الوطن:
2025-01-13@09:04:21 GMT

علي الفاتح يكتب: العد التنازلي لجحيم «ترامب»!

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

علي الفاتح يكتب: العد التنازلي لجحيم «ترامب»!

سيمتد الجحيم الذي هدد به دونالد ترامب منطقة الشرق الأوسط، إلى القطب الشمالي وكندا وبنما، وقد يكون تمهيدا لحرب عالمية ثالثة تتزايد احتمالات اندلاعها. فبعد تهديده باحتلال مضيق بنما عسكريا أعلن دونالد ترامب أنّه لا يستبعد استخدام القوة العسكرية للاستيلاء على جزيرة جرينلاند الدانماركية، والضغط الاقتصادي الشديد على كندا لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51.

الجزيرة الدانماركية تقع في أقصى شمال المحيط الأطلسي قرب القطب الشمالي، ويسكنها 57 ألف مواطن دانماركي يتمتعون بحكم ذاتي منذ عام 2009، وتمتاز بثروات غازية ونفطية ومعدنية نادرة.

توجد بالجزيرة أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فضائية للإنذار المبكر لأي نشاط صاروخي روسي محتمل قد يستهدف أمريكا، لذلك تأتي تهديدات «ترامب» باستخدام القوة العسكرية غريبة وغير مبررة، خاصة أنه يستطيع الحصول على المزيد من المزايا، عبر آلية الحوار مع الحكومة الدانماركية، وهو ما أكدته فعليا في رد فعلها على تهديدات «ترامب».

الأمر ذاته بالنسبة لكندا، التي استبعد الخيار العسكري لضمها، مؤكدا أنّ الاستسلام والطاعة الكندية ممكنة؛ لأن الكنديين سيرحبون بأن تصبح بلادهم الولاية رقم 51.

أيضا كان بوسع «ترامب» أخذ كل ما يريد من خلال التفاوض مع الكنديين، لكنه يرى في ضم كندا وجزيرة جرينلاند ضمانا للأمن القومي الأمريكي.

صحيح أن الاتحاد الأوروبي، بزعامة ألمانيا وفرنسا، رفض تهديدات «ترامب» بشأن الدانمارك، لكن خياراته لمواجهة زعيمة الناتو تكاد تكون منعدمة، ما يؤشر إلى إمكانية استيلاء «ترامب» على الجزيرة الدانماركية؛ إما عن طريق الشراء أو القوة العسكرية، إن هو أصر على ذلك، ويبقى أكثر صعوبة بالنسبة لكندا، حيث أظهرت استطلاعات الرأي غضب الكنديين من تصريحات «ترامب»، ورفض 83% منهم تحول بلادهم إلى ولاية أمريكية، فيما سيصبح الأمر أكثر سهولة بالنسبة لمضيق بنما.

السؤال: هل ستكتفي كل من روسيا والصين بمراقبة خرائط «ترامب» الجيوسياسية الجديدة، التي تمكنه من التحكم في القطب الشمالي استعدادا لاحتمال اندلاع الحرب العالمية الثالثة، إضافة إلى تحكمه في ممرات تجارية جراء ذوبان الجليد؟!

جرأة «ترامب» على حلفائه في أوروبا وكندا تؤشر إلى أنّ سياساته ستكون أكثر وقاحة في الشرق الأوسط، فقد يدعم رغبات الكيان الصهيوني بضم الضفة الغربية والبقاء لسنوات أطول بجنوب لبنان والأراضي السورية التي احتلها مؤخرا.

سوريا تشهد تعقيدا في شمالها وشمال شرقها على خلفية تصاعد المواجهات بين الجيش السوري الحر، المدعوم تركيا، وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، المدعومة أمريكيا.

