القبيلة اليمنية تدفع ثمن معركة الجمهورية أمام خذلان الحكومة الشرعية.. إلى متى؟
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
الصورة لمليشيا الحوثي الإرهابية تقتحم منطقة "حنكة آل مسعود" في قيفة رداع بمحافظة البيضاء
تعرض أبناء القبائل في محافظة البيضاء لخذلان حكومي جديد، إثر ما تعرضوا له مؤخراً من حصار حوثي بعشرات الأطقم والعربات، وقصف وحشي بمختلف أنواع الأسلحة والطائرات المسيّرة، وسط مناشدات قبلية لم تلق آذاناً وطنية صاغية أو ضميراً دولياً مستيقظاً.
يأتي ذلك امتداداً لتخاذلات مماثلة شهدتها المحافظة خلال الأعوام الماضية. هذه الواقعة ليست استثناءً، بل تكرار لمسلسل التخاذل في حجة وصعدة وغيرها، حيث كان الضحية -كالعادة- المواطنين، والجلاد مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران.
وأدانت شخصيات قبلية واجتماعية الصمت الحكومي المريب والتخاذل المخزي تجاه ما تعرض له أبناء منطقة "حنكة آل مسعود" في قيفة رداع بمحافظة البيضاء (وسط اليمن) من قصف بمختلف أنواع الأسلحة الرشاشة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، بالإضافة إلى قصف وحشي بالطائرات المسيّرة وقذائف (آر.بي.جي)، منذ صباح الخميس واستمر حتى اقتحام المنطقة مساء السبت.
جاء ذلك بعد أسبوع من حصار فرضته مليشيا الحوثي المدعومة إيرانياً، بعشرات الأطقم والعربات المدججة بالمسلحين على المنطقة، بزعم المطالبة بتسليم عناصر يُزعم انتماؤهم لتنظيم داعش الإرهابي، والذين يقومون بتحفيظ أبناء المنطقة القرآن الكريم في مدرسة بالمنطقة نفسها.
هذه المزاعم كذبها المشايخ القبليون وأبناء المنطقة، مؤكدين أن أبناءهم يتعلمون القرآن الكريم على أيدي معلمين لا ينتمون لأي تنظيم ديني أو طائفي. وأشاروا إلى أن الحوثيين يضيقون ذرعاً بمدارس تحفيظ القرآن الكريم، على الرغم من رفعهم شعار "المسيرة القرآنية" الكاذب، حيث سبق لهم إغلاق عشرات مراكز التحفيظ بالقوة.
وأثناء اجتماع بين قيادات المليشيا ومشايخ المنطقة لمناقشة صيغة اتفاق تتحمل بموجبه القبائل تبعات أي نتائج تكشف انتماء هؤلاء المعلمين لتنظيم داعش، أرسلت المليشيا حملة مباغتة إلى قرية "حنكة آل مسعود"، مما أدى إلى مواجهات دامية وسقوط قتلى ومصابين من الطرفين، تبعها تصعيد حوثي مروع وهجمات وحشية خلفت عشرات القتلى والجرحى، ودمرت عشرات المنازل.
وفي ظل هذه التوترات، أطلق مشايخ قبليون وسياسيون وحقوقيون مناشدات طالبوا فيها مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية بتحمل مسؤولياتهم تجاه أبناء المنطقة والوطن، وتقديم الدعم العسكري والاقتصادي واللوجستي، خاصة مع تعرض النساء والأطفال لوحشية مفرطة، في تحدٍ صارخ للاتفاقات والمواثيق الدولية.
وكعادتها، تجاهلت قيادة الدولة هذه المناشدات، ولم تتحمل أدنى مسؤولياتها حتى بالضغط دولياً على المليشيا الحوثية عبر المبعوث الأممي أو الوسطاء الإقليميين لرفع الحملة قبل انفجار الوضع لاحقاً، فضلاً عن تقاعسها أثناء الهجوم الذي استمر لأكثر من يومين حتى انتهى باقتحام المنطقة، وتنفيذ إعدامات ميدانية بحق أبنائها، وفق مصادر محلية.
معركة بالإنابة
وفي السياق، قال شيخ قبلي بارز لوكالة "خبر" إن أبناء القبائل يدافعون عن النظام الجمهوري وأهداف ثورة 26 سبتمبر 1962، التي قامت لتحرير الشعب من العبودية ومصادرة الحقوق والحريات.
