أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، تقريراً جديداً حول مستقبل مراكز الفكر في عصر الذكاء الاصطناعي، تناول من خلاله كيفية استفادة مراكز الفكر من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز أدائها ودورها في صنع السياسات العامة.

وأوضح المركز أن العالم يشهد تحولًا في آليات اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أن مراكز الفكر تلعب دورًا استراتيجيًّا في دعم متخذي القرار وتوجيههم نحو سياسات قائمة على أسس علمية ودقيقة، وعلى مدار العقود الماضية، كانت هذه المراكز ركيزة أساسية في صياغة الرؤى المستقبلية وتحليل القضايا الوطنية والدولية، ولكنها اليوم تواجه تحديات كبيرة تفرضها ثورة البيانات والتقنيات الرقمية، والتقدم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها المتزايد في الحياة.

وأشار التقرير، إلى أن مراكز الفكر أصبحت مؤشرًا لتقدم الدول وتطويرها في مجال البحث العلمي، واتساع دائرة نشاطها في الكم والنوعية وتـعـددت إسهاماتها في مجالات متعددة، وتحظى اليوم المراكز البحثية باهتمام كبير، حيث حققت نجاحات عظيمة ومكانة مرموقة وصـارت محل ثقة بالنسبة لصانع القرار، فهي تساهم بدرجة كبيرة في صنع القرار وصنع السياسات العامة، ووصل عدد مراكز الفكر حول العالم في عام 2020 إلى نحو 11175 مركزاً متخصصاً في مجالات متنوعة، منهم 3389 مركزاً في آسيا، و2932 مركزاً في أوروبا، و2397 مركزاً في أمريكا الشمالية، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية الأولى على العالم من حيث عدد مراكز الفكر على أراضيها بإجمالي 2203 مركز فكر حتى عام 2020، ثم الصين بإجمالي 1413 مركزاً، ثم الهند والمملكة المتحدة بإجمالي 612، و515 على التوالي.

ولفت إلى أن عدد مراكز الفكر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بلغ 599 مركزاً، وتُعد إيران أكثر دول المنطقة في مراكز الفكر تليها تركيا بإجمالي 53 مركزاً ثم مصر بإجمالي 47 مركز فكر.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من الفرص الهائلة التي تتيحها تقنيات الذكاء الاصطناعي أمام مراكز الفكر، فإنها في الوقت ذاته تجعلها تواجه بعض التحديات الصعبة الذي يجب التعامل معها بجدية، ومن أبرز هذه التحديات: (التحديات المالية، والتحديات الإدارية، والتزييف العميق، وتحديات انتشار المعلومات المضللة وعدم تحري الدقة، والتحديات الأخلاقية، وتحديات دمج البيانات الضخمة في عملية صنع القرار).

وأوضح المركز أن للذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تعزيز العمل الأكاديمي، ومن أبرز المجالات الأساسية التي يدعم فيها الذكاء الاصطناعي بشكل كبير الوظائف الأكاديمية والبحثية، هي، تطوير الأفكار وتصميم البحث، وتطوير المحتوى وتنظيمه بجانب مراجعة الأدبيات، وإدارة البيانات وتحليلها، والتحرير والمراجعة ودعم النشر، والتواصل والمشاركة والامتثال الأخلاقي.

كما أبرز التقرير أهم الفرص والأدوار الجديدة لمراكز الفكر في عصر الذكاء الاصطناعي وهي: دور الذكاء الاصطناعي في إجراء الأبحاث والدراسات، ودوره في جمع وتحليل البيانات الضخمة، التنبؤ والتحليل المستقبلي، دور الذكاء الاصطناعي في تدقيق البيانات، دور لوحات المعلومات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، الاستفادة من توفر البيانات في الوقت الفعلي Real-time data، استطلاعات الرأي العام في عصر الذكاء الاصطناعي، الاستشارات المتخصصة، تطور وسائل التواصل والتأثير.

وأوضح التقرير، أنه في عصر الذكاء الاصطناعي تحتاج مراكز الفكر إلى تبني استراتيجيات طموحة للمستقبل لتعزيز دورها المحوري في صياغة السياسات والتأثير في القرارات ويتطلب ذلك بناء شراكات قوية مع المؤسسات التقنية والأكاديمية، حيث عملت مراكز الفكر والبحث على تعزيز تعاونها في هذا الإطار من خلال التعاون مع بعضها البعض من جهة، ومع المؤسسات الأخرى ذات الصلة مثل مؤسسات صنع القرار ومطوري التكنولوجيا وغيرهم، من أجل تبادل الخبرات وتطوير الحلول والتطبيقات التي من الممكن توظيفها والاستفادة منها..

