نمو الصادرات الصينية وسط مخاطر تجارية وتعافي الواردات
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
الصين.. شهدت الصادرات الصينية نموا كبيرا في ديسمبر، في حين تعافت الواردات، لتختتم العام بملاحظة إيجابية بينما يستعد ثاني أكبر اقتصاد في العالم لمخاطر تجارية متزايدة مع الإدارة الأمريكية القادمة.
وأظهرت بيانات الجمارك اليوم الإثنين الموافق 13 يناير، أن الشحنات الصادرة في ديسمبر ارتفعت بنسبة 10.7% على أساس سنوي، متجاوزة توقعات النمو البالغة 7.
نمو الواردات الصينية 1.0%
وعلى غير المتوقع شهدت الواردات نموا بلغ 1.0%، وهو أقوى أداء منذ يوليو 2024، وكان خبراء الاقتصاد يتوقعون انخفاضا بنسبة 1.5%.
واقترح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، الذي من المقرر أن يعود إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل، فرض رسوم جمركية باهظة على السلع الصينية، ما أثار مخاوف من تجدد الحرب التجارية بين القوتين العظميين.
وبالإضافة إلى التحديات، فإن النزاعات التي لم يتم حلها مع الاتحاد الأوروبي بشأن الرسوم الجمركية التي تصل إلى 45.3% على السيارات الكهربائية الصينية تهدد بعرقلة طموحات الصين في توسيع صادراتها من السيارات.
وفي الوقت نفسه، ارتفع الفائض التجاري للصين إلى 104.8 مليار دولار في الشهر الماضي، ارتفاعا من 97.4 مليار دولار في نوفمبر.
فيما كان زخم التصدير محركًا حاسمًا للاقتصاد الصيني، الذي لا يزال مثقلًا بالركود المستمر في سوق العقارات وضعف ثقة المستهلك.
ومع ذلك، فقد ظهرت بعض علامات الاستقرار في أعقاب حملة التحفيز التي أطلقتها الصين في الأشهر الأخيرة.
وأظهر مسح رسمي أن نشاط المصانع ظل في توسع متواضع للشهر الثالث على التوالي، في حين تعافى قطاع الخدمات والبناء في ديسمبر.
وأعلنت كوريا الجنوبية، وهي مؤشر رئيسي لواردات الصين، عن زيادة بنسبة 8.6% في شحناتها إلى الصين في ديسمبر، مما يشير إلى مرونة الطلب على المنتجات التكنولوجية.
وتعهد كبار القادة الصينيين بتخفيف السياسة النقدية واعتماد سياسة مالية أكثر استباقية في عام 2025، بهدف تعويض الضغوط الخارجية وتنشيط الطلب المحلي.
وتستهدف الحكومة تحقيق نمو اقتصادي بنحو 5% خلال العام، وهو الهدف الذي ثبت أنه من الصعب تحقيقه في بعض الأحيان في عام 2024.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الواردات الصين الصادرات الصينية الإدارة الأمريكية الجمارك رويترز ترامب الاتحاد الأوروبي فی دیسمبر
إقرأ أيضاً:
اشترِ الآن.. تغريدة ترامب التي هزّت وول ستريت
في تغريدة مقتضبة نشرها على منصته "تروث سوشيال"، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب "هذا هو الوقت المناسب للشراء!!! DJT".
كانت الجملة قصيرة، لكنها كفيلة بإثارة زلزال في الأسواق المالية، خصوصا أنها سبقت بساعات إعلانًا مفاجئًا عن تعليق مؤقت للرسوم الجمركية الجديدة لمدة 90 يوما.
فهل كانت مجرد صدفة؟ أم أن الأمر يتجاوز ذلك نحو شبهات تلاعب متعمّد؟
ونُشرت التغريدة صباح الأربعاء، ومع حلول المساء، أعلن ترامب تعليق الرسوم على معظم الدول (باستثناء الصين).
لكن الأسواق لم تنتظر طويلًا، فقد:
واللافت أن ترامب وقّع التغريدة بالأحرف الأولى لاسمه DJT، وهو أمر غير معتاد في منشوراته، لكن هذه الأحرف تحديدًا هي رمز سهم "شركة ترامب للإعلام والتكنولوجيا" المالكة لمنصة "تروث سوشيال".
