على أنقاض البيئة.. إسرائيل توسع مستوطناتها على حساب الغطاء النباتي الأخضر
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
في هذا التقرير، رصدنا عبر المصادر المفتوحة تآكل الغطاء النباتي الأخضر، وقطع الأشجار، جراء تسارع وتيرة التوسع الاستيطاني في سبع مستوطنات ومنطقة صناعية في الضفة الغربية المحتلة.
جبل أبو غنيم بين القدس وبيت لحم؛ كان يكتسي بالخضرة، لكنّه أصبح الآن مستوطنة إسمنتية يسكنها نحو 30 ألف إسرائيلي.
بدلت إسرائيل تصنيف هذه المنطقة من « محمية طبيعية » إلى منطقة بناء؛ ليتسنى لها قطع ما بها من أشجار، والبناء فيها بداية من عام 1997.
نهج مُتجدد تتخذه إسرائيل؛ فقد دأبت على توسيع المستوطنات على حساب الغطاء النباتي الأخضر، رغم أن قرار الأمم المتحدة رقم 2334 لعام 2016، نصّ على عدم شرعية إنشاء المستوطنات، وتوسيع ما هو قائم منها في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
في هذا التقرير، رصدنا عبر المصادر المفتوحة تآكل الغطاء النباتي الأخضر، وقطع الأشجار، جراء تسارع وتيرة التوسع الاستيطاني في سبع مستوطنات ومنطقة صناعية في الضفة الغربية المحتلة.
وتراجعت مساحة الغطاء الشجري في فلسطين في الفترة بين 2001 و2023 بمعدل 21 هكتاراً.
كما تقلصت مساحات الغابات من نحو 320 ألف دونم عام 1970 إلى 245 ألف دونم خلال عام 2023.
البناء على محمية طبيعية« فتحت لي جرحاً، ووضعت فيه الملح »، بهذه العبارة وصف رئيس جمعية وادي قانا الزراعية الخيرية، الدكتور نافذ خضر منصور، ما يجيش به صدره عندما تطرقنا في حديثنا معه إلى منطقة وادي قانا، التي شهدت فترة طفولته وصباه.
يقول خضر الذي يبلغ من العمر 64 عاماً: « أنا من مواليد وادي قانا، عشت فيها وأعرفها شبراً شبراً »، مسترجعاً حياته بها قبل توغل الاستيطان الإسرائيلي: « كانت منطقة خضراء، تكسوها الأشجار والأراضي الحرجية، وينبثق منها السريس والبطم والبلوط، وشتى الأشجار الحرجية ».
كان منصور يزورها عندما كان طفلاً في العاشرة، بصحبة أبناء قريته، للتنزه ولقطف النباتات الطبيعية البرية؛ مثل الميرمية أو الفطر (المشروم).
الآن يُمنع منصور، مثله مثل الفلسطينيين، من التنزه في هذه الغابات، بعدما استحوذت إسرائيل على المنطقة، وشرعت في تحويلها إلى عدة مستوطنات؛ مثل مستوطنتي كرني شمرون، وجينات شمرون.
بلغت مساحة مستوطنة كرني شمرون، الواقعة في وادي قانا بين محافظتي قلقيلية وسلفيت، ألفاً و42 دونماً؛ من بينها 92 دونماً -على الأقل- أقيمت على محميات طبيعية، وفق الخرائط التي يتيحها نظام جيومولج للمعلومات الجيومكانية في فلسطين، التي أمدنا بها مدير دائرة الضغط والمناصرة في اتحاد لجان العمل الزراعي، مؤيد بشارات، الذي شدد على أن كل الإحصائيات المستخرجة من النظام تغطي حتى عام 2019.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية استمرار توسع المستوطنة بين عامي 2019 و2023.
20232014
وفي الوادي نفسه، تُظهر صور الأقمار الصناعية توسع مستوطنة نفي أورانيم؛ فبعدما كانت هضبة تكسوها الأشجار والنباتات، أصبحت كتلة إسمنتية في الفترة بين عامي 2014 و2023.
2023 2014وفق بشارات، تشير خرائط جيومولج الرسمية الفلسطينية إلى إقامة أكثر من 120 وحدة سكنية منفصلة جديدة في المستوطنة عام 2014، على مساحة 14 دونماً؛ تقع بعضها داخل محميات طبيعية.
الأمر نفسه ينطبق على مستوطنة جينات شمرون. يقول مدير دائرة الضغط والمناصرة في اتحاد لجان العمل الزراعي، مؤيد بشارات، إن المستوطنة اقتطعت من المحمية الطبيعية مساحة 21 دونماً، وفق ما تظهره خرائط جيومولج.
