قال جورج العاقوري المحلل السياسي اللبناني، إن مع انتخاب العماد جوزيف عون رئيسًا للجمهورية اللبنانية، بدأت ملامح سياسته الجديدة في الوضوح إذ تتجه نحو استعادة التوازن في العلاقات الخارجية وتكريس دور لبنان كجسر للتواصل بين الشرق والغرب، موضحا أن سياسة عون تحمل في طياتها ملامح رجل دولة قادر على تجاوز المراحل الصعبة التي عاشها لبنان تحت تأثير ما أطلق عليه «سلاح حزب الله»، والتي عطلت العملية الديمقراطية وأثرت على استقلالية القرار اللبناني.

رؤية الرئيس الجديد والانفتاح على الغرب

وأشار العاقوري في حديثه لـ«الوطن»، إلى جوزيف عون عكس في خطابه الأول رؤية واضحة لمستقبل لبنان، مؤكدًا على الانفتاح الإيجابي والحياد البناء في العلاقات الدولية والتمسك بالهوية العربية للبنان ودوره التاريخي في دعم القضية الفلسطينية وحل الدولتين، وفق مبادرة قمة بيروت عام 2002، ما حمل بارقة أمل للشارع اللبناني، الذي يتوق لرؤية قيادية قادرة على إعادة لبنان إلى دوره الطبيعي في المحافل الدولية.

وأوضح أن عون سيعزز انفتاحه على الغرب ويعيد بناء علاقاته مع الدول الصديقة، مؤكدًا أهمية الحياد الإيجابي وعدم الانحياز لأي محور يعطل استقرار البلاد، وهو ما يبرز كخطوة ضرورية لاستعادة ثقة المجتمع الدولي ودعم الجهود الرامية لإخراج لبنان من أزماته المتعددة.

علاقة ندية مع إيران

أما على صعيد العلاقات مع إيران، قال العاقوري: إن الرئيس عون يسعى إلى إعادة تشكيل العلاقة على أسس ندية تحترم سيادة لبنان كدولة مستقلة، وذلك على الرغم من ترحيب السفير الإيراني بانتخابه، والذي تضمن إشارات لدعم ثلاثية «الشعب والجيش والمقاومة»، بدا أن هذا النهج لم يحظَ بقبول في الأوساط اللبنانية الداعية لتحرير القرار الوطني من التأثيرات الخارجية.

ولفت إلى أنه على الرغم من وضوح الرؤية التي طرحها عون، يبقى التحدي الأكبر في تطبيق هذه السياسات وسط بيئة داخلية وخارجية متشابكة. فمع نفوذ حزب الله واستمرار التدخلات الإيرانية، تظل قدرة الرئيس على تنفيذ رؤيته مرهونة بتوافق داخلي ودعم دولي حقيقي، إذ يطمح اللبنانيون إلى مرحلة جديدة تنهي عهود الهيمنة الخارجية وتعيد للبنان مكانته كدولة مستقلة ومنفتحة على العالم. ومع وجود عقبات كبيرة أمام هذا الطموح، فإن قدرة الرئيس على الموازنة بين الأطراف المختلفة داخليًا وخارجيًا ستكون مفتاح النجاح في هذه المرحلة الدقيقة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جوزيف عون إيران لبنان رئيس لبنان الجديد

إقرأ أيضاً:

عاجل.. الرئيس اليمني يكشف أدلة وحقائق عن الحوثيين وإيران وعلاقتهم مع القاعدة ومن أين تأتي الأسلحة المتطورة؟ وما الهدف الذي يسعى إليه عبدالملك بعد مقتل نصر الله؟

كشف الرئيس اليمني، عن امتلاك حكومنه كافة الادلة على تحالف ايران والحوثيين مع تنظيم القاعدة، مشيرا الى صفقات اطلاق سجناء القاعدة الذين كانوا يقضون عقوبات متفاوتة، وتجهيزهم بالأسلحة والأموال لتنفيذ هجمات إرهابية في المحافظات المحررة.

واشار الرئيس رشاد العليمي الى مصادرة السلطات الصومالية كميات كبيرة من الأسلحة التي نقلها الحوثيون إلى ميليشيا حركة الشباب المتحالفة مع القاعدة. مضيفا: "هذه حقائق، ولدينا الأدلة".

وجدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي دعوة المجتمع الدولي الى الالتحاق بالإجراءات العقابية ضد المليشيات الحوثية وتصنيفها منظمة ارهابية عالمية.

وشدد في حوار مع صحيفة دير شيبغل الالمانية على ان تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية، وعزلهم اقتصاديًا وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي، ودعم جهود الحكومة لاستعادة مؤسساتها الرسمية هو السبيل لتأمين البحر الاحمر، وهزيمة محور الشر الذي يضم ايران والحوثيين والقاعدة.

وحذر الرئيس من ان إيران تعمل بالتعاون مع القاعدة والحوثيين، وجميع المنظمات الإرهابية في القرن الأفريقي على استراتيجية طويلة الأمد للسيطرة على البحر الاحمر، وتهديد مصالح العالم اجمع.

