الصورة لمليشيا الحوثي الإرهابية تقتحم منطقة "حنكة آل مسعود" في قيفة رداع بمحافظة البيضاء

تعرض أبناء القبائل في محافظة البيضاء لخذلان حكومي جديد، إثر ما تعرضوا له مؤخراً من حصار حوثي بعشرات الأطقم والعربات، وقصف وحشي بمختلف أنواع الأسلحة والطائرات المسيّرة، وسط مناشدات قبلية لم تلق آذاناً وطنية صاغية أو ضميراً دولياً مستيقظاً.

يأتي ذلك امتداداً لتخاذلات مماثلة شهدتها المحافظة خلال الأعوام الماضية. هذه الواقعة ليست استثناءً، بل تكرار لمسلسل التخاذل في حجة وصعدة وغيرها، حيث كان الضحية -كالعادة- المواطنين، والجلاد مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.

وأدانت شخصيات قبلية واجتماعية الصمت الحكومي المريب والتخاذل المخزي تجاه ما تعرض له أبناء منطقة "حنكة آل مسعود" في قيفة رداع بمحافظة البيضاء (وسط اليمن) من قصف بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، بالإضافة إلى قصف وحشي بالطائرات المسيّرة وقذائف (آر.بي.جي)، منذ صباح الخميس واستمر حتى اقتحام المنطقة مساء السبت.

جاء ذلك بعد أسبوع من حصار فرضته مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، بعشرات الأطقم والعربات المدججة بالمسلحين على المنطقة، بزعم المطالبة بتسليم عناصر يُزعم انتماؤهم لتنظيم داعش الإرهابي، والذين يقومون بتحفيظ أبناء المنطقة القرآن الكريم في مدرسة بالمنطقة نفسها.

هذه المزاعم كذبها المشايخ القبليون وأبناء المنطقة، مؤكدين أن أبناءهم يتعلمون القرآن الكريم على أيدي معلمين لا ينتمون لأي تنظيم ديني أو طائفي. وأشاروا إلى أن الحوثيين يضيقون ذرعاً بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، على الرغم من رفعهم شعار "المسيرة القرآنية" الكاذب، حيث سبق لهم إغلاق عشرات مراكز التحفيظ بالقوة.

وأثناء اجتماع بين قيادات المليشيا ومشايخ المنطقة لمناقشة صيغة اتفاق تتحمل بموجبه القبائل تبعات أي نتائج تكشف انتماء هؤلاء المعلمين لتنظيم داعش، أرسلت المليشيا حملة مباغتة إلى قرية "حنكة آل مسعود"، مما أدى إلى مواجهات دامية وسقوط قتلى ومصابين من الطرفين، تبعها تصعيد حوثي مروع وهجمات وحشية خلفت عشرات القتلى والجرحى، ودمرت عشرات المنازل.

وفي ظل هذه التوترات، أطلق مشايخ قبليون وسياسيون وحقوقيون مناشدات طالبوا فيها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية بتحمل مسؤولياتهم تجاه أبناء المنطقة والوطن، وتقديم الدعم العسكري والاقتصادي واللوجستي، خاصة مع تعرض النساء والأطفال لوحشية مفرطة، في تحدٍ صارخ للاتفاقات والمواثيق الدولية.

وكعادتها، تجاهلت قيادة الدولة هذه المناشدات، ولم تتحمل أدنى مسؤولياتها حتى بالضغط دولياً على المليشيا الحوثية عبر المبعوث الأممي أو الوسطاء الإقليميين لرفع الحملة قبل انفجار الوضع لاحقاً، فضلاً عن تقاعسها أثناء الهجوم الذي استمر لأكثر من يومين حتى انتهى باقتحام المنطقة، وتنفيذ إعدامات ميدانية بحق أبنائها، وفق مصادر محلية.

معركة بالإنابة

وفي السياق، قال شيخ قبلي بارز لوكالة "خبر" إن أبناء القبائل يدافعون عن النظام الجمهوري وأهداف ثورة 26 سبتمبر 1962، التي قامت لتحرير الشعب من العبودية ومصادرة الحقوق والحريات.

وأضاف الشيخ، الذي طلب عدم ذكر اسمه خشية انتقام المليشيا الحوثية، أن القبائل اليمنية تخوض اليوم معركة الجمهورية بالإنابة عن حكومة "عمياء" اقتصرت سياستها التحريرية على التخاذل أمام المليشيا الحوثية منذ تهجير السلفيين من منطقة دماج بقرار جمهوري في منتصف يناير 2014، في واحدة من أبشع الجرائم العنصرية في القرن الحالي.

وأشار إلى أن هذا الخذلان الحكومي ليس جديداً على قيادات تلهث خلف المناصب والمكاسب، لافتاً إلى أن البيضاء سبق وتعرضت لجرائم حوثية مماثلة، أبرزها اقتحام منطقة آل عواض وقتل المواطنة جهاد الأصبحي داخل منزل والد زوجها في 27 أبريل 2020، وما أعقب ذلك من مواجهات عنيفة انتهت بسقوط المنطقة.

واتهم الحكومة بالخيانة الوطنية، مشيراً إلى أن تخاذلها بات غير مبرر مع تكرار الجرائم الحوثية التي تستهدف مناطق بأسرها. واستشهد بحصار الحوثيين لقبائل حجور في محافظة حجة في يناير 2019، وما أعقب ذلك من معارك عنيفة انتهت بسقوط المنطقة في مارس من العام نفسه، مؤكداً أن شهرين كانا كافيين لتحرير كامل تراب اليمن لو كانت هناك جدية حكومية، وليس لدفع تعزيزات تساند القبائل.

