يستثمر الاحتلال الإسرائيلي ملايين الدولارات لإعداد وتجهيز المزيد من الأسلحة الثقيلة، وسط مخاوف متزايدة بشأن اعتمادها على واردات الأسلحة من الولايات المتحدة ودول غربية أخرى، حتى مع استمرار تدفق الأسلحة من هذه البلاد.

لكن بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية نقلًا عن خبراء عسكريين، قالوا إن اعتماد إسرائيل على الدولة الوحيدة التي تلجأ إليها في أغلب الأحيان للحصول على الأسلحة وهي الولايات المتحدة، سيكون من الصعب التخلص منه، وخاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى منصبه.

صفقات بقيمة 275 مليون دولار

وأعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية الأسبوع الماضي، توقيع صفقات بقيمة نحو 275 مليون دولار لإنتاج قنابل ثقيلة ومواد خام للدفاع، وهي إضافة كبيرة لصناعة الأسلحة الكبيرة بالفعل في البلاد.

ومع استمرار إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية وعدوانها على قطاع غزة، هددت بعض الدول الغربية بخفض صادرات الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرة إلى احتمال إلحاق الضرر بالمدنيين الفلسطينيين، وفي الولايات المتحدة، أكبر مورد للأسلحة لإسرائيل، تلقت إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن مئات التقارير التي تفيد باستخدام أسلحة أمريكية في هجمات تشكل خطرًا على المدنيين في غزة.

استيراد قنابل وذخيرة لأسباب اقتصادية

ويقول المحللون إن إسرائيل اختارت استيراد القنابل الثقيلة من الولايات المتحدة، فضلًا عن مجموعات الذخيرة الهجومية المباشرة المتقدمة التي يمكن استخدامها للاستهداف الدقيق لأسباب اقتصادية في المقام الأول.

إن حجم التمويل العسكري الأمريكي الضخم لإسرائيل، والطريقة التي يتم بها توجيه هذه الأموال، تشكل عوامل رئيسية للاحتلال الإسرائيلي، فقد كانت الولايات المتحدة داعمًا ماليًا رئيسيًا للدفاع الإسرائيلي، حيث بلغ إجمالي المساعدات الأمنية الأمريكية لتل أبيب أكثر من 200 مليار دولار منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، مما يجعلها أكبر متلق للمساعدات من واشنطن.

إسرائيل والاعتماد على الواردات الأجنبية

وستظل إسرائيل تعتمد على الواردات الأجنبية في معظم معداتها الرئيسية، بما في ذلك الواردات من الولايات المتحدة للحصول على الطائرات المقاتلة مثل إف-35، وألمانيا للحصول على الغواصات. 

وقال بيتر ويزمان، الباحث البارز في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، الذي يتتبع الأسلحة العالمية، إن إسرائيل تستورد المواد المتفجرة اللازمة للقنابل والرؤوس الحربية ومحركات الصواريخ.

إسرائيل ترد مستوى أعلى من الحكم الذاتي

وأضاف «ويزمان»، أنه مع تزايد الضغوط على الدول لإعادة النظر في توريد الأسلحة والمكونات ذات الصلة الأكثر أهمية إلى إسرائيل، فإن إسرائيل تريد ضمان مستوى أعلى من الحكم الذاتي، في حالة توقف الدعم.

وقالت «واشنطن بوست»، إن دونالد ترامب قد لا يكون راغبًا في زيادة الإنتاج المحلي للأسلحة في إسرائيل، وخاصة إذا انتهى الأمر بالولايات المتحدة إلى دفع فاتورة المواد الخام فقط.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جيش الاحتلال الإسرائيلي الجيش الإسرائيلي الأسلحة الإسرائيلية صناعة الأسلحة الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

حملة إسرائيل في منطقة الحدود السورية تثير مخاوف من نيتها البقاء

أدى أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو للقوات الإسرائيلية "بالسيطرة" على منطقة عازلة مع سوريا إلى قلب عقود من الهدوء النسبي على طول الحدود الفعلية بين البلدين، وفق ما يذكره تقرير آرون بوكسرمان في صحيفة "نيويورك تايمز".

فقد أغار جنود إسرائيليون على قرى سورية حدودية، مما دفع السكان المتوترين إلى التجمع في منازلهم.

