من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. وصفة ألمانية
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
#وصفة_ألمانية
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 22 / 7 / 2017
لسنا من فصيلة “السنوريات” ولا تعود جيناتنا كعرب إلى نمور “الكاركال” النادرة؛ حتى يتم اصطيادنا وإبادتنا بهذه القسوة وهذا البيع الرخيص في سوق السياسة، أو الحجر علينا في أقفاص اللجوء المنتشرة حول العالم، نساؤنا ككل نساء العالم تحمل بأطفالها تسعة شهور، وترضعهم حولين كاملين تدعو الله أن يعيشوا ويكبروا وألا يشتمّ ذئب الموت رائحتهم وهنّ على قيد الحياة، نحن بشر والله بشر… كسائر الأمم التي تنام على وسادة السلام، نحلم بأن يكون لنا أوطان تحفظنا وقيادات تحترمنا وجيوش تدافع عنّا وحقوق نأخذها وواجبات نؤديها، نحلم أن نجيد الصناعة أي صناعة غير صناعة الموت التي لا تهداً ولا تنتهي.
ثلاثة سطور قالها وزير الخارجية الألماني على طريقة الأطباء الشرعيين تلخص حالنا وتضعنا على مشرحة التحليل وتفسّر سبب وفاتنا السياسية والإنسانية وإن كنّا نتنفس الذل والبارود والقمع العربي المشترك.. قال وزير خارجية ألمانيا:
(العرب يشكّلون 5% من سكّان العالم، ويشترون 50% من سلاح العالم، ويصدّرون 60% من لاجئي العالم ). برغم كل هذا الضجيج الذي نحتّله في نشرات الأخبار عل القنوات العالمية، ضجيج الاقتتال والحروب الأهلية ونسف المدن بسكانها وشجرها وحضارتها وتغيير ملامح وجهها التاريخي، برغم الخصام والنزاع والتجريد والتجريح الذي نمارسه كل يوم بحق الشقيق وابن العباءة العربية، برغم الموت الجماعي بالكوليرا والأمراض الذي انقرضت منذ قرن ونيّف في أفقر وأضعف وأبعد مناطق العالم وأكثرها تخلفاً وبؤساً ورجعية؛ فقد أعدناها بنسختها الأسوأ بفضل عقليتنا “البسوسية” وناقة عروبتنا الجرباء..
الخيام المنتشرة كفقاعات الجلد بين الحدود وفي الصحراء الخالية هي من إنتاجنا.. والأسلاك الشائكة والأقفاص الضيقة في أطراف أطراف مدن أوروبا هي من إنتاجنا.. كل ما ترونه من لجوء ويتم وتهجير في هذا العالم الهانئ هي من إنتاجنا.. هل رأيتم أمة منتجة مثلنا؟ |
كل هذا الجنون الذي نحتكره على شاشات الدنيا ونحن فقط نشكّل 5% من سكان هذا العالم الفسيح.. 5% من سكان العالم ينقسمون إلى عشرين دولة جلّها تنزف من سيوف الحروب أو من سيوف الأشقاء التي تغرس في الظهر عل غفلة.. والصين (دولة واحدة) تمثّل رُبع سكّان العالم، ولا يموت فيها الإنسان إلا عجزا أو مرضا، ولا تصحو نهاراتها إلا على أصوات مكائن الإنتاج وأصوات المعاول في الحقول والعصافير تخيط المسافات لا تخشى على نفسها وعلى على رزقها شيئاً.. مليار و400 مليون ولم -يتذكروا مثلنا- أن ينبشوا على المذهب والعرق والدين ليجدوا ذريعة للاقتتال والذبح اليومي على الطريقة الصينية.. الصين برغم انفجارها السكاني وفقر شعوبها؛ قررت أن تكون آلة الإنتاج والنمو والحضارة والتطوّر ومركز المال القادم..
أصابتني تلك الوصفة الألمانية بصداع نصفي.. فنحن الــ”5%” لم نكتف بأننا قلّة في هذا الكون الممتد بالأمم، بل قررت الأنظمة العربية أن تشتري 50% من أسلحة الدول العظمي التي تنتجها لا ليواصل الزعماء العرب والخلفاء “غير الراشدين” الفتوحات التي بدأها الأجداد وإنما لينهوا ويقتلوا ويهجّروا ما تبقى من الــ”5%” من سكان هذا الوطن البائس، يشترون 50% من طائرات ودبابات وبوارج وقنابل وصواريخ عابرة للقارات وعقود آجلة تسحب النفط من عروق الأرض لعشرات السنين ولا يستطيعون أن يحرّروا “20” ألف كيلو متر مربّع تحتله “إسرائيل” منذ سبعين عاماً.. نصف إنتاج أسلحة العالم موجه إلى صدور الشعوب العربية نفسها بقرار جماعي متّفق عليه من القادة.. من يريد حريّة أو وطناً كامل الدسم أو يسأل أمير المؤمنين عن موارد الدولة وأرصدته التي تتضخّم على حساب جوع الشعب.. الرصاص والنحاس والبارود أولى بلحمه ودمه وروحه..
