مهرجان الشارقة للشعر العربي يختتم فعاليات الدورة الحادية والعشرين
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
أسدل مهرجان الشارقة للشعر العربي الستار على فعاليات الدورة الحادية والعشرين التي أقيمت تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، واستمرت على مدى 7 أيام بمشاركة واسعة من شعراء وشاعرات وناقدين وإعلاميين يمثلون الدول العربية، وعدد من الدول الإفريقية.
أقيم حفل الختام في قصر الثقافة في الشارقة، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر، ولفيف من الشعراء والمثقفين والأكاديميين ومحبي الكلمة.
وشهد المهرجان، إلى جانب القراءات الشعرية، ركناً لتوقيع دواوين شعرية لمجموعة من المبدعين، وقدّم للقرّاء العرب 12 اسماً جديداً لفائزين في الدورة الثالثة من جائزة القوافي الذهبية، كما صاحب المهرجان ندوة فكرية تحت عنوان “الشعر العربي من الثبات إلى التحوّل”.
وكرّمت الدورة الحالية من المهرجان شاعرَيْن بجائزة الشارقة للشعر العربي (13)، ساهما بنتاجهما الإبداعي في رفد المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الشعرية اللافتة، وهما: الشاعر طلال الجنيبي (الإمارات)، والشاعر حسين العبد الله (سوريا).
وكان من اللافت مشاركة شعراء أفارقة يمثلون دول السنغال، ومالي، والنيجر، وتشاد، في مشهد يؤشر إلى انفتاح المهرجان على آفاق شعرية جديدة، يعزّز ملتقيات الشعر العربي في إفريقيا.
شارك في في أمسية الختام الشعراء: شيخنا عمر (موريتانيا)، فاطمة مفتاح (ليبيا)، علي الشعالي (الإمارات)، عمر الراجي (المغرب)، نذير الصميدعي (العراق)، زين العابدين الضبيبي (اليمن)، وإسماعيل عبدالرحمن إسماعيل (تشاد)، فيما قدم للأمسية الإعلامي السوداني عبداللطيف محجوب.
وتناولت قصائد الشعراء موضوعات إنسانية وذاتية، حيث أبدعوا في رسم معانيهم وتطوافهم بين الحروف وظلالها، وأبرزوا مهاراتهم اللغوية التي أبهرت الحضور بتجانسها وإبداعها.
افتتح القراءات شيخنا عمر بقصيدة ” أبشر” التي تعكس روحًا متسامحة وسامية، تعبّر عن علاقة إنسانية تقوم على الحب والتسامح، يقول:
أَمُدُّ يَدِي للحُبّ فيكمْ لَعَلَّه يَراني بِكِلتا الحالتيْن أخاً له
وإنْ عرَضَت في القلب منكمْ مَضَاضَةٌ تَذَكَّرْتُ أنَّ الخِلَّ من صَانَ خِلَّه
وإنْ عَزَف الشيطانُ لَحْنَ كراهةٍ عَزَفْتُ لهُ لحنا من الحُبِّ مَلَّهُ
أنا الظِّلُّ.. والقَامَاتُ أنتمْ.. أحبتي فَلا غِلَّ فِي قلبي لمن كنتُ ظِلَّهُ
ثم قرأت فاطمة مفتاح “قبضةٌ من رمل” التي جسّدت معاناة إنسانية عميقة بأسلوب رمزي مميز، ومن أبياتها:
وجاءت قصيدة علي الشعالي، وهي تنسج صورًا شعرية غنية بالمجازات، تُجسد الكفاح الإنساني ضد الألم، مع تسليط الضوء على فكرة التجدد من جديد بعد كل سقوط، في تعبير صادق عن قوة الإرادة والتغلب على المحن وهي قصيدة ” صمود”.
وقدم عمر الراجي تأملاته عبر مشاهد رمزية وشاعرية غنية بالصور البلاغية التي تجمع بين المشاعر الإنسانية والأفكار الفلسفية من خلال قصيدة ” تيه في صحراء الحكمة”.
وتألق نذير الصميدعي بقصيدة تنبض بجمال التصوير الشعري العميق، وتعكس تداخلاً بين المشاعر الإنسانية والخيال الشعري المتألق، حيث يمتزج فيها الفكر الفلسفي بالوجدان العاطفي.
تلاه زين العابدين الضبيبي، الذي ألقى قصيدة بعنوان “ريح”، حملت معاني عميقة وصورًا بلاغية تعبّر عن صراع بين حالتين متناقضتين بعنوان ” ريح”.”
