بوابة الوفد:
2025-04-24@15:53:51 GMT

تعرف على مفهوم وأهمية الرحمة فى الإسلام

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

لابد أن نُسقط الضوء على بعض المواقف التي تحث على التخلُّق بصفة الرحمة و تدعو لها، ومن ذلك : رحمة الله بعباده، فهو الذي لا يكلف نفساّ إلا وسعها. رحمته صلى الله عليه وسلم بالمؤمنين ( لقد جاءكم رسولٌ من أنفسكم عزيزٌ عليه ما عنتم، حريصٌ عليكم بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم).

 

 رحمته صلى الله عليه وسلم بالكفار، فرغم كثرة إيذائهم له، كان كثير المسامحة لهم والرحمة بهم، ومن ذلك مواقف العفوعن الأسرى في الغزوات وغير ذلك كثير.

دعوة الإسلام للرفق بالحيوان، ومما ورد في ذلك أن رجلاً دخل الجنة بكلبٍ سقاه، وامرأة دخلت النار بهرةٍ عذبتها. بر الوالدين، من أعمق وأوسع صور الرحمة، قال تعالى ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ). 

 

 رحمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالصغير والكبير، القوي والضعيف، الطفل والمرأة، فقد كان يوصي الصحابة في الغزوات ألا يقتلوا طفلاً أو إمرأة أو شيخاً، ولا يقطعوا شجرة، وغير ذلك مما دلّ على رحمته عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. ختاما قال تعالى:( قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورا) خُلِقَ كل انسان على فطرةٍ سليمة داخله بذرة خير، من حافظ على هذه البذرة فسقاها ونمّاها، فقد غنِم و سعِد وفاز بجنةٍ عرضها السماوات والأرض، ومن أهملها فقد حُرمَ منها و شقِيَ و تعِس.

 

أن يكون المرء رحيماً يعني أن يكون رقيق القلب واسع الصدر، وهذا كافي للفوز بمحبة الله ومحبة الناس من بعده، ويجدر بنا أن نقول أن أهمية الرحمة جاءت واشتقُت بالمقام الأول من اتصاف الله تعالى بهذه الصفة العظيمة فهو الرحمن والرحيم، الذي وسعت رحمته كل شيء، ولا شك أنّ لها فوائد جمّة نذكر بعضاً منها :

 

 الرحمة سبباً للحصول على رحمة الله، فالراحمون يرحمهم الله. اكتساب محبة الله ورضاه ومحبة أهل الأرض والسماء. التحلي بأخلاق الأنبياء والمرسلين، فهم أعظم نموذج يجسد خلق الرحمة. سبباً لمغفرة الله ومحو الذنوب كبائرها و صغائرها . أهم الركائز التي يقوم عليها المجتمع، فهي تساعد على توطيد علاقة أبناء المجتمع الواحد، ( قال رسول الله ﷺ: مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ). وسيلة للسلام الداخلي والأمان في المجتمع، فالمسلم يشعر بهدوء نفسي عندما يتصف بخلق الرحمة.


 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

"عام الوفود" وإرساء دعائم الدولة

شهر شوال أوشك على الرحيل، وهو شهر مبارك، فيه تزوج النبي - صلى الله عليه وسلم - من السيدة عائشة رضي الله عنها فى السنة الأولى للهجرة، وهو أول أشهر الحج: "شوال، ذو القعدة، ذو الحجة"، وفيه يبدأ استعداد المسلمين لهذه الفريضة العظيمة، وقد شهد العديد من الأحداث المهمة في تاريخ الإسلام، من أبرزها: غزوة بني قينقاع التى حدثت في السنة الثانية للهجرة، وكانت هذه الغزوة نتيجة لنقض بني قينقاع ـ وهم إحدى قبائل اليهود في المدينة ـ للعهود والمواثيق مع المسلمين، ومحاولتهم الاعتداء على امرأة مسلمة، وانتهت الغزوة بانتصار المسلمين وإجلاء بني قينقاع عن المدينة، وفيه غزوة أحد التى وقعت في السابع من شوال في السنة الثالثة للهجرة، ثم غزوة الخندق "الأحزاب": وقعت في شوال من السنة الخامسة للهجرة، حيث حاصرت فيها قوى مشركة متحالفة المدينة المنورة، وبفضل الله أولا، ثم بحكمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومشورة سلمان الفارسي بحفر خندق حول المدينة، استطاع المسلمون الصمود وهزيمة الأحزاب. وغزوة حنين: كانت في شوال من السنة الثامنة للهجرة، حيث واجه المسلمون فيها قبيلتي هوازن وثقيف، وفي البداية حدث بعض التراجع في صفوف المسلمين، لكن بثبات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعودة المسلمين، تحقق نصر كبير.