واضاف :"يريد الحوثيون ابتزاز العالم بتهديد الممرات المائية ويغلفون اعمالهم التخريبية بتبريرات سياسية مضللة، وخلف ذلك تكمن الرؤية الإيرانية الكبرى للسيطرة على البحر الأحمر، كخطة قديمة، والحوثيين هم أدواتها التنفيذية".

 ولفت الى انه في اعقاب مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، تعمل ايران الان على ان يكون عبد الملك الحوثي خليفة له، كقائد سياسي وروحي جديد. 

 واوضح ان عبد الملك الحوثي يتحدث في خطبه الآن عن أن اليمن هو محور المقاومة، وان طموحات الحوثي ليصبح الشخصية الابرز في المحور الايراني ليست جديدة.  

 وتابع الرئيس قائلا ان الاستثمار الإيراني في جماعة الحوثي ربما تكون الآن أعلى مما كان يتلقاه حزب الله وحسن نصر الله سابقا. 

ولفت الى ان الدعم العسكري الذي كان يذهب إلى النظام السوري، وحزب الله يتم توجيهه الآن بشكل كبير إلى الحوثيين، بما في ذلك تعيين قادة من الحرس الثوري سفراء لدى ميليشيا الحوثي في صنعاء. 

  وتحدث رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن استمرار ايران في خرق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بحظر تسليح الحوثيين، مؤكدا في هذا السياق مصادرة الحكومة اليمنية مؤخرا لشحنات اسلحة جديدة كانت في طريقها إلى مناطق الميليشيات.

 واكد بأن كل الأسلحة المتطورة التي يستخدمها الحوثيون اليوم في هجماتهم على الملاحة البحرية والمصالح الإقليمية والدولية لم تكن جزءا من ترسانة الجيش اليمني التي استولت عليها الجماعة عقب انقلابها التوافق الوطني في سبتمبر 2014.

 كما جدد التأكيد على امتلاك الاجهزة الاستخباراتية اليمنية كل الأدلة، بما في ذلك عن الخبراء الإيرانيين واللبنانيين الذين ادخلتهم إيران إلى المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.

 وقال: " الأسلحة التي يستخدمها الحوثيون هي نسخ متطابقة من الترسانة الإيرانية، وتقارير لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة تؤكد أيضا الأصل الإيراني، بما في ذلك صواريخ كروز، وأسلحة متوسطة المدى، وصواريخ موجهة، وأسلحة مضادة للسفن، وصواريخ أرض - جو، وطائرات مسيرة هجومية، ومنصات إطلاق.

واستبعد الرئيس وجود اي نية لدى طهران في تغيير سلوكها التخريبي، كونها تعمل على المدى الطويل لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في السيطرة على المنطقة. 

واعتبر ان كل المفاوضات والحوارات حول برنامجها النووي ليست سوى تكتيكات لتحقيق هذه الأهداف.

 وأعرب العليمي عن ارتياحه لإدراك المجتمع الدولي اخيرا لهذه الحقائق، لكنه أكد على ان الغارات الجوية وحدها لن تنهي التهديد للملاحة البحرية الدولية.

وقال أن المشكلة تكمن في وجود جماعة فاشية أطاحت بحكومتنا المنتخبة قبل عشر سنوات وتحولت إلى أداة لمحور الشر الإيراني.

و اضاف "يجب هزيمة استراتيجية التخريب لهذا المشروع الثيوقراطي، بهذا فقط يمكن إعادة بناء اليمن الذي يستحقه أبناؤه وبناته، والحفاظ على السلم والامن الدوليين".

 واشاد الرئيس بهذا الخصوص بدور تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، قائلا لولا هذا التحالف، لكان الحوثيون وإيران قد سيطروا الآن على اليمن بأكمله حتى حدود عمان.

وتابع قائلا " بمساعدة التحالف، تمكنا من تحرير 70 بالمئة من الأراضي، كما يعمل أكثر من ثلاثة ملايين يمني في السعودية، وبدون تحويلاتهم إلى الوطن وبدون السعودية كدولة مانحة، لكان اليمن في وضع أسوأ بكثير مما عليه الان".

مقالات مشابهة

  • قصة لبنانيّة في أميركا تؤيد حزب الله.. ماذا كُشف عنها؟
  • العاقوري: التصعيد الإسرائيلي في لبنان غير مستغرب ويجب دعم الجيش الوطني
  • عاجل.. الرئيس اليمني يكشف أدلة وحقائق عن الحوثيين وإيران وعلاقتهم مع القاعدة ومن أين تأتي الأسلحة المتطورة؟ وما الهدف الذي يسعى إليه عبدالملك بعد مقتل نصر الله؟
  • مقتل لبناني في قصف إسرائيلي لسيارة في جنوب لبنان
  • وزير الخارجية : مصر ترفض أية تحركات تمس بأمن الشعب اللبناني
  • عون يحذر من دوامة عنف ووزير الخارجية يؤكد أن لبنان لا يسعى للتصعيد مع إسرائيل
  • رسالة من حزب الله إلى الرئيس اللبناني بشأن التصعيد الإسرائيلي
  • الرئيس اللبناني يحذر من استدراج بلاده مجددًا إلى “دوامة العنف”
  • الرئيس اللبناني يدين خروقات الاحتلال في جنوب البلاد
  • وفد أمني لبناني إلى دمشق لبحث التوترات الحدودية والتعاون المستقبلي