وشدد على ضرورة اتخاذ موقف جامع من قبائل اليمن لمواجهة هذا التخاذل الحكومي، مؤكداً أن القبيلة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الصمت الرسمي كما رفضت الخضوع لمليشيا الحوثي.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

الحكومة اليمنية تطالب بموقف دولي صارم إزاء جرائم قتل المختطفين في سجون الحوثيين

يمن مونيتور/ قسم الأخبار

طالبت الحكومة اليمنية الأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي باتخاذ موقف موحد وصارم إزاء جرائم وانتهاكات الحوثيين بحق المختطفين المدنيين في سجونها.

جاء ذلك في بيان لوزارة حقوق الإنسان التابعة للحكومة، اليوم الثلاثاء، تعليقاً على نبأ وفاة موظف في برنامج الغذاء العالمي في سجون الحوثيين، وفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية.

وقالت في البيان، إن وزارة حقوق الإنسان تلقت بحزن بالغ نبأ مقتل أحمـد باعلوي- وهو يمني في العقد الثالث، موظف في برنامج الغذاء العالمي منذ عام 2017، وذلك جراء التعذيب في معتقل للحوثيين بمحافظة صعدة بعد اختطافه في 23 يناير الفائت، ضمن حملة مسعورة واعتقالات تعسفية طالت الكثير من موظفي الأمم المتحدة. وترفض الإفراج عنهم وتوجه لهم تهم بالتجسس والعمالة في ظل صمت وضعف واضح من قبل ممثلي الأمم المتحدة.

وأضافت: “أن الوزارة سبق أن حذرت من خطورة استمرار اعتقال موظفي الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية، وتحمل منسق الشؤون الإنسانية جوليان هانس والمبعوث الأممي في اليمن المسؤولية الكاملة عن ضرورة تقديم صورة واضحة لما تقوم به المليشيات وما يمكن أن يفضي إليه مما يتعرض له المختطفين في سجون “الحوثي”.

وأكدت الوزارة أن مثل هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم ولن يفلت مرتكبوها من العقاب آجلاً أو عاجلاً.

وطالبت حقوق الإنسان اليمنية، “بموقف موحد وصارم من قبل الأمين العام للأمم المتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ضد الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيا الحوثي”.

وفي وقت سابق، أعلن برنامج الأغذية العالمي وفاة أحد موظفيه أثناء احتجازه من قبل من وصفها بـ”السلطات المحلية” في شمال اليمن.

وأعرب البرنامج عن حزنه وغضبه الشديدين إزاء هذه الخسارة المأساوية، مؤكداً أن الفقيد كان يعمل في المجال الإنساني منذ عام 2017، وترك وراءه زوجة وطفلين.

وأمس الاثنين، علقت الأمم المتحدة، جميع أنشطتها في منطقة يمنية خاضعة لسيطرة الحوثيين، بسبب المخاطر التي يتعرّض لها موظفوها إثر اعتقالات “تعسفية” جديدة، وفق ما أعلنته في بيانها.

وقال فرحان حق نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية أوقفت جميع عملياتها في محافظة صعدة اليمنية بعد احتجاز جماعة الحوثي المزيد من موظفيها.

وأضاف أنّ “هذا الإجراء الاستثنائي والمؤقت يهدف إلى إيجاد توازن بين الحاجة إلى البقاء والقيام بعملنا من جهة، وضمان سلامة موظفي الأمم المتحدة وشركائها من جهة أخرى”.

وأواخر يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أنّ الحوثيين اعتقلوا 8 موظفين جدد، ليُضافوا بذلك إلى “عشرات من موظفي المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة الذين تمّ اعتقالهم”.

وبرّر الحوثيون اعتقالات جرت، باكتشاف “شبكة تجسّس أميركية إسرائيلية” تعمل تحت غطاء منظمات إنسانية، وهي اتهامات رفضتها الأمم المتحدة بشدّة.

مقالات مشابهة

  • الإخوان المسلمون في الأردن يرفضون مخططات ترامب.. تدفع المنطقة نحو الانفجار
  • إخوان الأردن يرفضون مخططات ترامب.. تدفع المنطقة نحو الانفجار
  • الحكومة اليمنية تطالب بموقف دولي صارم إزاء جرائم قتل المختطفين في سجون الحوثيين
  • الحكومة اليمنية ستوقع اتفاقا لإعادة جدولة الديون مع صندوق النقد العربي
  • الحكومة اليمنية: إلغاء مذكرة تفاهم بين الحوثيين وهيئة الدواء الأردنية
  • عاجل : المملكة الأردنية تلغي اتفاقية وقعتها مع المليشيات الحوثية بعد اكتشاف انتحال قيادي حوثي هوية الشرعية
  • الأردن يلغي اتفاقية وقعها مع جماعة الحوثي بعد اكتشاف انتحال الأخيرة هوية الشرعية
  • معركة المسعودية لم تكن سوى معركة (كسر العظم)
  • مسلحون من أبناء حنكة آل مسعود يهاجمون عدة مواقع لمليشيا الحوثي
  • هجمات مباغتة لرجال القبائل تستهدف نقاط الحوثيين في الحنكة بمحافظة البيضاء