خبير: الاحتفاظ بالخصوصية وحل الخلافات بعيدًا عن تدخل الأهل سر نجاح الحياة الزوجية
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
قال الدكتور أحمد فوزي، استشاري العلاقات الأسرية، إن الخلافات الزوجية أمر طبيعي في أي علاقة، وأن اختلاف الطباع والعادات بين الزوجين يُعتبر من الأسباب الرئيسية لهذه الخلافات. وأوضح أن الزوج قد يكون معتادًا على تناول الفطار والغداء والعشاء في مواعيد محددة، بينما الزوجة قد ترغب في الاستيقاظ في وقت متأخر، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل بسبب هذه الفروق البسيطة.
وأشار فوزي إلى ضرورة أن يتفق الزوجان على بعض القواعد الأساسية قبل الزواج لضمان نجاح الحياة الزوجية، وأكد أهمية وجود يوم في الأسبوع مخصص للزوج والزوجة، بعيدًا عن الالتزامات العائلية أو الاجتماعية، لضمان الحفاظ على العلاقة الشخصية بينهما. كما شدد على ضرورة الاتفاق المسبق على دور الزوجة في "بيت العيلة" وكيفية تقسيم المسؤوليات داخل الأسرة الممتدة.
كيفية تقليل الخلافات الزوجية: الاتفاق المسبق والتواصل الفعّالأوضح فوزي أن الحل الأمثل لتقليل الخلافات الزوجية هو الاتفاق المسبق بين الزوجين على طريقة التعامل مع الحياة الزوجية بعد الزواج.
وقال إن وجود آلية واضحة لحل الخلافات يُعد أمرًا أساسيًا للحفاظ على استقرار العلاقة، سواء من خلال التفاوض بين الزوجين أو اللجوء إلى أطراف ثالثة مثل أهل الزوجة في حال حدوث خلافات كبيرة.
وأضاف أن أي أزمات قد تُحل بسهولة أكبر إذا تم التعامل معها بهدوء ودون إفشاء أسرار الزوجة أمام الآخرين.
الاحتفاظ بالخصوصية وحل الخلافات بعيدًا عن تدخل الأهلتابع فوزي أن الزوج يجب أن يلتزم باللجوء إلى أهل الزوجة في حال حدوث خلاف مع زوجته، لأن هذا يساهم في حل الأزمات بطريقة سليمة دون المساس بخصوصية العلاقة.
وأكد أن إفشاء أسرار الزوجة قد يضر بالعلاقة بين الزوجين ويساهم في تفاقم المشكلات.
التفاهم المشترك.. الأساس لحياة زوجية ناجحةوشدد الدكتور أحمد فوزي على أن التفاهم بين الزوجين هو أساس نجاح الحياة الزوجية، وأكد أنه لا بد من التوصل إلى توافق حقيقي بين الزوجين بشأن كيفية التعامل مع أي خلافات قد تطرأ على مدار حياتهم المشتركة، مع ضرورة وجود قنوات تواصل فعّالة تحافظ على استقرار العلاقة وتحل المشكلات بطريقة ناضجة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الحياة الزوجية نجاح الحياة الزوجية المزيد الحیاة الزوجیة بین الزوجین
إقرأ أيضاً:
احرصوا على سجل الذكريات
الذكريات صفحات تسجلها الذاكرة منذ الطفولة، مع كل الأشخاص الذين نعيش معهم، ويعيشون حولنا في الشارع والحارة، في المدرسة، في بيوت أهالينا وجيراننا، وفي كثير من المواقف التي تمر بنا، وتلتصق بذاكرتنا، إما لطرافتها، أو لجمالها ، أو لصعوبتها وقسوتها، وتبقى الذكريات أجمل ما نحمله معنا، حتى القاسية منها، تفقد قسوتها مع مرور الزمن. والجميل يطغى على السيئ، وكثيراً ما يحتاج الناس لا ستراجعها من الذاكرة، لإرواء عطش تصحُّر أيام أصابها الجفاف، واستيراد دفء الماضي، وقد تفيد في إشعال الأمل للمستقبل.
