أردوغان يلمح إلى الترشح لولاية رئاسية جديدة.. ماذا يقول الدستور؟
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
ألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى إمكانية ترشحه لولاية رئاسية جديدة وذلك في إشارة جديدة منه إلى المشاركة في الاستحقاق الانتخابي المقبل بعد استنفاده حظوظه الدستورية بسبب شغله المنصب الأعلى بالبلاد لدورتين متتاليتين.
جاء ذلك على هامش مشاركة أردوغان في مؤتمر لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم بمدينة شانلي أورفا الواقعة جنوب البلاد، السبت الماضي.
وفي تفاعل لافت خلال المؤتمر، سأل المغني التركي الشهير إبراهيم تاتليسس أردوغان عن نيته الترشح مجددا، ليجيب الرئيس قائلا: "إذا كنت مستعدا، فأنا مستعد"، ما دفع تاتليسس للرد قائلا للجمهور: "تلقينا وعدا منه".
Cumhurbaşkanı Erdoğan, İbrahim Tatlıses'in "Önümüzdeki dönem Cumhurbaşkanlığına var mısınız?" sorusuna "Sen varsan, varım." diye yanıt verdi. pic.twitter.com/si3EoKSyLx — TRT HABER (@trthaber) January 11, 2025
وعلق زعيم حزب "الشعب الجمهوري"، أكبر أحزاب المعارضة التركية، أوزغور أوزيل، على تصريحات أردوغان حول الترشح لولاية رئاسية جديدة.
وقال أوزيل في تصريحات صحفية، الأحد: "يجب على 360 نائبا في البرلمان أن يقرروا تجديد الانتخابات. تعالوا على الفور. إذا أرادوا، فيمكننا اتخاذ قرار الانتخابات هذا الأسبوع".
وأضاف متحدثا عن أردوغان: "فليصدر تعليماته لمجموعته (في البرلمان) على الفور ولنتخذ القرار هذا الأسبوع. تعال وكن مرشحا".
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، طالب زعيم "الحركة القومية" دولت بهتشلي، وهو حليف أردوغان في "تحالف الجمهور" الحاكم، بإجراء تعديلات دستورية تمكن الرئيس التركي من الترشح لفترة رئاسية ثالثة في الانتخابات القادمة.
ويعد أردوغان المرشح الأكثر شعبية إلى الآن لدى جبهة "تحالف الجمهور" وأقوى الأوراق، التي من شأنها أن تربك حسابات المعارضة، التي تأمل في الوصول إلى السلطة بعد غياب عقود عبر اغتنام عدم قدرة أردوغان على المشاركة.
ما العوائق أمام ترشح أردوغان؟.. سيناريوهات مطروحة
◼ تعديل الدستور
يدفع الرئيس التركي نحو تعديلات شاملة على الدستور الحالي الذي وضع بعد انقلاب عام 1982، وبالرغم من إعراب المعارضة بما في ذلك حزب "الشعب الجمهوري" عن انفتاحهم على فكرة إجراء تعديلات على الدستور إلا أنهم يتخوفون من إقرار تعديل يتيح لأردوغان الترشح لولاية ثالثة.
ما العائق هنا؟
من غير الممكن للرئيس التركي و"تحالف الجمهور" الذي يتكون من أحزاب محافظة أبرزها "الحركة القومية"، وضع دستور جديد في البلاد دون الحاجة إلى دعم المعارضة، وذلك بسبب إلزام القانون بموافقة 360 نائبا على الأقل من أصل 600 نائب في البرلمان.
ويعد ذلك من أبرز العوائق أمام التحالف الحاكم الذي يملك الأغلبية البرلمانية بعدد نواب يبلغ 321 نائبا، لكنه يحتاج إلى 39 نائبا آخرين على الأقل من أجل تمرير التعديلات الدستورية من البرلمان.
◼ الانتخابات المبكرة
طالب زعيم "الشعب الجمهوري" أكبر أحزاب المعارضة التركية، أوزغور أوزيل، بإجراء انتخابات مبكرة في أكثر من مناسبة على وقع الأزمة الاقتصادية، معتبرا أن مطلبه يعود إلى "رغبة الشعب التركي بإجراء انتخابات مبكرة".
وهذه المطالبات تأتي بعد الفوز الكبير الذي حققه "الشعب الجمهوري" في الانتخابات المحلية في آذار/مارس الماضي، وما لحق بحزب العدالة والتنمية الحاكم من تراجع في العديد من المدن والبلدات لصالح المعارضة.
لكن هذا السيناريو مرفوض من قبل الحكومة التركية التي تؤكد حتى الآن إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المقرر عام 2028، على الرغم من أن هذا السيناريو يتيح لأردوغان الترشح إلى ولاية رئاسية ثالثة دون تعديل للدستور بسبب عدم انتهاء ولايته المحددة بخمس سنوات.
