بوابة الوفد:
2025-04-10@09:10:41 GMT

فضائل الرحمة في الدنيا والآخرة

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

لقد شملت رحمة الله هذا العالَم بأَسْرِه، رحم الناسُ بعضُهم بعضًا، رحمت بها الأم ولدها، والأب أولاده، ورحم بها الصغار الكبار، ورحم بها الحيوانُ الحيوانَ، وقد تتابعت الآيات القرآنية، على بيان سعة رحمة رب العالمين، ومنها قوله -تعالى-: (فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)[الْبَقَرَةِ: 64]، ومن دعاء الصالحين: (رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)[غَافِرٍ: 7]، وقال أيضا: (كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ.

أن من رحمة الله بعباده أنه يتقرب إليهم وهو غني عنهم، ويدنو منهم متى ما دَنَوْا إليه، فإذا اقتربوا منه شبرًا، تقرَّب منهم ذراعًا، ويوضح ذلك الحديثُ القدسيُّ، فعن أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه -عز وجل-، أنه قال: "وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بِشِبْرٍ ‌تَقَرَّبْتُ ‌إِلَيْهِ ‌ذِرَاعًا، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِنْ أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً"(رواه الإمام البخاري)، هذا الحديث يُبيِّن معنًى كبيرًا، إذا استشعره المؤمنُ فإنه يُقبِل على طاعة الله، بكل نشاط وانشراح صدر، فهذا الرب الذي نعبده هو أرحم الراحمين، وقد جاء في الحديث الشريف: "لَلَّهُ أَشَدُّ فَرَحًا بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ حِينَ يَتُوبُ إِلَيْهِ مِنْ أَحَدِكُمْ كَانَ عَلَى رَاحِلَتِهِ بِأَرْضِ فَلَاةٍ، ‌فَانْفَلَتَتْ ‌مِنْهُ، وَعَلَيْهَا طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ، فَأَيِسَ مِنْهَا، فَأَتَى شَجَرَةً فَاضْطَجَعَ فِي ظِلِّهَا قَدْ أَيِسَ مِنْ رَاحِلَتِهِ، فَبَيْنَا هُوَ كَذَلِكَ إِذَا هُوَ بِهَا قَائِمَةً عِنْدَهُ، فَأَخَذَ بِخِطَامِهَا، ثُمَّ قَالَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ عَبْدِي، وَأَنَا رَبُّكَ، أَخْطَأَ مِنْ شِدَّةِ الْفَرَحِ"(أخرج الإمام مسلم).

 

هذه الأحاديث تدل على سعة رحمته، وقبوله لأعمال عباده، فينبغي للإنسان أن يُحسِنَ الظنَّ بالله -تعالى-، وأن يُكثِر من الأعمال الصالحة، وأن يُكثِر من ذكر الله -عز وجل-، اذكروا الله -تعالى-، كما أنه -تعالى- يرزق مَنْ آذَوْهُ، وادَّعَوْا له الشريكَ والنِّدَّ، قال صلى الله عليه وسلم: "مَا ‌أَحَدٌ ‌أَصْبَرُ ‌عَلَى ‌أَذًى ‌سَمِعَهُ ‌مِنَ ‌اللهِ، يَدْعُونَ لَهُ الْوَلَدَ، ثُمَّ يُعَافِيهِمْ وَيَرْزُقُهُمْ"(رواه البخاري ومسلم)، سبحان الله، أدركَتْ رحمتُه مَنْ أشركوا به وكفروا به، فكيف بمن أطاعه وأحبَّه، فمن رحمته بالتائبين أنه يُحبهم، ويفرح بتوبتهم، ويضاعف لهم الحسنات، ويعفو عن السيئات.

 

ومن آثار رحمة الله -تعالى- بك أيها المؤمن أن ترحم الناس، وتقضي حوائجهم، وأن تبر والديك، وأن ترحم أولادك، وتحسن إلى جيرانك، وترحم من تحت يدك، وترفق بالحيوان.

 

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

تأملت في أسباب نجاح شيخنا الحبيب محمد سيد حاج

تأملت في أسباب نجاح شيخنا الحبيب محمد سيد حاج رحمه الله تعالى
فوجدت من الأسباب والعلم عند الله تعالى :
_ أنه كان زاهدا فيما عند الناس،وده ظاهر في كلامو ومحاضراتو ويكفي الشيخ لحدي ما مات بيت ما عندو،الشيخ كان عزيزا بدينه ودعوته إلى الله، لا كان بتملق زول لا كان بكسر تلج لزول..

_ الشيخ كان لا يخشى فيما يراه حقا أحدا،كائنا من كان ،فلا يخشى سلطانا و لا يخشى من ضوضاء العامة،أذكر الشيخ كان عندو كلام جرئ جدا فيما يخص انتخابات ٢٠١٠م وإفتاؤه بالتصويت للمؤتمر الوطني رغم خلافه المنهجي معهم لكن لقضية كبرى وهي الوقوف في وجه التيار العلماني ذو الصوت العالي جدا حينها ،كذلك موقفه في تسليم عمر البشير للجنائية كان واضحا ،فقد كان قويا لا يبالي بسلطان العامة و لا بسلطان المسؤولين

_ الشيخ كان رجلا مؤدبا،في سلوكه و في طرحه و في خلافه مع غيره،فكان لا يسيء لشخص و لا يرضى أن يساء لأحد في مجلس هو فيه

_ الشيخ كان يحترم مستمعيه وذلك يظهر جيدا في خطبه ومحاضراته التي كان يعد له جيدا ويحضرها من وقت مبكر،احتراما لمن يسمعه

_ الشيخ كان ود البلد بمعنى هو زول سوداني في عاداته واجتماعياته ما كان بتنكر لسودانيته و لا بتكلف في لهجته،الشيخ حسب من عايشه وجالسه هو إنسان سوداني بسيط،هين لين قريب للمجتمع كله
وهذه الصفات حري بكل داعية أن يحرص عليها و أن يجعلها في شخصه…

مصطفى ميرغني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل يجوز دفع أموال الزكاة للأخت المحتاجة؟.. الإفتاء توضح
  • تأملت في أسباب نجاح شيخنا الحبيب محمد سيد حاج
  • كنز عظيم لمن واظب على هذه الصلاة.. حاول أن تصليها
  • علي جمعة يوضح الفرق بين الاستغفار والتوبة
  • علي جمعة: الرحمة خُلق الانبياء والقسوة طريق الضلال والهلاك
  • المواطنة العادلة في الإسلام.. تشريع إلهي يسبق مواثيق العصر الحديث
  • كيف نواجه تقلبات وابتلاءات الدنيا ؟.. داعية إسلامي يجيب
  • كيف نواجه تقلبات وابتلاءات الدنيا؟ داعية إسلامي يجيب
  • مفاهيم إسلامية: الصراط المستقيم
  • خدت حقي وارتضيت.. الشيخ علي جمعة يصلح بين طبيبة الشيخ زايد وأسرة زوجها