عربي21:
2025-04-17@17:50:34 GMT

الناصرة .. هوية مدينة بشارة المسيح وأجمل مدن فلسطين

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

الناصرة .. هوية مدينة بشارة المسيح وأجمل مدن فلسطين

تحتل مكانة خاصة في قلوب المسيحيين لا تقل عن مكانة مدينة القدس في "العهد الجديد". وتعد واحدة من أجمل المدن الفلسطينية، حيث تشرف على سهل مرج ابن عامر في الجنوب.

تقع مدينة الناصرة شمالي فلسطين المحتلة وجنوبي منطقة الجليل ضمن لواء الشمال حسب التقسيمات الإدارية التي أوجدها الاحتلال الإسرائيلي. وتقوم الناصرة على جبل مرتفع ويرى منها جبل الشيخ والكرمل والطابور ومرج ابن عامر.



تحد عكا شمالا، وحيفا غربا، وطبرية وبيسان شرقا، وجنين جنوبا.



وتبعد نحو 34 كيلومترا شرق البحر المتوسط و105 كيلومترات شمال القدس. وتقدر مساحة أراضيها بنحو 14 ألف دونما، في حين تقدر مساحة قضاء المدينة بنحو نصف مليون دونما، وتقام على أراضيها أكثر من 30 مستوطنة إسرائيلية.

ولموقع الناصرة أهمية كبيرة منذ قديم الزمان، فهي نقطة التقاء الجبل بالسهل، وترتبط بالطرق الرئيسية الواصلة بين مصر وسوريا، من جهة والأردن وفلسطين من جهة ثانية.

أما سكانيا تزايد عدد سكان الناصرة من حوالي 22.5 ألف نسمة عام 1922 إلى نحو 75 ألف نسمة عام 2015، ويصل حاليا إلى نحو 80 ألف نسمة، وتشير معطيات إسرائيلية إلى أن نسبة المسلمين 70% والمسيحيين 30%.

أما عن أصل السكان فغالبيتهم من الشعوب التي كانت تقطن المنطقة عند الفتح الإسلامي، كالآراميين والسامريين والسوريين واليهود المتنصرين وأبناء شعوب أخرى، وفي العصر الحديث قدم إليها مسيحيون من جميع أرجاء المعمورة.

ومن الطوائف المسيحية في الناصرة: الروم الأرثوذكس وهي كبرى الطوائف المسيحية فيها، ثم الروم الكاثوليك، واللاتين والبروتستانت، وطائفة الموارنة وهم أقدم سكان الناصرة المسيحيين، إضافة إلى الأرمن والأقباط والمعمدانيين، وجاؤوا إلى المدينة في القرن العشرين.

وجاء في بعض المراجع التاريخية أن اسم مدينة الناصرة الكنعاني القديم هو "آبل"، وأن من معاني أسماء الناصرة: مركز أو برج الحراسة، الجبل المرتفع، منحدر الماء.

و"آبل" في قاموس الكتاب المقدس تعني "مياه" أو "مرج"، وفيه اسم مكان يدعى "آبل الماء"، أي مرج الماء، و"آبل الكروم" أي مرج الكروم. وإذا عدنا إلى اسم الناصرة بصيغته هذه نجد تفسيرا واضحا له في لسان العرب، حيث يرد أن الناصرة واحدة النواصر وهي مسايل المياه. والناصرة معروفة بغزارة المياه والعيون.

يوجد في مدينة الناصرة عدد من المساجد والكنائس التاريخية، وفيها معالم دينية وأضرحة للشهداء، وضريحا الشاعرين الراحلين عبد الرحيم محمود وتوفيق زياد الذي شغل منصب رئيس بلدية مدينة الناصرة لثلاث دورات متتالية (1975 - 1994).


                                                   مشهد عام لمدينة الناصرة

وكشفت الحفريات عن آثار السكان في مدينة الناصرة منذ العصرين البرونزي والحديدي، ويبدو أن المدينة لم تكن ذات شأن في العصور القديمة السابقة للميلاد. فلم يرد لها ذكر في "العهد القديم" أو في أي مصدر من المصادر الأدبية السابقة للإنجيل الذي ورد فيه اسم المدينة 28 مرة.