واختتم قراءات هذه الأمسية الشاعر إسماعيل عبدالرحمن إسماعيل بقصائد تنتمي إلى نمط الشعر الذي يمتزج فيه التأمل الوجداني مع الصور البلاغية العميقة ومنها ” شيء مما في الداخل”، ينشد:
أنا مَن أنا لولاكِ إلَّا عَتْمَةٌ مُمْتَدَّةٌ مِن دُونِما مِشْكَاةِ
أَمْشِي على الأيَّامِ وَحْدي تائهًا لا أَهْتَدِي لِمقاصدي وَجْهَاتي
وفي ختام الأمسية، كرّم سعادة عبد الله بن محمد العويس، والاستاذ محمد إبراهيم القصير، والشاعر محمد البريكي مدير بيت الشعر، الشعراء المشاركين بشهادات تقديرية، تقديرًا لقراءاتٍ مميزة أبدعت في ملامسة قلوب الحاضرين.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«البرلمان العربي للطفل» يستعد لانطلاق دورته الرابعة
الشارقة (الاتحاد)
في إطار استعداداتها المكثفة لانطلاق أعمال الدورة الرابعة، رفعت الأمانة العامة للبرلمان العربي للطفل جاهزيتها لاستقبال وفود 15 دولة عربية، استعداداً لعقد الجلسة الأولى من الدورة الجديدة في إمارة الشارقة، بدولة الإمارات العربية المتحدة، خلال الفترة من 15 إلى 24 فبراير الجاري.
وتأتي هذه الدورة في سياق حرص البرلمان العربي للطفل على تعزيز مشاركة الأطفال العرب في الحياة البرلمانية، وتنمية مهاراتهم في الحوار واتخاذ القرار، بما يسهم في تكوين جيل واعٍ قادر على ممارسة دوره في المستقبل.
وفي هذا الإطار، عقدت الأمانة العامة اجتماعاً موسعاً في مقر البرلمان من صباح أمس، برئاسة أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، حيث تم بحث مختلف الجوانب التنظيمية الخاصة باستقبال الوفود العربية، وتوزيع فرق العمل والكوادر والمتطوعين، إلى جانب استعراض المهام الموكلة لكل فريق لضمان تنظيم سلس وفعال للجلسات والفعاليات المصاحبة. كما ناقش الاجتماع جدول أعمال الجلسة الأولى، والتجهيزات اللوجستية اللازمة لضمان تجربة متكاملة للأطفال المشاركين.
برنامج سياحي
أكدت الأمانة العامة، خلال الاجتماع، أهمية التنسيق مع الشركاء الاستراتيجيين لضمان نجاح هذه الدورة، حيث سيتم تنظيم برنامج سياحي متكامل من قبل هيئة الإنماء التجاري والسياحي في إمارة الشارقة، يهدف إلى تعريف الأطفال المشاركين بمعالم الإمارة وتراثها الثقافي. كما ستشارك مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، ممثلة في ناشئة الشارقة، في تقديم برنامج مصاحب يركز على تطوير المهارات القيادية للأطفال وتعزيز قدراتهم في العمل الجماعي والإبداع، بجانب التعريف بدبلوم البرلمان والذي سيتم إطلاقه بالتعاون مع جامعة الشارقة.
وتواصل الفرق التنظيمية جهودها على مدار الساعة لإنجاز التحضيرات النهائية، بما يشمل تجهيز مقر استقبال الأطفال، وتوفير كافة المتطلبات الفنية والتقنية التي تضمن نجاح الجلسات البرلمانية، فضلاً عن إعداد الفعاليات التثقيفية والترفيهية التي ستواكب انعقاد هذه الدورة، بهدف تقديم تجربة برلمانية متميزة للأطفال العرب.
تجربة ثرية
وأكد أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان، أن البرلمان العربي للطفل يحرص على تقديم تجربة برلمانية ثرية للأطفال العرب، تعزز مهاراتهم القيادية، وتنمي قدرتهم على الحوار الفعّال والتفاعل مع القضايا المجتمعية، بما يسهم في إعدادهم ليكونوا قادة المستقبل، مشيراً إلى أن الدورة الرابعة ستشهد برامج نوعية تهدف إلى الارتقاء بقدرات الأطفال وتمكينهم من ممارسة أدوارهم البرلمانية بفاعلية. وأشار إلى أن هذه الاستعدادات المتسارعة تعكس التزام البرلمان العربي للطفل بترسيخ ثقافة الحوار والمشاركة بين الأطفال العرب، وإكسابهم مهارات العمل البرلماني، بما يعزز دورهم المستقبلي في بناء أوطانهم والمساهمة في تنميتها.