طعم النّغم وملمس الإيقاع.. رحلة فلسفية في عالم الموسيقى
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
في عالم الفن والموسيقى، تتجلى روعة الإبداع في قدرة الصوت على مخاطبة الروح بلغة تتجاوز حدود السمع المجرد. هذا النص الأدبي الثري يأخذنا في رحلة فلسفية عميقة، يستكشف من خلالها العلاقة المتشابكة بين الموسيقى والحواس الخمس، مسلطا الضوء على الطبيعة الشمولية للتجربة الموسيقية. ومن خلال حوار خيالي بين شخصيات أدبية، يتعمق النص في مفهوم الذوق الموسيقي، متجاوزا الفهم التقليدي للاستماع ليشمل تفاعلا كاملا للحواس مع النغم.
يمضي النص ليستعرض معايير الطرب الحقيقي والفن الأصيل، مؤكدا على أهمية التوازن في تلقي الفنون وتذوقها. وعبر لغة مجازية غنية وأسلوب سردي مشوق، يقدم الكاتب رؤية عميقة لماهية الموسيقى وتأثيرها على النفس البشرية، مستشهدا بأمثلة من التراث الموسيقي العربي.
هذا النص لا يقتصر على كونه تأملا في الفن الموسيقي فحسب، بل يمتد ليكون دعوة للتأمل في جوهر التجربة الإنسانية وعلاقتها بالفن والجمال، مقدما للقارئ فرصة لإعادة النظر في فهمه للموسيقى وتأثيرها على الروح والوجدان. إلى النص:
الذوق الموسيقية
قال مترنم ابن أبي الشادي: سئل متأبط العود ابن أبي قيثارة المزاميري -صاحب "جوالب الشجو وجواذب الشدو"- ما بلغ من تذوقك الموسيقي؟!
إعلانقال: ما استأثرت أذني بـ"صوت" قط؛ إذ لا يكاد يخترق حدودها السماعية حتى تتلقفه معها سائر الحواس!
قالوا: آالذوق والشم واللمس والبصر تعني؟!
قال: نعم؛ إذا كان "الصوت" من معجبات الترجيع، ومرقصات التطريب!
قالوا: هذا السمع، فما بال البصر واللمس والذوق والشم؟!
قال: لا يتم السمع إلا بإخوته الأربعة؛ فإن جماع "السماع" أن تشترك الحواس الخمس في عمليته، كل بمقدار مسمى، تتفاوت درجات إدراكه، وما يستوعب تفاصيلها إلا "الواصلون"، الذين انكشفت لهم حجب الذوقية وأسرار الفنية!..
قالوا: فأخبرنا عن حد الشم واللمس والرؤية والذوق، وحظ الصوت من كل واحدة من هؤلاء الأربع!
قال: الحد خفي والحظ نسبي، ويتفاوت الناس في إدراكهما على قدر ميزانهم الوجداني ومستواهم الفني، فاللمس نفسي لا يدوي، وكذلك الذوق والشم والبصر.. ومن هنا عرفتم السمع -لارتباطه بالأذن التي هي مستودع تلك الحاسة وجارحتها- وخفيت عليكم الحواس الأخر لاختصاص النفس بها دون مستودعاتها من الجوارح الأصلية!
قالوا: فما آية المطرب الحق؟!
قال: آيته أن يفصل المقام الأدائي على مقاس الغرض الشعوري، ويطوع الصوت حتى يتسق النطق مع المعنى، مشكّلا سلما نغميا يخلع على الكلمات حلة تأثير، يلامس فيها توقيع المطرب وقع الكلمة وما وراءه، وينقل إيقاعها وما تحته؛ فيعطيها حقها من الترجيع ومستحقها من التلوين.