وحسب بعض المصادر فإن السيدة مريم العذراء ولدت فيها، وفيها بشرت بالسيد المسيح عليه السلام الذي نشأ فيها وقضى معظم حياته، ونسب إليها فدعي الناصري، كما نسب إليها النصارى.

فتح المسلمون المدينة عام 634 ميلادية على يد القائد المسلم شرحبيل بن حسنة فاتح شمالي فلسطين، ثم ظلت محل نزاع بين الفرنجة والمسلمين خلال فترة الحروب الصليبية، وخضعت لسيطرة المماليك إلى أن دخلت تحت حكم العثمانيين عام 1517 .

شاركت الناصرة في الانتفاضات والمظاهرات والإضرابات والمؤتمرات الفلسطينية منذ عشرينيات القرن العشرين ضد الاستعمار البريطاني والصهيوني، فقد احتل الإنجليز الناصرة في عام 1918، ثم دخلتها العصابات الصهيونية عام 1948.

وبقيت بلدية الناصرة تدير شؤون المدينة بعد عام 1948 إلا أن الاحتلال أقام مدينة الناصرة العليا (نتسرات عليت) لتشكل كماشة من الأبنية الحديثة، تقع على الجبال والهضاب وتطل على المدينة من الشرق والشمال.

وأدت الأحداث السياسية وهدم القرى والتهجير إلى تغييرات ديمغرافية كبيرة غيرت الطابع السكاني للمدينة التي استقبلت اللاجئين من القرى المجاورة، واستوطنت فيها مع مرور السنين عائلات أخرى لأسباب اقتصادية واجتماعية مختلفة.

واعتمد سكان قضاء الناصرة قديما وحديثا على مدينة الناصرة في تلبية احتياجاتهم حيث عملوا بزراعة الأشجار المثمرة والخضراوات، ومن أهم محاصيل المدينة الزراعية الحبوب والفواكه والزيتون والخضراوات.

كما راجت فيها التجارة والصناعات الخفيفة، لكن الحكومات الإسرائيلية ضيقت على الزراعة العربية، فاتجه السكان إلى التجارة والخدمات وبعض الصناعات التحويلية البسيطة المتعلقة بالسياحة مثل حفر الخشب والخزف، واضطر بعضهم إلى التوجه للعمل في المصانع والورش اليهودية.


                                          منظر من الجو لمدينة الناصرة ( 1900-1926).

وتعتبر الناصرة إحدى أقدس المدن في الديانة المسيحية، ويؤمها الحجاج المسحيون من أنحاء العالم، وفيها العديد من الأديرة والكنائس وأهمها كنيسة البشارة و يحجون إليها كما يحجون إلى كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم، ومن أهم كنائس المدينة كنيسة العذراء وكنيسة مار يوسف وكنيسة البلاطة.

وكثيرا ما حذر القادة المسيحيون في الأراضي المقدسة من أن مجتمعاتهم مهددة بالطرد من المنطقة من قبل الجماعات الإسرائيلية المتطرفة، وسبق أن أصدر البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس بيانا مشتركا يحذرون فيه بالمثل من الخطر الذي تشكله الجماعات المتطرفة التي قالوا إنها تهدف إلى تقليص الوجود المسيحي في فلسطين.

المصادر

ـ  صالح الأشمر، الناصرة، الميادين نت، 2/6/2021.
ـ  الناصرة، 26/11/2015، الجزيرة نت.
ـ وديع عواودة، "الناصرة الفلسطينية مدينة البشارة المسيحية في حالة سكون ورنين أجراس كنائسها حزين"، 23/12/2023، القدس العربي.
ـ الناصرة (مدينة)، الموسوعة الفلسطينية، 29/10/2015.
ـ أنيس صايغ، كتاب "بلدانية فلسطين المحتلة"، بيروت 1968.
ـ  مصطفى مراد الدباغ، كتاب "بلادنا فلسطين"، ج7، ق2، بيروت 1974.
ـ أسعد منصور، كتاب "تاريخ الناصرة"، القاهرة 1923.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير مدينة الفلسطينية فلسطين تقرير مدينة هوية تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مدینة الناصرة

إقرأ أيضاً:

طوابع بريدية تخلّد آلام السيد المسيح وقيامته

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كانت حياة وآلام السيد المسيح، منذ القرون الأولى للمسيحية، مصدر إلهام عميق للفنانين والنحاتين والرسامين في شتى أنحاء العالم. 