وتُبين صور الأقمار الصناعية التوسع العمراني في الشمال الشرقي من المستوطنة، في الفترة بين عامي 2014 و2023.
2023 2014يؤكد مدير عام الإعلام والعلاقات الدولية والعامة بوزارة الزراعة برام الله، محمود فطافطة، أن إزالة الغابات والأشجار الحرجية، وتدمير المواطن الطبيعية، ممارسات تؤثر سلباً في التنوع البيولوجي، والتوازن البيئي، كما يلقي بظلاله على المناخ المحلي؛ إذ إن الأشجار توفر ظلاً وتبريداً عبر عمليات التبخير، ومن دونها قد ترتفع درجات الحرارة المحلية.
كما تؤدي إزالة الأشجار إلى زيادة انبعاثات الكربون، وارتفاع معدل الجزيئات العالقة في الهواء، التي تؤثر سلباً في جودته، نظراً لقدرة الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء خلال عملية التمثيل الضوئي. وعند قطع الأشجار، ينطلق الكربون المُخزن إلى الغلاف الجوي؛ ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، بحسب فطافطة.
وتشير قياسات نسبة الجزيئات العالقة في الهواء، الصادرة عن وحدة الرصد رقم 7 الأقرب إلى قلقيلية، إلى تدهور جودة الهواء في المنطقة خلال السنوات الأخيرة؛ فبينما شهدت المنطقة يوماً واحداً فقط من جودة هواء « غير صحية » خلال عام 2018، صُنفت جودة الهواء على أنها « غير صحية » على مدار 88 يوماً في الفترة بين يناير وشتنبر 2024.
كما تظهر قياسات نسبة الكربون في هواء المنطقة أن عام 2020 شهد ارتفاعاً في متوسط نسبة الكربون، مقارنة بعام 2018.
يقول الدكتور نافذ خضر منصور، وهو يشاهد صور الأقمار الصناعية، بما تظهره من تغيرات طرأت على الموقع: « تحول المحميات الطبيعية إلى كتل إسمنتية ومستوطنات، أمر محزن بكل ما تحمله الكلمة من معنى ».
أحراش جنين المفقودةمن آن إلى آخر، تداعب ذكريات الطفولة يعقوب زيد الكيلاني، موظف حكومي فلسطيني، يقيم في قرية نزلة الشيخ زيد، شمالي بلدة يعبد الواقعة في محافظة جنين؛ حين كان يلهو في مناطق أحراش يعبد ومحيطها، التي كانت تربط بين القرى الفلسطينية. لم تكن المستوطنات حينها أُنشئت بعد، ولم تكن المساحات الواسعة من المحافظة مسيّجة بأسوار تمنع عبور الفلسطينيين.
نشأ الكيلاني وسط المزارعين، ورافقهم في جولاتهم مع أغنامهم بمناطق الغابات المزروعة منذ العهد العثماني والبريطاني والأردني؛ وقتها « لم يكن هنالك ما يمنعنا من الوصول إليها »، كما يقول.
يتابع الموظف الفلسطيني التحولات التي طرأت أخيراً على المستوطنات، قائلاً: « الاستيطان دمر الغطاء النباتي، وجرّف الأراضي، واستُبدلت كتل خرسانية بالمناظر الخلابة والطبيعية ».
ضمن المستوطنات التي يصفها كيلاني، مستوطنة ميفو دوتان، حيث أقيمت على مساحة 400 دونم، وكانت تكسوها الأشجار الحرجية، وفق مركز أبحاث الأراضي الفلسطيني.
وتظهر صور الأقمار الصناعية المُلتقطة في الفترة بين عامي 2016 و2023، استقطاع المساحات المزروعة جنوبي المستوطنة، وبناء عدة مبانٍ.
2023 2016
وفي عام 2023، صدر القرار الإسرائيلي رقم יוש/ 2 / 6/166 بشأن تحويل مساحات زراعية في مستوطنة حنانينت بمحافظة جنين إلى منطقة سكنية، تحتوي على عشر وحدات سكنية.
كما تظهر صور الأقمار الصناعية التمدد العمراني في أنحاء المستوطنة كلها، في الفترة بين عامي 2016 و2023.
2023 2016بالعودة إلى خرائط جيومولج المعتمدة، يقول بشارات: « منذ عام 2016، أُزيل 15 دونماً من الغطاء النباتي في الجهة الشمالية لمستوطنة حنانينت؛ ليقام عليها 60 وحدة سكنية جديدة، وبهذا وصل عدد الوحدات السكنية في المستوطنة إلى 170 وحدة عام 2019 ».
