٢٦ سبتمبر نت:
2025-01-13@08:58:42 GMT

هجوم خامس على (ترومان) في أقل من شهر

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

هجوم خامس على (ترومان) في أقل من شهر

 وهذا الهجوم هو الخامس في أقل من شهر، والذي يختزلُ قِصةَ انهيار الردع الأمريكي، ويبلور الانقلاب الاستراتيجي الكبير الذي صنعته جبهة الإسناد اليمنية لغزة في الموازين العسكرية والجيوسياسية خلال عام واحد فقط، في معركة لا زال أفقها مفتوحًا على المزيد من المفاجآت في ظل عجز كامل ومعترَفٍ به من قبل كُـلّ أطراف جبهة العدوّ.

الهجوم الجديد الذي أعلن عنه المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع في وقت متأخر من مساء السبت، نُفِّـذَ بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة، واستمر لـ9 ساعات، وأدى إلى إجبار حاملة الطائرات الأمريكية على "مغادرةِ مسرحِ العمليات والهروب إلى أقصى شمال البحر الأحمر".

وهذا هو الهجوم الخامس على التوالي ضد الحاملة (ترومان) في أقل من شهر واحد، والثامن ضد حاملات الطائرات الأمريكية، وهو يأتي تزامنًا مع الذكرى الأولى لانطلاق العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن؛ بهَدفِ وقف عمليات الإسناد البحرية لغزة وحماية الملاحة الصهيونية؛ الأمرُ الذي يجعلُ منه شاهدًا على قصة فشل هذا العدوان وارتداده بشكل عكسي على الأمريكيين والبريطانيين والصهاينة على حَــدٍّ سواء؛ فقبل الاعتداء على اليمن كانت عمليات القوات المسلحة اليمنية تقتصر على استهداف السفن المرتبطة بـ "إسرائيل" لمنعها من الوصول إلى موانئ فلسطين المحتلّة، لكن بعد العدوان، وبدلًا عن إضعاف القدرات اليمنية والحد من عمليات الإسناد البحرية، اتسعت دائرة النيران لتشمل السفن المرتبطة بأمريكا وبريطانيا والقطع الحربية التابعة لهما بما في ذلك حاملات الطائرات التي أخفقت أربع منها ليس فقط في "الردع" بل حتى في احتواء التصعيد على الأقل في مستوىً معيَّنٍ.

 إن الهجوم الخامس على الحاملة (ترومان)، لمدة تسع ساعات، يختزل عامًا كاملًا من التفوق الصارم الذي استطاعت القوات المسلحة أن تفرضه على البحرية الأمريكية على طول مسار المواجهة؛ فـ (ترومان) هي الحاملة الرابعة التي تستقدمها الولايات المتحدة إلى منطقة العمليات اليمنية؛ مِن أجلِ "الردع" لكن بلا أي جدوى، بل إن كُـلّ حاملة جديدة تأتي لتتحمل أعباء الفشل المتراكم لسابقاتها؛ فالهجمات الخمس التي تعرضت لها (ترومان) خلال أقل من شهر تأتي استكمالًا لمسار عجز عملياتي فاضح بدأ مع حاملة الطائرات (أيزنهاور) التي سجلت الهروب الأول من البحر الأحمر في منتصف العام الماضي، متوجة بذلك الهروب عهدًا جديدًا صدقت عليه عمليات الهروب اللاحقة لـ (روزفلت) و(لينكولن) وشهادات رسمية وغير رسمية وتحليلات ومناقشات غير مسبوقة في تأريخ البحرية الأمريكية، عن انتهاء عصر حاملات الطائرات، وعن استحالة تحقيق "الردع" الذي كان يكفي لتحقيقه مُجَـرّد الاقتراب من أي شاطئ، وُصُـولًا إلى مناقشة مخاطر "النيران الصديقة" التي أصبحت السفن الحربية تطلقها على المقاتلات الأمريكية؛ بسبب الإرباك وفقدان السيطرة على الوضع بشكل كامل.

