدعم للشعب السوري.
وخلال مؤتمر صحفي بمقر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في الدوحة، أكد رئيس الاتحاد أن الوفد شدد على أهمية وحدة الصف السوري وحسن إدارة التنوع وتعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية، واستنفار أهل سوريا في الخارج من أجل المشاركة في العملية التنموية والاستفادة من كل مؤسسات المجتمع للتقوية الاقتصادية، ولتكون المنافسة على تقديم الخدمات، والحرص على إقامة علاقات خارجية متوازنة.
كما أعاد التأكيد على موقف الاتحاد بالوقوف مع الشعب السوري كما وقف معه من بداية ثورته، مشيرا إلى أنه لمس من القيادة السورية الحرص الواضح على الحوار والتفاهم بين كافة طوائف الشعب السوري، وهو ما تجسد مؤخرا في إطلاق الحوار الوطني في البلاد.
في سياق الدور الملقى على عاتق العلماء والمصلحين، وفي ظل التحولات التي تشهدها سوريا، تشرفتُ بزيارة البلاد ضمن وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، حيث كان لنا لقاء مهم مع الرئيس أحمد الشرع.
هذه الزيارة ليست محطة بروتوكولية، بل كانت استجابة لنداء الواجب الشرعي والأخلاقي، وموقفاً… pic.twitter.com/xChA209SJz
— د. علي القره داغي (@Ali_AlQaradaghi) March 13, 2025
إعلان رغبة حقيقيةوتابع أن الوفد لمس رغبة وإرادة حقيقة من القيادة في سوريا نحو المضي قدما لبناء دولة عصرية حديثة وتجاوز آثار الماضي، حيث قدم الرئيس السوري نبذة عن الوضع في سوريا، وأوضح التحديات التي تواجه الحكومة، والخطوات العملية التي اتخذت، ومنها توقيع الاتفاقية مع قسد (قوات سوريا الديمقراطية) والقضاء على الفتنة التي أثيرت مؤخرا.
ولفت إلى أن الرئيس السوري تحدث عن المعاناة العميقة التي عاشها الشعب السوري على مدى 60 عاما من الظلم والاضطهاد، واصفا هذه الفترة بأنها خلقت "عقدة الوجود والأغلبية" والشعور المزمن بالتهميش الذي عانت منه قطاعات واسعة من الشعب، حيث تم تهميش الأغلبية لصالح أقلية حاكمة استأثرت بالسلطة والموارد، وأشار إلى أن هذا الواقع أدى إلى حالة من الفوضى والإزعاج لم تقتصر على الداخل السوري، بل امتدت لتؤثر على الوضع الإقليمي والدولي، مما جعل سوريا مصدر قلق مستمر.
البعد عن الطائفية
وفي تصريح للجزيرة نت، أكد رئيس الاتحاد الاستعداد للمساعدة في الحوار الوطني بسوريا، وتقديم كافة أشكال الدعم، بما يكفل وحدة الشعب السوري، والبعد عن الطائفية وتهميش أي طائفة، ما يفضي في النهاية، حسبه، إلى تماسك المجتمع ووحدته وتقديم نموذج للعيش جنبا إلى جنب بتفاهم وتوافق في صورة تعلي مصلحة الوطن في المقام الأول.
وتابع أن زيارة الوفد لسوريا لن تكون مجرد زيارة وتنتهي، بل ستكون هناك متابعة متواصلة للوقوف على كافة أشكال الدعم اللازمة لمساعدة السوريين في هذا الوقت الصعب، الذي يجب أن يمد الجميع أياديهم لنصرته، موضحا أن التركيز خلال الزيارة كان حول أهمية استمرار الحوار، وأنه الوسيلة الوحيدة الضامنة لنجاح التجربة السورية الجديدة، وتكوين مجتمع حر ينعم بالأمن والعيش بسلام.
وأضاف رئيس الاتحاد أن ما حدث في سوريا كان بتوفيق من الله، ثم بدماء الشهداء الزكية للشعب السوري العظيم، طوال أكثر من نصف قرن من النضال والجهاد حتى حقق الله تعالى لهم مقاصدهم وتحقق النصر بفضل الله تعالى في زمن كان الوصول إلى اليأس هو الأقرب.
وقال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محمد الصلابي إن الوفد لمس إرادة صلبة من قِبل القيادة السورية، لتجاوز آثار المرحلة السابقة التي عانى فيها الشعب السوري لعقود طويلة.
إعلانواعتبر أن الأمر لا شك سوف يستغرق وقتا، إذ هي سمة الدول التي تخرج من أنظمة حكم دكتاتورية استمرت لفترات طويلة.
وأضاف الأمين العام، في تصريح للجزيرة نت، أن الاتحاد يركز دائما على ترسيخ القيم الإنسانية الكبرى التي جاءت في القرآن الكريم، ويناصر الشعوب في حقها بحرياتها وإقامة العدل فيما بينها، ورفع الظلم عنها انطلاقا من قول الله تعالى "لا إكراه في الدين"، وأيضا يدعو دائما إلى المساواة التي دعا الله إليها سبحانه وتعالى.
زيارة وفد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لرئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع في العاصمة دمشق#رئاسة_الجمهورية_العربية_السورية pic.twitter.com/zDzDAW9P6x
— رئاسة الجمهورية العربية السورية (@G_CSyria) March 12, 2025
وشدد على أن سياسة الاتحاد تركّز على أهمية الإصلاح بين الناس والعيش في سلام ووحدة، ومن هذا المنطلق، يتابع الأمين العام، كان التركيز خلال الزيارة على ضرورة الحرص من الجميع على إعلاء صوت الحكمة والعقل والبعد عن الخلافات، تحقيقا لمصلحة جميع السوريين الذي خرجوا من عقود ظلم واضطهاد كبيرة، ويستحقون وطنا آمنا يعيشون فيه بسلام وأمن.
وأشار إلى أن التخلص من الآثار السلبية التي نتجت عن النظام السابق في الجانب الأخلاقي والاقتصادي والاجتماعي سوف تستغرق وقتا ليس بالقصير للتخلص منها، موضحا أن الشعب السوري أمامه طريق طويل ويحتاج الدعم الكامل في كافة الجوانب.
وأوضح أنه كمتخصص في التاريخ الإسلامي والإنساني وفي التاريخ المعاصر، فإنه بالنسبة للشعوب العربية يعد تغيرا بهذا الحجم الذي حدث في سوريا على مستوى الشعب والقيادة واجتثاث نظام استبدادي وظالم أجرم في حق الشعب أمرا كبيرا لم يحدث من قبل.
وأوضح أن الوفد لمس أن القيادة السورية جادة في المضي قدما في هذا المسار، خاصة من خلال إشراك الجميع في الحوار الوطني، وعدم تهميش أي طرف، واستطرد أن هذا الأمر يتطلب التفاف الشعب خلف القيادة، ودعم كافة الجهود التي تبذل في هذا الصدد، موضحا حرص الاتحاد على تلبية كافة المساعدات الممكنة من أجل مصلحة السوريين.
إعلان