فهل كان في الأمر رسالة خفية؟تقرير غارديان أشار إلى أن سهم الشركة قفز بنسبة 22% في ذات اليوم، ما دفع كثيرين لطرح تساؤل مشروع: هل استُخدمت التغريدة للتأثير على السوق بشكل مدروس؟
إعلان انتقادات سياسية ودعوات للتحقيقما لبثت الشكوك أن تحوّلت إلى تحرّك سياسي، فقد طالب مشرعون ديمقراطيون وخبراء أخلاقيات بإجراء تحقيق رسمي.
ووصلت رسالة مشتركة من السيناتورين آدم شيف وروبن جاليجو إلى البيت الأبيض تطالب بـ"تحقيق عاجل حول احتمال استخدام معلومات داخلية"، في خطوة وصفها البعض بأنها محاولة لفتح ملف فساد محتمل في أعلى سلطة تنفيذية.
السيناتور كريس مورفي كتب عبر منصة "إكس": "فضيحة تداول داخلي تلوح في الأفق… تغريدة ترامب في الساعة 9:30 صباحا تشير إلى نيته منح أتباعه أفضلية مالية عبر معلومات خاصة".
أما إليزابيث وارن، فوصفت ما حدث بأنه "فساد واضح"، في حين طالبت ألكسندريا أوكاسيو كورتيز بالكشف عن جميع الأسهم التي اشتراها أعضاء الكونغرس في الـ24 ساعة الأخيرة، وعلّقت بقولها: "سمعت أحاديث مثيرة في الكونغرس. سنكتشف بعض الأمور قريبا. حان الوقت لحظر التداول الداخلي".
قانونيون يحذّرون.. سلوك غير أخلاقيالمثير أن الانتقادات لم تقتصر على خصوم ترامب السياسيين، فقد صرّح ريتشارد بينتر، المستشار الأخلاقي السابق في إدارة جورج بوش الابن، لـ"إن بي آر": "لا يمكن السماح للرؤساء أو كبار المسؤولين بالتعليق على السوق والتأثير عليها أثناء اتخاذهم قرارات سياسية حاسمة".
وأضاف "لو قام أي شخص من إدارة بوش بنشر منشور مماثل، لتم فصله في اليوم ذاته".
وقال بينتر "هذا السيناريو قد يعرض الرئيس لاتهامات بالتورط في التلاعب بالسوق".
وأوضح بينتر أن الحادث قد يؤدي إلى إجراء تحقيقات "حول من كان يعرف ماذا ومتى قبل أن يعلن (ترامب) أنه سيؤجل الرسوم الجمركية على جميع الدول باستثناء الصين".
ورفض متحدث باسم وزارة العدل التعليق، ولم تستجب هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية فورًا لطلب التعليق وفقا لشبكة "إن بي سي نيوز".
هذا التصريح يفتح الباب مجددًا أمام نقاش طويل حول حدود المسؤولية الأخلاقية للمسؤولين التنفيذيين، وما إذا كانت القوانين الحالية كافية لمنع استغلال النفوذ الاقتصادي.
إعلان ترامب يبرر والبيت الأبيض يحاول احتواء الأزمةحين سُئل مساء الأربعاء عن توقيت التغريدة، قال ترامب ببساطة، "كنت أفكر في الأمر خلال الأيام القليلة الماضية".
لكن مصادر من داخل البيت الأبيض وصفت القرار بأنه جزء من إستراتيجية مدروسة مسبقًا، وأكدت المتحدثة كارولين ليفيت أن ما جرى يدخل في إطار "فن الصفقة".
نشاط مشبوه آخر في الكونغرسووسط الجدل، كشفت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين عن قيامها بشراء أسهم في "آبل" و"أمازون" يومي الثالث والرابع من أبريل/نيسان الحالي، أي بعد إعلان ترامب تعريفاته الجمركية.
وبحسب غارديان، فقد ارتفعت أسهم "أمازون" بنسبة 12% و"آبل" بنسبة 15% بعد تعليق الرسوم.
فهل تزامنت عمليات الشراء تلك مع معلومات مسبقة؟ سؤال لا يقل أهمية.
وبينما يترقّب الرأي العام ما قد تكشفه التحقيقات، تبقى تغريدة ترامب "اشترِ الآن" رمزًا لأزمة أكبر تتعلق بتداخل المال والسياسة والمصالح الشخصية.
وقد أثارت التغريدة تساؤلات لا تتعلق فقط بالتلاعب بالسوق، بل بما إذا كانت الأسواق الأميركية تُدار الآن بإشارات فردية من الرئيس نفسه.
وإذا ثبت وجود تداول داخلي، فإن القضية قد تتحوّل من "جدل سياسي" إلى أزمة نزاهة تهز أركان الدولة الأميركية.