العرب يشكّلون 5% من سكان العالم لكنهم يصدرون 60% من لاجئي العالم.. هذه الخيام المنتشرة كفقاعات الجلد بين الحدود وفي الصحراء الخالية هي من إنتاجنا.. هذه الأسلاك الشائكة والأقفاص الضيقة في أطراف أطراف مدن أوروبا هي من إنتاجنا أيضا.. كل ما ترونه من لجوء ويتم وتهجير في هذا العالم الهانئ هي من إنتاجنا.. هل رأيتم أمة منتجة مثلنا؟ نصنع الموت ونصدر اللاجئين ونسمّن الشعب الداجن لكسب سعر أفضل في موسم الذبح، نفخر بأن أضاحينا مكتملة الشروط..
العربي الكائن الوحيد المخيّر بين ثلاثة مصائر… موت.. لجوء ..أو المسخ إلى دجاجة تأكل وتبيض وتمهّد ظهرها للديك المناوب.
احمد حسن الزعبي
ahmedazloubi@hotmail.com
مضى #196يوما …
بقي #80يوما
#الحريه_لاحمد_حسن_الزعبي
#سجين_الوطن
#متضامن_مع_احمد_حسن_الزعبي
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سجين الوطن حسن الزعبی من سکان
إقرأ أيضاً:
الأونروا: رقمنة أرشيف اللاجئين الفلسطينيين إلكترونيًا خوفا من تدميرها
قال المستشار الإعلامي لوكالة غوث تشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة والمتحدث باسمها عدنان أبو حسنة، إن عملية نقل أرشيف الوكالة لم تبدأ من الآن ولكنها بدأت منذ عام 2009، حيث أنه كان هناك قرار برقمنة أرشيف اللاجئين الفلسطينيين ليصبح إلكترونيا خوفا من الحرق والتدمير.
تقرير أممي: إسرائيل تُعرقل وصول المُساعدات لشمال غزة سفير مصر السابق في تل أبيب: إسرائيل توقعت عزل محمد مرسي
وتابع أبو حسنة، في تصريحات تلفزيونية: "لدينا حوالى 40 مليون وثيقة تتعلق باللاجئين الفلسطينيين وحراكهم المجتمعي والاقتصادي والسياسي، وتم إنقاذ الملايين من الوثائق في الحرب الأولى على قطاع غزة عام 2009 من الحرق لأنه تم قصف المكان المجاور لها".
وأضاف: أنه "في الحرب الأخيرة على غزة كانت هناك مئات الآلاف من الوثائق المهمة جدا معرضة للخطر، وتم نقل هذه الوثائق من منطقة غزة إلى الجنوب وبعد ذلك تم نقلها إلى الخارج"، موضحا أن تلك الوثائق يتم أرشفتها في الخارج في إحدى مقرات الأمم المتحدة في إحدى الدول بمنطقة الشرق الأوسط، حيث أن هناك طواقم كبيرة تعمل على هذا الموضوع منذ سنوات طويلة.
وتابع: "نمارس العديد من الضغوط على الجانب الإسرائيلي من أجل استمرار عمل الأونروا في قطاع غزة، حتى أن الإدارة الأمريكية أكدت للجانب الإسرائيلي أنه لا يمكن استبدال الأونروا، فيما شدد الأمين العام للأمم المتحدة على أنه لا يمكن تعويض دور الأونروا في غزة والضفة"، مشددا على أنه لا يمكن توفر بديل للأونرواحيث أن لديها 13 ألف موظف في غزة، وتقدم الخدمات لمئات الآلاف في مراكز الإيواء، لذلك فبديل الأونروا هي الأونروا وايقافها يعني الحكم بالإعدام على المواطنين الذين هم بأمس الحاجة إلى الخدمات التي تقدمها الوكالة لهم، على حد تعبيره.
وكانت (الأونروا) قد أكدت أنها حرست هوية وتاريخ اللاجئين الفلسطينيين بالاحتفاظ بأرشيف على مدار الـ75 عاما الماضية، لافتة إلى أن آلاف الملفات قد نقلت من قطاع غزة إلى الضفة الغربية في مكان آمن وتم رقمنتها، فيما دعا المفوض العام للوكالة لحل دبلوماسي سلمي ينهي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لما في ذلك من معالجة قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل نهائي.
جدير بالذكر أن القانون الإسرائيلي بحظر عمل (أونروا)، ومن المفترض أن يدخل حيز التنفيذ نهاية يناير الجاري، ويثير هذا القانون جدلا بين إسرائيل والأمم المتحدة، حيث أبلغت الأمم المتحدة إسرائيل أنه ليس من مسئولية المنظمة الأممية طرح بديلا للأونروا وعلى إسرائيل ضمان توفير الخدمات التي كانت توفرها الوكالة وفقا لالتزاماتها بموجب القانون الدولي.