كما تظهر صور الأقمار الصناعية توسعاً كبيراً في المساحات المبنية بمستوطنة شاكيد في محافظة جنين. وفي الفترة بين عامي 2016 و2019، أُنشئ 45 مبنىً منفصلاً، يضم نحو 90 وحدة سكنية، وفق اتحاد لجان العمل الزراعي.
كما تسارعت التغييرات العمرانية خلال الفترة نفسها في مستوطنة عمانوئيل؛ لتختفي المساحات المزروعة في جنوب شرقي المستوطنة في عام 2023، وتحل مكانها مبانٍ سكنية.
2023 2016وتشير إحصائيات وزارة الزراعة الفلسطينية إلى اقتطاع نحو 14 ألفاً و460 دونماً من مساحة الغابات في محافظة جنين، في الفترة بين عامي 1970 و2023، في حين شهدت محافظتا سلفيت وقلقيلية، في الفترة ذاتها، تقلصاً في مساحات الغابات يقدر بخمسة آلاف و82 دونماً.
أهمية الغطاء المزروعوفق إدارة الطاقة وحماية البيئة في ولاية « كونيتيكت » الأميركية؛ فإن الغابات تساعد على تقليل وتيرة التغير المناخي، عبر إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وامتصاصه وتخزينه بها؛ إذ إن الباعث الأول على التغير المناخي هو زيادة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي.
وأوضح مدير عام الإعلام والعلاقات الدولية والعامة بوزارة الزراعة الفلسطينية، محمود فطافطة، أن مساحة الغابات في الضفة الغربية -بما فيها القدس- وقطاع غزة، تشكل أربعة في المئة فقط من إجمالي الأراضي الفلسطينية؛ وهي مساحة منخفضة مقارنة ببلدان العالم الأخرى؛ إذ تشكل نسبة الغابات نحو 31 في المئة من إجمالي مساحة اليابسة.
وبخصوص غابات محافظة جنين، يقول فطافطة إنها تمتد على نحو 40 ألف دونم، موزعة على 27 موقعاً، وتتميز بتكيفها مع الظروف البيئية المحلية، كما تنبع أهميتها من قدرتها على التحكم في المناخ المحلي والتأثير فيه، إذ توفر الظل والرطوبة؛ ما يساعد على تعديل درجات الحرارة، وتقليل تأثيرات الظواهر المناخية القاسية.
وبناءً على تقديرات وزارة الزراعة، أزيلت ما بين 10 و15 في المئة من الأشجار في جنين، وما بين 20 و40 في المئة من الأشجار في وادي قانا.
يقول مدير دائرة الضغط والمناصرة في اتحاد لجان العمل الزراعي، مؤيد بشارات، إن محمية وادي قانا، تضم أشجار السريس والبطم والكينا والتين والقندول، مبيناً أنها تتمتع بتنوع الزهور البرية والطيور والثدييات؛ مثل الغزال الجبلي، والثعلب الأحمر، والخفاش، في حين تضم أحراش جنين ومحيطها مجموعة من الأشجار والشجيرات الحراجية الطبيعية الفلسطينية؛ مثل الصنوبر والسرو والبلوط والخروب والسماق البلدي والخريس والسريس والحنا.
منشآت صناعيةلم يقتصر الأمر على بناء وحدات سكنية في مناطق الأحراش والغابات، أو على مناطق مصنفة على أنها محميات طبيعية، بل أيضاً توسعت المناطق الصناعية على حساب الغطاء النباتي في الضفة الغربية المحتلة.
ففي محافظة جنين، توسعت المنطقة الصناعية شاحاك، الواقعة شرقي مستوطنة شاكيد، تدريجياً في الفترة بين عامي 2016 و2023، وفق ما تظهره صور الأقمار الصناعية.
2023 2016ويقع ضمن المصانع الموجودة في المنطقة الصناعية شاحاك، مصنع شركة « ستيل ديكو المحدودة » (Steele – deco Ltd)، الذي أُسّس عام 2003، ويعمل في استيراد وتصدير الأخشاب، ومصنع شركة « شيتزر للمواد الكيميائية » (A. Shitzer LTD)، المتخصصة في توزيع المواد الكيماوية، ومصنع « تيرك المحدود » (tyrec) للمطاط الذي أُسّس عام 2007.
وأرجع تقرير نشره معهد الأبحاث التطبيقية الفلسطيني، في الخامس من يونيو 2024، بعنوان « تأثير الاحتلال والتحديات البيئة على فلسطين »، التدهور والتلوث البيئي الناجم عن المناطق الصناعية الإسرائيلية في المستوطنات إلى « افتقارها للوائح البيئية المناسبة؛ ما يؤدي إلى تلوث كبير للأراضي والمياه، فالنفايات الخطرة الناتجة من هذه الصناعات تُلوث الأراضي الزراعية الفلسطينية ومصادر المياه؛ ما يشكل مخاطر صحية شديدة على السكان المحليين ».
