جولة البرهان الأفريقية مناورة أم قطع للطريق أمام حميدتي؟
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
الخرطوم – تزامنا مع تقدم الجيش السوداني في ولايات الجزيرة والخرطوم وشمال كردفان، بدأ رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان جولة أفريقية، شملت خمس دول، لتعزيز التعاون الأمني ودعم عودة بلاده للاتحاد الأفريقي بعد تعليق عضويتها، وقطع الطريق أمام تحركات قيادة قوات الدعم السريع التي تعتزم تشكيل حكومة موازية، حسب مراقبين.
ويرافق البرهان خلال زيارته إلى مالي وغينيا بيساو وسيراليون والسنغال وموريتانيا وكيل وزارة الخارجية السفير حسين الأمين، والمدير العام لجهاز المخابرات العامة أحمد إبراهيم مفضل، والمدير العام لمنظومة الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس سليمان.
وعقد رئيس مجلس السيادة مباحثات مغلقة مع رئيس مالي آسيمي غويتا قبل أن ينضم إليهما مسؤولون ووزراء من الجانبين، وتم الاتفاق على تشكيل لجان وزارية مشتركة لدعم وتعزيز مستقبل التعاون بينهما.
كما أجرى البرهان محادثات مماثلة في محطته الثانية مع رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو، وسينتقل اليوم الاثنين إلى سيراليون والسنغال قبل ختام جولته بموريتانيا غدا الثلاثاء.
وذكر الرئيس المالي أنه عاش في السودان أكثر من 18 شهرا، وقال إن هناك أعداء يعملون ضد استقرار السودان طمعا في موارده الضخمة بجانب "جماعات إرهابية" تسعى لزعزعة أمنه، مؤكدا أن بلاده تواجه أيضا "مجموعات إرهابية" للنيل من أمنها، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل محاربة هذه المجموعات المتمردة.
إعلانمن جانبه شدد البرهان على ضرورة توحيد المواقف السياسية في المحافل الدولية والإقليمية تجاه قضايا القارة الأفريقية والسعي لحل مشاكلها داخل البيت الأفريقي.
ملفات أمنيةوكشفت مصادر قريبة من مجلس السيادة للجزيرة نت أن جولة البرهان الأفريقية تركز على الجوانب الأمنية والسياسية المرتبطة بمشاركة مرتزقة من مالي في الحرب السودانية، إلى جانب قوات الدعم السريع، والتنسيق بشأن دعم إنهاء تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، وانتخاب رئيس جديد لمفوضية الاتحاد.
وتوضح المصادر -التي طلبت عدم الإفصاح عن هويتها- أن الأوضاع في السودان تتأثر بما يجري في دول الساحل والغرب والأفريقي، واستطاع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" جلب عشرات الآلاف من المرتزقة من المنطقة التي أدى عدم تواصل السودان مع قادة دولها خلال الفترة السابقة لتبنيها مواقف غير إيجابية من الأزمة السودانية.
كما أن سيراليون التي يزورها البرهان عضو في مجلس الأمن، وشاركت مع بريطانيا في طرح مشروع على المجلس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تحت ذريعة حماية المدنيين، كان يمهد لتدخل إنساني دولي في السودان أجهضته روسيا عبر استخدام حق النقض (الفيتو)، حسب المصادر ذاتها.
ويرى الباحث السوداني في الشؤون الأفريقية محمد علاء الدين أن جولة البرهان الأفريقية في هذه المرحلة تهدف لقطع الطريق أمام قيادة الدعم السريع لكسب تعاطف أفريقي عبر التعاون والتنسيق بين السودان ودول مؤثرة في المنطقة ولديها تقاطعات في ملف الأزمة السودانية.
وحسب حديث الباحث للجزيرة نت، فإن زيارة رئيس مجلس السيادة إلى بعض العواصم الأفريقية، التي عانت من التدخلات الفرنسية السالبة وبرود في علاقتها مع واشنطن، ترمي إلى مناورة ورسالة للإدارة الأميركية بأن السودان يمكن أن يتجه شرقا مع الدول التي عززت علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع روسيا.
إعلانويعتقد الباحث أن السودان يحاول استغلال موقعه الجيوسياسي المرتبط بالساحل الشرقي في القرن الأفريقي ودول الساحل الأفريقي غربا لمحاصرة الدول التي يتهمها بدعم "حميدتي" عبر الدبلوماسية واستمالة العواصم التي اتخذت موقفا محايدا.
أما المحلل السياسي والمتحدث السابق باسم وزارة الخارجية العبيد أحمد مروح فيقول إن جولة البرهان تندرج تحت عنوان "الدبلوماسية الرئاسية"، وهي أرفع أنواع العمل الدبلوماسي.
وتأتي الجولة من منطلق حرص القيادة السودانية على تعزيز علاقات التعاون مع القارة الأفريقية، خاصة وأن القارة مقبلة على قمتها السنوية في فبراير/شباط المقبل وفيها سيتم تجديد الأجهزة التنفيذية للاتحاد الأفريقي على مستوى رئيس المفوضية ورؤساء المفوضيات المتخصصة، وفقا لحديث مروح للجزيرة نت.
