في ذكرى وفاته.. تعرف على حياة القديس المجيد النبي صموئيل
تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT
تحتفي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، بذكرى وفاه القدّيس المجيد النبيّ صموئيل.
خبر صموئيل النبيّ نجده في سفر صموئيل الأول، حسب النصّ العِبْرِي، وفي سفرِ المُلوك الأول حسب اليونانيّة السبعينية. أصل النبيّ مِنَ الرَّامة وهي قصبة من قبيلة أفرايم. أمّه حنّة، المحتفى بها في ٩ أكتوبر كانت إحدى زوجتَي المدعو ألقانا وكانت عقيمة الحشا.
تحمّلت، بألم كبير، تعيير ضرّتها كلّما انتقلت العائلة إلى شيلو المعبد، كلَّ سنة، لتقرّب أضاحيها. لكنْ سمع الله صلواتها فأنجبت مولودًا ذكرًا أسمته صموئيل الذي تفسيره “مقتنى من الله”. فلما انفطم الصبيّ جرى تكريسه للرب وأُسلم إلى عالي الكاهن، في شيلو، ليخدُم الله هناك كل أيّام حياته أمام تابوت العهد.
نما صموئيل في النعمة والقامة لدى المسيح وقد انتفع من عِشرة الكهنة والأتقياء فنشأ على شريعة موسى، ولمّا يتأثّر بالعبادات الوثنيّة التي أفسدت الشعب، يومذاك. في أزمنة الإرتداد تلك كان ظهور الله لإسرائيل قليلًا جدًّا. رغم ذلك، في إحدى الأمسيات، فيما كان صموئيل، وقد بلغ الثانية عشرة من العمر، نائمًا في الهيكل حيث اشتعل نور مشيرًا إلى حضرة المسيح سمع صوتًا يدعوه باسمه. ظنّ أنّ عالي الكاهن يناديه فذهب إليه وسأله ماذا يريد فصرفه لينام.
تكرّر النداء ففهم عالي أنّ الله يدعو الولد فقال له: متى جاءك الصوت فقل “تكلّم يا مسيح فإنّبي اسمع وما إن جاءه الصوت، مرّة أخرى، وأجاب بالكلمات التي لقّنه إيّاها عالي، حتى تكلّم الله وأعلن لصموئيل أنّه سوف يعاقب عالي وبيته بسبب السلوك الأثيم لولدَيه اللذَين كانا يستغلاّن ذبائح وتقدمات الشعب. في الصباح ألحّ عالي على صموئيل أن يطلعه عمّا كشف له المسيح فأفضى إليه صموئيل بما عنده ولم يُخفِ عنه شيئًا.
مذ ذاك أخذ المسيح يظهر لصموئيل، وكلُّ شعب إسرائيل حسبه نبيًّا وأسماه “الرائي” ووقّر كلمته ككلمة الله عينه.
وإذ استمرّ ابنا عالي في تعدّيهما غير مباليَين بتحذير أبيهما نزل بهما حكم الله. فإنّ الفلسطينيّين هزموا إسرائيل هزيمة قاسية فاستحضر العبرانيون تابوت العهد الذي استقبله رجال الحرب بالهتاف. خاف العدو لكنّه بدل أن يهرب أمام إسرائيل انقضّ عليه يأسًا. بنتيجة ذلك سقط ثلاثون ألفًا من العبرانيّين واستولى الفلسطينيّون على تابوت العهد. أحد الناجين ركض وأخبر بالكارثة في شيلو. وإذ وجد عالي الكاهن، وكان قد بلغ التسعينات، جالسًا عند عتبة بيته، أنبأه بموت ولدَيه في المعركة وأنّ تابوت العهد أخذه الفلسطينيّون غنيمة. فلما سمع عالي ذِكْر التابوت سقط إلى الوراء واندكّ عنقه فمات.