كما تعمل على دعم حوكمة الذكاء الاصطناعي، حيث أنه مع تطور الذكاء الاصطناعي واستخداماته، ستقوم مراكز الفكر بمساعدة الحكومات والمنظمات الدولية على صياغة الأطر القانونية التي تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي عالميًّا، مع التركيز على الحوكمة الرشيدة وحماية الحقوق.

وستركز مراكز الفكر على تطوير سياسات وإرشادات حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التحقق من الشفافية، المسؤولية، والعدالة في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات المختلفة.

فضلا عن تعزيز قدرات البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، و التدريب المستمر للباحثين وصناع السياسات على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.

وأشار التقرير في ختامه إلى أنه في ظل الثورة التكنولوجية التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، تواجه مراكز الفكر تحديات وفرصًا غير مسبوقة، فهذه المؤسسات - التي كانت دائمًا جسرًا بين المعرفة والسياسات - أصبحت مطالبة بتبني الأدوات الجديدة لتعزيز قدرتها على التحليل والتنبؤ وصنع القرار، واستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فاعل لن يعزز فقط من دقة وكفاءة الأبحاث، بل سيمكن مراكز الفكر أيضاً من مواكبة التغيرات السريعة في العالم.

ومع ذلك، يتطلب هذا التحول نهجًا استراتيجيًّا يعتمد على الشراكات، والتدريب المستمر، والالتزام بالأخلاقيات والشفافية. إذا استطاعت مراكز الفكر التعامل مع هذه التحديات بنجاح، فإنها ستظل داعمًا أساسيًّا في صياغة السياسات العامة ودعم صناع القرار في مواجهة تحديات المستقبل.

اقرأ أيضاًمعلومات الوزراء: حرائق كاليفورنيا تسبب خسائر 9 مليارات دولار لشركات الطاقة

معلومات الوزراء يطلق العدد الثامن من مجلة «آفاق صناعية» تحت عنوان «الصناعات الدوائية»

معلومات الوزراء: السلاسل اللوجستية بمثابة حجر الزاوية لضمان نمو اقتصادي مستدام

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: معلومات الوزراء مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أمريكا الشمالية التقنيات الرقمية تقنيات الذكاء الاصطناعي ثورة البيانات تقنیات الذکاء الاصطناعی فی عصر الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی معلومات الوزراء مراکز الفکر فی صنع القرار إلى أن

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات: زيادة مراكز الإبداع الرقمية من 3 فى 2016 إلى 23 مركزا فى 2024

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

خلال الجولة التفقدية اليوم للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمركز إبداع مصر الرقمية "كريتيفا" الجيزة، قدم الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عرضا حول رؤية استراتيجية مصر الرقمية.

  وخلال عرضه، أوضح الدكتور عمرو طلعت أن هذه الاستراتيجية تستند على 3 ركائز تتمحور حول المواطن وتتمثل في: تمكين المواطنين من كسب فرص عمل في الاقتصاد الرقمي، وتشجيع ريادة الأعمال ودعم الابداع الرقمي للمواطنين، وتبسيط إجراءات حصول المواطنين على الخدمات الحكومية الرقمية.

 

   وأشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى الممكنات الرئيسية للاستراتيجية والتي تشمل بنية تحتية رقمية كفء بانتشار يضمن نفاذ المواطنين للإنترنت، وأطر تنظيمية جاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية، والشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني.

وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى خطة وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لإنشاء مراكز إبداع مصر الرقمية في كافة المحافظات؛ موضحا أهمية المراكز كفاعل رئيسي في استراتيجية مصر الرقمية من خلال ما توفره من برامج بالشراكة مع القطاع الخاص لإتاحة التدريب على المهارات الرقمية، وإكساب المتدربين مهارات العمل الحر، بالإضافة إلى رعاية الإبداع التكنولوجي؛ موضحا أنه تم زيادة مراكز الإبداع من 3 مراكز في 2016 إلى 11 مركزا في 2022، و20 مركزا في 2023 ثم 23 مركزا في 2024 ومستهدف الوصول إلى 27 مركزا في 2025؛ موضحا محددات اختيار مراكز ابداع مصر الرقمية والتي تتمثل في توافر مساحة ملائمة لأنشطة المركز وتستوعب أعداد المستفيدين، وأن يكون الموقع الجغرافي في وسط المحافظة، وأن يكون قريبا من الجامعة الرئيسية بالمحافظة.

