خبير لبناني: جوزيف عون يسعى إلى الانفتاح على الغرب وتوازن العلاقات مع إيران
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
قال جورج العاقوري المحلل السياسي اللبناني، إن مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية، بدأت ملامح سياسته الجديدة في الوضوح إذ تتجه نحو استعادة التوازن في العلاقات الخارجية وتكريس دور لبنان كجسر للتواصل بين الشرق والغرب، موضحا أن سياسة عون تحمل في طياتها ملامح رجل دولة قادر على تجاوز المراحل الصعبة التي عاشها لبنان تحت تأثير ما أطلق عليه «سلاح حزب الله»، والتي عطلت العملية الديمقراطية وأثرت على استقلالية القرار اللبناني.
وأشار العاقوري في حديثه لـ«الوطن»، إلى جوزيف عون عكس في خطابه الأول رؤية واضحة لمستقبل لبنان، مؤكدًا على الانفتاح الإيجابي والحياد البناء في العلاقات الدولية والتمسك بالهوية العربية للبنان ودوره التاريخي في دعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين، وفق مبادرة قمة بيروت عام 2002، ما حمل بارقة أمل للشارع اللبناني، الذي يتوق لرؤية قيادية قادرة على إعادة لبنان إلى دوره الطبيعي في المحافل الدولية.
وأوضح أن عون سيعزز انفتاحه على الغرب ويعيد بناء علاقاته مع الدول الصديقة، مؤكدًا أهمية الحياد الإيجابي وعدم الانحياز لأي محور يعطل استقرار البلاد، وهو ما يبرز كخطوة ضرورية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي ودعم الجهود الرامية لإخراج لبنان من أزماته المتعددة.
علاقة ندية مع إيرانأما على صعيد العلاقات مع إيران، قال العاقوري: إن الرئيس عون يسعى إلى إعادة تشكيل العلاقة على أسس ندية تحترم سيادة لبنان كدولة مستقلة، وذلك على الرغم من ترحيب السفير الإيراني بانتخابه، والذي تضمن إشارات لدعم ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»، بدا أن هذا النهج لم يحظَ بقبول في الأوساط اللبنانية الداعية لتحرير القرار الوطني من التأثيرات الخارجية.
ولفت إلى أنه على الرغم من وضوح الرؤية التي طرحها عون، يبقى التحدي الأكبر في تطبيق هذه السياسات وسط بيئة داخلية وخارجية متشابكة. فمع نفوذ حزب الله واستمرار التدخلات الإيرانية، تظل قدرة الرئيس على تنفيذ رؤيته مرهونة بتوافق داخلي ودعم دولي حقيقي، إذ يطمح اللبنانيون إلى مرحلة جديدة تنهي عهود الهيمنة الخارجية وتعيد للبنان مكانته كدولة مستقلة ومنفتحة على العالم. ومع وجود عقبات كبيرة أمام هذا الطموح، فإن قدرة الرئيس على الموازنة بين الأطراف المختلفة داخليًا وخارجيًا ستكون مفتاح النجاح في هذه المرحلة الدقيقة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: جوزيف عون إيران لبنان رئيس لبنان الجديد
إقرأ أيضاً:
الرئيس اللبناني يبدي تخوفه من عدم التزام إسرائيل من إتمام انسحابها
تخوف الرئيس اللبناني جوزاف عون، الاثنين، من عدم تحقيق الانسحاب الإسرائيلي كاملا من جنوب لبنان في موعده عشية انتهاء المهلة المحددة له في 18 شباط/ فبراير.
وأكّد لبنان على لسان مسؤوليه، رفضه أي تمديد إضافي لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بوساطة أمريكية ورعاية فرنسية، وبدأ تطبيقه في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر على أن يشمل الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في غضون ستين يوما. ثم تمّ تمديده حتى 18 شباط/فبراير. إلا أن لبنان تبلّغ الأسبوع الماضي من الولايات المتحدة عزم "إسرائيل" البقاء في خمس نقاط.
وقال عون بحسب بيان صادر عن مكتب الرئاسة "نحن متخوّفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غدا. وسيكون الردّ اللبناني من خلال موقف وطنيّ موحّد وجامع".
وتابع أن "خيار الحرب لا يفيد، وسنعمل بالطرق الدبلوماسية، لأن لبنان لم يعد يحتمل حربا جديدة، والجيش جاهز للتمركز في القرى والبلدات التي سينسحب منها الإسرائيليون".
