يعتبر فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأمريكية بالنسبة للكثير من المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، فرصة ذهبية لتحقيق التوسع الاستيطاني بشكل غير مسبوق.

وفي المنطقة المحتلة، التي يشهد الوضع فيها توترًا مستمرًا، ينظر المستوطنون إلى ترامب كشريك يمكن أن يساهم في تعزيز السيادة الإسرائيلية على الأراضي التي يسعون للهيمنة عليها.



تسارع التوسع الاستيطاني في ظل ترامب
وفي مستوطنة "كارني شومرون"، إحدى المستوطنات القريبة من نابلس في شمال الضفة الغربية، تعبر سوندرا باراس عن مشاعرها تجاه فوز ترامب قائلة: "لقد شعرت بسعادة غامرة لفوز ترامب.

وأضافت: "أعتقد أن هذا سيساعدنا في توسيع السيادة في يهودا والسامرة". سوندرا، التي تقيم في المنطقة منذ أكثر من 40 عامًا، ترى أن المكان الذي تعيش فيه هو جزء من "أرض إسرائيل" ولا يعتبره أرضًا محتلة، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".


وفي الواقع، بالنسبة لها وللكثير من المستوطنين في الضفة الغربية، لم يعد هناك حدود واضحة بين "إسرائيل" والأراضي الفلسطينية المحتلة في 1967، فهم يعتقدون أن هذه الأراضي هي جزء من "الأراضي الموعودة" التي وعد الله بها اليهود في التوراة.

وعلى الرغم من أن المستوطنات في الضفة الغربية تعتبر غير قانونية وفقًا للقانون الدولي وقرار المحكمة الدولية، فإنها تتوسع عامًا بعد عام. المستوطنون يرون أن هذا التوسع يتماشى مع رؤية دينية وتاريخية، ويؤمنون أنه يجب على "إسرائيل" أن تتمتع بالسيادة الكاملة على هذه المنطقة، حتى لو كانت تعتبر من قبل المجتمع الدولي "أراضي محتلة".

الدعم الأمريكي والتحولات المحتملة
ومع انتخاب ترامب، يشعر المستوطنون بالأمل في أن يكون هذا التغيير السياسي في الولايات المتحدة في صالح قضيتهم، خلال فترته الرئاسية الأولى، قدم ترامب دعمًا غير مسبوق لـ"إسرائيل"، فقد اعترف بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" في خطوة غير مسبوقة، كما اعترف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان. كما أيد ترامب وبشدة المستوطنات الإسرائيلية، ولم يُبدِ أي اعتراض على توسعها في الضفة الغربية.

ومن أبرز الداعمين لفكرة التوسع الاستيطاني في عهد ترامب، مايك هاكابي، الذي يعتبر من المقربين لترامب، وكان قد أيد علنًا سيطرة "إسرائيل" على الضفة الغربية قائلاً: "إسرائيل تحتل الأرض، لكنها تحتل أرضًا أعطاها الله لها منذ 3500 عام". هذا النوع من الخطاب يلقى صدى واسعًا في أوساط المستوطنين الذين يرون أن وجودهم في الضفة الغربية هو أمر مشروع وفقًا للشرع التوراتي.


ويتزايد الضغط داخل "إسرائيل"، خاصة من قبل بعض السياسيين المتطرفين، لفرض السيادة على الضفة الغربية بشكل رسمي، وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، وهو أحد الشخصيات البارزة في الحكومة اليمينية المتطرفة، صرح بعد فوز ترامب بأن عام 2025 يجب أن يكون "عام السيادة في يهودا والسامرة". هذا التصريح يعكس الطموح الاستيطاني لتوسيع سيطرة "إسرائيل" على كافة أراضي الضفة الغربية.

وقال رئيس مجلس الاستيطان الإقليمي يسرائيل غانتس، الذي يشرف على مستوطنة "كارني شومرون"، إن هناك تغيرًا في موقف إدارة ترامب القادمة، خاصة بعد أحداث السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023.

وأكد غانتس أن هناك انطباعًا سائدًا بأن "حل الدولتين قد مات"، وأن السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية باتت أكثر ضرورة الآن.

التحديات الفلسطينية
على الجانب الآخر، يعاني الفلسطينيون في الضفة الغربية من تحديات كبرى نتيجة السياسات الإسرائيلية في المنطقة. يتعرض الفلسطينيون لتهجير قسري من أراضيهم في ظل استيلاء المستوطنين على أراضٍ فلسطينية بشكل متزايد، ويشمل ذلك عمليات هدم المنازل التي تُنفذ بحق الفلسطينيين الذين يعيشون في المناطق المصنفة "ج" وفقًا لاتفاقيات أوسلو.