وغاية ما في الباب أن تتلبس المطرب الحالة الشعورية لصاحب النص -إذا كان في مقام الجوى والشجن- فيترجم تقطع نياط قلب الشاعر بتقطيع نطقه هو.. وذلك شأن "العارفين" من "أهل الفن"، الذين تستجمع الحواس الخمس عند التلقي عنهم "سماعا"، وتتسرب خوالج إحساسهم، وتسري أنسام أنفاسهم مع الصوت، أو مع آخر قطر الصوت، وإن من الصوت لما يقطر في الأذن، ثم يسيل في أودية النفس، وإن منه لما يجف قبل أن يقطر..!
وقال متأبط العود ابن أبي قيثارة المزاميري، في كناش "جوالب الشجو وجواذب الشدو":
إعلان.. وإذا رأيت "السامع" يستخفه الطرب المشرقي ويطوي بساط استحسانه دون أصيل "الهول الحساني"*، فاتهمه في "فنيته"، وأيقن أن "قرص" ذائقته به "مناطق ميتة"؛ فإن ولاء الفن لا يتجزأ، وإن مجاري الحس لا تزال مطردة في الوجدان ما لم تتلف عضلة الوطنية أو ينسد فيها عرق فيشل نبضها!
وإذا أبصرت ذا "استماع" يرق قلبه لبارد الكلم وينكر جزل المعنى، ويقشعر جلده لهجين اللحن، ويهتز لمولد النغم، ولا تحرك فيه معجبات الطرب المحلي شعرة، ولا تعروه هزة لمرقصات الشدو البلدي، فاعلم أنه مبتلى في أم جهاز استقباله السماعي، فادع له بالعافية، واعتزل مجلسه، حتى لا تنتقل إليك عدوى تكلس الإحساس وتصلب المزاج، فإنهما داء عضال ووباء واصب!
وإن استطعت أن لا تغلب على "صوت" تتعاطاه في مفاصل اليوم -كمواعيد وصفة البيمارستاني- فافعل، ولا تقطع دواء "القطرات" المجرب؛ فإن فيه شفاء وراحة تتجاوز طبلة الأذن وصماخها، لتسري فيما وراء البدن!.. وإلا فما خف استراقه وغلت قيمته الفنية، مما رق وراق واتسق وشاق!
.. وإياك أن تستقل عريق النغم وأصيل الشدو، فإن قليله كثير، وكثير غيره "زائدة صوتية"!
.. وعقب ابن أبي عازف الزريابي -في كراسته "إيقاظ كوامن النفس، وقدح زناد الحس.. في تحديد جهات السماع الخمس"- على كلام ابن أبي قيثارة المتقدم بقوله:
وما ذهب إليه ابن أبي قيثارة يؤيده أداء ثنائي من بلاد الملثمين* (موريتانيا): شاد ومطربة (سدوم وديمي)، كانا يترنمان -في أشرطتهما المشتركة الخالدة- بمعتقات نصوص التراث العربي، وربما عاجا على مستجاد أشعار المحدثين.. فيحركان ساكن الشجن، ويبعثان كامن الشعور، ويمنحان الكلمة -برهيف التوقيع- بعدا وجدانيا مؤثرا، يساير فيه النطق المعنى ويجسده؛ حتى يحصل للسامع من ذلك ما لا يتفق لمطالع الديوان حين يقرأ الكلمات مضبوطة بالشكل وينظر شرحها في الهامش؛ لأن في التجسيد النطقي معنى زائدا يفيض تشويقا وينبض عذوبة، فله بذلك وقع وأخذ بهما يملك المطرب أعنة الوجدان، ويمسك أزمة النفس، ويأخذ بمجامع الإحساس، ويصرف مقاليد الشعور..
إعلانوقد كانت ديمي في متأخرات المطربات المعاصرات مثل أم كلثوم في متقدماتهن، ومن هنا استحقت لقب "كوكب المغرب"، وقد سارت الركبان برائعتها "ريشة الفن" التي غنتها في تونس، ولم تزل الراحلة سفيرة الأغنية الموريتانية في الوطن العربي، حتى غربت شمس مشوارها الغنائي في المغرب!