فقد تناولت الأعمال الفنية مشاهد من حياة المسيح، بدءًا من ميلاده وحتى قيامته، وسجلت اللحظات الفاصلة التي وردت في الأناجيل والكتب المقدسة. وتعد هذه الأعمال شهادة حية على الإيمان المسيحي وتجسيدًا بصريًا لمعاني الفداء والتضحية.
 

المتاحف العالمية تحتضن روائع تجسد الآلام

تحتوي المتاحف الكبرى، مثل متحف اللوفر في باريس، ومتحف الفاتيكان في روما، ومتحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، على العديد من اللوحات والمنحوتات التي تروي قصة آلام السيد المسيح. 

ومن بين أشهر هذه الأعمال، لوحة “العشاء الأخير” لليوناردو دافنشي، و”حمل الله” لفان إيك، و”الصلب” لرامبرانت، والتي ساهمت في تشكيل الوعي الديني والثقافي حول العالم.

 

الطوابع البريدية.. رسائل فنية خالدة

 

سعت العديد من الدول إلى تكريم هذه اللحظات المقدسة عبر إصدار طوابع تذكارية، تحمل صورًا مستوحاة من الفن المسيحي. فإصدار الطوابع البريدية لم يكن فقط لأغراض التواصل، بل تحوّل إلى وسيلة لنشر الرسالة الروحية وتوثيق الأحداث التاريخية والدينية.


 

من بين هذه الإصدارات:

 

الفاتيكان: دأب على إصدار طوابع دينية سنوية، أبرزها مشاهد الصلب والقيامة

 

ايطاليا وإسبانيا: قدمتا طوابع مستوحاة من أعمال مايكل أنجلو وكارافاجيو.

 

دول في أميركا اللاتينية مثل البرازيل والمكسيك، أصدرت طوابع تعكس التقاليد المحلية في تجسيد آلام المسيح.


 

القيامة.. رمز الانتصار على الموت
 

تُعد قيامة السيد المسيح، بحسب العقيدة المسيحية، الحدث الأهم والأكثر تأثيرًا، حيث تمثل الانتصار على الموت والخطيئة، وتُحيي في قلوب المؤمنين الرجاء بالخلاص والحياة الأبدية. وقد جسد الفنانون هذا الحدث في صور مهيبة أظهرت النور الإلهي وقوة الغلبة الروحية، وتم تخليده في طوابع تعكس بهاء هذا الانتصار.


 

مقالات مشابهة

  • غارة بليدا.. إسرائيل تكشف هوية المُستهدف
  • عيد الفصح في بلدة سورية تتحدث لغة المسيح: معلولا بين ندوب الماضي والخوف من المستقبل
  • الكهنوت قمر يدور في فلك المسيح
  • فلسطين.. زوارق الاحتلال الحربية تطلق النار غرب مدينة غزة
  • طوابع بريدية تخلّد آلام السيد المسيح وقيامته
  • فلسطين.. مدفعية الاحتلال تستهدف المناطق الشرقية لحيي الزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة
  • آلاف المستوطنين يقتحمون الأقصى.. ومحافظة القدس: الاحتلال يحول المدينة لـ "ثكنة عسكرية"
  • تضامناً مع فلسطين :مسيرة صامتة في مدينة هامبورغ الألمانية .. والمالديف تحظر دخول حاملي الجوازات “الإسرائيلية”
  • سرايا القدس تعلن تفجير دبابة صهيونية شرقي مدينة غزة
  • فلسطين بيلز.. رؤية إسرائيلية لأرض بلا سيادة ولا هوية