وأضاف الشيخ، الذي طلب عدم ذكر اسمه خشية انتقام المليشيا الحوثية، أن القبائل اليمنية تخوض اليوم معركة الجمهورية بالإنابة عن حكومة "عمياء" اقتصرت سياستها التحريرية على التخاذل أمام المليشيا الحوثية منذ تهجير السلفيين من منطقة دماج بقرار جمهوري في منتصف يناير 2014، في واحدة من أبشع الجرائم العنصرية في القرن الحالي.
وأشار إلى أن هذا الخذلان الحكومي ليس جديداً على قيادات تلهث خلف المناصب والمكاسب، لافتاً إلى أن البيضاء سبق وتعرضت لجرائم حوثية مماثلة، أبرزها اقتحام منطقة آل عواض وقتل المواطنة جهاد الأصبحي داخل منزل والد زوجها في 27 أبريل 2020، وما أعقب ذلك من مواجهات عنيفة انتهت بسقوط المنطقة.
واتهم الحكومة بالخيانة الوطنية، مشيراً إلى أن تخاذلها بات غير مبرر مع تكرار الجرائم الحوثية التي تستهدف مناطق بأسرها. واستشهد بحصار الحوثيين لقبائل حجور في محافظة حجة في يناير 2019، وما أعقب ذلك من معارك عنيفة انتهت بسقوط المنطقة في مارس من العام نفسه، مؤكداً أن شهرين كانا كافيين لتحرير كامل تراب اليمن لو كانت هناك جدية حكومية، وليس لدفع تعزيزات تساند القبائل.
وشدد على ضرورة اتخاذ موقف جامع من قبائل اليمن لمواجهة هذا التخاذل الحكومي، مؤكداً أن القبيلة اليمنية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الصمت الرسمي كما رفضت الخضوع لمليشيا الحوثي.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
أزمة كهرباء عدن.. الحكومة اليمنية تطلق خطة إنقاذ عاجلة لمواجهة الانقطاعات المتكررة
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
في محاولة لاحتواء الأزمة المتفاقمة، عقد رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها أحمد عوض بن مبارك، اجتماعًا طارئًا مع كبار المسؤولين في قطاع الطاقة، وذلك خلال جولة تفقدية لمحطة “بترو مسيلة” لتوليد الكهرباء في مديرية البريقة بعدن.
وجاء الاجتماع لبحث سبل تعزيز إمدادات الوقود، وتفعيل الصيانة العاجلة، وضمان توزيع عادل للطاقة، بعد تزايد شكاوى المواطنين من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة، وصلت في بعض المناطق إلى أكثر من 20 ساعة يوميًا.
حزمة إجراءات فورية
وخلال الاجتماع، أعلن بن مبارك عن حزمة إجراءات فورية تشمل، تعزيز كميات الوقود المخصصة لمحطات التوليد، وتسريع عمليات الصيانة ورفع كفاءة الشبكة، متابعة تنفيذ الاتفاقيات بين الجهات المعنية لضمان استقرار الخدمة.
وأكد أن الحكومة تدرك حجم المعاناة التي يعيشها السكان، مشيرًا إلى أن “الحلول المؤقتة لم تعد مجدية”، مع وعد بخطوات إستراتيجية لمعالجة الأزمات المزمنة في قطاع الكهرباء.
تواصل مع الشركاء الدوليين
وكشف بن مبارك عن مباحثات جارية مع تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية لتأمين دعم عاجل بالمشتقات النفطية، مشيدًا بالدعم المستمر للمملكة ودول التحالف لليمن في هذه الظروف الصعبة.
احتجاجات وغضب شعبي
وخلال الأيام الماضية، شهدت مناطق في عدن، مثل كريتر وخور مكسر، احتجاجات عنيفة قطع خلالها المتظاهرون طرقات رئيسية وأحرقوا الإطارات، معبرين عن سخطهم من تردي الخدمات واتهامهم المسؤولين بالفشل في إدارة الملف.
عودة جزئية لمحطة “بترو مسيلة”
من جهة أخرى، أفادت مصادر محلية بعودة تشغيل محطة “بترو مسيلة” بعد تزويدها بـ 900 برميل من النفط الخام القادم من مأرب، رغم أن هذه الكمية لا تتجاوز نصف الاحتياجات اليومية.
وتعمل المحطة حاليًا بنسبة 25% فقط من طاقتها الإنتاجية، ما يزيد من تعقيد الأزمة مع دخول فصل الصيف وارتفاع الطلب على الطاقة.
تجدد الاحتجاجات في عدن للمطالبة بإصلاح قطاع الكهرباء الكهرباء تختفي في عدن.. 20 ساعة انقطاع وسط غياب الحلول وتفاقم الأزمة