وكانت غزوة الطائف، بعد غزوة حنين مباشرة في شوال من السنة الثامنة للهجرة، توجه المسلمون إلى الطائف لمحاصرة فلول هوازن وثقيف الذين تحصنوا فيها، وانتهى الحصار دون فتح، وعاد المسلمون إلى مكة.

وتتابعت وفود القبائل إلى المدينة المنورة فى شوال من السنة التاسعة للهجرة، لإعلان إسلامهم ومبايعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد سمى هذا العام "عام الوفود" وهو علامة فارقة في تاريخ الإسلام، حيث شهد اكتمالا لجهود النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في نشر الدعوة وتوحيد العرب تحت راية الإسلام. وفيه تم إرساء دعائم الدولة الإسلامية القوية التي انطلقت منها الفتوحات فيما بعد، ونشرت نور الإسلام في أرجاء واسعة من العالم.

السبب الرئيسي لهذه التسمية هو الكثرة غير المسبوقة للوفود التي قدمت إلى المدينة في هذه السنة، بعد أن أظهر الله ـ عز وجل ـ قوة الإسلام وعزته بفتح مكة وهزيمة الأحزاب وغيرها، فأدركت القبائل العربية أن أى قوة لا تستطيع الوقوف في وجه هذه الدعوة المنتشرة. كما أن شخصية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسماحة الإسلام كانت عوامل جاذبة للكثيرين، وبقدوم هذه الوفود وإعلانها الإسلام وولائها للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اتسعت رقعة الدولة الإسلامية بشكل كبير، ولم يكن دخول هذه القبائل في الإسلام نتيجة للحروب أو الإكراه ـ كما يزعم بعض الحاقدين على الإسلام ـ بل كان عن قناعة وإدراك لقوة الإسلام ورسالته السامية، إذ لا يصح إسلام المكره، لقوله تعالى: "لا إكراه فى الدين.. "

ومع ازدياد أعداد المسلمين واتساع الدولة، بدأ تطبيق الشريعة الإسلامية بشكل أوسع في مختلف جوانب الحياة، حيث وحد الإسلام بين هذه القبائل المتناحرة تاريخيا، وغرس فيهم مبادئ الأخوة والتآزر، ولم يبقَ إلا القليل من القبائل التي لم تدخل في الإسلام بحلول نهاية هذا العام، وأصبح لدى الأمة قاعدة واسعة من المسلمين الذين يحملون مسؤولية نشر الإسلام والحفاظ عليه من بعد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى يومنا هذا.

وتجدر الإشارة إلى أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يستقبل الوفود بحفاوة وتكريم، ويحسن ضيافتهم. وكان يجلس معهم ويستمع إليهم، ويعلمهم أمور دينهم، ويجيب على أسئلتهم. وكان يرسل معهم معلمين وقراء لتعليم قومهم القرآن والسنة. كما كان يبرم معهم الاتفاقيات التي تحفظ حقوقهم وتوضح واجباتهم.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • ما المقصود بقول الله تعالى كتب على نفسه الرحمة ؟.. علي جمعة بوضح
  • أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك .. واظب عليه
  • عمق تاريخي وأهمية ممتدة لأكثر من 75 عاماً.. العلاقات السعودية – الهندية.. شراكة إستراتيجية وتعاون مثمر
  • ربيع الغفير: المسئولية من جوهر شخصية المسلم وأساس نهضة المجتمع
  • المتحدث باسم وزارة الأوقاف: المساجد لها دور كبير في خدمة المجتمع
  • شرط اتحاد الكرة لاستقدام طاقم تحكيم أجنبي لنهائى كأس مصر.. تعرف عليه
  • قرار تاريخي من الخطيب لـ لاعبي الأهلي قبل مواجهة صن داونز.. تعرف عليه
  • مسئول سعودي: حريصون على نشر الوعي الإلكتروني وتعزيز مفهوم الأمن السيبراني
  • "عام الوفود" وإرساء دعائم الدولة
  • أمين الإفتاء: الغش في البيع والشراء يؤدي إلى فساد عظيم