دعا نائب رئيس مجلس السيادة القائد مالك عقار السودانيين كافة، لتجاوز مرحلة التناقضات والبحث عن شرعية توافقية عبر عملية سياسية تاسيسية تنقل السودان الى الشرعية الانتخابية لقيام حكومة مدنية منتخبة تحقق تطلعات السودانيين.

وقال في خطابه للشعب السوداني بمناسبة العام الجديد مساء اليوم، علينا أن نتجاوز مرحلة التناقض والمطلبية الضدية، وأن نبحث عن شرعية توافقية ، من خلال عملية سياسية تأسيسية ، تنقل البلاد إلى الشرعية الانتخابية الدستورية ، وقيام حكومة مدنية منتخبة ، تحقق تطلعات السودانيين .



وكشف عقار ان الحكومة الحالية أعدت رؤية سياسية وخارطة طريق، تمهد للوصول الي نهاية الأزمة، وتشتمل على إجراءات و متطلبات الفترة التاسيسية، و الدخول في الإنتخابات.

واستطرد اننا، نحتاج إلى أسس جديدة نتفق عليها جميعا ، تقوم على قبول الآخر، ومحاربة الكراهية ، وتحقيق العدالة الانتقالية، والعدل الاجتماعي والمواطنة بلاتميز، القائمة على الحقوق والواجبات المتساوية، كونها السبيل الوحيد لضمان الاستقرار والديمقراطية.

وتابع انه في هذا السياق ، قد تم تكوين لجنة قومية ، لوضع الخطط ودراسة برامج لتعمير و إعادة تعمير مادمرته الحرب.

وهنأ عقار الحكومة على تماسكها، رغم الظروف الصعبة، وعلى إنجازاتها العديدة في كل القطاعات، وقد أسدل الستار علي الفصل ما قبل الأخير، من معركة قيام إمتحانات الشهادة السودانية المُؤجلة للعام 2023م، والتي جلس لها عدد ( 303,874) في مراكز داخلية، وعدد (39,104) في مراكز خارجية ،وبارك للطلبة والطالبات ، الذين تمكنوا من الجلوس للامتحانات، وقال لم تكن هذه المهمة سهلة للطلاب ، فمنهم ، من خاطر و قطع عشرات الأميال تحت ظروف أمنية معقّدة لوحدهم ، أو برفقة أولياء أمورهم.

(سونا)  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

كيف تستفيد أي تنسيقية مدنية من الكفاءات المدنية المستقلة؟

المقدمة
في خضم الحرب الأهلية التي تمزق السودان، تبرز تنسيقيات مدنية جامعة للقوى المدنية السودانية الساعية لوقف الحرب وإعادة بناء الدولة. لكن التحدي الأكبر الذي يواجهها هو كيفية توحيد الجهود مع الكفاءات المهنية المستقلة خارج نطاقها، خاصة تلك غير المنتمية لأحزاب سياسية، ولكنها تمتلك خبرات علمية وعملية كبيرة يمكن أن تساهم في إنقاذ البلاد.

فكيف يمكن لها أن تنسق مع هذه القوى وتوظف إمكانياتها لتحقيق السلام والاستقرار؟

1. إشراك الخبراء في صنع القرار: من التهميش إلى التمكين
تزخر السودان بالعديد من الكفاءات الأكاديمية والإدارية والفنية التي ظلت لعقود خارج دوائر صنع القرار بسبب هيمنة العسكر والأحزاب التقليدية. اليوم، يمكن للتنسيقية المدنية أن تعوض هذا الإقصاء عبر:
- تشكيل مجالس استشارية تضم خبراء في الاقتصاد، الصحة، الإدارة، والعدالة الانتقالية.
- إشراكهم في وضع خطط إنقاذ سريعة لإعادة الخدمات الأساسية في المناطق الخارجة من الحرب.
- الاستعانة بهم في صياغة سياسات طويلة الأمد لإعادة الإعمار.

لكن من المهم التنبيه إلى نقطة أساسية: إشراك الخبراء لا يعني أن الحلول تأتي من طرفهم منفردين، بل الأهم هو توفير مناخ صحي يقبل الاختلاف في وجهات النظر، ويسمح بتفاعل مثمر بين الخبراء والسياسيين، بما يؤدي إلى حلول ذكية ومستدامة لا مجرد وضع "ضمادات على جرح الوطن المعتل".

الذكاء الجمعي القائم على الاختلاف الخلّاق وتعدد الزوايا في النظر إلى القضايا هو ما نفتقده في العمل العام، وهو ما يجب أن تسعى التنسيقيات المدنية إلى تبنيه كأساس لأي شراكة مع الكفاءات المستقلة.