هذا الهجوم في رمزية توقيته وفي حجمه ونوعه وترتيبه ضمن مسار العمليات البحرية، يعيد إبراز عناوين "الهزيمة" و"الانتكاسة الوجودية" التي تبنتهما وسائل إعلام العدوّ ومحللوه خلال العام الماضي كأنسب توصيفات لحال الولايات المتحدة في معركة البحر الأحمر، وهي عناوين تعني أن واقع الفشل الأمريكي قد تجاوز مستويات التعثر المرحلي أَو الافتقار إلى الأدوات، وأصبح قدرًا ثابتًا لن يتغير.

 فتعرض حاملة الطائرات (ترومان) لخمس هجمات متتالية خلال أقل من شهر ولجوؤها إلى البقاء في شمال البحر الأحمر طيلة الوقت، هو دليل واضح على أن البحرية الأمريكية لم تستطع أن تستخلص من مجريات العام الماضي أية "دروس" عملياتية وتكتيكية نافعة لتغيير وضعها الفاضح، وعلى العكس، فَــإنَّ القوات المسلحة اليمنية برهنت أنها قادرة على مراكمة الإنجازات وتوظيف بيانات ودروس المواجهة بشكل فعال وسريع لتثبيت واقع التفوق، وُصُـولًا إلى امتلاك قدرة استباقية على التعامل مع تحَرّكات السفن الحربية الأمريكية، وهو ما يعني أن مرور المزيد من الوقت لن يحمل سوى المزيدِ من المفاجآت اليمنية والإنجازات التي قد تجعل عنوان "الهزيمة" غير كافٍ للتعبير عن وضع البحرية الأمريكية وتدفع نحو الحديث عن "انهيار" تأريخي!

وفيما يختزل الهجوم على حاملة الطائرات (هاري ترومان) قصة الفشل الأمريكي -والغربي بالضرورة- في المواجهة البحرية خلال عام كامل؛ فَــإنَّ أصداء العدوان الثلاثي الأخير على اليمن والذي جاء تزامنًا مع الذكرى السنوية لبدء القصف الأمريكي البريطاني، تؤكّـد أن هذا الفشل وما يحيط به من عناوين "الهزيمة" و"الانتكاسة" لا يقتصر فقط على المعركة البحرية، بل يغطي كُـلّ مستويات المواجهة، بدءًا من مستوى القرار السياسي والرؤية الاستراتيجية، وُصُـولًا إلى مستوى التصرفات الاضطرارية الآنية.

 فلجوء العدوّ الصهيوني إلى تنسيق ضربات متزامنة على اليمن مع أمريكا وبريطانيا، بعد عام كامل من توليهما مهمة التكفل بردع أَو على الأقل احتواء جبهة الإسناد اليمنية، ليس سوى شهادة صارخة بأن كُـلّ ما فعلته القوات والسفن الحربية والطائرات والأجهزة الاستخباراتية والبعثات الدبلوماسية الأمريكية والبريطانية وما حملته من تهديدات وإغراءات وضغوط منذ يناير الماضي كان بلا أية فائدة تُذكَرُ، وأن اليمنَ لم ينجح فقط في إفشال كُـلّ المساعي الأمريكية والبريطانية بل أجبر العدوّ الصهيوني على مشاركة "حلفائه" في واقع فشل مساعيهم المساندة له، إلى جانب واقع فشله الخاص في المواجهة المباشرة مع اليمن.

وقد عبَّرت صحيفة "معاريف" العبرية، السبت، عن ذلك، حَيثُ أوضحت أن المشكلة الاستخباراتية والعملياتية التي يواجهها كيانُ العدوِّ في اليمن لا زالت قائمةً بعد الاعتداء الأخير الذي تم تنسيقُه مع الأمريكيين والبريطانيين، ولم يتغيَّرْ أي شيء، بل أكّـدت أن هذا "التنسيق" فشل حتى في تحقيقِ آثار معنوية.

