رأت لجنة التنسيق الّلبنانيّة - الأميركيّة (LACC) في بيان جديد لها أنّ "انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في لبنان، أعاد الحيوية الى إلى شرايين الجمهوريّة الجافّة، بعد فراغٍ رئاسيّ قسريّ دام عامين وثلاثة أشهُر، دُمّر فيه الدّستور واستُبيحَت فيه السّيادة، واستشرى الفساد، وصودِر قرار الدّولة". وأكدت اللجنة دعمها "لما ورد في خطاب القسم التّاريخيّ للرئيس عون"، مشيرة إلى أنها "تشدّ على أيدي الأخير للانطلاق في مسيرة إنقاذِ لبنان مع حكومة عتيدة بمعايير خطاب قسمكم، مُعاهدين إيّاكم بذل كلّ الجهود لإنجاح هذه المسيرة".

وفي متن رسالتها، قالت اللجنة: "من رحم المعاناة والوَجَع يُولدُ دومًا أمَل، ولقد كان إنتخابكم رئيساً للجمهوريّة الّلبنانيّة بعد فراغ قسريّ فرضه تحالف المافيا والميليشيا، ومن ورائِه مِحْور المُمانعة، بعد فراغٍ رئاسيّ قسريّ دام عامين وثلاثة أشهُر، دُمّر فيه الدّستور واستُبيحَت فيه السّيادة، واستشرى الفساد، وصودِر قرار الدّولة في السّلم والحرْب، ونُحِرت العدالة، وعُمِّم اليأسُ لدى الشّعب اللّبناني حتّى بات التّهديدُ يطال الهويّة اللّبنانيّة الحضاريّة، إلى أن أتى انتِخاب فخامتكم ليعيد الحيويّة إلى شرايين الجمهوريّة الجافّة".     وتابعت: "فخامة الرّئيس، أصغينا إلى خُطابٍ القَسمِ الذي ألقيتُموه أمام مجلس النّواب اللّبناني، وبمشاركة أصدقاء لبنان في العالم العربي والمجتمع الدّولي، والأهمّ أمام الشّعب اللّبنانيّ من مقيمين ومغتربين، وكَمْ كان فخرُنا عميقًا بتخصيصكم لنا في خطابِكُم كمغتربين تتطلّعون إلينا نُسانِدكم في استِعادة الثّقة بلُبنان الدّولة والدّستور والسّيادة تسودُه المواطَنَة الحاضنة للتَنوّع، وإنّنا نعاهِدُكم على المضيّ قدمًا في دَعْم الخطوات الإصلاحيّة السّياديّة الإنقاذيّة المتكاملة التي وردت في خطابِكُم والتي لطالما ناضلنا من أجلها ولم نزَل، من صَوْن الميثاق الوطنيّ، إلى تنفيذ كافّة الإصلاحات التي وردت في وثيقة الوفاق الوطنيّ، وتكريس حقّ الدّولة بإحتكار استعمال السّلاح، ومُكافحة الفساد، واعتماد الحياد الإيجابيّ في الدّيبلوماسيّة الفاعِلة، إلى تثبيت العدالة بالمُساءَلة والمحاسبة قاعِدةً أساسيّة في بناء الدّولة، وتطبيق القرارات الدولية دون اجتزاء أو استثناء".   وأردفت: "فخامة الرّئيس، إنّنا في لجنة التّنسيق اللّبنانيّة-الأميركيّة (LACC) بما نُمثّله من إئتِلاف منظّمات في الولايات المتّحدة الأميركيّة، والجُسُور البنّاءة التي تربطنا بشركائنا في الإغتراب على امتداد الخريطة العالميّة كما بشركائنا  في لبنان، وبالاستناد إلى عمق صلتنا بالولايات المتحدة الأميركية،  نؤكّد دعمنا لما ورد في خطاب قسمكم التّاريخيّ، ونشدّ على أيدي فخامتكم للانطلاق في مسيرة إنقاذِ لبنان مع حكومة عتيدة بمعايير خطاب قسمكم، مُعاهدين إيّاكم بذل كلّ الجهود لإنجاح هذه المسيرة... هذا عَهْدٌ علينا ووَعْد".      

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الل بنانی الد ولة فی خطاب بنانی ة

إقرأ أيضاً:

المخاطرة اللبنانية!

في العام 1989، توصل اللبنانيون بوساطة سعودية إلى ميثاق وطني تحت مسمى «اتفاق الطائف»، الاتفاق الأشهر في تاريخ لبنان الذي أنهى حرباً أهلية دامية، وأعاد شكل لبنان الدولة بدلاً من لبنان الميليشيات، كانت فرصة تاريخية ضمنت للبنان واللبنانيين الاستمرار في الحياة دون الانزلاق في الحرب مرة أخرى.

