بعد إثارته للجدل.. فلسفة شعار معرض القاهرة الدولي للكتاب «اقرأ.. في البدء كان الكلمة»
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
«اقرأ... في البدء كان الكلمة»، شعار الدورة الـ56، لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، المقرر إقامته يوم 23 يناير الجاري حتى 5 فبراير، بمركز مصر للمعارض والمؤتمرات الدولية، هذا الشعار، الذي أثار الجدل عقب إعلانه، في المؤتمر الصحفي للمعرض أمس، على مواقع التواصل الإجتماعي.
فالبعض، اعتبر أن الشعار به خطأ لغوي، قائلين إنه من المفترض أن يكون «في البدء كانت الكلمة»، بدلا من «كان»، ولكن هذا في الحقيقة خطأ، ويكشف أن المنتقدين للشعار على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي لم يكلفوا أنفسهم للبحث حول هذه العبارة، ومعرفة صحتها، أيضًا البعض الذي علم صحة الشعار، انتقد فكرة استمداد الشعار من القرآن الكريم، والإنجيل، متسائلين عن فلسفة الشعار وفكرة إضافة نص من القرآن مع نص من الإنجيل.
وهنا نوضح أن الشعار، يحمل في طياته رسالة عميقة تلخص أهمية القراءة ودورها المحوري في حياة الإنسان وتطور المجتمعات، ويجمع هذا الشعار بين العمق الديني والقيمة الثقافية للمعرفة، مما يجعله رمزًا خالدًا للدعوة إلى العلم والتعلم.
فالقراءة هي البوابة التي فتحت أمام الإنسان أبواب الحضارة والتقدم، فمنذ أن تعلم الإنسان تدوين أفكاره ونقل معارفه، بدأت مسيرة التطور العلمي والفكري، والشعار يبدأ بكلمة «اقرأ»، وهو ما حضت عليه الرسالات السماوية، وهذه الكلمة البسيطة تعكس مسؤولية كل فرد نحو ذاته ومجتمعه في السعي للعلم.
والشق الثاني من الشعار «في البدء كان الكلمة» يعود إلى كتابات دينية فلسفية تُظهر أن الكلمة كانت البداية لكل شيء، الكلمة هنا ليست مجرد لفظ، بل رمز للإبداع والتواصل بين البشر، فالكلمة هي التي شكلت الأفكار، وهي التي بنت الجسور بين الثقافات المختلفة، وجعلت الحوار ممكنًا.
يعكس الشعار نظرة شمولية تجمع بين العلم والمعرفة، حيث إن الدعوة إلى القراءة والاهتمام بالكلمة ليست مقتصرة على جانب معين فحسب، بل تمتد لتشمل مختلف جوانب الحياة، خاصة وأن القراءة هي الوسيلة التي تمكن الإنسان من فهم نفسه وفهم العالم من حوله، وهي التي تمنحه القدرة على الابتكار والإبداع.
«اقرأ... في البدء كان الكلمة» ليس مجرد شعار؛ إنه دعوة عملية لكل فرد كي يجعل القراءة جزءًا من حياته اليومية، فالقراءة لا تغذي العقل فقط، بل تفتح أمام الإنسان آفاقًا جديدة، وتمكنه من أن يكون جزءًا فاعلًا في بناء مجتمع المعرفة، إنها دعوة للعودة إلى الجذور، حيث كانت الكلمة في البدء أساس كل شيء، وإلى المستقبل، حيث تظل القراءة مفتاحًا لكل تقدم.
والشعار يلخص فلسفة إنسانية عميقة تعكس أهمية الكلمة المكتوبة، ودورها في تشكيل عوالمنا الفكرية والروحية، مما يجعلها حجر الأساس لأي نهضة ثقافية أو حضارية.