——————————————————————————–
*"الهول": الغناء الشعبي في موريتانيا وغيرها من مناطق الأدب الحساني الجغرافية. بلاد الملثمين (موريتانيا): هي مملكة قامت جنوب المغرب الأقصى، في المنطقة الواقعة بينه وبين السودان فيما تعرف اليوم بموريتانيا، وسميت بمملكة أودغست الإسلامية. سكنت هذه المنطقة مجموعات أمازيغية عرفت باسم "الملثمين"، وهم يعتبرون بمثابة الجيل الثاني من قبيلة صنهاجة الأمازيغية، وهم أسلاف الطوارق. الأسماء والأعلام الواردة في النص متخيلة لدواع تتعلق بالكتابة الفنية والتشويق السردي.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كيف يبدو صراع الحضارات في عالم ترامب؟
مع بدء دونالد ترامب ولايته الثانية، تصاعد البحث في شكل العالم الذي صار فيه عنوانًا على نهاية حقبة وبداية أخرى. تبخرت اليقينيات القديمة، وانتهى النظام العالمي الليبرالي الذي تشكل في تسعينيات القرن العشرين.
إننا نقف على أعتاب لحظة إعادة تنظيم في العلاقات الدولية لا تقل أهمية عن أحداث عام 1989 – سقوط الاتحاد السوفياتي، أو 1945 – نهاية الحرب العالمية الثانية، أو 1919 – ما بعد الحرب العالمية الأولى.
في كل من نقاط التحول الكبرى، كان النظام القديم في طريقه إلى الإفلاس ببطء، قبل أن ينهار فجأة. ورغم أن الأمر لم يكن واضحًا دائمًا للمعاصرين، فإننا نستطيع أن نرى في وقت لاحق أن النظام الجديد الذي سينجح في كل حالة كان قيد الإعداد منذ فترة طويلة.
ترامب "يسدل الستار على القرن الأميركي" – على حد قول ديفيد والاس-ويلز، كاتب العمود في The New York Times (نيويورك تايمز) والأكثر مبيعًا. إن النظام الذي بُني على مدى عقود من الزمان إلى حد كبير من قبل القوة الأميركية ولصالحها يتم التخلص منه إلى حد كبير لمنع عمله الآن ضد القوة الأميركية ذاتها.
من الواضح تمامًا ما الذي يرغب دونالد ترامب فيه: المبدأ القائل بأن الفوضى العالمية تفتح الفرصة للقوى العظمى التي طالما حاصرتها الأعراف والقواعد.
إعلانأعلن ماركو روبيو في جلسة استماع أمام لجنة مجلس الشيوخ في يناير/كانون الثاني: "إن النظام العالمي الذي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية لم يعد عتيقًا فحسب، بل أصبح الآن سلاحًا يُستخدم ضدنا".
كتب المراقب الفرنسي أرنو بيرتراند في منشور على منصة X (تويتر سابقًا): "كانت الهيمنة ستنتهي عاجلًا أم آجلًا، والآن تختار الولايات المتحدة إنهاءها بشروطها الخاصة". وأضاف: "إنه النظام العالمي ما بعد أميركا – الذي جلبته إليكم أميركا نفسها".
في حين يحتضر النظام القديم، فإن السؤال المركزي الذي يتشبث بالعلاقات الدولية اليوم هو طبيعة النظام الجديد الذي يكافح من أجل الولادة. من هنا تأتي أهمية المقال الذي نشره أواخر الشهر الماضي في Foreign Policy (فورين بوليسي) المؤرخ نيلز جيلمان، والذي يبحث فيه عن صيغ ما بعد النظام الليبرالي الغربي.