حَيثُ قالت: إن الغرَضَ من تنسيق توقيت العدوان كان "إثارة نوع من التحذير مع تجمع آلاف المتظاهرين في ميدان السبعين في مظاهرتهم الأسبوعية دعمًا للفلسطينيين" لكنها قالت إنه "من المشكوك فيه إلى حَــدٍّ كبيرٍ أن يكون اليمنيون قد تأثّروا بهجماتِ الجيش الأمريكي وسلاح الجو الإسرائيلي" حسب تعبيرها.

المسيرة

 

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

الحوثيون يؤكدون استهداف وإصابة حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان

أصدرت جماعة أنصار الله "الحوثيين" بيانا تؤكد فيه تمكنها من استهداف حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان، مساء اليوم السبت، في البحر الأحمر، بواسطة صواريخ بالستية وطائرات مسيرة.

وخرج المتحدث باسم الجماعة، العميد يحيى سريع، في بيان مصور، قائلا "نفذت القوة الصاروخية وسلاح الجو المسير في القوات المسلحة اليمنية خلال الـ 24 ساعة الماضية عملية عسكرية مشتركة استهدفت حاملة الطائرات الأمريكية "يو أس أس هاري ترومان" وعددا من القطع الحربية التابعة لها في منطقة شمالي البحر الأحمر بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة".

وأضاف يحيي سريع أن العملية تمت انتصارا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه وردا على المجازر بحق إخواننا في غزة، وبعد العدوان الإسرائيلي الأمريكي البريطاني على بلدنا، 

وتابع أن عملية الاشتباك مع حاملة الطائرات الامريكية والقطع التابعة لها استمرت 9 ساعات، مؤكدا أن العملية حققت أهدافها بنجاح وأجبرت حاملة الطائرات على مغادرة مسرح العمليات والهروب إلى أقصى شمال البحر الأحمر.

واستطرد أن القوات المسلحة اليمنية، تؤكد جهوزيتها العالية؛ لمواجهة أي تصعيد أمريكي أو إسرائيلي على اليمن.

وجددت القوات المسلحة اليمنية التأكيد على أنها مستمرة في تأدية واجباتها تجاه الشعب الفلسطيني.

وشددت على أن عملياتها لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.

وكانت وزارة الدفاع الامريكية البنتاجون قد نفت مساء أمس الجمعة، ما أعلنه سابقا الحوثيون عن مهاجمة حاملة الطائرات هاري إس ترومان.

فيما نشر مصدر داخل حركة أنصار الله في اليمن، وفقا لمجلة نيوزويك، تحذيرًا جديدًا لإسرائيل بعد تعرض الجماعة لضربات جوية جديدة وسط صراع استهلك الشرق الأوسط لأكثر من 15 شهرًا.

وقال مصدر أنصار الله: "يدنا أطول من يد إسرائيل، وسنواصل عملياتنا دون توقف حتى يتوقف العدوان على غزة". "وسنواصل استهداف مجرمي الحرب الصهاينة".

وأضاف المصدر: "عملياتنا مستمرة والرد على العدوان الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني مستمر أيضاً. ولن نترك غزة خلفنا مهما كانت التحديات والنتيجة للمتقين".

وجاءت هذه التصريحات بعد وقت قصير من إعلان الجيش الإسرائيلي عن غارات جوية جديدة استهدفت عدة مواقع في جميع أنحاء اليمن.

مقالات مشابهة

  • جماعة الحوثي: استهدفنا حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" مرة أخرى
  • 2024 .. عام البحرية اليمنية
  • الحوثيون يؤكدون استهداف وإصابة حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان
  • العمليات العسكرية اليمنية ترهق العدو الصهيوني وتفقد البحرية الأمريكية هيبتها
  • 2024.. عام البحرية اليمنية
  • الحوثيون يعلنون استهداف حاملة الطائرات الأمريكية ‘ترومان
  • اليمن يستهدف حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" وعددًا من القطع الحربية التابعة
  • اليمن يستهدف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وعدد من القطع الحربية التابعة لها
  • اليمن يستهدف حاملة الطائرات الأمريكية ترومان وعدد من القطع الحربية التابعة لها .. عاجل