حالات صحية طارئة..كيف هي الحياة كطبيب على متن رحلة بحرية؟
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يعشق ملايين المسافرين الرحلات البحرية لجمعها بين العزلة والراحة. ولكن، ماذا يحدث عندما تمرض أو تتعرض لحادث على متن السفينة؟
تحتوي كل سفينة سياحية على مركز طبي بالطبع. لكن، كم يبلغ حجمه؟ وماذا يفعلون هناك؟ وماذا يحدث إذا مات أحد الركاب على متن السفينة؟
رأى الدكتور ألكسندر دوروفيتش، الذي قضى السنوات العشرين الماضية كطبيب على متن السفن السياحية، أنّ حياة الأطباء وسط البحر تختلف كثيرًا عن الحياة على اليابسة.
وشرح دوروفيتش قائلًا إنها "وظيفة مليئة بالإجهاد والمسؤولية. ويمكن أن يكون الجانب الطبي صعبًا للغاية"، مضيفًا: "تتمثل غالبية ما نقوم به على متن السفن السياحية الكبيرة بتقديم خدمات الطوارئ، لكننا أيضًا أطباء صحة عامة لطاقم السفينة، ونعتني بالاحتياجات الطبية المزمنة".
قالت مديرة العمليات الطبية في شركة "Vikand"، إيمي وايت، التي تقدم خدمات طبية لأكثر من 150 سفينة تابعة لـ 33 من شركات الخطوط البحرية، إنّه يتم اختيار الموظفين بعناية، إذ يجب أن تكون لديهم خبرة في طب الطوارئ لمدة ثلاث سنوات على الأقل.
أمضى دوروفيتش فترة 13 عامًا في العمل بوظيفة الطب بموطنه، مونتينيغرو، قبل الانتقال إلى متن السفن السياحية.
حاليًا، يعمل كالطبيب الوحيد على متن سفينة "Villa Vie Odyssy" التي تشق طريقها حول العالم في رحلة مدتها ثلاث سنوات.
بدأت وايت في الوقت ذاته، مهنتها كممرضة تعمل بأقسام الطوارئ في موطنها بجنوب إفريقيا قبل أن تجذبها فكرة العمل على متن سفينة سياحية.
في عام 2012، انضمت إلى "رويال كاريبيان" كممرضة، ومن ثم انتقلت إلى شركة "Viking"، حيث عملت كممرضة أسطول، قبل الانضمام إلى "Vikand" كمديرة للعمليات الطبية.
سواءً كانت الرحلة البحرية لمدة ثلاث سنوات أو ثلاثة أيام، فإن الإعداد هو ذاته عادةً، حيث يتم استخدام المبادئ التوجيهية التي وضعها الكلية الأمريكية لأطباء الطوارئ (ACEP).
ويجب أن يكون لدى خطوط الرحلات البحرية الأعضاء في رابطة خطوط الرحلات البحرية الدولية (CLIA) طبيبًا واحدًا على الأقل على متن السفينة متاح على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، بالإضافة إلى غرفتين للحالات الطبية، مع تخصيص إحداهما للعناية المركزة.
ويجب أن تتواجد أيضًا معدات على متن السفينة لمراقبة العلامات الحيوية.
تحتوي العديد من سفن الرحلات البحرية الكبيرة على طبيب آخر على الأقل، بالإضافة إلى فريق صغير من الممرضات، ولكن هذا يعود إلى سياسة الشركة، ولا يُعتبر من المتطلبات القانونية.
أما سفن الرحلات البحرية الكبيرة فتتضمن أيضًا مشرحة على متنها، في حال ساءت الأمور بشكل كبير.
ويتحمل قبطان السفينة المسؤولية النهائية عن جميع الأرواح على متن المركبة، إذ يتدخل في الأمور اللوجستية فيما إذا كان من الضروري نقل مريض، أو في حال حدوث وفاة على متن السفينة.
ولكن على خلاف ذلك، يكون الفريق الطبي بأكمله في البحر بمفرده.
مثل أي غرفة طوارئ أخرىتشكل الحالات الطارئة الغالبية العظمى من المشاكل التي يتعامل معها أطباء الرحلات البحرية، إذ أوضح دوروفيتش أن مشاكل الجهاز التنفسي تُعتبر من الحالات الشائعة، فيما تشمل المشاكل الأخرى النوبات القلبية، وفشل القلب، والسكتات القلبية والدماغية، والإصابات، وكسور العظام، وإصابات العمود الفقري، والرأس.
أما الأمر الآخر الذي يتعاملون معه بشكل كبير، فيتمثل بإنفلونزا المعدة وأمراض الجهاز التنفسي، وهي ليست مشكلة كبيرة على اليابسة، ولكن من الضروري أن يتم احتواؤها على متن السفينة.