استندت الهيمنة الجديدة التي نشأت بعد الحرب الباردة في تسعينيات القرن العشرين إلى عدة ركائز معيارية:
أن الحدود الدولية لا ينبغي إعادة كتابتها بالقوة – وكان الدفاع عن هذه القاعدة بعد الحرب العالمية الثانية بمثابة السبب الظاهري لحرب الخليج عام 1991. أن مبدأ السيادة الوطنية لا يزال ساريًا، ما لم تُرتكب فظائع جسيمة ضد حقوق الإنسان – وهو الاستثناء الذي تم إضفاء الطابع الرسمي عليه في نهاية المطاف تحت عنوان "المسؤولية عن الحماية". أن التكامل الاقتصادي والمالي العالمي ينبغي أن يتبناه الجميع، لأن التجارة الحرة والعادلة من شأنها أن تعود بالنفع على جميع الأطراف. أن النزاعات بين الدول سوف تُحل من خلال المفاوضات القانونية في المؤسسات المتعددة الأطراف – وكان ترقية الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة (GATT) إلى منظمة التجارة العالمية (WTO) عام 1995 المظهر المؤسسي الرمزي لهذا المبدأ. إعلانيرى المؤرخ الأميركي أن: "المسمار الأخير في نعش هذه المبادئ -بعد تحدي الصين وروسيا- هو أن الولايات المتحدة، التي ادّعت في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين أنها أعظم بطل لهذه المبادئ، ترفض الآن كلًّا منها".
وإذا كانت الحرب على غزة هي نهاية النظام الدولي المبني على القواعد – كما أعلن أمين عام منظمة العفو الدولية – فإن عالم ترامب هو عالم بلا قواعد؛ إذ لا ينبغي فيه أن يتورط في النظام أو البنية، بل تحكمه القاعدة الخالدة: "أنا القاعدة، والقاعدة أنا".
أهدرت غزة الرأسمال المعياري للنظام الليبرالي الغربي وللنظام الدولي القائم على القواعد، الذي جرت مراكمته بشق الأنفس على مدى عقود من الزمن بعد الحرب العالمية الثانية.
كشفت الحرب على غزة عن الأوهام التي سادت بعد الحرب العالمية الثانية بشأن الإنسانية المشتركة. ينتهي أنييس كالامارد، أمين عام منظمة العفو الدولية، في مقال نشره منتصف فبراير/شباط 2024 في Foreign Affairs (فورين أفيرز)، تعليقًا على الحرب على غزة، إلى نتيجة مفادها أن: "النظام القائم على القواعد، والذي حكم الشؤون الدولية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في طريقه إلى الزوال، وربما لا تكون هناك عودة إلى الوراء". ويتابع: "إن هذا التفكك، الذي يتجلى بوضوح في تدمير غزة ورد فعل الغرب عليه، يشير إلى نهاية النظام القائم على القواعد وبداية عصر جديد".
أما عالم ترامب فقد فصل تمامًا بين القوة المادية لأميركا وبين الشرعية الأخلاقية التي ادّعتها لعقود. هذا الافتراق مما لا يهتم به ترامب الآن. كثيرًا ما يزعم الرجال الأقوياء الشعبويون في مختلف أنحاء العالم أن قيم المجتمع المفتوح – التعددية، والتسامح، والحداثة – هي مستوردة من الغرب. ويقولون إنهم يبنون ثقافة سياسية وطنية أصيلة تختلف عن الليبرالية الغربية.
إعلانصعود الصين وعودة روسيا يجب أن يُفهما أيضًا على أنهما عملان من أعمال التوازن الثقافي، أي استجابات ليس فقط للهيمنة الجيوسياسية للولايات المتحدة على مدى العقود الثلاثة الماضية، بل أيضًا لانتشار الليبرالية في جميع أنحاء العالم.
نرى ترامب يؤطّر الصراع داخل الولايات المتحدة في الحروب الثقافية الطويلة الأمد بين القيم التقليدية المحافظة للأسرة والدين، والتي تجد جذورها في التقاليد اليهودية- المسيحية، وبين أيديولوجية "اليقظة" التي يتبناها التقدميون والنسويات ومجتمع الميم وأصحاب دعاوى العدالة العرقية والمناخية… إلخ، في استعادة لمعركة تم توصيفها ذات يوم بأنها: "البابا في مواجهة مادونا (مغنية البوب)".
