مع اقتراب إعصار هيلاري.. المكسيك وكاليفورنيا تستعدان لتأثير مدمر
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
توجه الإعصار هيلاري إلى ولاية "باها كاليفورنيا" المكسيكية بأمطار وسيول في وقت متأخر، السبت، كإعصار من الفئة 2، ورغم أن تصنيفه تراجع، لكنه لا يزال خطيرا ومن المحتمل أن يجلب فيضانات "كارثية" إلى المنطقة ويعبر إلى جنوب غربي الولايات المتحدة كعاصفة استوائية.
وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أنه على الرغم من ضعف الإعصار، تسارعت سرعة العاصفة، السبت، وحثوا الناس على إنهاء استعداداتهم بحلول غروب الشمس.
وقال خبراء الأرصاد الجوية إنه لا يزال من المتوقع أن تدخل العاصفة كتب التاريخ كأول عاصفة استوائية تضرب جنوب كاليفورنيا منذ 84 عاما، وتجلب معها فيضانات مفاجئة وانهيارات طينية وأعاصير معزولة ورياحا عاتية وانقطاعا في التيار الكهربائي على نطاق واسع.
وذكرت عالمة الأرصاد الجوية لدى "سي إن إن"، أليسون تشينشار، أن هطول الأمطار هو مصدر القلق الرئيسي بشأن إعصار هيلاري.
وأشارت تشينشار إلى أنه في الصحراء الجنوبية الغربية، فإن حتى من 2 إلى 4 إنشات (٥ - ١٠ سم) من الأمطار تكون مؤثرة.
وأوضحت "بالنسبة إلى هذه المناطق، فإن هذا يساوي هطول أمطار لمدة عام في فترة زمنية ليوم واحد فقط. وستتجاوز بعض هذه المناطق ذلك. ستحصل على 6 أو 8 أو 10 بوصات (15 أو 20 أو 25 سم) من الأمطار في غضون 48 ساعة فقط فترة زمنية. لذا فأنت تتحدث عن تساقط الأمطار لعدة سنوات في فترة زمنية قصيرة جدا. لذلك ليس فقط تسجيل الأرقام القياسية في بعض هذه المناطق، ولكن هذا حقا ما سيؤدي إلى مخاوف من الفيضانات والانهيارات الطينية".
وأكدت أن "المناطق الأخرى، وعلى وجه التحديد حيث اندلعت فيها الحرائق، لديك ندوب حروق (أي الأضرار التي تخلفها) والتي يمكن أن تؤدي الآن إلى تدفق الحطام".
الإعصار هو أحدث كارثة مناخية كبرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. ولا تزال جزيرة ماوي في هاواي تعاني من حريق الأسبوع الماضي أودى بحياة أكثر من 100 شخص وأحرق بلدة لاهاينا التاريخية، مما يجعله أكثر حرائق الغابات دموية في الولايات المتحدة منذ أكثر من قرن.
وفي كندا، واصل رجال الإطفاء، السبت، مكافحة الحرائق خلال أسوأ موسم حرائق في البلاد على الإطلاق.
وفي الوقت ذاته، جلب هيلاري أمطارا غزيرة وفيضانات إلى المكسيك وجنوب غربي الولايات المتحدة، السبت، قبل عبور الحدود المتوقع للعاصفة يوم الأحد. ومن المتوقع أن يسقط ما يعادل سنة من الأمطار لبعض المناطق في جنوب كاليفورنيا وجنوب نيفادا.
وفي تيخوانا، أعرب رافائيل كاريو عن الخوف الذي ساد أذهان الجميع في المدينة الحدودية التي يبلغ عدد سكانها 1.9 مليون نسمة، وخاصة السكان الذين يعيشون في منازل بسفوح التلال شديدة الانحدار.
وقال كاريو، رئيس إدارة الإطفاء في تيخوانا: "إذا سمعت ضوضاء، أو تصدع الأرض، فمن المهم الخروج في أسرع وقت ممكن، لأن الأرض يمكن أن تضعف ويمكن أن ينهار منزلك".
وأمرت المدينة بإغلاق جميع الشواطئ، السبت، وأقامت ستة ملاجئ من العواصف في المجمعات الرياضية والمكاتب الحكومية.
وأجلت البحرية المكسيكية 850 شخصا من الجزر الواقعة قبالة ساحل باجا، ونشرت ما يقرب من 3000 جندي لعمليات الطوارئ. وفي لاباز، العاصمة الخلابة لولاية باجا كاليفورنيا المطلة على بحر كورتيز، قامت الشرطة بدوريات على الشواطئ المغلقة لإبعاد السباحين عن الأمواج.