ماذا يحدث حقًا تحت سطح السفينة؟يمكن للركاب طلب المساعدة سواءً نهارًا أو ليلاً، فتُلزَم السفن بموجب القانون بوجود عضو واحد على الأقل من الفريق الطبي في الخدمة على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
وقد يتمكن الراكب من رؤية الطبيب على الفور، أو قد يحجز لك أحد الممرضين موعدًا.
رغم أنّ المراكز الطبية على متن السفينة قد تكون صغيرة، إلا أنّه يمكن إجراء مجموعة من الاختبارات، مثل فحوصات الدم، والأشعة السينية.
ويمكن إجراء عمليات صغيرة، ووضع الجبس على العظام المكسورة، وإدخال القسطرة، وحتى تنبيب المرضى، وتوصيلهم بأجهزة التنفس الصناعي. كما يمكن إجراء عمليات نقل الدم.
لكن العمليات الجراحية غير ممكنة، حيث يتم نقل المرضى الذين يحتاجون للخضوع لأي عملية إلى منشأة طبية ساحلية.
ويتطلب نقل المرضى إلى الشاطئ التخطيط، حيث أشار دوروفيتش إلى أنّ الفرق الطبية البرية تقدم المساعدة، قائلًا: "إنهم يوجهونك إلى أفضل مسار، ويعملون بالتنسيق مع فريق الملاحة لمعرفة المكان الذي يمكن تحويل السفينة إليه، ويتحققون من ظروف الطقس".
حالات الوفاة على متن السفنبطبيعة الحال، يحدث ما لا يمكن تصوره أحيانًا، مثل حالات الوفاة، إذ يجب على الفريق الطبي إبلاغ القبطان على الفور، وكذلك الفريق الطبي في الخارج. كما يجب عليهم غسل الجثة وإخطار السلطات على اليابسة.
وإذا تعرض الشخص لحادث، فيجب عليهم الاحتفاظ بجميع الأجهزة الطبية المستخدمة على المريض كدليل على جهودهم في الإنقاذ.
وإذا كانت الوفاة طبيعية، كما يحدث عادةً، فيتم نقله إلى المشرحة.
مساعدة الطاقمالمصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: سفن الرحلات البحریة على متن السفینة على متن السفن الفریق الطبی ثلاث سنوات على الأقل
إقرأ أيضاً:
السعودية.. اتفاقية لبناء منصة حفر بحرية “المملكة 3 “
السعودية – أعلنت الشركة العالمية للصناعات البحرية اليوم، عن إبرام اتفاقية مع شركة “أرامكو روان” للحفر البحري لبناء منصة حفر بحرية جديدة تحمل اسم “المملكة 3 “.
وتهدف الاتفاقية إلى تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الشركتين والإسهام في تشكيل مستقبل الصناعات البحرية والمساعدة في الارتقاء بالقطاع البحري في المملكة إلى آفاق جديدة.
وتعد هذه المنصة أول منصة حفر يتم بناؤها في السعودية وتمثل إنجازا تاريخيا للمملكة، وتشكل خطوة تشغيلية مهمة للشركة بما يعزز هدفها في أن تصبح مزودا رائدا للخدمات البحرية على مستوى العالم، ويدعم التطور والتقدم في قطاع الصناعات البحرية بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.
وأكد رئيس مجلس إدارة الشركة العالمية للصناعات البحرية وائل الجعفري البدء في بناء المنصة البحرية “المملكة 3″، التي يعكس رؤية الشركة الإستراتيجية والتزامها بتعزيز سلسلة توريد بحرية وطنية موثوقة تخدم المنطقة والعالم، مضيفا أن المشروع يعكس الدعم والتطور والتقدم في قطاع الصناعات البحرية بالمملكة بما يتماشى مع الرؤية الطموحة من خلال تعزيز نمو القطاع ودعم التنويع الاقتصادي والإسهام في ازدهار المملكة على المدى الطويل وقدراتها التنافسية عالميا.
من جانبه أفاد رئيس مجلس إدارة شركة “أرامكو روان” للحفر البحري عبدالحميد الدغيثر أن الاتفاقية بين الشركتين تجسد الالتزام بالريادة ودعم مسيرة التطور والنمو في القطاع البحري بالمملكة، حيث يعكس هذا المشروع المشترك بتمكين الكفاءات الوطنية وتعزيز الصناعات البحرية في المملكة.
يذكر أن الشركة العالمية للصناعات البحرية تواصل التقدم لمرحلة التشغيل الكامل للحوض البحري الواقع في ميناء رأس الخير البالغ مساحته 12 مليون متر مربع، والذي سيمكن الشركة سنويا من بناء ما يقارب ست منصات حفر و 25 سفينة دعم بحري و 18 سفينة تجارية كبيرة تتضمن ناقلات الكيماويات، وناقلات البضائع السائبة، وناقلات النفط الخام العملاقة، إضافة صيانة وإصلاح نحو 250 سفينة و 15 منصة حفر بحرية.
المصدر: واس