ما العائق هنا؟
يرى مراقبون تحادثوا في أوقات سابقة لـ"عربي21" أن الحكومة التركية ترفض سيناريو الانتخابات المبكرة بسبب اتباعها برنامجا اقتصاديا صارما للحد من معدلات التضخم المرتفعة وغلاء الأسعار التي تلقي بثقلها على المواطنين بشكل مباشر. ومن المقرر أن يؤتي هذا البرنامج القائم على سياسة التشديد النقدي ثماره بعد عام 2027، وفقا للتوقعات الرسمية.
لكن رفض حكومة أردوغان سيناريو الانتخابات المبكرة في الوقت الراهن لا يعني بالضرورة استحالة طرحه قبل فترة قصيرة من موعد الانتخابات، وهو الأمر الذي شدد أوزيل على رفضه موضحا أن موقف حزبه الداعم لإجراء الانتخابات المبكرة محدود بفترة زمنية قريبة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد تركي منوعات تركية أردوغان تركيا أردوغان اوزيل سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الانتخابات المبکرة الشعب الجمهوری
إقرأ أيضاً:
هل تمهّد انتقادات أردوغان لإمام أوغلو لانقسامات أعمق في المعارضة؟
أنقرة- تتزايد ضغوط المعارضة في تركيا للمطالبة بانتخابات مبكرة، وسط رفض من الحكومة التي تؤكد أن موعد الاقتراع سيبقى كما هو مقرر عام 2028، لكن رغم هذا السجال، تبدو الساحة السياسية في حالة غليان، حيث تتشابك معركة البقاء في السلطة مع صراع داخلي محتدم داخل المعارضة حول هوية منافس الرئيس التركي الحالي رجب طيب أردوغان المحتمل.
وعلى وقع هذه المطالبات المتكررة، كشف نائب رئيس حزب العدالة والتنمية مصطفى أليطاش عن وجود توجه داخل الحزب لتقديم موعد الانتخابات إلى أكتوبر/تشرين الأول أو نوفمبر/تشرين الثاني 2027، مشيرا إلى أن هذا الإجراء -الذي يتطلب موافقة 3 أخماس البرلمان، أي بنسبة 60% من الأعضاء بواقع 360 نائبا- لا يُعتبر انتخابات مبكرة بالمعنى التقليدي.
كما أوضح أن خيار تعديل الدستور لا يزال مطروحا على الطاولة، في إشارة إلى إمكانية إعادة صياغة القواعد المنظمة للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي خضم هذا المشهد، وجه الرئيس التركي وللمرة الأولى انتقادات علنية ومباشرة لرئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو، في خطوة بدت كأنها شرارة أولى لمعركة سياسية قد تندلع قبل أوانها، حين قال "أحلامك لن تصل حتى إلى الأماكن التي وصلت إليها إنجازاتنا".
جاءت تصريحات أردوغان خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية في إسطنبول، يوم الجمعة الماضي، حيث علّق على لافتات إعلانية تروّج لإنجازات بلدية إسطنبول، مشيرا إلى أن المعارضة تدّعي تحقيق طفرة عمرانية تفوق ما أنجزته حكومته على مدار 23 عاما، وأضاف ساخرا "رأيت اللافتات، أكرم أفندي، أثبت ذلك، وانظر ماذا يفعل أردوغان".
كما أكد أردوغان على رؤيته المستقبلية، قائلا "مرحلة جديدة ستبدأ بعد 2028، وسنبني إسطنبول وتركيا بروح جديدة"، وهي إشارة فسّرها مراقبون على أنها تمهيد لاحتمالية إعادة ترشحه للانتخابات الرئاسية، سواء عبر تعديل دستوري أو بالدعوة إلى انتخابات مبكرة تمنحه فرصة قانونية لخوض السباق مجددا.
إعلانفي المقابل، ردّ إمام أوغلو عبر حسابه في منصة "إكس" متطرقا إلى موقف أردوغان من تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول غزة، وكتب "أنصح الرئيس بأن يُظهر الصرامة نفسها تجاه ترامب، كما أظهرها تجاهي، أنا لا أتمتع بالحصانة، لكنك لم تقل شيئا طوال الأيام الثلاثة الماضية عن هذه التصريحات، رغم تعهّدك بحماية غزة في العامين الماضيين".
تباين داخليوبينما يسعى حزب الشعب الجمهوري إلى تحديد إستراتيجيته الانتخابية استعدادا للاستحقاقات المقبلة، تتفاقم الخلافات داخل صفوفه حول آلية اختيار المرشح الرئاسي وتوقيت الإعلان عنه.
