محادثات نووية جديدة بين طهران ودول أوروبية قبيل تنصيب ترامب
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
تشهد مدينة جنيف السويسرية يومي 13 و14 يناير/كانون الثاني الحالي محادثات جديدة بين إيران وكل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، للبحث في القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني. وتأتي هذه المحادثات قبل أسبوع من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في وقت تتصاعد فيه المخاوف الغربية من تقدم البرنامج النووي الإيراني.
وأكدت وزارة الخارجية الألمانية أن هذه الاجتماعات ليست "مفاوضات"، بينما وصفتها إيران بأنها "مشاورات"، من جانبها، أشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى أن هذه المحادثات تهدف إلى "العمل على إيجاد حل دبلوماسي للبرنامج النووي الإيراني، الذي يمثل تقدمه مصدر قلق كبير".
وكانت إيران قد أعلنت في بداية ديسمبر/كانون الأول الماضي بدء تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة في منشأة فوردو النووية، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. بالمقابل، أعربت فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة عن "قلقها البالغ"، وحثت طهران على "وقف التصعيد النووي فورا".
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، أن المحادثات ستغطي مجموعة واسعة من المواضيع، بما في ذلك القضايا الإقليمية والعلاقات الثنائية مع الاتحاد الأوروبي والملف النووي. وأضاف أن الاجتماعات تأتي استكمالا للاجتماعات السابقة في ديسمبر/كانون الأول الماضي مع الدول الأوروبية الثلاث وممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي.
إعلان إعادة النظر في العقوباتمن جهته، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم "يقترب من نقطة اللاعودة"، داعيا الشركاء الأوروبيين إلى النظر في إعادة فرض العقوبات إذا لم يتم تحقيق أي تقدم. وردت وزارة الخارجية الإيرانية بدعوة باريس إلى "مراجعة نهجها غير البنّاء".
وكتب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على موقع "إكس": "الادعاءات غير الدقيقة من قبل حكومة رفضت الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي، ولعبت دورا رئيسيا في تمكين إسرائيل من الحصول على أسلحة نووية، هي ادعاءات مضللة".
يذكر أن الولايات المتحدة، تحت إدارة ترامب السابقة، قد انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على طهران في إطار سياسة "الضغط الأقصى"، وأدت هذه العقوبات إلى تدهور الاقتصاد الإيراني، حيث تراجعت قيمة الريال الإيراني بشكل كبير.
وتجري المحادثات في ظل تصاعد التوترات بين إيران والدول الغربية، مع استمرار طهران في تطوير برنامجها النووي رغم التحذيرات الدولية. ويبقى السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت هذه المحادثات ستسهم في تخفيف التوترات أم ستزيد من تعقيد الأزمة، خاصة مع اقتراب تنصيب إدارة جديدة في واشنطن قد تعيد تقييم سياساتها تجاه إيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات النووی الإیرانی وزارة الخارجیة
إقرأ أيضاً:
ترامب: إيران مرعوبة بعد فقدان دفاعاتها الجوية وتفضل صفقة مع واشنطن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إن إيران مرعوبة بعد فقدانها معظم دفاعاتها الجوية، وستفضل التوصل إلى صفقة مع الولايات المتحدة بدلاً من مواجهة هجوم إسرائيلي على منشآتها النووية.
وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، أوضح ترامب: "إيران قلقة للغاية، بل مرعوبة، لأنها فقدت تقريبًا كل دفاعاتها الجوية"، في إشارة إلى الهجمات الإسرائيلية على منظومات الدفاع الجوي الإيرانية في أكتوبر، والتي قال مسؤولون أمريكيون إنها أخرجت من الخدمة آخر ثلاث منظومات صواريخ S-300 الروسية التي تمتلكها طهران.
وأضاف ترامب: "ربما يحاولون الآن الحصول على دفاعات جديدة، لكن دفاعاتهم الجوية أصبحت غير موجودة تقريبًا. إيران متوترة للغاية، وأعتقد أنها خائفة. أظن أنهم يرغبون بشدة في إبرام صفقة، وأنا كذلك، دون الحاجة إلى قصفهم".
اتفاق أفضل من الهجوم العسكري
رغم تهديدات المسؤولين الإسرائيليين المتكررة بشن هجوم عسكري على المنشآت النووية الإيرانية، أكد ترامب أنه يفضل التوصل إلى اتفاق مع طهران لتجنب دعم ضربة إسرائيلية.
وقال: "الجميع يعتقد أن إسرائيل، بمساعدتنا أو بموافقتنا، ستذهب وتقصفهم بشدة. لكني أفضل ألا يحدث ذلك. أود أن نبرم اتفاقًا مع إيران يسمح لنا بالإشراف والتفتيش".
وكان ترامب قد نفى في وقت سابق تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تخططان لهجوم عسكري مشترك ضد إيران، قائلًا إن هذه الأنباء "مبالغ فيها بشكل كبير".
وكتب في منشور بتاريخ 5 فبراير: "أريد أن تكون إيران دولة عظيمة وناجحة، ولكن دون امتلاك سلاح نووي".
إيران دولة عدوانية للغاية
لطالما عارض ترامب الحروب الخارجية، لكنه تبنى نهجًا متشددًا تجاه إيران، حيث فرض عقوبات قاسية على صادراتها النفطية خلال ولايته الأولى، وانسحب من الاتفاق النووي المعروف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) عام 2018.
وصف ترامب الاتفاق النووي بـ "الأغبى على الإطلاق"، مشيرًا إلى أن بنوده كانت ستنتهي الآن، مما يمنح إيران طريقًا واضحًا نحو تطوير سلاح نووي.
وأضاف: "لا يمكنك السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، فهم عدوانيون للغاية. هناك طريقتان لمنعهم: بالقنابل أو من خلال اتفاق مكتوب، وأنا أفضل الخيار الثاني لأنه لن يلحق الضرر بهم، وأعتقد أنهم يريدونه أيضًا".
ورغم نفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، تعتبر إسرائيل أن حصول طهران على القنبلة النووية يمثل "تهديدًا وجوديًا" لها.