بوابة الوفد:
2025-03-10@08:40:57 GMT

فضائل الرحمة في الدنيا والآخرة

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

لقد شملت رحمة الله هذا العالَم بأَسْرِه، رحم الناسُ بعضُهم بعضًا، رحمت بها الأم ولدها، والأب أولاده، ورحم بها الصغار الكبار، ورحم بها الحيوانُ الحيوانَ، وقد تتابعت الآيات القرآنية، على بيان سعة رحمة رب العالمين، ومنها قوله -تعالى-: (فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْبَقَرَةِ: 64]، ومن دعاء الصالحين: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)[غَافِرٍ: 7]، وقال أيضا: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ.

أن من رحمة الله بعباده أنه يتقرب إليهم وهو غني عنهم، ويدنو منهم متى ما دَنَوْا إليه، فإذا اقتربوا منه شبرًا، تقرَّب منهم ذراعًا، ويوضح ذلك الحديثُ القدسيُّ، فعن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل-، أنه قال: "وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ ‌تَقَرَّبْتُ ‌إِلَيْهِ ‌ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"(رواه الإمام البخاري)، هذا الحديث يُبيِّن معنًى كبيرًا، إذا استشعره المؤمنُ فإنه يُقبِل على طاعة الله، بكل نشاط وانشراح صدر، فهذا الرب الذي نعبده هو أرحم الراحمين، وقد جاء في الحديث الشريف: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، ‌فَانْفَلَتَتْ ‌مِنْهُ، وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي، وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ"(أخرج الإمام مسلم).

 

هذه الأحاديث تدل على سعة رحمته، وقبوله لأعمال عباده، فينبغي للإنسان أن يُحسِنَ الظنَّ بالله -تعالى-، وأن يُكثِر من الأعمال الصالحة، وأن يُكثِر من ذكر الله -عز وجل-، اذكروا الله -تعالى-، كما أنه -تعالى- يرزق مَنْ آذَوْهُ، وادَّعَوْا له الشريكَ والنِّدَّ، قال صلى الله عليه وسلم: "مَا ‌أَحَدٌ ‌أَصْبَرُ ‌عَلَى ‌أَذًى ‌سَمِعَهُ ‌مِنَ ‌اللهِ، يَدْعُونَ لَهُ الْوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ"(رواه البخاري ومسلم)، سبحان الله، أدركَتْ رحمتُه مَنْ أشركوا به وكفروا به، فكيف بمن أطاعه وأحبَّه، فمن رحمته بالتائبين أنه يُحبهم، ويفرح بتوبتهم، ويضاعف لهم الحسنات، ويعفو عن السيئات.

 

ومن آثار رحمة الله -تعالى- بك أيها المؤمن أن ترحم الناس، وتقضي حوائجهم، وأن تبر والديك، وأن ترحم أولادك، وتحسن إلى جيرانك، وترحم من تحت يدك، وترفق بالحيوان.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

هل يُقبل صيام المرأة غير المحجبة؟.. دار الإفتاء تجيب

قالت مروة سعد الدين، أمينة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال إجاباتها عن سؤال "هل يقبل صيام المرأة غير المحجبة؟": إن ارتداء الحجاب والصيام فرضان مستقلان، وبالتالي لا يؤثر عدم ارتداء الحجاب على صحة الصيام أو قبوله.

وأشارت أمينة الفتوى خلال تصريحات تليفزيونية إلى أن الله- عز وجل- يحاسب الإنسان على كل فريضة بشكل منفصل، فمن تلتزم بالصيام دون الحجاب تكون آثمة في تقصيرها بفرض الحجاب، لكنها لا تفقد بذلك أجر الصيام.

ودعت الفتيات اللاتي يرتدين الحجاب خلال شهر رمضان إلى الاستمرار عليه حتى بعد انتهائه.

وبيّنت أن الثبات على الطاعة نعمة من الله.

وعن حكم الصيام دون صلاة، قالت إن الصلاة ركن أساسي في الدين الإسلامي، ولا يجوز التهاون فيها، ولكن عدم الصلاة لا يؤثر على صحة الصيام.

وذكرت أن شهر رمضان فرصة عظيمة للالتزام بالصلاة والمحافظة عليها بعد الشهر المبارك.

 

حكم الكشف المهبلي للنساء في نهار رمضان.. الإفتاء توضح متى يكون جائزاهل تذوق المرأة الطعام أثناء الصيام يفسده؟ .. الإفتاء تجيبباطل أم صحيح؟.. الإفتاء توضح حكم صيام المرأة غير المحجبةأحكام النساء في رمضان.. 10 وقفات للمرأة لأداء الصيامصيام المرأة غير المحجبة


قالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي إن الزي الشرعي للمرأة المسلمة هو أمر فرضه الله تعالى عليها، وحرم عليها أن تُظهِر ما أمرها بستره عن الرجال الأجانب. والزي الشرعي هو ما كان ساترًا لجميع جسمها ما عدا وجهها وكفيها؛ بحيث لا يكشف ولا يصف ولا يشف.

وكشفت عن أن الواجبات الشرعية المختلفة لا تنوب عن بعضها في الأداء؛ فمن صلَّى مثلًا، فإن ذلك ليس مسوِّغًا له أن يترك الصوم، ومن صَلَّتْ وصَامَتْ فإن ذلك لا يبرر لها ترك ارتداء الزي الشرعي.

وأشارت إلى أن المسلمة التي تصلي وتصوم ولا تلتزم بالزي الذي أمرها الله تعالى به شرعًا هي محسنةٌ بصلاتها وصيامها، لكنها مُسيئةٌ بتركها لحجابها الواجب عليها. ومسألة القبول هذه أمرها إلى الله تعالى. غير أن المسلم مكلَّفٌ أن يُحسن الظن بربه سبحانه حتى وإن ارتكب ذنبًا أو معصية. وعليه أن يعلم أن من رحمة الله سبحانه به أن جعل الحسنات تُذهب السيئات، وليس العكس. وأن يفتح مع ربه صفحة بيضاء ويتوب من ذنوبه، ويجعل شهر رمضان انطلاقة للأعمال الصالحة التي تسلك به الطريق إلى الله تعالى، وتجعله في محل رضاه.

ودعت المرأة المسلمة التي أكرمها الله تعالى بطاعته والالتزام بالصلاة والصيام في شهر رمضان إلى شكر ربها على ذلك بأداء الواجبات التي قصَّرت فيها؛ فإنَّ من علامة قبول الحسنة التوفيقَ إلى الحسنة بعدها.
 

مقالات مشابهة

  • للصائم دعوة لا ترد
  • درس التراويح بالجامع الأزهر: استثمار الوقت في الطاعات سبيل للفلاح في الدنيا والآخرة
  • هل يُقبل صيام المرأة غير المحجبة؟.. دار الإفتاء تجيب
  • الإيمان والإستقامة
  • إبراهيم عليه السلام رمزٌ وقدوةٌ في البراءة من أعداء الله، لا التطبيع معهم!
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • دعاء اليوم الثامن من رمضان .. يجمع لك خيري الدنيا والآخرة
  • رحمة الله على أستاذنا دكتور جعفر بن عوف سليمان – بروفيسور طب الأطفال في السودان
  • 10 فضائل لصيام شهر رمضان.. تعرف عليها
  • لمن يريد التوبة النصوح.. 3 شروط أساسية لابد من تحقيقها