في تلك الأثناء، أدخل الفلسطينيّون التابوت إلى معبد إلههم داجون، لكنّهم اكتشفوا، في اليوم التالي، أنّ الصنم سقط أرضًا وتكسّر. وكانت يد الربّ على الفلسطينيّين وضربهم بالبواسير. بنتيجة ذلك ردّوا التابوت إلى العبرانيّين فبقي التابوت في بيت أبيناداب في بيت يعاريم عشرين سنة.
خلف صموئيل النبيّ عالي الكاهن قاضيًا لإسرائيل، أي رئيسًا يتولّى إرشاد الشعب المقهور المثقل بنير العبودية للفلسطينيّين. اهتمّ بالإصلاح الروحي وجال واعظًا حاثًّا على التوبة والعودة إلى حفظ الشريعة ونبذ عبادات البعل وعشتاروت. “ثبِّتوا قلبكم في الربّ ينجِّكم من الفلسطينيّين”. هذا كان برنامج حكومته. نظم تجمّعًا كبيرًا في المصفاة صام خلالها الإسرائيليون واعترفوا بخطيئتهم أمام الله علانية وتوسّط النبيّ لخلاصهم. حاول الفلسطينيّون التصدّي لهم فقدّم النبيّ حَمَلًا، ذبيحةَ محرقة ودعا باسمِ الرَّبِّ، وردَّ الرَّبُّ بإحداث جلبة في السماء. وإذ استبدّ الذعر بالفلسطينيّين نزلت بهم ضربة قاسية واستردّ الإسرائيليون المدن التي كانوا قد خسروها.
وإذ عاد السلام تابع صموئيل النظر في القضاء لإسرائيل في الرامة حيث أقام مذبحًا. كل سنة، كان يقوم بجولة في البلاد ليقطع في الخلافات ويحثّ الشعب على التقى وحفظ الشريعة. فلما شاخ نقل سلطاته إلى ابنَيه يوئيل وأبيّا اللذَين استقرّا في بئر السبع. لكن استبان هذان غير مستحقَّين لأبيهما، فكانا يقبلان هدايا ويلويان الحقّ. هذا حدا بشيوخ إسرائيل إلى التشكّي لدى صموئيل في الرامة وطلبوا أن يكون لهم ملك يحكمهم كبقيّة الأمم. حزن النبيّ لطلبهم لكنّه رضخ لرغبتهم بناء لأمر الله. حذّرهم، في احتفال، أنّهم بتأسيس المملكة سوف يفقدون الحرّية التي اختصّهم الربّ الإله بها حين جعلهم الشعبَ الوحيد الذي مَلِكُه ورئيسُه هو الخالق.
أُرسِل صموئيل، على هذا، إلى شاول ابن كيش من سبط بنيامين، وهو محارب مغوار يفوق كل شعبه في الهيبة والشجاعة. أخذه على حدة وسكب على رأسه زيت المسحة معلنًا أنّ الله اختاره رئيسًا لإسرائيل ومنجِّيًا له من أعدائه. وإنّ انتصارًا ساحقًا على العمونيّين أكّد، بعد ذلك بقليل، هذا الاختيار الإلهي، وأُعلن شاول ملكًا في الجلجال من الشعب كله بابتهاج. أما صموئيل فأعلن أنّه قد أتمّ ما عليه وأنّه يترك لهم ملكًا على رأسهم لينصرف، من الآن فصاعدًا، إلى الصلاة والتعليم. وقد حثّهم على الأمانة لله ومسيحه. ولكي يختم كلامه صلّى وجعل، بنعمة الله، رعدًا ومطرًا فيما كانت السماء مشعّة.