لا يمكن بناء سودان جديد بمنظومة قرار قديمة.. إشراف الخبراء المستقلين ضرورة وليس رفاهية.

2. النقابات المهنية: قوة ضغط ودعم ميداني
تمتلك النقابات المهنية (كالأطباء والمهندسين والمحامين) تاريخاً نضالياً وتنظيمياً يمكن أن يكون عوناً للتنسيقيات المدنية في:
- تنظيم قوافل إغاثية للمناطق المتضررة.
- توثيق انتهاكات الحرب عبر شبكات المهنيين من المحامين والأطباء وغيرهم من المستقلين.
- تقديم الدعم الفني في إعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة.

مثال حي:
في بداية الحرب، لعبت نقابة الأطباء دوراً محورياً في إنشاء خدمات ميدانية. فلماذا لا يتم تعميم هذه التجربة عبر تنسيق أوثق مع التنسيقيات المدنية؟

3. الأكاديميون والباحثون: عقول تُهمَّش بينما الأزمة تحتاجها
الجامعات ومراكز الأبحاث السودانية تضم كفاءات قادرة على تحليل الأزمات وطرح الحلول، لكنها غالباً ما تُستبعد من عملية صنع القرار. هنا يأتي دور التنسيقيات المدنية في:
- توظيف الباحثين لرصد آثار الحرب (النزوح، الجوع، انهيار التعليم).
- الاستفادة من الدراسات الأكاديمية في وضع خطط التنمية.
- إشراك الأساتذة في تصميم برامج التوعية المجتمعية.

---

4. منصات تنسيقية جامعة: تجمع الجهود بدلاً من تشتيتها
إحدى مشكلات العمل المدني السوداني هي التشرذم، ولتجاوز ذلك يمكن:
- إنشاء منصة رقمية تجمع كل المبادرات المستقلة تحت مظلة تنسيقية واحدة.
- عقد مؤتمرات دورية تجمع التنسيقيات المدنية مع الكيانات المهنية لتوحيد الرؤى.

---

5. الضغط الدولي: صوت موحد أقوى
الكفاءات المستقلة تتمتع بمصداقية دولية عالية، ويمكن للتنسيقيات المدنية أن تستفيد منها في:
- إصدار تقارير مشتركة تعرض معاناة السودان للعالم.
- تنظيم حملات ضغط على المنظمات الدولية بخطاب مهني غير حزبي.

---

الخاتمة: شراكة وطنية لا استقطاب سياسي
السودان لا ينقصه الكفاءات، بل ينقصه الإطار الذي يتيح لها العمل المشترك في بيئة تُقدّر التنوع وتُرحّب بالاختلاف.

التنسيقيات المدنية أمام فرصة تاريخية لقيادة تحالف مدني حقيقي، لا يقوم على استقطاب سياسي ضيق، بل على الذكاء الجمعي وروح الشراكة الوطنية. المطلوب هو فضاء مشترك يتفاعل فيه السياسي مع الخبير، والأكاديمي مع الميداني، على قاعدة واحدة.

الخروج من الأزمة لن يكون بقرارات فردية، بل بشراكة وطنية تضع مصلحة السودان فوق كل اعتبار.

كلمة أخيرة:
الوقت ليس في صالح السودان.. كل يوم حرب يُفقد البلاد جزءاً من مستقبله.
التعاون بين التنسيقات المدنية والقوى المهنية المستقلة ليس خياراً، بل هو ضرورة للنجاة.

dr.elmugamar@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • مسئول يكشف مكان الجولة المقبلة من محادثات أمريكا وإيران بوساطة عُمان
  • نائب:حكومة الإقليم لم تلتزم بقوانين وقرارات الحكومة الاتحادية
  • ما هي مفاتيح النجاة؟.. علي جمعة يكشف عنها
  • شوبير يكشف مفاجأة في مصير بعض أفراد الجهاز الفني لكولر
  • إعلامي يكشف موقف سامي قمصان داخل الأهلي بعد رحيل كولر
  • أمير القصيم: خارطة طريق طموحة لرسم المستقبل
  • كان عندي أربعة.. فتوح يكشف عن حبه للسيارات
  • عرض ضخم يفاجئ نجم برشلونة للانتقال إلى الدوري السعودي.. بماذا رد؟
  • وكيل القوى العاملة بالنوا : كلمة الرئيس السيسى خارطة طريق لتحقيق السلام
  • كيف تستفيد أي تنسيقية مدنية من الكفاءات المدنية المستقلة؟