واستعرض الدكتور عمرو طلعت الجهود المبذولة لتطوير مبنى تراثى وتحويله إلى مركز إبداع مصر الرقمية بالجيزة مع الحفاظ على الطراز المعماري له؛ مشيرا إلى أن مراكز إبداع مصر الرقمية تتضمن مراكز ذات طابع معماري متميز ومنها مركز إبداع مصر الرقمية قصر السلطان حسين كامل بالقاهرة، ومركز إبداع مصر الرقمية بالجيزة.

وأكد الدكتور عمرو طلعت حرص الوزارة على جذب جهات وشركات عالمية مرموقة لدعم الشركات الناشئة فى كافة مراحل نموها؛ مشيرا إلى البرنامج الذي تم تنفيذه لتقديم خدمات استشارية للشركات في مرحلة ما قبل التأسيس بالتعاون مع كلية بابسون الأمريكية، موضحا أنه يتم تقديم خدمات استشارية في مرحلة التأسيس بالتعاون مع شركة 500 جلوبال، موضحا أنه في مرحلة تطوير المنتج يتم تقديم خدمات استشارية وتمويل بنحو 100 ألف دولار بالتعاون مع شركة بلاج اند بلاي، ومع مرحلة طرح المنتج وكسب حصة سوقية صغيرة يتم تقديم تمويل يتراوح بين 300- 600 ألف دولار بالتعاون  مع شركة 500 جلوبال، وفي مرحلة النمو وتنمية الحصة السوقية يتم إقامة محافل للتشبيك بالتعاون مع شركة بلاج اند بلاي، مضيفا أنه يتم التعاون مع الشركات العالمية لمساندة الشركات الناشئة للتوسع خارج السوق المحلية.

وذكر الدكتور عمرو طلعت الجهود المبذولة لرعاية الابداع التكنولوجي داخل المركز من خلال معمل الابتكار الحكومي بالتعاون مع وكالة التنمية الألمانية، والتعاون مع كوريا الجنوبية لتجهيز مساحات لاحتضان الشركات الناشئة ومعامل لتصميم الإلكترونيات، والتعاقد مع شركة 500 جلوبال لإدارة حاضنة الشركات الناشئة؛ مشيرا إلى أن المركز يقدم مجموعة متنوعة من البرامج التدريبية تشمل برامج متخصصة في التكنولوجيات الحديثة، والتدريب من أجل التوظيف بالتعاون مع القطاع الخاص، ودبلوم متخصص في تصميم الإلكترونيات وتصنيع النماذج الأولية؛ مضيفا أن المركز يوفر مساحات لاحتضان 60 مهنيا مستقلا يوميا، ومساحات لاحتضان 40 شركة ناشئة سنويا، بالإضافة إلى إتاحة 9 معامل متخصصة للتدريب، وإتاحة معملين للإلكترونيات، وعدد 2 حاضنات متخصصة، فضلا عن مسرح بسعة 200 فرد لاستضافة الفعاليات، وحديقة ومساحات للأنشطة الطلابية.

وأكد الدكتور عمرو طلعت أن مصر دائمًا ضمن أفضل 3 دول في المنطقة في ريادة الأعمال والابتكار التكنولوجي، موضحا أن هناك نحو 1000 شركة ناشئة استفادت في مراكز الإبداع منذ إنشائها بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف متدرب على المهارات التكنولوجية والعمل الحر من خلال مراكز إبداع مصر الرقمية منذ إنشائها؛ مضيفا أنه يوجد حوالي 20 ألف مستفيد من مساحات العمل الحر بمراكز الإبداع بالمحافظات خلال عام 2024.

1 2

مقالات مشابهة

  • في قمة المليار متابع.. ديفيد يانغ يستعرض أسرار تعزيز المبيعات بواسطة الذكاء الاصطناعي
  • ديفيد يانغ يستعرض في قمة المليار متابع أسرار تعزيز المبيعات بواسطة الذكاء الاصطناعي
  • «معلومات الوزراء» يستعرض دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز العمل الأكاديمي
  • «معلومات الوزراء»: مراكز الفكر مطالبة بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • معلومات الوزراء: مراكز الفكر أصبحت مطالبة بتبني تقنيات الذكاء الاصطناعي
  • المدير الإقليمي لـ"ميتا": أدوات الذكاء الاصطناعي ستكون مجانية في السنوات القادمة
  • وزير الاتصالات: زيادة مراكز الإبداع الرقمية من 3 مراكز لـ 23 مركزا
  • وزير الاتصالات: زيادة مراكز الإبداع الرقمية من 3 فى 2016 إلى 23 مركزا فى 2024
  • قد يستخدمه المجرمون.. تحذير من خبير أمن معلومات بشأن الذكاء الاصطناعي