هذا ما سيحرر الرئيس المكلف في التشكيلة الوزارية
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
ما أن ينتهي يوم الاستشارات النيابية الملزمة حتى يكون اسم الرئيس المكّلف تشكيل الحكومة قد أصبح معروفًا، وهو في كل الأحوال معروف حتى قبل أن تبدأ هذه الاستشارات. ويكفي أن يكون مَن سيكّلف بمهمة مهيأة لها ظروف نجاحها قد نجح في إيصال لبنان إلى برّ الأمان على مدى سنتين وشهرين وتسعة أيام هي من أصعب الفترات التي مرّ بها لبنان، مع ما شهدته هذه الفترة من حرب تدميرية من قِبل إسرائيل، التي لا تزال تمعن في خرق اتفاق وقف النار.
وهذا "التحرر" من أي ارتباط أو من أي وعود وتعهدات سيكون شاملًا، بحيث تأتي الحكومة العتيدة منسجمة بكليتها مع خطاب القسم، الذي رسم خارطة طريق انقاذية لا يمكن تجاوزها، أو عدم العمل بوحيها وروحيتها. فما بعد هذا الخطاب لن يكون كما قبله. وطريقة إدارة الأزمة مع الرئيس جوزاف عون لن تكون كما كانت قبل 9 كانون الثاني من العام 2025. فإذا لم يكن الرئيس المكّلف في مستوى التحدّيات الكبيرة، وفي مستوى ما تضمنه خطاب القسم من تعهدات فلن يستطيع أن "يقلع". أمّا إذا كان على قدّ المسؤولية وما تقتضيه هذه المرحلة الحساسة والدقيقة والخطيرة من تعاون وثيق ومضمون بين رئيسي الجمهورية والحكومة فإن ما ورد من آمال في خطاب القسم تصبح أقرب إلى التطبيق العملي، ولن تبقى مجرد شعارات.
وكما كان مطلوبًا أن يكون رئيس الجمهورية غير محسوب على طرف سياسي دون الأطراف الأخرى، وهذا ما حصل من خلال انتخاب الرئيس جوزاف عون، الذي حصل على 99 صوتًا من مختلف مكونات المجتمع السياسي اللبناني، هكذا سيكون اختيار الرئيس المكّلف، الذي لا ينتمي إلى أي محور من محاور الصراع السياسي بين محوري "المعارضة" و"الممانعة"، وهو على مسافة واحدة من الجميع. ولأنه ليس محسوبًا على فريق دون فريق آخر يكون "محررًا من كل القيود السابقة، ويمكنه بالتالي أن ينصرف إلى تشكيل حكومة منسجمة مع خطاب القسم، وذلك بالتعاون الوثيق والشفاف والصريح مع رئيس الجمهورية، الذي له رأي أساسي في عملية التشكيل. وهذا ما سبق أن قلناه بالنسبة إلى إمكانية أن يُترك له هامش واسع من حرية الاختيار. وهذا ما سيفعله اليوم كثير من النواب غير المنضوين إلى الأحزاب السياسية من كلا الفريقين.
وعليه، فأن تشكيل الحكومة لن يكون بطيئًا، بل ستكون وتيرته سريعة، لأن الرئيس المكّلف سيتعاون مع رئيس الجمهورية في كل تفصيل حتى قبل أن يقدّم له أي تشكيلة في شكل رسمي. وهذا الأمر ليس انتقاصًا من صلاحيات رئيس الحكومة، بل هو من صلب ما يجب أن يكون عليه التعاون المثمر والايجابي بين الرجلين المعنيين وحدهما بأي تشكيلة ممكنة وقادرة بقوة تجردّها أن تحظى بثقة وازنة من النواب حتى الذين لم يسمّوا المرشح الذي سيحظى بأكبر عدد من الأصوات.
وكما أن تشكيل الحكومة سيكون سريعًا وغير مفخخ بجملة من المطالب هكذا سيكون البيان الوزاري، الذي لن يتخطّى سقف خطاب القسم باعتباره يشكّل نهجًا يمكن الركون إليه، خصوصًا إذا اقترن بإرادة لبنانية جامعة، مع ما يمكن أن يقدم للبنان من دعم خارجي في أكثر من مجال، وعلى وجه التحديد مساعدته في إعادة إعمار ما هدّمته إسرائيل في حربها الهمجية ضد لبنان.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: خطاب القسم
إقرأ أيضاً:
حاصباني: خطاب القسم يلاقي ما يطمح اليه اللبنانيون
إعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني أن "إتمام الاستحقاق الرئاسي يوم تاريخي للبنان لطالما طالبت به "القوات اللبنانية" وسعت اليه منذ أكثر سنتين"، مشيراً الى أن "هذه الخطوة جاءت في وقت تشهد المنطقة تحولات تاريخية أيضاً وعشية نهاية دورة دامت قرابة 50 عاماً، أما شخص الرئيس فهو من حصد أوسع تأييد من النواب وصولا إلى شبه اجماع".
وأوضح في مقابلة عبر "العربية" أن "خطاب القسم سقفه عال وهو طموح جداً ويلاقي ما يطمح اليه اللبنانيون بغالبيتهم وما طالبت به "القوات اللبنانية" وما زالت تدعمه.
تابع: "هذا الخطاب يشمل السنوات الست من عهد الرئيس جوزاف عون ومن المهم ان يكون هناك تعاون بينه وبين رئيس الحكومة وتكامل بينهما وبين الوزراء لتحقيقه. كما ستتجسد روحية خطاب القسم في بيانات حكومة أو حكومات العهد حيث سيكون هناك اقلّه حكومتان لأننا على موعد مع إنتخابات نيابية في العام 2026 تستدعي تشكيل حكومة جديدة بعدها".
ورداً على سؤال، أجاب: "لا نستبعد ان نشهد محاولات التفاف على مضمون الخطاب من قبل بعضهم في لبنان ولكن في ظل المتغيرات في المنطقة والدعم الدولي والعربي والخليجي ثمة زخم للدفع بإتجاه تطبيق مضمونه وتزليل العقبات وسنشهد متابعة من قبلهم ليعود لبنان الى الكنف العربي مع حياد إيجابي. لذا سنكون داعمين لهذه المقاربة".
أما في ما يتعلق بإسم رئيس الحكومة الذي ستسميه "القوات"، أوضح انها "تتباحث بالأمر مع قوى المعارضة بجدية كبيرة لاتفاق على اسم شخصية قادرة على السير بالاصلاح وتنفيذ تطلعات المجتمع اللبناني في هذه المرحلة والعمل على الخروج من الازمة والتناغم مع رئيس الجمهورية ليكون هناك عمل لتأمين الاستقرار الامني من جهة والتعافي ووضع لبنان على سكة النمو والاستقرار الاقتصادي والمالي والاجتماعي من جهة أخرى لتتكامل السطة الاجرائية".
أردف: "قد يكون هناك وجوه جديدة بافكار جديدة تطرح وتتلآم مع هذه المرحلة. سنخرج بإسم كمعارضة ونتمنى ان يلاقينا باقي اللبنانيين". (الوكالة الوطنية)