وقال الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، الجهة المنظمة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في مداخلة مع برنامج خيري رمضان على قناة المحور، إن اختيار هذا الشعار منحاز إلى طبيعة الثقافة المصرية، التي تنحاز في جيناتها إلى القراءة والمعرفة، إلى الكلمة ولا تنفصل في هذه المعرفة عن الدين، بإعتباره مكونًا من نسيج الثقافة المصرية، وهذا تأكيد أيضًا على أن الأديان حضت على القراءة والمعرفة كي نتعرف أولا على الله، على ذواتنا، على العالم، حتى نستطيع أن نستكشف طريق النور، والمعني به المعرفة التي تمنكننا من أن نكون معمرين لهذه الأرض، وإذا ربطنا هذا الشعار بما هو موجود في مصر القديم سنجد أن هناك اتصالًا مسلتهما طوال الوقت من الثقافة المصرية ولا يمكننا أن نفصل عنها البعد الديني.
وأضاف: «معرض القاهرة الدولي للكتاب، هو معرض للقراءة للمعرفة للكلمة بكل أنماطها، وبكل مجالاتها بكل ما تحمله هذه الكلمة من دلالات ومعاني، وأظن أن حتى التفسيرات التي حاولت أن تفسر هذا الشعار، هذه ظاهرة صحية، لأن حتى الكتب السماوية تركت تفسيرات للسياقات البشرية وللبشر».
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خيري رمضان معرض القاهرة الدولي للكتاب أثار الجدل الدكتور أحمد بهي الدين اقرأ في البدء كان الكلمة رسالة عميقة في البدء كان الكلمة المزيد القاهرة الدولی للکتاب هذا الشعار
إقرأ أيضاً:
بمشاركة 300 عارض.. انطلاق فعاليات معرض جدة الدولي للبناء 2025
انطلقت اليوم الثلاثاء، فعاليات معرض جدة الدولي للبناء 2025م "جيبكس"، الذي تنظمه غرفة جدة بمشاركة عدد من الشركات المحلية والدولية وأكثر من 300 عارض في 40 قطاعًا استثماريًا وتجاريًا وصناعيًا ويستمر ثلاثة أيام، في مركز جدة للفعاليات والمنتديات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } بمشاركة 300 عارض.. انطلاق فعاليات معرض جدة الدولي للبناء 2025 - إكسفرص التشييد والبناء في المملكةوأوضح نائب رئيس غرفة جدة عمار العبود أن المعرض في نسخته الثالثة يشكل منصة مثالية للشركات المحلية والدولية للاستفادة من الفُرص الهائلة في سوق التشييد والبناء بالمملكة، وتحقيق تقدم كبير في التخطيط وإطلاق المشاريع الرئيسية في هذا القطاع الذي يشهد نموًا بشكل أساسي.
أخبار متعلقة تعزيزات في "الصحة": العيبان والعبدالعالي مساعدين للوزير وتكليفات جديدةجامعة الملك عبدالعزيز تحصد 31 جائزة بمعرض جنيف للاختراعاتوزيادة الإنفاق على البنية التحتية في المملكة من خلال المشاريع الكبيرة المُتعلقة بالطرق والجسور، والمطارات والموانئ البحرية، والسكك الحديد، والمشاريع السكنية والتجارية، مما يزيد الطلب على مشاريع البناء، ويُعزز فُرص الاستثمار في هذا القطاع.عرض المنتجات أمام جمهور كبيرويوفر معرض جدة الدولي للبناء 2025 فُرص عرض المنتجات والخدمات أمام جمهور كبير وعريض من المهتمين بقطاع البناء من أجل فَهم أفضل لاحتياجات الجمهور وتعزيز مكانة السوق السعودي، إلى جانب الاستفادة مــن التعاون مع شركاء جُدد وتطوير شراكات مُستقبلية في المملكة، إضافة إلى التواصل مع الجمهور المُستهدف مباشرةً والاطلاع على آرائهم والوصول إلى أسواق جديدة واستكشاف فُرص توسيع الأعمال.