أما شاول فحارب الفلسطينيّين. وفيما كان في وضع حرج وتأخّر صموئيل عن الوصول لتعزية المحاربين الذين كانوا على وشك التراجع، قدّم الملك بنفسه ذبيحة المحرقة متجاوزًا سلطاته وخاصًّا نفسه بالوظيفة الكهنوتية. فما إن انتهى من تقدمته حتى وصل صموئيل. رفض رجل الله كل التبريرات التي قدّمها شاول وأعلن له أنّه بسبب تفرّده وعدم محافظته على شريعة الله فإنّ المُلك سوف يؤخذ منه. هذا لم يبعث شاول على التوبة بل استكبر.
وإذ أعدّ نفسه، مرة أخرى، لخوض المعركة، تجاوز الكاهن الذي استُدعي لاستطلاع ما يشاؤه الله ونزل إلى المعركة. حارب من كل جهة. حارب موآب والعمونيّين وآدوم وعمّاليق والفلسطينيّين، فنجّى إسرائيل ببسالته. غير أنّ هذه الانتصارات بقيت قابلة للعطب لأنّها قامت على قوى بشريّة. وإذ أُرسل شاول على عمّاليق بناء لأمر الله الذي تكلّم في صموئيل أحرز انتصارًا جديدًا.
لكنّه بدل أن يُحرّم كل هذا الشعب ترك الملك أجاج وخيرة البهائم له ولمّا يقدّم لله غير قطعان لا قيمة لها. أما صموئيل فتكلّم، من جديد، بصفته المفسِّر، بلا مهادنة، لمشيئة الله فأعلن أنّ هذه المعصية الجديدة هي ختم لانحطاط شاول. قال له: “هل مسرّة الربّ بالمحرقات والذبائح كما باستماع صوت الربّ. هوذا الاستماع أفضل من الذبيحة والإصغاء أفضل من شحم الكباش. لأن التمرّد كخطية العرافة والعناد كالوثن والترافيم. لأنّك رفضت كلام الربّ رفضك من المُلك” (صم الأول ١٥: ٢٢ – ٢٣). سأل شاول الصفح عبثًا، وبعدما قتل أجاج الملك بيديه عاد صموئيل إلى الرامة.
فيما كان صموئيل يبكي مصير الملك شاول أُرسل إلى بيت لحم من الله، إلى يسّى من سبط يهوذا، ومسح، سرًّا، داود الشاب ملكًا لإسرائيل. وإذ خرج روح الله من شاول استبدّ به روح خبيث وعانى طفرات جنون. في ذلك الوقت دخل داود في خدمة الملك كحاملٍ لسلاحه وهدّأ من روع شاول باللعب على القيثارة، حين كان الروح الخبيث يستبدّ به. كان محظيًّا لديه. لكنّه حين أحرز داود انتصارات باهرة وأُعجب الشعب به تحوّل ميل شاول إلى كراهية قاتلة حياله. هذا جعل داود يهرب من أمامه ويلجأ إلى الرامة، إلى صموئيل.
رقد صموئيل، بعد ذلك، ممتلئًا أيّامًا واجتمع كل شعب إسرائيل في الرامة ليندبه. بعد ذلك أُكرم صموئيل كأحد الشفعاء الكبار للعهد القديم نظير موسى وهارون. لذلك قيل في المزمور ٩٨: ٦: “موسى وهارون بين كهنته وصموئيل بين الذين يدعون باسمه. وقد دعوا الرَّبَّ فاستجاب لهم”.
ورد أنّ رفاته نُقلت من فلسطين إلى القسطنطينية زمن الأمبراطور أركاديوس، في ١٩ أيّار سنة ٤٠٦ م. أُودعت في كنيسة الحكمة المقدّسة ثمّ نُقلت إلى الكنيسة التي جُعلت على اسمه في إحدى ضواحي المدينة، في أبدومون.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط الكنيسة الكاثوليكية الفلسطینی ون م الله
إقرأ أيضاً:
حكم النقاب.. أمين الفتوى: لو كان فرضا لما منعه النبي فى الحج والعمرة
أكّد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك خلطًا كبيرًا بين مفهومي الحجاب والنقاب، مشددًا على أن الحجاب فرض شرعي مؤكد، بينما النقاب ليس فرضًا ولا واجبًا، بل هو من العادات أو المباحات التي يمكن للمرأة أن تختارها، دون أن يكون ذلك إلزامًا دينيًا.
