بوابة الوفد:
2024-11-27@14:06:25 GMT

فضائل الرحمة في الدنيا والآخرة

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

لقد شملت رحمة الله هذا العالَم بأَسْرِه، رحم الناسُ بعضُهم بعضًا، رحمت بها الأم ولدها، والأب أولاده، ورحم بها الصغار الكبار، ورحم بها الحيوانُ الحيوانَ، وقد تتابعت الآيات القرآنية، على بيان سعة رحمة رب العالمين، ومنها قوله -تعالى-: (فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْبَقَرَةِ: 64]، ومن دعاء الصالحين: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)[غَافِرٍ: 7]، وقال أيضا: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ.

أن من رحمة الله بعباده أنه يتقرب إليهم وهو غني عنهم، ويدنو منهم متى ما دَنَوْا إليه، فإذا اقتربوا منه شبرًا، تقرَّب منهم ذراعًا، ويوضح ذلك الحديثُ القدسيُّ، فعن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل-، أنه قال: "وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ ‌تَقَرَّبْتُ ‌إِلَيْهِ ‌ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"(رواه الإمام البخاري)، هذا الحديث يُبيِّن معنًى كبيرًا، إذا استشعره المؤمنُ فإنه يُقبِل على طاعة الله، بكل نشاط وانشراح صدر، فهذا الرب الذي نعبده هو أرحم الراحمين، وقد جاء في الحديث الشريف: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، ‌فَانْفَلَتَتْ ‌مِنْهُ، وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي، وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ"(أخرج الإمام مسلم).

 

هذه الأحاديث تدل على سعة رحمته، وقبوله لأعمال عباده، فينبغي للإنسان أن يُحسِنَ الظنَّ بالله -تعالى-، وأن يُكثِر من الأعمال الصالحة، وأن يُكثِر من ذكر الله -عز وجل-، اذكروا الله -تعالى-، كما أنه -تعالى- يرزق مَنْ آذَوْهُ، وادَّعَوْا له الشريكَ والنِّدَّ، قال صلى الله عليه وسلم: "مَا ‌أَحَدٌ ‌أَصْبَرُ ‌عَلَى ‌أَذًى ‌سَمِعَهُ ‌مِنَ ‌اللهِ، يَدْعُونَ لَهُ الْوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ"(رواه البخاري ومسلم)، سبحان الله، أدركَتْ رحمتُه مَنْ أشركوا به وكفروا به، فكيف بمن أطاعه وأحبَّه، فمن رحمته بالتائبين أنه يُحبهم، ويفرح بتوبتهم، ويضاعف لهم الحسنات، ويعفو عن السيئات.

 

ومن آثار رحمة الله -تعالى- بك أيها المؤمن أن ترحم الناس، وتقضي حوائجهم، وأن تبر والديك، وأن ترحم أولادك، وتحسن إلى جيرانك، وترحم من تحت يدك، وترفق بالحيوان.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

لحظات المطر: فرصة للدعاء واستشعار رحمة الله

لحظات المطر: فرصة للدعاء واستشعار رحمة الله،حين تهطل قطرات المطر من السماء، يشعر الإنسان برحمة الله تتجلى في الكون. 

هذه اللحظات تحمل في طياتها الخير والبركة، وهي فرصة للتأمل في عظمة الخالق وقدرته على إحياء الأرض بعد موتها.

 في الإسلام، يُعدُّ وقت نزول المطر من الأوقات المباركة التي يستجاب فيها الدعاء، مما يجعلها لحظة ثمينة للتقرب من الله وطلب الحاجات.

دعاء المطر: وقت استجابة ورحمة من الله المطر: نعمة ورحمة

المطر ليس مجرد ماء يسقي الأرض، بل هو دليل على رحمة الله الواسعة بعباده. يقول الله تعالى: "وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ" (سورة الشورى: 28)، فكل قطرة مطر تحمل معها حياةً جديدةً للأرض والكائنات.

لحظات المطر: فرصة للدعاء واستشعار رحمة الله

فضل الدعاء أثناء المطر

قال النبي ﷺ: "اثنتان ما تُردَّان: الدعاء عند النداء، وتحت المطر" (صحيح الجامع).

 وهذا يؤكد أن لحظة نزول المطر هي وقت استجابة الدعاء، حيث تتفتح أبواب السماء وتكون قريبة من دعوات العباد.

 إنها لحظة يغتنمها المسلم لطلب المغفرة والرحمة وللدعاء بالنعم التي يحتاجها.

أدعية مستحبة وقت المطر

من الأدعية الجميلة التي يُستحب قولها أثناء المطر:

1. "اللهم صيبًا نافعًا"، دعاء بالخير والبركة في المطر.


2. "اللهم حوالينا ولا علينا"، وهو دعاء لرفع الضرر في حال اشتداد المطر.


3. "مُطرنا بفضل الله ورحمته"، تعبير عن الشكر لله بعد انتهاء المطر.

دعاء المطر: أوقات الاستجابة وموارد البركة اغتنام الفرصة في الدعاء

لا يقتصر الدعاء أثناء المطر على الأمور الشخصية، بل هو وقت مميز للدعاء للمجتمع بأسره، كأن يدعو المسلم لصلاح الأمة الإسلامية أو رفع البلاء عن الناس.

 هذه الأوقات فرصة لتذكر الآخرين بالدعاء والمساهمة في نشر الخير.

المطر لحظة استثنائية تمتلئ بالبركة والرحمة، والدعاء فيها وسيلة للتقرب من الله وطلب ما نحتاجه في حياتنا.

 فلا تضيّع هذه الفرصة المباركة، وارفع يديك بالدعاء وأنت واثق من رحمة الله التي تنهمر مع كل قطرة مطر.

 

مقالات مشابهة

  • بعد حديثه عن الحسد.. الموت يُفجع حمادة هلال
  • عن طعم الفرحِ المختلِف والغِبطة الفذّة
  • أعر الله جمجمتك
  • وفاة حما الفنان حمادة هلال
  • بعد الحديث عن هدنة لبنان.. كيف علقت الأمم المتحدة؟
  • البيت الابيض: لا تطور يمكن الحديث عنه في اتصالات وقف النار بين لبنان وحزب الله
  • المطر: نعمة من الله ودعوة للتأمل والدعاء
  • لحظات المطر: فرصة للدعاء واستشعار رحمة الله
  • أهمية الاستغفار في حياة المسلم
  • أدعية المطر: وقت للبركة واستجابة الدعاء