ولم يستبعد المحلل السياسي أن يكون أحد دوافع الزيارة شرح موقف السودان وتفسير الأحداث التي وقعت فيه وأدت إلى تجميد عضوية الخرطوم في الاتحاد الأفريقي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الدعم السریع مجلس السیادة جولة البرهان
إقرأ أيضاً:
بيان نائب رئيس مجلس السيادة للمجتمع الدولي والاقليمي والعربي يستنكر تدخل دولة الامارات في شئون السودان
(سونا) أصدر مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة بيانا الي الشعب السوداني والمجتمع الدولي والاقليمي والعربي بخصوص تحركات اماراتية ضد السودان علي هامش القمة الافريقية وفيما يلي تورد سونا نص البيان التالي:
في ظل التطورات الإقليمية والدولية الراهنة وبناءاً على ما وردنا بخصوص تحركات عدوانية تستهدف أمننا الوطني، فأود ان أنقل الي الرأي العام ما يلي:
تقوم دولة الامارات العربية المتحدة بتحركات مُضرة بوطننا السودان تهدف إلى عقد مؤتمر خاص بشأن الأوضاع في السودان بتاريخ 14 فبراير 2025، على هامش قمة الاتحاد الأفريقي، بمشاركة منظمات دولية وإقليمية كالأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ودولة الإمارات وإثيوبيا إلى جانب بعض الدول الأخرى. كما تتضمن هذه التحركات دعوة لمصر، إلا أن الموقف المصري الرافض للمشاركة في هذه المهزلة ، وهذا مشرف وهو متوقع منها ، إن حقيقة هذه المبادرة لا تسعى إلا لتشويه الحقائق واستمرار العدوان على السودان.
نستنكر بشدة محاولة دولة الإمارات فرض أجندتها السياسية من خلال التأكيد على مشاركة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس الوزراء الإثيوبي في هذا المؤتمر، نامل لان تتخذ اثيوبيا موقفا يراعي المصالح المشتركة . يُعقد هذا الاجتماع في صباح نفس اليوم الذي ينعقد فيه اجتماع مجلس السلم والأمن الإفريقي للرؤساء مساءاً.
"هذا التوقيت المدبر و بسوء النية لا يتعدى كونه محاولة للعب على المشهد السياسي الإقليمي وصناعة مناقشات بعيداً عن مصلحة السودان الحقيقية وتحويله لبازار سياسي اخر يخدم اغراض العدوان الاماراتي على السودان.
إننا نرفض تماماً أي مبادرات أو اجتماعات تُعقد دون إشراك السودان لمناقشة شؤونه الداخلية، وبصفة خاصة عندما تكون المبادرة من دولة خارج إطار الاتحاد الأفريقي.
إن مثل هذه الخطوات تشكل جرماً وعدواناً متكاملاً على دولة إفريقية تسعى لحماية أراضيها وسيادتها، وتتعارض مع المبادئ الأساسية التي يقوم عليها الاتحاد الأفريقي على أساس احترام السيادة والوحدة. ونشير ايضاً الي محاولات دولة الإمارات لتبييض صورتها والتغطية على تورطها المباشر في دعم الارهاب في افريقيا وخاصة السودان عبر تسليح ودعم مليشيا قوات الدعم السريع. اما حديثها عن تقديم المساعدات الانسانية فتُعريه الحقيقة التي تثبت استمرارها في تمويل العمليات الإرهابية وتزويد مليشيات قوات الدعم السريع بالأسلحة والدعم، التي تسبب في تفاقم هذه المعاناة الإنسانية في وطننا في المقام الاول.
إن السودان لن يقبل بأي تدخل أو تلاعب بمصير شعبه أو بتحديد مساره السياسي، وسنظل ثابتين في رفض أي خطوات تخدم أجندات خارجية على حساب سيادتنا. ونوجه دعوة لجميع الدول الشقيقة والحليفة وشعوب العالم المحبة للسلام إلى الوحدة والوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذه المحاولات التي لا تخدم إلا مصالح الجهات التي تتدخل في شئون بلادنا ، مؤكدين أن الطريق الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار هو الحوار المبني على العدالة واحترام الامن القومي والسيادة الوطنية.
ان جهود الجيش السوداني و القوى الوطنية التي تقاتل الي جانبه لإستعادة الأمن والاستقرار لبلادنا لا تزال متواصلة لإنهاء التمرد، وقد أثبتت الانتصارات الميدانية الأخيرة – مثل استرداد الجزيرة والخرطوم وبحري – أن الحل العسكري ليس نهائياً، لكنه خطوةٌ ضرورية لتمهيد الطريق لحوارٍ سياسي شاملٍ يضمن حقوق الضحايا ويعيد تأسيس الدولة السودانية على اسس العدالة وسيادة حكم القانون، وعلي الإتحاد الافريقي ان يعيد تقديراته و قراراته بخصوص السودان لاسيما وانها منظمة إقليمية هدفها الاساسي والغرض الذي كُون من اجله الاتحاد هو نصرة قضايا القارة وشعوبها و دولها و ليس تمرير اجندة دخيلة علي أفريقيا.
ختاماً، نؤكد أن السودان سيظل حريصاً على حماية سيادته ومصالحه الوطنية بكل الوسائل الممكنة. السودان بلد عريق لا نُساوم على سيادته، وشعبه لن يقبل بأن تُفرض عليه وصايةٌ من دول تتحالف مع مليشيات إرهابية، وسنواصل الدفاع عن كرامتنا واستقلالنا ومصيرنا الحر.