وأوضح أمين الفتوى، في فتوى له: "الحجاب الذي يشمل تغطية الجسد كله ما عدا الوجه والكفين هو الفرض، كما هو حال ما ترتديه أغلب النساء المسلمات اليوم، أما النقاب، وهو تغطية الوجه بالكامل، فليس فرضًا شرعيًا، والدليل على ذلك من حديث النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين".
وأضاف: "سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تنتقب المرأة المحرمة"، والحديث رواه الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، وهذا دليل صريح على أن تغطية الوجه ليست فرضًا، لأن لو كان النقاب فريضة شرعية، لكان أَولى أن يُفرض في الحج، وهو أعظم عبادة، لكنه منهي عنه للمحرمة".
واستدل كذلك بحديث آخر، جاء فيه أن سيدنا الفضل بن عباس كان رديف النبي صلى الله عليه وسلم، وجاءت امرأة تسأل النبي، وكانت مكشوفة الوجه، وكان الفضل ينظر إليها، فصرف النبي وجه الفضل عنها ولم يأمر المرأة بتغطية وجهها، ما يؤكد أن كشف الوجه لم يكن مخالفة شرعية.
وأشار إلى أن جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية – في غير قول – والحنابلة في رواية، قالوا إن النقاب ليس بفرض، وأن الوجه والكفين ليسا بعورة، وبالتالي لا يجب تغطيتهما.
وتابع: "الحجاب فرضٌ بإجماع العلماء، أما النقاب فهو اختيار شخصي، ومن اختارته من باب الاحتياط أو الورع فلهن أجرهن، ومن لم تلبسه فلا إثم عليها، بشرط الالتزام بالحجاب الشرعي الكامل".
ما الوقت المناسب لارتداء البنت الحجاب؟.. الأزهر للفتوى يجيب
متى يطالب الأب والأم بناتهم بارتداء الحجاب؟.. عضو العالمي للفتوى يجيب
عباس شومان يرد بالأدلة على فتوى سعد الدين الهلالي: الحجاب فرض على المرأة
هشام ربيع: الحجاب فريضة ربانية وليس عادة اجتماعية ولا يخضع للمزاج
حدد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، 7 نقاط للإجابة عن حكم حجاب المرأة المسلمة، وهي:
1:- حِجاب المرأة فريضة عظيمة، وهو من هدي أمَّهاتنا أمَّهات المؤمنين رضي الله تعالى عنهنَّ زوجات سيِّدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
2:- فرضية الحجاب ثابتة بنصِّ القرآن الكريم، والسُّنة النَّبوية الصَّحيحة، وإجماع الأمة الإسلامية من لدن سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-إلى يومنا هذا.
3- احتشام المرأة فضيلة دعت إليها جميع الشَّرائع السَّماوية، ووافقت فطرة المرأة وإنسانيتها وحياءها.
4-حجاب المرأة لا يُمثِّل عائقًا بينها وبين تحقيق ذاتها، ونجاحها، وتميُّزها، والدعوة إليه دعوة إلى الخير.
5-لا فرق في الأهمية بين أوامر الإسلام المُتعلقة بظاهر المُسلم وباطنه؛ فكلاهما شرع من عند الله، عليه مثوبة وجزاء.
6- حِجاب المرأة خُطوة في طريقها إلى الله سُبحانه، تنال بها أجرًا، وتزداد بها قُربى، والثَّبات على الطَّاعة طاعة.
7- لا يعلم منازل العِباد عند الله إلَّا الله سُبحانه، ولا تفاضل عنده عزّ وجلّ إلا بالتقوى والعمل الصَّالح، ومَن أحسَنَ الظَّنَّ فيه سُبحانه؛ أحسَنَ العمل.