وكان رئيس الحزب أوزغور أوزال، قد أطلق الأسبوع الماضي عملية اقتراع بين أعضاء الحزب -البالغ عددهم مليونا و600 ألف- لاختيار اسم المرشح، ثم أعلن توسيعها لتتم عبر التصويت الإلكتروني العام، قائلا إن ذلك أدى إلى زيادة في طلبات العضوية الجديدة للحزب.
وتواجه العملية اعتراضات قوية، خصوصا من منصور يافاش رئيس بلدية أنقرة وأحد أبرز المرشحين المحتملين، الذي يرى أن هذه الخطوة قد تفضي إلى إقصائه سياسيا لصالح منافسه الأبرز أكرم إمام أوغلو.
ويعارض يافاش التصويت الداخلي، معتبرا أن توقيته غير مناسب، إذ لا تزال الانتخابات بعيدة، ويرى أن الإعلان المبكر عن المرشح قد يجعله هدفا للاستهداف السياسي والقضائي، خاصة إذا تم اختيار إمام أوغلو، الذي يواجه تحقيقات قد تعرقل ترشحه.
وفي هذا السياق، ذكرت وسائل إعلام مقربة من يافاش أنه لن يشارك في التصويت الداخلي للحزب لاختيار المرشح الرئاسي، لكنّ معارضيه داخل الحزب يرون أن تحفظه ليس فقط بسبب التوقيت، بل أيضا بسبب الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها إمام أوغلو في إسطنبول، أكبر مدن تركيا من حيث عدد السكان، ما يمنحه أفضلية على يافاش في أي تصويت حزبي داخلي.
كما طُرح سيناريو يقضي بترشيح إمام أوغلو للرئاسة ومنح يافاش منصب نائب الرئيس، لكن قيادة الحزب رفضت ذلك، خشية أن يُفسَّر على أنه تكرار لنموذج "تقاسم السلطة"، الذي أضرّ بالمعارضة في الانتخابات السابقة، كما يرى أنصار يافاش أن هذا السيناريو محاولة لإبعاده من السباق، وهو ما يزيد التوتر داخل الحزب.
يرى الباحث السياسي مراد تورال أن انتقادات الرئيس التركي لرئيس بلدية إسطنبول تعكس أكثر من مجرد مواجهة سياسية، بل تحمل دلالات أعمق تتعلق بقراءة السلطة لمشهد المعارضة وإستراتيجياتها الانتخابية.
إعلانويشير تورال، في حديثه للجزيرة نت، إلى أن إمام أوغلو قد يكون منافسا محتملا، لكنه ليس التهديد الأكبر، إذ تعاني المعارضة من انقسامات حادة، ولم تتوصل بعد إلى مرشح موحد قادر على المنافسة بجدية.
ويضيف أن أردوغان لا يخشى إمام أوغلو بقدر ما يوظف الهجوم عليه لتعميق الخلافات داخل حزب الشعب الجمهوري، خصوصا بينه وبين منصور يافاش، مما يدفع الحزب إلى الانشغال بصراعات داخلية بدلا من التركيز على الانتخابات.
ويضيف تورال أن أردوغان يعتمد إستراتيجية مزدوجة؛ فمن جهة، يسلط الضوء على ما يعتبره فشل المعارضة في إدارة البلديات الكبرى، وعلى رأسها إسطنبول، ومن جهة أخرى، يعيد تشكيل الرأي العام حول قدرة المعارضة على الحكم، مستهدفا الناخبين المترددين.
وفيما يخص وضع إمام أوغلو، يشير تورال إلى أنه يواجه تحديات داخلية وقضائية قد تعرقل ترشحه مستقبلا، وهو ما يدركه أردوغان جيدا، لذا يعمل على إضعاف مرشحي المعارضة مبكرا، مستفيدا من خلافاتهم الداخلية والأزمات التي تعصف بهم.
ويرى الباحث السياسي، أن الخلافات داخل حزب الشعب الجمهوري حول آلية اختيار المرشح الرئاسي تعكس صراعا على النفوذ أكثر من كونها تنافسا ديمقراطيا، مما يُضعف قدرة المعارضة على تقديم منافس قوي للرئيس رجب طيب أردوغان.
ويضيف أن هذه الخلافات تصب في مصلحة أردوغان، الذي لا يحتاج إلى التدخل المباشر، لأن المعارضة تعاني "تفكيكا ذاتيا"، حيث ينشغل حزب الشعب الجمهوري بصراعاته الداخلية بدلا من العمل على تقديم مرشح قوي قادر على توحيد الصفوف.
ويؤكد تورال أن المعارضة التركية أمام اختبار حقيقي، فإذا لم تتمكن من احتواء خلافاتها والتوصل إلى توافق مبكر، فقد تجد نفسها أمام سيناريو مشابه للانتخابات السابقة، حيث أدت الانقسامات والتجاذبات السياسية إلى فقدانها الزخم الانتخابي، وبالتالي منح أردوغان أفضلية في السباق.
إعلان