قاضٍ عسكري في غوانتانامو يستبعد أدلة انتزعت تحت التعذيب
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
أعلن قاض عسكري أميركي أن اعترافات رجل مشتبه بصلته بهجوم إرهابي تبنّاه تنظيم القاعدة لا يُمكن أن تستخدم كأدلّة إذا انتزعت تحت التعذيب، في سابقة قد تشكّل عقبة جديدة في إطار الإجراءات القضائية المرتبطة بهجمات 11 سبتمبر.
وقال قاضي قاعدة غوانتانامو إن اعترافات عبد الرحيم الناشري، الذي يُعتبر العقل المدبّر للهجوم على المدمّرة الأميركية "يو إس إس كول" الذي أدّى إلى مقتل 17 شخصًا في العام 2000 في اليمن، نتجت عن سنوات من العنف تعرّض له المشتبه به وتسببت به وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) ومكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي).
وكتب القاضي العقيد لاني أكوستا "إن استبعاد هكذا دليل سيكون له تداعيات على المجتمع".
وأضاف "غير أن السماح (باستخدام) دليل حصلت عليه الحكومة نفسها التي تسعى إلى ملاحقة ومحاكمة المتّهم لكن عن طريق التعذيب أو في ظلّه، قد تكون تداعياته أكبر على المجتمع".
ولفت أنتوني ناتالي، وهو محامي الدفاع عن الناشري، إلى أن القاضي استبعد بقراره عنصرًا أساسيًا كان الادّعاء يعتمد عليه لإدانة موكّله.
وتبقى القضية، التي قد يُحكم على الناشري فيها بالإعدام، في مرحلتها الأولية بفعل هذا القرار، دون أن يُحدّد بعد تاريخ بدء محاكمة جديدة.
منذ نحو عشرة أعوام، يعمل محامو الناشري وخمسة متهمين آخرين يُشتبه في ضلوعهم بهجمات 11 سبتمبر 2001 داخل المحكمة العسكرية في غوانتانامو لاستبعاد أدلة انتزعت تحت التعذيب.
ويُشتبه في تورط عبد الرحيم الناشري (58 عامًا) في تدبير الهجوم على المدمّرة "يو اس اس كول" في 12 أكتوبر 2000. واتُهم أيضًا بضلوعه في تفجير ناقلة النفط الفرنسية "ليمبورغ" في العام 2002 والذي قُتل على إثره شخص.
وأوضح ناتالي أن قرار القاضي أكوستا لا ينطبق إلّا على ملف الناشري وأنه غير ملزم للقضاة الآخرين الموكلين الإشراف على الإجراءات التي تقوم بها المحكمة العسكرية في غوانتانامو.
واعتبر أن هذه القرار قد يمثّل مع ذلك "نموذجًا يمكن أن يحاول قضاة آخرون الاستناد إليه".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إف بي آي الناشري غوانتانامو أميركا غوانتانامو أحداث سبتمبر هجمات سبتمبر إف بي آي الناشري غوانتانامو أخبار أميركا
إقرأ أيضاً:
أحمد .. عسكري السوق
في يوليه من العام ١٩٧٦ كُنتُ أحمِلُ رُتبة الملازم بالمباحث الجنائيّه المركزيّه التي كان على رأسِها أحد الأساطين الذينَ انجبَهُم الوطن وأنجبتهُم الشرطه السودانيه ذلكُم هو سعادة القومندان محمد الحسن يوسُف.
بمكتب السجلات كان لدينا شرطي في بداية سُلَّمِ العسكريّه أي انّهُ لم يكُن يحمِلُ أيّ رُتبَةٍ إسمُهُ أحمَد ولَقَبهُ ( احمد عسكري السوق ) ولم أعرف من أين أتت التسميه.
فوجئتُ به ذاتَ صباح وهو يقفُ أمامي ويُقدّم لي ورقة فلسكاب بخط يده الجميل ويستمِرُّ واقِفاً حتى أكملتُ قراءتَها.
في تلك الفتره كان هنالك برنامج إذاعي مشهور إسمُهُ ( الهمباته ) وكان يأتي في مُقَدّمَةٍ جاذِبَه تحوي أشعار طه الضرير وود ضحويه.
كان التقرير الذي رفعه ذلك الشرطي يتحدّثُ عن ضرورة تدخُّل المباحث لإيقافِ بث ذلك البرنامج مستنداً على أنّنا شعبٌ تتحكّمُ فينا القبليه ما زالت وأنّ نسبة الأمّيّه بيننا مازالت مرتفعه وأنّ في تمجيدِ وتزيين أفعال القتل والنهب التي تُشّكّل أساس الهمبته والهمباته ظُلمٌ لهذا المجتمع الذي بدون ذلك يمكن أن يكونَ مجتمعاً متماسكاً آمناً بعيداً عن العصبيات. تجدُرُ الإشاره هُنا لشُرطي دَفَعَهُ حِسُّهُ الأمني ووعيُهُ وسودانيّتُهُ لكتابةِ ورفعِ ذلك التقرير.
