غابات سوريا تحترق.. ورجال الإطفاء يناشدون الدعم
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
أدت الحرائق التي اجتاحت شمال غربي سوريا هذا الصيف إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بعد زلزالين هائلين، في فبراير، وأزمة اقتصادية طاحنة، ويحاول رجال الإطفاء على جانبي الصراع الآن مواجهة عدو مشترك، لكنهم يواجهون عراقيل بسبب نقص الدعم من الحكومة والمجتمع الدولي.
وتنقل صحيفة "واشنطن بوست" أن رئيس النظام السوري، بشار الأسد، زار في وقت سابق من هذا الشهر، رجال الإطفاء في ريف اللاذقية الشمالي، معقل الحكومة.
وبدأت الحرائق، في أواخر يوليو، وهي الأحدث في سلسلة من الحرائق عبر البحر المتوسط من اليونان إلى الجزائر. وأدى انفجار محول إلى إشعال الحرائق، وفقا لخبير غابات محلي في اللاذقية، تحدث إلى صحيفة واشنطن بوست، بشرط عدم الكشف عن هويته خوفا من انتقام الحكومة.
وسمحت موجات الحر والرطوبة المنخفضة والرياح القوية للنيران بالانتشار بسرعة عبر الجبال المغطاة بأشجار الصنوبر وأثارت حرائق أخرى في محافظتي إدلب وحماة المجاورتين.
ويقول حسام زيليتو، البالغ من العمر 47 عاما، وهو رجل إطفاء كان تابعا للحكومة قبل الحرب، وهو الآن عضو في الدفاع المدني السوري، المعروف باسم "الخوذ البيضاء"، وهي مجموعة من عمال الإغاثة والمستجيبين الأوائل الذين يعملون في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، إن الموارد البشرية متوفرة، "لكننا بحاجة إلى مركبات خاصة يمكنها تغطية المنحدرات والطرق الوعرة. لا تستطيع شاحناتنا الوصول إلى بعض المناطق، وهذا يبطئ وقت الاستجابة".
ولقي ما لا يقل عن 17 شخصا حتفهم في حرائق هذا العام، وفقا للخوذ البيضاء، بينهم 13 طفلا. وأصيب ما يقرب من 80 شخصا.
وقال زيليتو إنه حتى في اللاذقية التي تسيطر عليها الحكومة، استنزفت الحرب والعقوبات الغربية الموارد المحلية، مشيرا إلى أنه، في عام 2011، "كان لدينا حوالي 550 سيارة إطفاء. الآن هناك أقل من 140، وهي تفتقر إلى الصيانة".
وتقول الصحيفة إن رقابة النظام السوري على المعلومات تجعل من الصعب تحديد مدى الأضرار الناجمة عن الحرائق.
وقال مدير دائرة الزراعة في اللاذقية، لوسائل الإعلام التابعة للنظام إن إخماد الحرائق كان صعبا بشكل خاص، لأن المنطقة المتضررة لا تزال مليئة بالألغام الأرضية.
لكن وسائل الإعلام الحكومية أكدت أن الوضع تحت السيطرة، ونشرت بعض الصور للحرائق. وتظهر صور من زيارة الأسد إلى اللاذقية محاطا برجال الإطفاء. فيما تظهر الأشجار المتفحمة في الخلفية.
وفي انتقاد نادر، قال ثائر الحسن، قائد فرقة الإطفاء في حماة، شرقي اللاذقية، لصحيفة الوطن الموالية للنظام إن رجال الإطفاء يجب أن يحصلوا على رواتب أعلى، مشيرا إلى أن عمال النظافة يتقاضون رواتب أفضل منهم.
وقال محمد دبساوي، نقيب إطفاء آخر في حماة: "من غير المعقول أن يتعرض رجل إطفاء للحريق والغازات السامة أثناء إطفاء الحرائق، وأن يحصل على تعويض شهري فقط قدره 290 ليرة سورية (0.0232 دولار أميركي)، وهو ما لا يكفي لشراء الفلافل".
وتشير الصحيفة إلى أنه رغم إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية، في مايو، وتطبيع العلاقات مؤخرا مع عدد من جيرانها الخصوم سابقا، إلا أن هذه التحركات لم تبطئ انهيار الاقتصاد السوري.
يذكر أن 90 في المئة من السوريين يعيشون في فقر. في العام الماضي، احتاج 14.6 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، وفقا للأمم المتحدة، أي أكثر من أي وقت مضى خلال الحرب.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
الهلال الأحمر السوري يؤكد استمراره بجهود الإغاثة وتقييم الاحتياجات في اللاذقية وطرطوس وحماة
دمشق-سانا
كثفت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري أعمالها الإنسانية الطارئة، في محافظات اللاذقية وطرطوس وحماة، مؤكدة استمرار جهود الإغاثة، وتقييم الاحتياجات لأهالي هذه المناطق.
وأوضحت المنظمة في بيان نشرته اليوم على صفحتها في الفيسبوك، أنها منذ بدء استجابتها في السادس من الشهر الجاري، نقلت فرق الإسعاف والطوارئ التابعة لها 328 مريضاً ومريضة، فيما تواصل فرق إدارة الجثامين عمليات انتشال الجثامين وحفظها بأمان وكرامة لتسليمها إلى ذويها لاحقاً، إضافة إلى زيارة العيادات المتنقلة للمناطق المتضررة لتقديم الرعاية الصحية، حيث قدمت المعاينات والأدوية الأساسية لـ 233 شخصاً في مناطق الرميلة والصنوبر بجبلة.
وبينت المنظمة أنها وبهدف دعم استمرار الخدمات الحيوية، قدمت مساعدات طبية لمستشفيات طرطوس وبانياس واللاذقية وجبلة وحماة، بما في ذلك مجموعات طوارئ إسعافية وجراحية ومستهلكات، ومعينات حركية، ومواد غير غذائية، بدعم من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
ووفق البيان، دعمت المنظمة مستشفى حماة الوطني بكوادر لاستقبال المتبرعين بالدم والتعامل مع الحالات الإسعافية، مع تقييم مستمر لاحتياجات المرافق الطبية بالتنسيق مع الشركاء الإنسانيين.
وذكر البيان أن المنظمة قدمت بدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، مولدا كهربائيا لمستشفى بانياس (300 كيلو فولط أمبير)، وذلك لضمان استمرار عمل غرف العمليات، ووحدات غسيل الكلى والعناية المركزة، كما تم تزويد محطة السن في اللاذقية ببطاريات ووقود لتشغيل المولدات، وساهمت في إصلاح الخط المغذي للمحطة، وإعادة المياه إلى اللاذقية وجبلة والقرداحة، إضافة إلى تسليم 38 طناً من الكلور لتعقيم المياه.
وبهدف تلبية الاحتياجات الطارئة، قدمت المنظمة حسب البيان مواد إغاثية للمستشفى الوطني في حماة ومديرية صحة طرطوس، ووزعت سلات غذائية في منطقة القدموس، مع تقييم احتياجات العائلات في المناطق المتضررة والأسر المضيفة.