إن حرب ترامب على التنوع والإنصاف والشمول هي حرب على عصر الحقوق المدنية نفسه، ومحاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء فيما يتعلق بالحقوق المتساوية. تحت ستار العدالة والجدارة، يريد ترامب وحلفاؤه استعادة عالم حيث يكون المؤهل الأول والأهم لأي وظيفة مهمة هو ما إذا كنت أبيضَ وذكرًا.
هو لا يضع الكثير من الثقة في الأنظمة القائمة على القواعد أو التحالفات أو المنتديات المتعددة الجنسيات. عالم ترامب يجب أن يكون مستعدًا لاغتنام اللحظة، والاستفادة القصوى من أي فرص تأتي في طريقه. النظام الدولي فيه شديد الشخصنة. ترامب لا يتقيد بشكل مفرط بخطوط الصدع المحددة: ديمقراطي وغير ديمقراطي، أو عالم حر وغير حر. هو غالبًا ما يفضل الأفراد على الحكومات، والعلاقات الشخصية على التحالفات الرسمية.
إدارة ترامب لا تستخدم الهياكل الشاملة للتعاون الدولي، مثل الأمم المتحدة أو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا (OSCE). وبدلًا من ذلك، قد يتعامل هو ومستشاروه – وخاصة أولئك الذين ينحدرون من عالم التكنولوجيا – مع الساحة العالمية بعقلية شركة ناشئة، أو شركة تشكلت للتو، وربما يتم حلها قريبًا ولكنها قادرة على الاستجابة بسرعة وإبداع لظروف اللحظة – على حد قول والاس.
إعلانوبالمثل، لا يهتم ترامب بالأمركة كأجندة للسياسة الخارجية، ويفصل شعوره بالاستثنائية الأميركية للولايات المتحدة عن العالم الخارجي غير الأميركي بطبيعته.
الواقع أن كراهية ترامب للعولمة تجعله في نفس صف بوتين وتشي ومودي. في رحابه، يجد المحافظون اليمينيون الدعم والمساندة – كما أعلن نائبه في مؤتمر ميونخ للأمن.
من الواضح أن مفهوم "النظام الدولي القائم على القواعد" يمثل لعنة على ترامب. ففي نهاية المطاف، قد يضطرك اتباع القواعد إلى القيام بشيء لا تريده، وقد يفرض تكاليف قصيرة الأجل على بلدك.
ويبدو أن ترامب يعتقد أن القواعد الحالية لا تعزز المصالح الأميركية في الأمد البعيد. يبدو أن هدفه هو تعظيم حريته في التصرف في كل الأوقات، وهذا يفسر ميله إلى النظر إلى التحالفات باعتبارها أعباء.
جيلمان يرسم لنا أهم ملمح في النظام العالمي القادم الذي سيقوم على "صراع الحضارات" – في تقديره. هو يرى أن "فكرة صراع الحضارات لم تكن خاطئة، بل كانت سابقة لأوانها فقط" – هكذا عنون مقاله.
وأيًا كانت التسمية التي قد تُطلق على هذا النظام الجديد في نهاية المطاف، فإن سماته المميزة – وفق تقدير جيلمان – سوف تشمل المعاملات الصفرية في الاقتصاد الدولي، وسياسات القوة التي تتلخص في أن "الأقوياء يفعلون ما في وسعهم، والضعفاء يعانون ما يجب عليهم أن يتحملوه"، والتأكيدات القوية على سياسات الهوية التي تركز على "الدول الحضارية".
لكن ما المقصود بالدولة الحضارية؟ وما تأثير إحيائها على الصراعات في عالم قيد التشكل؟ وما موقعنا نحن العرب في هذا الصراع في سياق الحرب الدائرة في فلسطين، التي تحولت لدى الكيان الصهيوني إلى حرب على الهوية؟ وأخيرًا وليس آخرًا، هل يمكن أن يساهم طوفان الأقصى في إعادة تأكيد ذاتنا الحضارية في مواجهة الآخرين؟
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
إعلان aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline