في إحتفالية كبرى بأكادير…أخنوش يؤكد إلتزام الحكومة بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
زنقة 20. أكادير
أكد رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الأحد بأكادير، أن الحكومة ملتزمة بتفعيل الطابع الرسمي للغة الأمازيغية.
وأوضح السيد أخنوش في تصريح للصحافة على هامش مشاركته في حفل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975، أنه تم في هذا الإطار إنجاز عدة مشاريع تهدف إلى إدماج اللغة الأمازيغية، لاسيما على مستوى الإدارات العمومية والمنظومة التربوية.
وفي هذا السياق، عبر عن عميق امتنانه لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي أقر التكريس الدستوري للأمازيغية، وكذا جعل يوم 14 يناير الموافق لليوم الأول من السنة الأمازيغية عيدا رسميا بالمغرب، مصيفا أن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يشكل فرصة لإبراز موروث ثقافي يحمله كل المغاربة.
وخلال هذا الحفل الذي جرى بحضور كاتب الدولة لدى وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، ووالي جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، سعيد أمزازي، ورئيس مجلس جهة سوس ماسة، كريم أشنكلي، قام السيد أخنوش بزيارة لحديقة ابن زيدون، حيث اطلع على معرض للتعاونيات الحرفية والمنتجات المجالية يسلط الضوء على إبداعات الصناع التقليديين.
من جهة أخرى، تم على مستوى موقع قصبة أكادير أوفلا، تنظيم فضاء لتذوق أشهى الأطباق الأمازيغية، إلى جانب تقديم مجموعة من العروض الموسيقية أحياها بعض نجوم الأغنية الأمازيغية.
وأعدت جماعة أكادير إلى غاية 17 يناير الجاري، احتفالية “إيض ن يناير” ببرمجة غنية، وذلك احتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة 2975.
وتأتي هذه الاحتفالية المنظمة بشراكة مع مجلس جهة سوس ماسة، المجلس الجهوي للسياحة سوس ماسة، وجمعية مهرجان تيميتار، تماشيا مع القرار الملكي السامي الذي أعلنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بجعل 14 يناير، فاتح السنة الأمازيغية، يوم عطلة رسمية في المملكة المغربية، مما يعزز الاعتراف بالثقافة الأمازيغية كمكون أساسي للهوية المغربية.
وتتميز نسخة هذه السنة من احتفالية “إيض ن يناير”، ببرنامج غني ومتنوع، يغطي 12 موقعا داخل المدينة، بما في ذلك الساحات، الحدائق، و”كورنيش” أكادير، ما يتيح لساكنة أكادير وزوارها فرصة استثنائية للاستمتاع بأنشطة وفعاليات متنوعة في أجواء احتفالية.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: السنة الأمازیغیة سوس ماسة
إقرأ أيضاً:
رأس السنة الأمازيغية في المغرب.. عادات عابرة للأجيال تنتقل من القرى إلى المدن
يحتفل أمازيغ المغرب، كغيرهم من أمازيغ شمال إفريقيا والعالم، برأس السنة الأمازيغية في 13 كانون الثاني /يناير من كل عام، عبر طقوس تقليدية تُبرز ارتباطهم العميق بالأرض وتراثهم العريق.
و"الأمازيغ" هم شعوب تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا، حسب وكالة الأناضول.
تشمل الاحتفالات، التي تُقام بمناسبة رأس السنة الأمازيغية في أجواء عائلية حميمية، إعداد أطباق محلية لذيذة وارتداء أزياء تقليدية، كما تتخللها فعاليات ثقافية وفنية متنوعة، تعكس تمسك الأمازيغ بهويتهم في جميع جوانب حياتهم.
يقول الباحث في التاريخ والثقافة الأمازيغية شريف أدرداك، إن "الاحتفال بالسنة الأمازيغية هو في الأساس احتفال بالسنة الفلاحية، حيث أن المجتمع الأمازيغي كان ولا يزال مجتمعًا زراعيًا ورعويًا”.
ويوضح أدرداك في حديث مع وكالة "الأناضول"، أن هذه الطقوس قد توارثها الأمازيغ عبر الأجيال لتكون مناسبة للاحتفال بما تجود به الأرض، مع دعاء لتحقيق موسم زراعي أكثر غنى وخصوبة.
ويضيف أن جزءا كبيرا من القبائل الأمازيغية كانت قد اعتمدت حياة الترحال مثل قبائل صنهاجة وزناتة، ما جعل علاقتهم بالأرض والطبيعة في غاية الأهمية.
تنوع الطقوس من منطقة إلى أخرى
تتباين مظاهر الاحتفال برأس السنة الأمازيغية من منطقة إلى أخرى في المغرب، إلا أن جميعها تشترك في الصبغة العائلية والاحتفاء بالتراث المحلي، حسب تقرير وكالة الأناضول.
في منطقة الأطلس المتوسط، على سبيل المثال، تبدأ الاحتفالات في مدينة خنيفرة مطلع كانون الثاني /يناير، حيث تعرض المحلات التجارية الأزياء التقليدية، وتُنظم الفعاليات الثقافية والفنية. في بعض البلدات المجاورة، مثل تلك القريبة من خنيفرة، يتم تنظيم احتفالات جماعية تُقام في إطار القبيلة، حيث تُعد الأطباق التقليدية مثل "أفتال"، الذي يعد سيد الأطباق الأمازيغية، وتُنصب الخيام وتُقدّم الأطعمة المعدة بعناية وفق عادات اجتماعية قديمة.
أما في منطقة الريف شمالا، مثل الحسيمة والشاون، فتُميز هذه الاحتفالات أجواء الفرح والتضامن وتجديد الروابط الاجتماعية التي تتسم بها. بينما في مدينة أكادير والنواحي، يُفضل الأمازيغ الاحتفال بطُرق مميزة تشمل إعداد أطعمة تقليدية مثل "أوركيمن" و"تاكلا" و"بركوكش"، إلى جانب ارتداء اللباس الأمازيغي التقليدي ذو الألوان الزاهية، التي تعكس الانتماء لهذا التراث الثقافي العريق.
يشير الباحث شريف أدرداك إلى أن الأمازيغ يعتبرون من الشعوب الأصلية التي تتمسك بتراثها التاريخي والعادات التقليدية رغم التحديات والضغوط التاريخية التي تعرضوا لها.
ويلفت إلى أن هذا التشبث بالتراث يأتي في جزء كبير منه بسبب تعرض الأمازيغ لـ"تمييز عنصري، وعنف رمزي ومادي" خلال مراحل مختلفة من تاريخهم، موضحا أن "الشعوب التي تتعرض للعنف المادي والرمزي تتشكل لديها هويات تضامنية، وهو ما جعل الأمازيغ يواصلون تمسكهم بالعادات والطقوس عبر الأجيال".
من الريف إلى الحضر
وركز أدرداك على التحول الكبير الذي شهدته احتفالات رأس السنة الأمازيغية في المغرب، حيث انتقلت هذه الاحتفالات من الأرياف والجبال، التي تعتبر الموطن الأصلي للأمازيغ، إلى المدن الكبرى.
وأضاف أدرداك أنه "قبل أن يتم الاعتراف باللغة الأمازيغية عام 2011، واعتبار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية عام 2023، كانت الاحتفالات تقتصر على القرى والجبال".
إلا أن الدستور المغربي لعام 2011 نص على أن اللغة الأمازيغية أصبحت لغة رسمية إلى جانب العربية، وهو ما ساهم في تعزيز الاهتمام بهذه الثقافة، وفقا لوكالة الأناضول.
وأشار أدرداك إلى أن المغرب اتخذ خطوة كبيرة في أيار /مايو 2023 عندما قرر اعتماد رأس السنة الأمازيغية كعطلة وطنية رسمية مدفوعة الأجر، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بالحفاظ على الهوية الأمازيغية داخل المجتمع المغربي.
وفي سياق آخر، أشار أدرداك إلى أن الاحتفالات بدأت في الانتقال إلى المدن الكبرى مثل طنجة، العرائش، تطوان، الرباط، والدار البيضاء. وأضاف أن هذا التحول يعكس "قفزة نوعية في القضية الأمازيغية"، ويعد نقطة هامة في انتشار الوعي بين المغاربة بأهمية الحفاظ على الثقافة الأمازيغية.
وشدد على أن هذه المبادرات التي تطلقها الجمعيات والأحزاب والنقابات تؤكد على اتساع دائرة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، سواء في الأرياف أو في المدن.