مصدر التعقيد ليس فقط تعزيز الوجود الأمريكي ببناء قاعدة عسكرية في مدينة عين العرب «كوباني» للحد من النشاط العسكري للجيش التركي، وإنما الضغوط الهائلة التي يتعرض لها حكام دمشق الجدد، ففيما تتوقع «أنقرة» انضمام هيئة تحرير الشام، بزعامة أحمد الشرع، إلى عناصر ما يسمى الجيش السوري الحر لمحاربة قوات حماية الشعب الكردي، رتب الأمريكان للقاء جمع بين «الشرع» وزعيم قوات «قسد»، مظلوم عبدي، في قاعدة جوية شمال شرق دمشق قبل نحو أسبوعين.

بحسب المعلن، يريد الأكراد حكما ذاتيا في شمال شرق سوريا، وهو ما ترفضه تركيا، ويتناقض مع تصريحات حكام دمشق الجدد بشأن رغبتهم في الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وبناء نظام سياسي غير طائفي.

«واشنطن» و«تل أبيب» تذهبان في تصوراتهما الاستراتيجية إلى تدشين دولة كردية وظيفية على غرار الكيان الصهيوني، بحسب تقارير استخباراتية روسية نُشر جانب منها خلال العام الماضي.

ومع ذلك يمكن القول إنّ تصور «ترامب» بشأن التعامل مع المشروع النووي الإيراني قد يحسم مستوى الصدام والفوضى الدموية المتوقعة في الشرق الأوسط، فإما أن يكبح جماح الكيان الصهيوني، فيذهب إلى التسوية السياسية مع الأتراك في سوريا، أو يدعمه في ضرب إيران، لتتهيأ الفرصة أمام باقي الأطراف الإقليمية فتنشط عسكريا لتحقيق أهدافها، خاصة أنّ أي ضربة توجه إلى «طهران» ستتحول إلى حرب شاملة، بحسب ما أكده وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، أثناء وجوده في الصين، بقوله إنّ أي اعتداء إسرائيلي أو إسرائيلي أمريكي سيعني بالنسبة لنا إعلان حالة الحرب، ولهذا التصريح دلالاته العسكرية الخطيرة بسبب إطلاقه من «بكين».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أمريكا ترامب بكين الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

هل تواجه كندا أزمة اقتصادية بسبب تهديدات ترامب؟

تتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وكندا في ظل التهديدات التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بفرض تعريفات جمركية على الواردات الكندية، مما يهدد العلاقات الاقتصادية بين الجارتين.

وقال الكاتب نك مارتن، في تقرير بموقع دويتشه فيله، إنه في وقت يعتقد بعض المحللين أن خطاب ترامب لا يعدو أن يكون مجرد تهديدات مبالغ فيها، فإن آخرين يرون في هذا الخطاب هجوما مثيرا للقلق، لأنه لم يكن بين مؤيدي الرئيس المنتخب من يرى في كندا "شريرا كبيرا".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب إسرائيلي: آن أوان معاملة السلطة الفلسطينية كعدوlist 2 of 2موندويس: هذه هي أمنية الطفل الغزي عمر المستحيلةend of list

وهدد ترامب بعد أسابيع من فوزه بولاية ثانية في البيت الأبيض بفرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على جميع الواردات الكندية، ومن ذلك السيارات وقطع غيار السيارات؛ بدءًا من أول يوم له في منصبه.

ويلقي دونالد ترامب باللوم على كندا في الهجرة غير القانونية وتهريب المخدرات عبر الحدود الشمالية، وفق التقرير.

ومنذ ذلك الحين، صعد ترامب من لهجته في خطابه مازحًا بأنه يمكن ضم كندا كولاية أميركية رقم 51، حتى إنه سخر من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو -الذي استقال الأسبوع الماضي وسط تراجع شعبيته- بوصفه بأنه "حاكم دولة كندا العظمى"، كما يقول التقرير.