وحضّ عون، الاثنين، كذلك رعاة اتفاق وقف إطلاق النار على أن يتحمّلوا مسؤوليتهم في مساعدة لبنان على دفع "إسرائيل" إلى الانسحاب. وقال في بيان آخر: "نُتابع الاتصالات على مختلف المستويات لدفعِ إسرائيل إلى الالتزامِ بالاتّفاقِ والانسحاب في الموعد المحدّد وإعادة الأسرى".
وتابع: "على رعاة الاتفاق أن يتحمّلوا مسؤوليتهم في مساعدتنا".
حديث عون جاء خلال لقائه وفد نقابة المحررين الصحفيين، برئاسة النقيب جوزيف قصيفي، في قصر الرئاسة، وفق بيان لمكتب عون الإعلامي.
وقال عون إن "العدو (الإسرائيلي) لا يُؤتَمَن له، ونحن متخوفون من عدم تحقيق الانسحاب الكامل غدا".
"اتفاق ضمني"
وقال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو: "يجب نزع سلاح حزب الله، وإسرائيل تفضل أن يقوم الجيش اللبناني بهذه المهمة". وأضاف: "لكن يجب ألا يشكك أحد في أن إسرائيل ستقوم بما يلزم لتطبيق التفاهمات بشأن وقف إطلاق النار والدفاع عن أمننا".
وأكد الرئيس اللبناني، الاثنين، أن "المهم هو تحقيق الانسحاب الإسرائيلي، وسلاح حزب الله فيأتي ضمن حلول يتَّفق عليها اللبنانيون".
ونصّ وقف إطلاق النار على وقف تبادل القصف عبر الحدود اللبنانية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، بعد حرب امتدت نحو عام وتخللها توغّل برّي إسرائيلي في مناطق لبنانية حدودية.
ولم ينشر النص الحرفي الرسمي للاتفاق، لكن التصريحات الصادرة عن السياسيين اللبنانيين والموفدين الأمريكيين والفرنسيين تحدثت عن خطوطه العريضة.
ونصّ الاتفاق على تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في الجنوب (يونيفيل)، وعلى انسحاب حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني وتفكيك بناه العسكرية، على أن يتولى الجيش اللبناني ذلك.
وبشأن الأوضاع الداخلية، أعرب عون عن عدم تخوفه من احتمال حدوث فتنة طائفية في لبنان، ولا من انقسام في صفوف الجيش.
وأضاف أن "شهداء الجيش، الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي ينتمون إلى كل الطوائف ومن كل مناطق لبنان، ومهمة الجيش مقدسة، فاطمئنوا لذلك".
"مسؤولية" الحكومة
وانسحبت القوات الإسرائيلية من غالبية قرى القطاعين الغربي والأوسط في جنوب لبنان، لكنها لا تزال تتمركز في بعض قرى القطاع الشرقي حيث تنفّذ بشكل شبه يومي عمليات تفجير واسعة النطاق، بالإضافة إلى تنفيذها عددا من الغارات الجوية والاستهدافات، ما تسبّب بسقوط شهداء.
واعتبر رمزي قيس الباحث في الشأن اللبناني في منظمة هيومن رايتش ووتش أن "تعمُّدُ إسرائيل هدم منازل المدنيين والبنية التحتية المدنية واستخدام الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة يجعل من المستحيل على العديد من السكان العودة إلى قراهم ومنازلهم".
وحمّل الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم الأحد الدولة اللبنانية مسؤولية العمل على تحقيق انسحاب القوات الإسرائيلية بحلول 18 شباط/ فبراير.
وأكدت "إسرائيل" أنها لن تسمح للحزب بإعادة بناء قدراته أو نقل أسلحة.
ورأى كريم بيطار الأستاذ في دراسات الشرق الأوسط في جامعة "سيانس بو" في باريس أنه "يبدو أن هناك اتفاقا ضمنيا إن لم يكن صريحا من الولايات المتحدة لتمديد فترة الانسحاب".
وأضاف أن "السيناريو الأكثر ترجيحا هو أن تحافظ إسرائيل على السيطرة على أربعة أو خمسة تلال تشرف بشكل أساسي على معظم قرى جنوب لبنان".