واعتقد أن أهم محضن، وأول ميدان لصناعة الذكريات، هو (منزل العائلة)، وصناعة الذكريات، واجب جميع أفراد العائلة، وعلى رأسهم الوالدين والأجداد والإخوة والأخوات، ولن أنسى العائلة الممتدة من خلال الأب (أعمام وعمات) وكذلك الأم (أخوال وخالات)، ويدخل ضمنها الجيران وزملاء وزميلات العمل. من كل هؤلاء، وبهم، ومعهم، تصنع الذكريات. لذا فمن المهم جداً، أن يحرص كل فرد في العائلة، وكذلك الأصدقاء والجيران أن يرسموا خريطة ذكرياتهم بكلماتهم ومواقفهم وتواجدهم بين بعضهم البعض. فالذكريات لا تأتي من نفسها، بل هي كاللوحة الفنية يرسمها الرسام، لذلك ينتقي للوحته الألوان الجيدة، والوقت المناسب، لتكون اللوحة قد رسمت بحب وشغف. والعكس صحيح. فبدون اعتناء، وحرص، ستكون اللوحة مشوشة. هكذا الذكريات وليس منا من أحد إلا ويختزن في ذاكرته ملفات وفيديوهات بعضها مشرقة بحروف دونها أصحابها من نور. في استرجاعها سعادة وشوق وسرور، وأخرى قاسية غليظة بغلاظة من كتبها في ذاكرة الآخرين سواء أبناء أو زملاء أو جيران! ولعل أهم الذكريات، هي التي ينقشها الوالدان في عقول أبنائهما، فعلاقة الأب بالأم علاقة جميلة راقية ملؤها الاحترام، حتى لو اختلفا، فبعيداً عن السوء من الأفعال والأقوال، يحرصون على تعريف الأبناء أن الحياة جميلة حتى مع الخلافات، وأن الخلافات أمر طبيعي لا يخلو منها بيت، لكن نوع الخلافات، وأسلوب تعاطيها، هو المهم. فالخلاف مع النقاش الهادئ المحترم، مهم جداً ليتعلم الأبناء كيف يكون الخلاف. فأكثر ما يترك أثراً في ذاكرة الأبناء، هي العلاقة بين والديهم. وقيسوا على ذلك تعامل الوالدين مع بقية أفراد العائلة، فعندما تسود العلاقات الجيدة المليئة بالود والتقدير، وحين تكون اللقاءات العائلية، والرحلات الترفيهية بينهم، فبدون شك هم يصنعون ذكريات، يحفظها أفراد العائلة وأهمهم الأبناء الذين تتشكل ذاكرتهم بحسن سير وتعامل أهلهم، الجلسات العائلية الدافئة، تصنع ذكريات غاية في الجمال، فكيف يفرط البعض في ذلك؟ وأيضاً الصحبة الطيبة الراقية، بيئة رائعة لصناعة الذكريات، فتستحق الحرص عليها. العلاقات مع الأهل والأقارب، ميدان خصب لأجمل الذكريات. فهل يمكن التفريط في ذلك؟ كما أن علاقات العمل والمساجد والمدارس، كلها محاضن لذكريات كم أسعدت كثيراً ولازالت. الذكريات استثمار للسعادة في الحياة.
من المهم أن يستثمر رب العائلة وقته مع زوجته وأبنائه فيملأه حباً ولعباً وتعاملاً راقياً وتعاوناً، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (فخيركم خيره لأهله وأنا خيركم لأهلي) لا أدري ألا يخجل الرجل القاسي في بيته والليِّن مع رفاقه، ألا يخجل الرجل الذي يقضي جل وقته لاهياً خارج بيته وعائلته آخر اهتمامه؟ مثل هؤلاء الرجال (هداهم الله)، الخجل يخجل منهم! حتى يكبر الأبناء وهم يحملون أجمل الذكريات، لابد أن يبذل الآباء والأمهات جهداً لفهم معنى العائلة وواجباتها التي لا تتوقف عند المأكل والمشرب والملبس، فللحياة احتياجات نفسية وعاطفية وعقلية مهمة جداً، إذا تم التفريط فيها، فكثيراً ما تحدث نتائج لا يريدها الأهل. فلله در أولئك الذين يزرعون في نفوس الآخرين أجمل وأطيب الذكريات.
إن جودة صناعة الذكريات، مسؤولية الجميع.
وليبقى الكل في ذاكرة الكل ذكرى جميلة، أرجو أن يوفق الله الجميع لصناعة أجمل الذكريات في حياة أحبتهم. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).