ونقل الكاتب عن دوغلاس بورتر، كبير الاقتصاديين في بنك مونتريال (BMO)، قوله "في البداية، كانت هناك مخاوف بشأن الحدود، والتي أعتقد أن كندا ستكون سعيدة لمعالجتها. ثم تحدثوا عن اختلال التوازن التجاري بين الولايات المتحدة وكندا. وفي مؤتمره الصحفي في اليوم الآخر، تحدث ترامب عن فرض صعوبات اقتصادية على كندا".

إعلان

ورأى دوغلاس بورتر أن منطق ترامب قد يتغير مع استعداده لتولي منصبه في 20 يناير/كانون الثاني.

 حقيقة الاختلال التجاري

من جهته، قال توني ستيلو، مدير قسم الاقتصاد الكندي في شركة الاستشارات الاقتصادية أكسفورد إيكونوميكس "من المعروف أن ترامب يقوم بتمزيق صفقاته الخاصة من أجل تأمين صفقات أفضل".

وأضاف أنه رغم مساعدته في التفاوض على اتفاقية "الولايات المتحدة والمكسيك وكندا" التي حلت محل "نافتا" (اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية)، فإنه الآن يصفها بأنها "أسوأ صفقة على الإطلاق".

ويقول الكاتب إنه مع دعمه وتوقيعه اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا، التي دخلت حيز التنفيذ في 2020، إلا أن ترامب بات يتحدث الآن عن أن جيران واشنطن فشلوا في الوفاء ببنود أساسية في الاتفاق، من التحكم في الحدود إلى التجارة.

وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة تعاني من اختلالات تجارية أسوأ بكثير مع الصين والمكسيك وفيتنام وألمانيا واليابان مقارنة بكندا، فقد بلغ العجز التجاري مع كندا حوالي 55 مليار دولار أميركي (53.6 مليار يورو) العام الماضي، وفقًا لمكتب الإحصاء الأميركي.

وعلى سبيل المقارنة، كان الاختلال في الميزان التجاري بين الولايات المتحدة والصين أعلى بـ5 أضعاف تقريبًا، إذ بلغ 270.4 مليار دولار.

وذكر الكاتب أن ترامب كتب على منصة التواصل الاجتماعي "تروث سوشيال" هذا الأسبوع أن العجز التجاري يمثل فعليا دعمًا من الولايات المتحدة لكندا، قائلا إن أكبر اقتصاد في العالم "لم يعد قادرًا على تحمل العجز التجاري الضخم الذي يحتاجه الاقتصاد الكندي للبقاء على قيد الحياة".

وتُعد التجارة بين الولايات المتحدة وكندا واحدة من أكثر الشراكات التجارية اتساعًا وتكاملًا في العالم؛ ففي 11 شهرا الأولى من عام 2024 بلغت قيمة التبادل التجاري 699.4 مليار دولار أميركي، بحسب الكاتب.

إعلان

وتعد كندا أكبر سوق للصادرات الأميركية، متقدمة على المكسيك وأوروبا والصين، وتشمل صادرات الولايات المتحدة الشاحنات والشاحنات الصغيرة والسيارات وقطع غيار السيارات بالإضافة إلى الوقود الأحفوري.

وأضاف الكاتب أن الولايات المتحدة هي أيضًا الوجهة الأولى للصادرات الكندية، حيث يتجه أكثر من 3 أرباع السلع والخدمات الكندية الصادرة عبر الحدود الجنوبية. وللمقارنة، فإن 53% من صادرات ألمانيا تذهب إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

وبيّن الكاتب أن النفط الخام يشكل ربع صادرات كندا إلى الجنوب، والتي وصلت في يوليو/تموز 2024 إلى رقم قياسي بلغ 4.3 ملايين برميل يوميًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ومع أن الولايات المتحدة تعد منتجًا رئيسيا للنفط، إلا أنها تستورد ملايين البراميل من النفط الخام من كندا، كما يقول الكاتب.