الحجاب فرض ثبت وجوبُه بنصوص قرآنيةقال مركز الأزهر العالمي الفتوي الإلكترونية: إن الحجاب فرضٌ ثبت وجوبُه بنصوص قرآنيةٍ قطعيةِ الثبوتِ والدلالة لا تقبل الاجتهاد، وليس لأحدٍ أن يخالف الأحكام الثابتة، كما أنه لا يُقبل من العامة أو غير المتخصصين - مهما كانت ثقافتهم- الخوض فيها.
واستشهد ببعض من الآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة التي نصت علىٰ أن الحجاب فرضٌ علىٰ كل النساء المسلمات، قول الله تعالى: «وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ…» [المؤمنون: 31]، وقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَحِيمًا» [الأحزاب: 59].
وأوضح أن المتأمل بإنصافٍ لقضيةِ فرضِ الحجابِ يجدُ أنه فُرض لصالح المرأة؛ فالزِّيُّ الإسلامي الذي ينبغي للمرأة أن ترتديه، هو دعوة تتماشىٰ مع الفطرة البشرية قبل أن يكون أمرًا من أوامر الدين؛ فالإسلام حين أباح للمرأة كشفَ الوجه والكفين، وأمرها بستر ما عداهما، فقد أراد أن يحفظ عليها فطرتها، ويُبقي علىٰ أنوثتها، ومكانِها في قلب الرجل.
وواصل: كذلك التزامُ المرأة بالحجاب يساعدها علىٰ أن يُعاملها المجتمع باعتبارها عقلًا ناجحًا، وفكرًا مثمرًا، وعاملَ بناءٍ في تحقيق التقدم والرقي، وليس باعتبارها جسدًا وشهوةً، خاصةً أن الله ﷻ قد أودع في المرأة جاذبيةً دافعةً وكافيةً لِلَفت نظر الرجال إليها؛ لذلك فالأليق بتكوينها الجذاب هذا أن تستر مفاتنها؛ كي لا تُعاملَ علىٰ اعتبار أنها جسدٌ أو شهوةٌ.
ولفت إلى أن الطبيعة تدعو الأنثىٰ أن تتمنع علىٰ الذكر، وأن تقيم بينه وبينها أكثرَ من حجاب ساتر، حتىٰ تظل دائمًا مطلوبةً عنده، ويظل هو يبحث عنها، ويسلك السبل المشروعة للوصول إليها؛ فإذا وصل إليها بعد شوق ومعاناة عن طريق الزواج، كانت عزيزة عليه، كريمة عنده.
وأفاد: من خلال ما سبق أن الذي فرضه الإسلام علىٰ المرأة، من ارتداء هذا الزي الذى تستر به مفاتنها عن الرجال، لم يكن إلا ليحافظ به علىٰ فطرتها.
وأهاب مركز الأزهر العالمي للفتوي الإلكترونية، بمن يروِّجون مثلَ هذه الأحكام والفتاوىٰ أن يكفُّوا ألسنتهم عن إطلاق الأحكام الشرعية دون سند أو دليل، وأن يتركوا أمر الفتوىٰ للمتخصصين من العلماء، وألا يزجّوا بأنفسهم في أمور ليسوا لها بأهل، وأن ينتبهوا لقول الله -صلى الله عليه وسلم-: «وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَـٰذَا حَلَـٰل وَهَـٰذَا حَرَام لِّتَفۡتَرُوا۟ عَلَى اللهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِینَ یَفۡتَرُونَ عَلَى اللهِ ٱلۡكَذِبَ لَا یُفۡلِحُونَ» [النحل: 116]، ولقول بعضِ السلف: «أجرؤكم علىٰ الفُتيا أجرؤكم علىٰ النار» أخرجه الدارميُّ في سننه.