وأشار مهيب سلامة، فلسطيني من نابلس إلى أن سياسة "إسرائيل" تجاه الفلسطينيين هي سياسة هجرة قسرية تهدف إلى إجبارهم على الرحيل. "نحن لا نهددهم. لكنهم يواصلون تدمير منازلنا وتهجيرنا من أرضنا".

قال مهيب في واقع الأمر، تستفيد "إسرائيل" من السيطرة الكاملة على الأمن والتخطيط في حوالي 60% من أراضي الضفة الغربية، وهي مناطق يندر أن يُمنح فيها الفلسطينيون تصاريح بناء.

المواقف الدولية والمخاطر المحتملة

ورغم الدعم الذي يلقاه ترامب من بعض الأوساط الإسرائيلية فيما يتعلق بسياسات الاستيطان، فإن هذه السياسات قد تخلق توترًا مع الدول العربية الحليفة لأمريكا، مثل المملكة العربية السعودية، التي قد ترى أن هذه السياسات تهدد استقرار المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التحركات الإسرائيلية تجاه ضم الضفة الغربية بشكل رسمي قد تُفاقم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وتزيد من العزلة الدولية لـ"إسرائيل".

وقد أشار البعض إلى أن الضم الفعلي للأراضي في الضفة الغربية أصبح واقعًا ملموسًا بالفعل، على الرغم من أنه لم يتم الإعلان عنه بشكل رسمي. لكن الفلسطينيين يعتبرون أن أي محاولة رسمية لضم الأراضي الفلسطينية سيؤدي إلى صراع أكبر في المنطقة ويعزز من معاناتهم المستمرة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ترامب المستوطنين الاستيطاني الفلسطينية فلسطين الاستيطان الأراضي المحتلة المستوطنين ترامب المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الضفة الغربیة فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

أسوشيتيد برس: الفلسطينيون في الضفة الغربية يواجهون المزيد من الحواجز الإسرائيلية والاضطهاد

ذكرت وكالة أنباء (أسوشيتيد برس) الأمريكية، اليوم الاثنين، أن الفلسطينيين في الضفة الغربية يواجهون، بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المزيد من الاضطهاد والعنف والحواجز التي تقيمها القوات الإسرائيلية ضدهم، وكذلك المزيد من البؤس والحزن.

إسرائيل: 11 وزيرا عن الليكود طالبوا نتنياهو بإعلان فرض السيادة على الضفة الغربية رئيس الأركان الإسرائيلي: سنواصل عملياتنا العسكرية الهجومية في الضفة الغربية

ونشرت الوكالة، اليوم، تقريرًا ميدانيًا حول أوضاع الفلسطينيين في الضفة الغربية، أكدت فيه أن المواطن الفلسطيني عبد الله فوزي - البالغ من العمر 42 عامًا - وهو (مصرفي من مدينة نابلس بشمال الضفة الغربية) يغادر منزله في الساعة الرابعة صباحًا؛ ليصل إلى وظيفته بحلول الساعة الثامنة وغالبًا ما يتأخر.. رغم أن رحلته كانت تستغرق ساعة قبل بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.

وأوضحت الوكالة أن الجيش الإسرائيلي كثف غاراته ضد الفلسطينيين في شمال الضفة الغربية وحول طرق سكانها عبر سبع نقاط تفتيش جديدة؛ مما أدى إلى مضاعفة وقت فوزي وغيره من مئات الفلسطينيين على الطريق.. والآن أصبح الأمر أسوأ.

وأضافت أنه منذ سريان وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، أصبحت رحلة فوزي إلى رام الله، أكثر تعقيدًا وباتت تستغرق أربع ساعات على الأقل عبر ممرات شديدة الانحدار وطرق زراعية، في حين تعمل إسرائيل على تشديد الخناق حول المدن الفلسطينية في إجراءات تعتبرها ضرورية للحماية من الهجمات المسلحة.

وتابعت (أسوشيتيد برس) أن العديد من المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين الغاضبين من انتهاء الحرب على ما يبدو وإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في مقابل الرهائن الإسرائيليين اجتاحوا، مع سريان الهدنة بين إسرائيل وحماس في 19 يناير الماضي، مدنا عديدة في الضفة الغربية وأحرقوا السيارات والمنازل.

وأشارت إلى أنه بعد يومين هبطت قوات إسرائيلية بطائرات بدون طيار وطائرات هليكوبتر هجومية على مدينة (جنين) في شمال الضفة الغربية.. وبدأت نقاط التفتيش في الظهور بين المدن الفلسطينية، مما أدى إلى تقطيع الضفة الغربية المحتلة وخلق نقاط اختناق يمكن للجيش الإسرائيلي إغلاقها متى شاء، وبدأت المعابر التي كانت مفتوحة على مدار الساعة في الإغلاق خلال ساعات الذروة الصباحية والمسائية، مما قلب حياة مئات الآلاف من الناس رأسًا على عقب.

