الجمال المسموم.. استشاري جلدية يحذر من المخاطر الصحية لمواد التجميل
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
كشف الدكتور حسن الفكهانى استشاري الأمراض الجلدية بجامعة المنيا وعضو اللجنة العليا للتخصصات الطبية بوزارة الصحة، أن إجمالي تجارة مستحضرات التجميل ارتفعت من مليار دولار في أمريكا عام 1938 ، وارتفعت لـ 169 مليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفًا:" لا يوجد لها أي رقابة على مستحضرات التجميل، ومفيش جهة في العالم قادرة على رقابة مستحضرات التجميل".
منها الصمغ العربي.. أغرب مكونات تدخل في صناعة مستحضرات التجميل حشرات مطحونة الأبرز.. أغرب مكونات تدخل فى صناعة مستحضرات التجميل
وأضاف خلال تصريحات تلفزيونية برنامج "من مصر" المذاع على قناة cbc، أن هناك عدد كبير من مستحضرات التجميل تتضمن مواد مسرطنة وللأسف لا يوجد جهة عالمية قادرة على مراقبة مستحضرات التجميل.
وشدد على أن مشكلات مستحضرات التجميل معقدة جدًا، فهناك أكثر من 13 مستحضر تم منعهم مؤخرًا في أوروبا وأمريكا، ووهناك قائمة بالمستحضرات الممنوعة.
كما كشف أن رائحة مستحضرات التجميل، قد تتضمن مستحضرات مسرطنة، شركات التجميل قادرة على التلاعب للبيع، وهناك استنزاف لمستحضرات التجميل لصحة المواطنين عالميًا، مضيفًا:"هنا نتحدث عن شركات عالمية معترف بها ولها أسم كبير.. وللأسف هناك شركات تحت السلم في مصر وخارجها".
وحذر من مستحضرات التجميل التي تباع على الأرصفة، وشركات التجميل "تحت السلم"، مضيفًا:"بالتأكيد الشركات العالمية مش هتبيع منتجاتها بالأرقام دي على الرصيف، وكل شركة لها مستورد معين وطريقة معينة للتجارة".
وحذر من خلطات التجميل، قائلًا:"هناك ما يسمى الخلطة الرباعية تتضمن كريمات تفتيح عنيفة جدًا وعليها كورتيزون ويتسبب في تليف الجلد بالكامل، ويجب أن يأخذ العلم مجراه المناسب ، وبالنسبة لمواد التجميل بحاجة لنظام دولي للسيطرة عليها".
كما حذر من ان فرشة التجميل للميكب قادرة عل نقل العدوى بشكل خطير، حيث تنقل الخلايا والفيروسات من مكان لمكان ، ولذا يجب عد تعدد مستخدمي الميكب لتجنب نقل العدوي.
وحذر من صبغات الشعر حيث تتسبب في سرطان المبايض والرحم والثدي، وتليف في فروة الرأس، نتيجة الالتهاب المزمن بعد الصبغة، مضيفًا "الحنة المادة الآمنة الوحيدة لصباغة الشعر".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: استشاري الامراض الجلدية الأمراض الجلدية الولايات المتحدة الامريكية برنامج من مصر صبغات الشعر مستحضرات التجمیل مضیف ا
إقرأ أيضاً:
بريق الغلاف لا يعكس دائماً كنز المضمون
بقلم : اللواء الدكتور سعد معن الموسوي ..
“كم من بديعِ المظهرِ قبيحِ الجوهر، وكم من بسيطِ الهيئةِ عظيمِ القيمة.” بهذه الحكمة يُمكن أن نختصر تجربتنا الإنسانية مع البشر الذين يُشبهون الكتب في تفاوت أغلفتها ومحتواها. فالإنسان، مثل الكتاب، يحمل أسرارًا عميقةً لا تُقرأ إلا حين تُقلب صفحاته، وقد تكون تلك الصفحات أثمن مما يوحي به الغلاف.
الغلاف خدعة البصر، والمحتوى محك البصيرة
في عصرٍ أصبح فيه الشكل أهم معيار للحكم، بات الكثيرون يُشبهون السطح المذهب الذي يخفي فراغًا داخليًا. تظهر هذه الظاهرة في الدراسات النفسية والاجتماعية التي تناولت تأثير “الهالة” أو ما يُعرف بـHalo Effect، وهو ميل الإنسان لتعميم الانطباع الأول بناءً على المظهر الخارجي أو الصفات الظاهرة. في هذا السياق، أظهرت دراسة أجراها عالم النفس “إدوارد ثورندايك” أن الأفراد يميلون إلى ربط الجاذبية الشكلية بالكفاءة والصدق، حتى وإن كانت هذه الصلة وهمية.
لكن الحقيقة أن المظهر ليس أكثر من خدعة بصرية قد تخفي خلفها إما جوهرًا نقيًا أو خواءً مطبقًا. وكم من مرة وقفنا أمام كتابٍ زينت أغلفته الرفوف، لكنه ما إن فُتح حتى كشف عن فقره، بينما وجدنا العكس في كتابٍ متواضع الهيئة أثار فينا دهشةً لا تُنسى.
القيمة في التجربة لا في القشرة
تجارب الحياة تعلمنا أن الجمال الحقيقي ليس مرئيًا. يمكن استدعاء قول الإمام علي (عليه السلام): المَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ طَيَّاتِ لِسَانِهِ.”
بمعنى أن قيمة الإنسان تظهر في فكره وأفعاله، لا في ملبسه أو مظهره. ولعل هذا يفسر النجاح الباهر لشخصيات تاريخية وعلمية تركت أثرًا خالدًا دون أن تلتفت يومًا إلى قشور المظاهر، مثل ماري كوري التي لم تُعرف بالأزياء أو الجمال، لكنها أدهشت العالم بعلمها وإنسانيتها.
في دراسة أخرى أجرتها جامعة “هارفارد”، وُجد أن الأفراد الذين يُظهرون قيمًا مثل التعاطف، النزاهة، والإبداع يُحققون تواصلًا أعمق مع محيطهم مقارنة بأولئك الذين يركزون على المظهر أو الإنجازات السطحية. هذه القيم هي التي تجعل الإنسان جذابًا في أعين الآخرين، وتؤسس لعلاقات متينة ومستدامة.
الأدب أيضًا يعزز هذا المفهوم. ألم يدهشنا بطل “البؤساء” جان فالجان، الذي كان يُنظر إليه كمجرمٍ في الظاهر، بينما حمل في داخله روحًا نبيلة ملأتها التضحية والرحمة؟ الأدب يُعيد تشكيل نظرتنا إلى البشر، ويعلمنا أن العبرة دائمًا بما يكمن في العمق.
أفكار مبتكرة لتغيير المفهوم السائد
ثقافة المحتوى الداخلي: لماذا لا نُعيد صياغة مفهوم الجمال في مناهجنا التعليمية؟ يمكن تصميم برامج تركز على الأخلاق، الإبداع، والقيم الإنسانية كمعايير حقيقية للجمال، بدلاً من التركيز على الهيئات الخارجية. تجربة اجتماعية مُلهمة: تخيل مبادرةً تسلط الضوء على قصص أشخاص ناجحين وملهمين لا يتطابق مظهرهم مع الصورة النمطية للجاذبية. مشاركة هذه القصص عبر منصات التواصل الاجتماعي قد تُلهم الأجيال الجديدة ليروا الجمال في أبعاده الحقيقية. أدب السيرة الذاتية: شجع كتابة السير الذاتية من منظور داخلي، بحيث يُبرز الأفراد ما صنعوه من خير وما حققوه من عمق إنساني، بعيدًا عن الإنجازات الشكلية.يُقال إن الزمن يكشف الجوهر ويُهلك الزيف. وهكذا، فإن ما يبقى من الإنسان ليس شكله ولا مظهره، بل أثره في قلوب الآخرين. وكما قال الشاعر:
“وما الحسنُ في وجه الفتى شرفًا له
إذا لم يكن في فعله والخلائقِ”
لنجعل من هذا القول قاعدةً حياتية، ولنُدرك أن الجمال الحقيقي هو ذلك الذي يُضيء العقول، يُطهر القلوب، ويُعمر الأرواح. فالحياة قصيرة، وما يخلد منها هو المحتوى، لا الغلاف.
اللواء الدكتور
سعد معن الموسوي