يقول الباحث في شؤون البيئة في مركز أبحاث الأراضي، المهندس رائد موقدي: « الضفة الغربية تضم عدة مناطق صناعية إسرائيلية، هذه المناطق الصناعية لا تخضع للقانون الدولي في معالجة النفايات؛ سواء الصلبة أو السائلة أو حتى الغازية، نظراً لوقوعها في الضفة الغربية؛ ما يعني عدم خضوعها للقانون الإسرائيلي بشكل مباشر، في الوقت نفسه، لا تخضع للمعايير الدولية للتخلّص من النفايات بشكل عام ».
كما يركز الباحث في شؤون البيئة على المنطقة الصناعية في « شاحاك »، قائلاً: « أُنشئت فعلياً عام 1995، غير أنها بدأت تنشط بشكل ملحوظ عام 2001… وتضم شاحاك عدداً من المصانع ذات الصلة بالصناعات البتروكيماوية، كصناعات البلاستيك، ومشتقات بعض الجلود والحديد ».
وتُعدّ الصناعات الكيميائية من الصناعات التي تطلق الغازات الدفيئة المتسببة في ظاهرة الاحترار العالمي. كما تُعدّ صناعة البتروكيماويات -على وجه الخصوص- من أكثر الصناعات الملوثة للهواء؛ لاعتمادها على الوقود الأحفوري الذي يؤثر سلباً في البيئة، ويشكل تهديداً صحياً على المجتمعات المجاورة للمصانع.
أُنجز هذا التقرير بدعم من أريج.
كلمات دلالية إسرائيلـ الاستيطان، البيئةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الغطاء النباتی الأخضر صور الأقمار الصناعیة فی الضفة الغربیة فی محافظة جنین فی المئة على أن
إقرأ أيضاً:
إيران توسع مناوراتها العسكرية بطريقة متسارعة
بغداد اليوم - متابعة
وسعت المؤسسة العسكرية في إيران، هذه الأيام مناوراتها العسكرية بطريقة متسارعة في ظل احاديث وتقارير عن قرب هجوم وشيك يخطط له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع إسرائيل لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية.
وانطلقت صباح اليوم الاحد (12 كانون الثاني 2025)، مناورات لقوات الدفاع الجوي التابعة للجيش الإيراني في مناطق واسعة من غرب وشمال إيران.
وذكر التلفزيون الحكومي، "إن هذه المناورات تجري لاختبار ظروف ساحة المعركة الحقيقية، حيث تشارك فيها وحدات الصواريخ والرادارات والمراقبة الاستخباراتية ووحدات أخرى".
وأضافت، "كما تشارك وحدات الغابة ووحدات وأنظمة الخداع الدفاعية الجوية والطائرات المقاتلة والمسيرة التابعة للقوات الجوية مهام هجومية ودفاعية في هذه المناورات الواسعة".
فيما قالت وكالة أنباء "فارس نيوز"، " تهدف التدريبات العسكرية إلى محاكاة ظروف ساحة المعركة الحقيقية، حيث ستتدرب أنظمة الدفاع الإيرانية على مواجهة التهديدات الجوية والصاروخية والإلكترونية، والهدف هو تعزيز القدرات الدفاعية للبلاد، وضمان حماية سمائها والبنية التحتية الحيوية والمناطق الحيوية".
وعرضت إيران صواريخ وطائرات بدون طيار جديدة مساء يوم الجمعة وذلك بعدما قال قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي أنها "مدينة صاروخية تحت الأرض".
ويحدث هذا التدريب العسكري في وقت تواجه فيه إيران ضغوطًا جيوسياسية متزايدة، وأدى الهجوم الذي شنته إسرائيل على حزب الله في لبنان، إلى جانب سقوط الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي، إلى رفع التوترات إلى مستوى جديد، علاوة على ذلك، تواجه إيران تهديد العقوبات الأمريكية، كجزء من سياسة "الضغط الأقصى" لترامب، ما يزيد من عزلتها المتزايدة.
وعلى الرغم من هذه التحديات، أشار اللواء سلامي إلى أن القوات الصاروخية الإيرانية كانت صامدة، وأخبر الخصوم بعدم التقليل من شأن قوة إيران، مبيناً "إنه رد عسكري يعكس تصميم إيران على تأمين مصالحها في مواجهة بيئة معادية".
والأسبوع الماضي اجرت إيران أوسع مناورات عسكرية لها منذ عقود، حيث أطلقت آلاف الطائرات بدون طيار، واستعرضت منصات إطلاق الصواريخ والصواريخ الباليستية.
المصدر : وكالات