تعرف على مفهوم وأهمية الرحمة فى الإسلام
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
لابد أن نُسقط الضوء على بعض المواقف التي تحث على التخلُّق بصفة الرحمة و تدعو لها، ومن ذلك : رحمة الله بعباده، فهو الذي لا يكلف نفساّ إلا وسعها. رحمته صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين ( لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم، حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم).
رحمته صلى الله عليه وسلم بالكفار، فرغم كثرة إيذائهم له، كان كثير المسامحة لهم والرحمة بهم، ومن ذلك مواقف العفوعن الأسرى في الغزوات وغير ذلك كثير.
رحمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصغير والكبير، القوي والضعيف، الطفل والمرأة، فقد كان يوصي الصحابة في الغزوات ألا يقتلوا طفلاً أو إمرأة أو شيخاً، ولا يقطعوا شجرة، وغير ذلك مما دلّ على رحمته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ختاما قال تعالى:( قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورا) خُلِقَ كل انسان على فطرةٍ سليمة داخله بذرة خير، من حافظ على هذه البذرة فسقاها ونمّاها، فقد غنِم و سعِد وفاز بجنةٍ عرضها السماوات والأرض، ومن أهملها فقد حُرمَ منها و شقِيَ و تعِس.
أن يكون المرء رحيماً يعني أن يكون رقيق القلب واسع الصدر، وهذا كافي للفوز بمحبة الله ومحبة الناس من بعده، ويجدر بنا أن نقول أن أهمية الرحمة جاءت واشتقُت بالمقام الأول من اتصاف الله تعالى بهذه الصفة العظيمة فهو الرحمن والرحيم، الذي وسعت رحمته كل شيء، ولا شك أنّ لها فوائد جمّة نذكر بعضاً منها :
الرحمة سبباً للحصول على رحمة الله، فالراحمون يرحمهم الله. اكتساب محبة الله ورضاه ومحبة أهل الأرض والسماء. التحلي بأخلاق الأنبياء والمرسلين، فهم أعظم نموذج يجسد خلق الرحمة. سبباً لمغفرة الله ومحو الذنوب كبائرها و صغائرها . أهم الركائز التي يقوم عليها المجتمع، فهي تساعد على توطيد علاقة أبناء المجتمع الواحد، ( قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ). وسيلة للسلام الداخلي والأمان في المجتمع، فالمسلم يشعر بهدوء نفسي عندما يتصف بخلق الرحمة.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
كل كلام يقوله الإنسان محسوب عليه إلا 3 أمور فما هي؟.. علي جمعة يوضح
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن سيدنا النبي ﷺ: يقول: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”، إنه أدب رفيع لا نراه في حياتنا اليومية، حيث نجد الناس يتدخلون في أمور ليست من شأنهم، فيتحدثون بما لا يعلمون، ويقولون بما لا يتقنون، وكل ذلك محسوب عليهم لا لهم. وقد قال رسول الله ﷺ: «كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف أو نهي عن منكر أو ذكر الله».
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه قد تعجب قوم من هذا الحديث عند الإمام سفيان الثوري رحمه الله ورضي عنه، فقال لهم: "لِمَ العجب؟" واستدل بقول الله تعالى: "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ"، وبقوله تعالى: "يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا".
كان سفيان يستشهد بالقرآن على صحة الحديث ليزيل عنهم العجب، لأن كل كلام ابن آدم عليه لا له، إلا في الأمور الثلاثة: الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وذكر الله، وعندما يقول النبي ﷺ: "من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه"، فهي كلمة جامعة تدعو الإنسان إلى أدب عظيم مع الله.
وكما ورد عن أبي ذر رضي الله عنه، عندما سئل رسول الله ﷺ عما ورد في صحف إبراهيم عليه السلام، قال ﷺ: "عَلَى الْعَاقِلِ مَا لَمْ يَكُنْ مَغْلُوبًا عَلَى عَقْلِهِ أَنْ تَكُونَ لَهُ سَاعَاتٌ: سَاعَةٌ يُنَاجِي فِيهَا رَبَّهُ، وَسَاعَةٌ يُحَاسِبُ فِيهَا نَفْسَهُ، وَسَاعَةٌ يَتَفَكَّرُ فِيهَا فِي صُنْعِ اللَّهِ، وَسَاعَةٌ يَخْلُو فِيهَا لِحَاجَتِهِ مِنَ الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ" [رواه ابن حبان].
هذا هو العاقل الذي يشغل نفسه بما يعنيه من أمور دينه، وليس بما لا ينفعه من أمور دنياه. هذا هو العاقل الذي يستحي من الله. وقد قال رسول الله ﷺ: "الاِسْتِحْيَاءَ مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ أَنْ تَحْفَظَ الرَّأْسَ وَمَا وَعَى، وَتَحْفَظَ الْبَطْنَ وَمَا حَوَى، وَتَتَذَكَّرَ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا؛ فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللَّهِ حَقَّ الْحَيَاءِ".
هذه هي حقيقة الحياء من الله سبحانه وتعالى: أن تحفظ الرأس وما وعى. فانظر إلى بلاغة النبي ﷺ، حيث لم يذكر العين وحدها لحفظها من النظر الحرام، أو اللسان من القول الحرام، أو الأذن من السمع الحرام، بل قال: "الرأس وما وعى"، وهذا يشمل الفكر الحرام أيضًا.
وينبغي عليك أيها المسلم أن تنزه باطنك وتطهره لله حياءً منه، وأن تأكل الحلال لتحفظ البطن وما حوى، وقد قال ﷺ: "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعاء".
كما ينبغي عليك أن تذكر الموت دائمًا، فمن ذكر الموت امتنع عن الفسوق، وداوم على ذكر الله، وتذكر البلى، حيث لا شيء يبقى في هذه الحياة الدنيا، كما قال تعالى: "كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ".
عودوا إلى أدب الإسلام، فإن الإسلام كله حلاوة، يأمر بالمعروف، والجمال، والنظافة، وينهى عن القبح، وقلة الحياء، وقلة الأدب.