ونقل الكاتب تحذير دانييل سميث، رئيسة وزراء مقاطعة ألبرتا الكندية الغنية بالنفط، من أن الولايات المتحدة ستضر بنفسها إذا نفذ ترامب تهديداته، وكتبت هذا الأسبوع على منصة "إكس" قائلة إن "أي تعريفة مقترحة ستؤذي مصافي النفط الأميركية على الفور وتجعل المستهلكين يدفعون المزيد عند محطات الوقود".

مشاكل لقطاعي النفط والسيارات

ولفت الكاتب إلى أن غضب ترامب استهدف أيضًا صناعة السيارات في كندا، والتي يقول الرئيس المنتخب إنها حولت التصنيع عبر الحدود الشمالية في السنوات الأخيرة، مما أدى إلى تسريح العمال الأميركيين.

وأضاف الكاتب أن قطاع السيارات في أميركا الشمالية متكامل بعمق، وغالبًا ما تعبر قطع الغيار والسيارات الحدود الأميركية الكندية عدة مرات أثناء الإنتاج.

وبحسب الكاتب، فقد حذر المسؤولون التنفيذيون الكنديون في قطاع السيارات من أن التعريفات الجمركية قد تعطل سلاسل التوريد المعقدة، مما يؤدي إلى زيادة التكاليف وارتفاع أسعار السيارات الجديدة في كلا البلدين.

ونقلت شبكة بي إن إن بلومبيرغ الكندية عن خبراء اقتصاديين قولهم إن التعريفات الجمركية الأميركية قد تقلص الناتج المحلي الإجمالي لكندا بنسبة 2-4% وقد تدفع الاقتصاد إلى الركود، وفق تقرير دويتشه فيله.

إجراءات انتقامية

وأفاد الكاتب بأن الحزب الليبرالي الحاكم في كندا لن ينتخب خليفة ترودو حتى 9 مارس/آذار المقبل. وبينما يترك رحيله بلاده دون قيادة سياسية، قام صانعو السياسات الكنديون بوضع قائمة من الواردات الأميركية التي قد تواجه رد فعل إذا مضى ترامب في خطته لفرض التعريفات الجمركية.

إعلان

ويرجح المحللون أن تسعى كندا إلى فرض تعريفات جمركية على المنتجات الأميركية الحساسة سياسيا واقتصاديا كما فعلت في ظل خلاف تجاري مماثل مع ترامب في عام 2018 والذي تم حله بعد عام.

وبحسب الكاتب، تدرس أوتاوا فرض تعريفات جمركية على الصلب الأميركي والسيراميك والزجاج والزهور وعصير البرتقال في فلوريدا، من بين سلع أخرى.

ولكن مع وجود وعيد وتهديدات غريبة من جانب ترامب كما يقول الكاتب، لم يعرف القادة الكنديون بعد ما الذي يسعى إليه ترامب بالضبط. هل تهديداته المتعلقة بالرسوم الجمركية هي تكتيك تفاوضي لتحسين مراقبة الحدود، أو تعزيز للتعاون في مجال الطاقة والسيارات أو رفع لمساهمات كندا في حلف شمال الأطلسي؟

مقالات مشابهة

  • بَدْء العد التنازلي لمباريات السوبر الإماراتي – القطري لكرة القدم
  • هل تواجه كندا أزمة اقتصادية بسبب تهديدات ترامب؟
  • تهديدات ترامب تستنزف مخزونات الفضة العالمية
  • تهديدات ترامب قد تستنزف مخزونات الفضة العالمية
  • بدء العد التنازلي لإعلان الهدنة في غزة ومخاوف من “مفاجآت” نتنياهو
  • إسبانيا تعلن مساندة تركيا في سوريا
  • رئيس الموساد يتوجه إلى قطر.. هل بدأ العد التنازلي للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة؟
  • خاص: بدء العد التنازلي لإعلان الهدنة في غزة ومخاوف من مفاجآت نتنياهو
  • حرائق أمريكا هل توقف تهديدات ترامب للشرق الأوسط ؟