كما استولوا على أعلى قمة في البلاد، وأقاموا حواجز على الطرق بين البلدات السورية، والآن يطلون على القرى المحلية من مواقع عسكرية سورية سابقة.
وبحسب التقرير، فأدى سقوط الرئيس السوري بشار الأسد إلى إغلاق فصل من فصول الحرب الأهلية التي استمرت لعقد من الزمان في البلاد. ولكنه كان بمثابة بداية لتوغل إسرائيلي في منطقة الحدود، والذي وصفته إسرائيل بأنه خطوة دفاعية مؤقتة لضمان أمنها. شعور بالقلق

يعيش آلاف السوريين الآن في مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية جزئيا على الأقل، مما يجعل الكثيرين يشعرون بالقلق بشأن المدة التي ستستغرقها الحملة. وقد احتجزت القوات الإسرائيلية بعض السكان وفتحت النار خلال احتجاجين على الأقل ضد الغارات، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويقول بعض السوريين على الأقل الآن إنهم يخشون أن يتحول الوجود الإسرائيلي إلى احتلال عسكري طويل الأمد.
"نحن الجزء الوحيد من البلاد الذي لم يتمكن حقاً من الاحتفال بسقوط نظام الأسد - لأنه حتى عندما سقط الطاغية، جاء الجيش الإسرائيلي"، هذا ما قاله شاهر النعيمي، الذي يعيش في قرية خان أرنبة الحدودية التي داهمها الجيش الإسرائيلي.

BREAKING ????

Israeli troops have been operating in Syrian villages beyond the buffer zone in southern Syria, according to local media.

Yesterday, Daraa 24 reported IDF soldiers entered Ma’ariya, east of the buffer zone, questioning locals. Today, IDF tanks reportedly moved into… pic.twitter.com/invvrovfK8

— Open Source Intel (@Osint613) December 17, 2024

خاضت إسرائيل وسوريا صراعات متعددة، ولكن على مدى عقود من الزمن، ظلت الحدود الفاصلة بين البلدين هادئة إلى حد كبير.
وكانت آخر حرب بينهما في عام 1973، عندما دخلت سوريا ومصر حربا ضد إسرائيل في "يوم الغفران"، وهو أقدس يوم في اليهودية.
وبعد ذلك، اتفق الجانبان على إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تحرسها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي كانت بمثابة حدود بحكم الأمر الواقع.
ولكن عندما أطاح المتمردون السوريون بالأسد من السلطة في الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قوات بلاده "بالسيطرة" على المنطقة العازلة، التي تضم عدداً من القرى السورية.
ووصفها بأنها خطوة مؤقتة "لضمان عدم تمركز أي قوة معادية بجوار الحدود مع إسرائيل" وسط الاضطرابات الداخلية في سوريا وبعد الهجوم المفاجئ الذي قادته حماس من غزة في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، والذي أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص في إسرائيل.
وسرعان ما استولت القوات الإسرائيلية على قمة جبل الشيخ، أعلى جبل في سوريا، وتقدمت على طول المنطقة العازلة وما وراءها.
وفي نفس الوقت تقريباً، قالت إسرائيل إنها نفذت مئات الغارات الجوية في مختلف أنحاء البلاد مستهدفة طائرات مقاتلة ودبابات وصواريخ وأسلحة أخرى تابعة لحكومة الأسد.

THE NEW YORK TIMES - SUNDAY, DECEMBER 22, 2024 - FRONT PAGE@nytimes Deception and Betrayal: Inside the Final Days of the Assad Regime; Biden Weighs Roadblocks to Trump’s Deportation Campaign; 3-Minute Christmas Market Rampage Shakes Germany#Syria #Israelhttps://t.co/Dt8YSsMCje pic.twitter.com/dDBH7lfvca

— BoomersDaily (@BoomersDaily55) December 22, 2024 اتهامات دولية

أثارت الحملة العسكرية المستمرة، وخاصة العملية البرية في منطقة الحدود الفعلية، اتهامات دولية بأن إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار المستمر منذ عقود.
وقال رامي عبد الرحمن، رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، في مقابلة هاتفية، إن الجيش الإسرائيلي يعمل في منطقة الحدود "الآن على نحو مماثل للضفة الغربية، بمعنى أنه يستطيع الدخول والخروج من أي مكان يريده واعتقال من يريد".
ضرار البشير، وهو زعيم محلي في منطقة القنيطرة الحدودية يقول إن تحول العملية الإسرائيلية إلى احتلال طويل الأمد من شأنه أن يشعل فتيل المزيد من العنف في بلد منهك من سنوات الحرب الأهلية.
تسيطر إسرائيل بالفعل على جزء كبير من مرتفعات الجولان، وهي الأراضي التي كانت تحت سيطرة سوريا في السابق والتي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 ثم ضمتها في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي.
"نحن نريد السلام، ولكن صناع القرار في إسرائيل يعتقدون أنهم سيحققون كل شيء بالقوة"، هكذا يقول أرسان أرسان، أحد سكان قرية سورية خارج المنطقة العازلة والذي ساعد في التنسيق بين مسؤولي الأمم المتحدة والسكان المحليين.
ويضيف: "إذا دفعوا الناس إلى الزاوية، فإن الأمور سوف تنفجر، تماماً كما حدث في غزة".