كان اتفاقاً مرضياً وجيداً لكل الأطراف المتنازعة والمتحاربة، وضمن لمكونات لبنان اقتسام السلطة وتدوير القرار السياسي والأمني والاقتصادي بينهم. نعم، كاد العقد أن ينفرط أكثر من مرة، خاصة بعد اغتيال الحريري 2005، وبعد غزو حزب الله للمناطق السنية وتعديه عليهم 2007. 
اتفاق الطائف حافظ -وما زال- على الحد الأدنى من لبنان، لكن لبنان الذي تمناه الجميع لم يعد، ليس بسبب الاتفاق في حد ذاته -بالرغم من جودته-، بل لأن الفرقاء والقوى الإقليمية المستفيدة لم يكونوا يريدون إلا ربع لبنان، لا لبنان المكتمل، أو بصيغة أخرى شكله لا جوهره؛ ولذلك لم يعمل الفرقاء اللبنانيون على الخروج التام من مأزقهم السياسي والأمني، فقد كان لبنان الممزق في حاجة إلى أن يتبنى أبناؤه تلك الفرصة النادرة ويبنون عليها وطنهم، كانت فرصة سياسية واقتصادية كبرى لم يستفيدوا منها.
الفرصة الثانية عادت مع الدعم السعودي والتوافق الدولي قبل أيام على تعيين رئيس للجمهورية اللبنانية، بالتأكيد أن الاتفاق على الرئيس جوزيف عون ليس شبيهاً أبداً بتعيين رئيس الجمهورية الأسبق رينيه معوض 1992، فالظروف ليست نفس الظروف، لكن يبقى اتفاق «جوزيف عون» خطوة في رحلة سياسية مهمة يمكن أن تعيد لبنان إلى دولة ناجحة بدلاً من شكل اللا دولة الذي لاحقها طويلاً.
ولعلنا نذكر كيف أن النظام السوري التف -حينها- على اتفاق الطائف واغتيل رينيه معوض، وأحكمت دمشق «البعث» سيطرتها على القرار اللبناني لثلاثين سنة لاحقة، تخللتها حروب بالوكالة، ووجبات اغتيال بالجملة، وتحول لبنان المتعافي إلى مجرد مصنع كبير للمخدرات.
صحيح أن ظروف ما بعد انتخاب جوزيف عون -الحالية- لا تشبه ظروف 1992، لكن أي محاولة لتعطيل الاتفاق أو الالتفاف عليه ستعتبر تهوراً أشد من تهور اغتيال الحريري وقبله رينيه معوض، فإعادة تشكيل المنطقة على يد القوى العظمى من كابل إلى المحيط الأطلسي لن تتوقف، وكل من يراهن على قدرته على الوقوف أمام قطار التغيير سيتعرض لما تعرض له نظام بشار في حده الأدنى، وما تعرض له حزب الله في حده الأعلى.
يعتقد البعض في المنطقة ممن لا يزالون يعيشون في المرحلة السابقة بكل تفاصيلها أنهم قادرون على التذاكي والالتفاف على تطورات اليوم، كما فعلوا منذ الثمانينات إلى 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وأن قليلاً من الانحناء سيمكّنهم من استيعاب العواصف ثم استعادة المبادرة، واحتلال قرارات الحرب والسلام في الإقليم مرة أخرى.

لكن، لا بشار سيعود، ولا البعث الذي مات سينهض، ولا «غازي كنعان» جديداً سيدير لبنان من البقاع؛ لذلك لا يمكن إعادة خلق النظام السابق في دمشق مرة أخرى، فلم تنجح محاولات إعادة نظام البعث العراق، ولا الجماهيرية الليبية، وهو ما يخلق بالتأكيد شكلاً جديداً في الحياة السياسية في الشام جميعاً من دير الزور شرقاً إلى بيروت غرباً.

مقالات مشابهة

  • المؤسسة المارونية للانتشار: للمشاركة في إنقاذ الوطن
  • خطاب الوداع .. لماذا اختار بايدن الخارجية الأميركية لإلقائه؟
  • المخاطرة اللبنانية!
  • خريس: خطاب رئيس الجمهورية استراتيجي ومهم لكن العبرة في التنفيذ!
  • انتخاب الفريق جوزيف عون يعزز آمال تحسين العلاقات الليبية اللبنانية
  • عسكريون متقاعدون يوزعون الحلوى في طرابلس ابتهاجا بانتخاب رئيس الجمهورية
  • "العربية لحقوق الإنسان": انتخاب رئيس الجمهورية بلبنان ينهي حقبة الفراغ الرئاسي
  • رسالة واضحة.. هكذا علق حزب الله على انتخاب رئيس الجمهورية
  • هذا هو وضع حزب الله بعد انتخاب عون.. تقريرٌ إسرائيلي تحدّث