وبعدَ خمسين عاماً من تلك الواقِعَه أُحّدّثُكُم عن أرفَع قيادات الدّولّه وعن زُعَماء القبائل والعشائر وأبنائهِم الذين توارثوها كابراً عن كابر وتعلّموا وتعاملوا مع كل المجتمعات المستنيره كُلُّ ذلك لم يمنعهُم ، كشيوخ ( عرب ) ، مِن لجم بني جلدَتِهِم الذين لم يتركوا جريمةً إلّا ارتكبوها في حقّ مدنيين أبرياء فقتلوهُم واغتصبوهُم ونهبوهُم ودمّروا وحرقوا ليس هذا فحسب بل حدثتنا هذه الإدارات ، وهيَ تَشهَرُ سِلاحَها ، عن كيف أنّ هؤلاء ( المجرمين ) خطّاً أحمراً وكيفَ أنّهُم في حمايتِهِم فتعلّقت الدماء والمنهوبات وكُلّ الضَيم والقَهر في رِقابِهِم معاً. أمّا أبناؤهُم فقد تنكّروا لأعوام النعيم التي تَمَرّغوا فيها والتي امتدّت من ١٩٥٦ حتى الآن ووفّروا لهُم معاول الهدم مِن المنابر الدوليه بكل اللُّغات التي وفّرَتها لهُم دولة ٥٦ المُفتَرى عليها فَخَصّوا بها أنفُسَهُم دونَ قبائلَهُم لِيأتوا ويستَمتعوا ( مَعاً ) بصراخ المغتصبات وبُكاءَ اليتامى وقَهرَ الشيوخ وصفّقوا طويلاً ، مَعاً أيضاً ، وهُم ينهضون من جلوسهم ، لتوصيفات تراجي في أرض جومو.
وبينَما نحنُ نبكي ليسَ على ما انسكبَ من لَبن فهوَ قَدَرٌ قد إستدبَرناهُ ونحنُ نقفُ على ( تَلِّها ) أجِدُنا نَبحّثُ في كراسي الحُكم ( الكثيره) وفي إمتداداتِها وتَفَرُّعاتِها عن ( أحمَد .. عسكري السوق ) بِسِحنَتِهِ السودانيةِ تلك .. ( رِ قَ يِّ قْ ) حتى لَكأنّكَ تكادُ تبحَثُ عنهُ بنظَراتِك داخل ملابِسِه وهو يقِفُ أمامَك مَهُولٌ في بساطَةِ طَرحِهِ وعِزّةِ وشُموخِ معانيه .. عسكري نَفَر لم يحمل شريط على كتفِهِ ولا رُتَباً صارت معروضةً في الشوارع.
ما زالَ حُكّامُنا يصنعون الطواغيت الصّغار وعلى أكتافِهِم ما يشاؤون من الرُّتَب والنياشين و .. دِماءِ الضحايا والمقهورين واليتامى وقهر المُغتَصَبين. حُكّامُنا إحتفلوا بكيكَل .. كانوا قد سلَّموهُ مفتاح وادمدني المدينه وأمروا ( منسوبيهِم ) من المسؤولين بالمُغادَرَه وبَقُوا ، على غِرارِ الإعتصام ، ليُكَمُّموا أفواه المُغتَصَبات.
الآن نحنُ نستعيد كيكل ونحنُ لم نَفرغ بعد من الجنجويد صِناعَةِ يَدِ الحُكّام. نستعيد كيكل ، كالعاده ، مَسنوداً بِكُلّ فِرسان البُطانَه وهُم على جيادِهِم وجِمالِهِم يَسُدُّونَ أُفُق البُطانه والسلاح الذي أمطرَهُم به حُكّامنا مُشْهَراً ليس لِنَجدَة غريب ولا لإكرامِ ضيف ولا لِلَملَمةِ جِراح ولكن ليُخبِرونا ، أيضاً ، أنّ كيكل ( خطاً أحمَراً ) ناسين الأُفُق المُغطّى بالجُثَث في وَدّ النّورَه وأب قوته وود سلمان .. وناسين الأعراض التي كانت محفوظةً كبيضِ النسور والتي انتهكها كيكل وصحبَهُ وناسين الله وتُراث الأجداد وذلك التُراب الطاهر الذي يقفونَ عليه.
سنتان منذ بدايةِ الحرب كانتا كافيتين لفتح المدارس العسكريه والتجنيد على أساسٍ قومي ونبذ العنصريه والقبليه والتأكيد على مناصَرة الإنقاذ بكلّ قُبحِها وتسليم الأمور لثوار ديسمبر بدلا عن إغراقِ البلاد في المزيد من المليشيات.
melsayigh@gmail.com