كما دخل ضباط إسرائيليون إلى القرى للقاء الزعماء المحليين والمطالبة بجمع كل الأسلحة الموجودة في بلداتهم وتسليمها للجيش الإسرائيلي، وفقاً لسبعة من السكان.
وقالوا إن البلدات امتثلت في الغالب للأمر، مما دفع الجنود الإسرائيليين إلى إخراج البنادق بالشاحنات.
ولم ترد إسرائيل على طلبات التعليق على اتهامات محددة من جانب السكان المحليين.
لكن الجيش الإسرائيلي قال يوم الأربعاء إن قواته صادرت ودمرت أسلحة كانت مملوكة في السابق للجيش السوري، بما في ذلك صواريخ مضادة للدبابات وأجهزة متفجرة.

توغل إسرائيلي

وقال سكان سوريون وزعماء محليون في منطقة الحدود إن المركبات العسكرية الإسرائيلية ألحقت أضراراً بأنابيب المياه وكابلات الكهرباء في بعض القرى، ما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي والمياه.
وقال تركي المصطفى (62 عاماً) إنه لم تكن هناك مياه جارية في بلدته الحميدية منذ دخول القوات الإسرائيلية إلى المنطقة العازلة.
وأضاف أن القوات سمحت بنقل بعض المياه بالشاحنات، لكنها أقامت حواجز على الطرق حول البلدة، وأمرت السكان بالدخول والخروج في ساعات محددة فقط.
وقال أحمد خريوش (37 عاماً) وهو من سكان بلدة رافيد إن استقبال شبكات الهاتف المحمول أصبح متقطعاً أيضاً في المنطقة العازلة منذ التوغل الإسرائيلي، مما يجعل الاتصالات صعبة.
وقال "الآن يعيش الجميع في خوف من الجيش الإسرائيلي، لا نريد أن تتفاقم الأمور بيننا، نريد فقط السلامة والأمن".
احتج بعض السوريين على الوجود العسكري الإسرائيلي، فنظموا مظاهرات في أربع قرى على الأقل.

For those who don’t remember just how chaotic the Syrian Civil War was.

13 years of war in 2 minutes

???? Assad
???? Syrian rebels
???? Kurdish-led SDF
⬛️ ISIS

ISIS really controlled a huge areas back in 2015-2016 pic.twitter.com/MNFiYKovSy

— Visegrád 24 (@visegrad24) December 8, 2024

وقال اثنان من سكان بلدة سويسا إن جنوداً إسرائيليين أطلقوا النار وأصابوا عدة أشخاص خلال احتجاج هناك في 25 ديسمبر (كانون الأول).
وقال أحد السكان، زياد الفحيلي (43 عاماً)، عن المتظاهرين: "كانوا غير مسلحين ويرددون شعارات ضد الانتشار الإسرائيلي في المنطقة، في البداية، أطلق الجنود النار في الهواء، ولكن عندما استمر الحشد في السير نحوهم، أطلقوا النار على المتظاهرين".
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته أطلقت "طلقات تحذيرية" في قرية سويسة، وإنه ينظر في تقارير تفيد بإصابة مدنيين.
حتى قبل سقوط الأسد، كانت إسرائيل تشعر بالقلق من اكتساب الميليشيات المدعومة من إيران موطئ قدم على طول الحدود السورية.
وكانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تضرب بانتظام مسؤولين إيرانيين وحلفائهم في سوريا كجزء من حرب الظل التي استمرت لسنوات بين الجانبين.
ويعكس قرار إرسال القوات مخاوف بشأن احتمال وقوع هجمات مفاجئة على إسرائيل، مثل تلك التي أدت إلى اندلاع حرب عام 1973، وكذلك الهجوم من غزة عام 2023.
وقد أدى ذلك إلى حروب إسرائيل مع حماس في غزة وحزب الله في لبنان، إلى جانب الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا قبل فترة طويلة من الإطاحة بالأسد.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تواصل اعتمادها على الأسلحة الأمريكية وسط تحديات اقتصادية وعسكرية
  • اليابان تدعو بايدن إلى تبديد مخاوف الاستثمار في الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تعلن عن مكافأة 25 مليون دولار لمن يتعاون في القبض على رئيس فنزويلا
  • خطة النواب: تنمية الساحل الشمالي الغربي تعزز موارد مصر
  • مدبولي: نعمل على دفع جهود التنمية في الساحل الشمالي الغربي لتعظيم العائد في ضوء الفرص الواعدة التي يتميز بها
  • ارتفاع صادرات الشكولاته الروسية إلى الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى
  • حملة إسرائيل في منطقة الحدود السورية تثير مخاوف من نيتها البقاء
  • روسيا تقلص تصدير البالاديوم إلى الولايات المتحدة
  • كوارث الحرائق الأكثر تكلفة في الولايات المتحدة منذ 1991 (إنفوغراف)