كذلك، تضاعفت الحواجز الجديدة والتلال الترابية والبوابات الحديدية؛ مما دفع السيارات الفلسطينية بعيدًا عن الطرق الممهدة جيدًا إلى مسارات وعرة عبر الحقول المفتوحة، وما كان في السابق مجرد نظرة جندي وإمالة رأسه أصبح حاليًا عمليات تفتيش دولية أشبه بالحدو.. وتقول إسرائيل إن هذه التدابير تهدف إلى منع حماس من فتح جبهة جديدة في الضفة الغربية، ولكن العديد من الخبراء يشتبهون، حسبما أبرزت الوكالة الأمريكية، في أن هذه الإجراءات الصارمة لها علاقة أكبر بتخفيف الضغوط من قبل زعماء المستوطنين مثل بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية وحليف مهم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي هدد بإسقاط الحكومة إذا لم تستأنف إسرائيل الحرب في غزة.

ونقلت (أسوشيتيد برس) عن تهاني مصطفى، المحللة البارزة في مجموعة الأزمات الدولية، قولها: "إن إسرائيل لديها الآن حرية التصرف في متابعة ما أرادته في الضفة الغربية لفترة طويلة: التوسع الاستيطاني والضم. كان هذا يعتبر مقايضة محتملة".

وعندما سُئِل عن سبب شن حملة تفتيش مكثفة خلال وقف إطلاق النار، ذكر جيش الاحتلال أن قادته أصدروا الأمر جزئيًا بسبب المخاوف من أن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، في مبادلات مع رهائن إسرائيليين تحتجزهم حماس، قد يؤدي إلى زيادة التوترات في الضفة الغربية، وزعم أن نقاط التفتيش في جميع أنحاء الضفة الغربية كانت "لضمان الحركة الآمنة ودائرة الأمان".

وقالت (أسوشيتيد برس) في تقريرها على لسان مراسلها في رام الله: "إن قضاء ساعة الذروة عند نقطة تفتيش إسرائيلية تمكنك حتمًا من سماع المشاكل التي تسببت فيها مثل تقسيم العائلات الفلسطينية وخسارة الأموال وتعطيل التجارة ومنع المرضى من الوصول إلى الأطباء"... وقال أحمد جبريل "إن منصبه كمدير لخدمات الطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني لا يحميه".. وأضاف:" نعامل مثل أي سيارة خاصة أخرى"، واصفًا عشرات الحالات التي أجبر فيها الجنود الإسرائيليون سيارات الإسعاف على الانتظار للتفتيش عندما كانت تستجيب لمكالمات الطوارئ.

وفي إحدى الحالات، وبالتحديد في 21 يناير، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن امرأة تبلغ من العمر 46 عامًا أصيبت بنوبة قلبية في مدينة الخليل الجنوبية توفيت أثناء انتظارها لعبور نقطة تفتيش، مع ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إنه لا علم له بهذه الحادثة على وجه التحديد. 

وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية "أوتشا"، أنه اعتبارًا من 28 نوفمبر الماضي، كان لدى إسرائيل 793 نقطة تفتيش وحاجز طرق في الضفة الغربية، أي أكثر بـ 228 نقطة مما كانت عليه قبل الحرب في غزة. ولم يقم المكتب بتحديث الإحصاء منذ وقف إطلاق النار، لكن أحدث تقرير له أشار إلى زيادة في "القيود الخانقة" التي "تمزق المجتمعات وتشل الحياة اليومية إلى حد كبير"!.

مقالات مشابهة

  • جحيم الحواجز الإسرائيلية يطوق حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية
  • الاحتلال يشن حملة اعتقالات في مدن وقرى الضفة الغربية والقدس المحتلة
  • أونروا: العدو الصهيوني هجر نحو 40 ألف فلسطيني من شمال الضفة الغربية المحتلة
  • قانون إسرائيلي لتغيير اسم الضفة الغربية.. التصويت الأربعاء المقبل
  • أونروا: العمليات الإسرائيلية في الضفة الغربية أدت إلى نزوح قسري ل 40 ألف فلسطيني
  • 49 شهيدا في الضفة الغربية منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية
  • إسرائيل تسحب الفرقة 99 ولواء هارئيل من قطاع غزة
  • الرئيس الإيراني: إسرائيل تهدد أمن المنطقة.. وترامب يدعم القتلة
  • "أسوشيتيد برس": الفلسطينيون في الضفة الغربية يواجهون المزيد من الحواجز الإسرائيلية والاضطهاد
  • أسوشيتيد برس: الفلسطينيون في الضفة الغربية يواجهون المزيد من الحواجز الإسرائيلية والاضطهاد