في الولايات المتحدة، أصدر مركز الأعاصير ومقره ميامي تحذيرات من العواصف الاستوائية والفيضانات المحتملة لجنوب كاليفورنيا من ساحل المحيط الهادئ إلى الجبال والصحارى الداخلية. وأصدر قائد شرطة مقاطعة سان برناردينو، السبت، تحذيرات من إجلاء العديد من المجتمعات الجبلية والتلال قبل العاصفة.
وذكر البيت الأبيض أنه تم إطلاع الرئيس، جو بايدن، على أحدث خطط الاستعداد قبل انتقال الإعصار إلى الولايات المتحدة، وقال: "أحث الجميع، كل شخص في مسار هذه العاصفة، على اتخاذ الاحتياطات والاستماع إلى توجيهات مسؤولي الولاية والمسؤولين المحليين".
وبعد اكتساب الإعصار شدة بسرعة، صباح الجمعة، تراجع "هيلاري" بعض الشيء في وقت لاحق من اليوم لكنه ظل مصنفا من الفئة الرابعة حتى مساء الجمعة حاملا رياح قصوى تبلغ 215 كلم في الساعة، بعد أن كانت تبلغ 230 كلم في الساعة.
ومن المتوقع بعد ذلك أن يواصل الإعصار حركته نحو الشمال، مما يثير مخاوف من أن تتسبب الأمطار الغزيرة في حدوث فيضانات خطيرة في مدينة تيخوانا الحدودية، حيث تتشبث العديد من المنازل في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 1.9 مليون نسمة بشكل غير مستقر على سفوح التلال شديدة الانحدار.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
5 سدود مغربية تمتلئ عن آخرها بفضل التساقطات المطرية الأخيرة
عرفت العديد من المناطق في المغرب تساقطات مطرية غزيرة في الأسابيع الماضية، وهو ما كان له تأثير إيجابي وملحوظ على مستوى حقينة السدود بالمملكة.
وحسب المعطيات الأخيرة من منصة “مغرب السدود” التابعة لوزارة التجهيز والماء، فقد بلغ إجمالي الموارد المائية في السدود المغربية 5123.67 مليون متر مكعب حتى يوم الأربعاء الماضي، مما يعكس تحسنًا كبيرًا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقد شهدت السدود المغربية ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة امتلائها، حيث بلغت النسبة الإجمالية لملء السدود 30.4%، مسجلة بذلك زيادة مقارنة بالعام الماضي، الذي كانت فيه النسبة لا تتجاوز 26.6%. هذا التحسن يعكس تأثير الأمطار الغزيرة التي عرفتها مختلف المناطق، والتي ساهمت في رفع مستوى المياه بشكل ملحوظ.
سدود ممتلئة بنسبة 100%
ومن بين أبرز السدود التي استفادت من هذه التساقطات، هناك خمسة سدود رئيسية في المملكة وصلت أو اقتربت من نسبة امتلاء 100% بفضل هذه الأمطار:
سد النخلة: يقع في حوض اللوكوس، وهو من السدود الاستراتيجية التي تؤمن موارد المياه للمنطقة. سد شفشاون: أيضًا في حوض اللوكوس، ويعتبر من السدود التي تسهم بشكل كبير في توفير مياه الشرب والري. سد واد زا: يقع في حوض سبو، وهو من السدود المهمة التي تغذي العديد من المناطق بالمياه. سد بوهودة: أيضا في حوض سبو، وقد سجل سد بوهودة امتلاءً كاملاً بسبب الأمطار الغزيرة التي هطلت مؤخرًا. سد سيدي سعيد معاشو: يقع في حوض أم الربيع، وقد شهد تحسنًا كبيرًا في حجم المياه المخزنة.هذه السدود تُعدّ من الأجزاء الحيوية في شبكة السدود بالمغرب، حيث توفر المياه اللازمة للشرب والري، وتساهم في تحقيق الأمن المائي للعديد من المناطق.
ووفقًا للمعطيات، فقد ساعدت الأمطار في تغذية السدود بشكل مباشر، حيث أن التساقطات الأخيرة ساهمت في رفع مستوى المياه في بعض المناطق إلى مستويات قياسية.
كما أن الفترات المقبلة قد تشهد استمرارًا لهذه الزيادة في موارد المياه، وهو ما يساهم في تقوية قدرة البلاد على مواجهة فترات الجفاف.