عربي21:
2025-04-14@22:45:59 GMT

ترقب وقلق في انتظار إعصار ترامب!

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

لا شك أن فوز ترامب بانتخابات الرئاسة في نوفمبر الماضي للمرة الثانية والأخيرة يشكل إعصارا سياسيا في الولايات المتحدة فاجأ الكثير، وفرض على الحلفاء والخصوم التساؤل ماذا تعني عودته؟ وكيف يستعدون للتعامل مع ترامب العائد كما يفاخر للانتقام من الدولة العميقة التي أهانته واقتحمت منتجعه في فلوريدا وحاكمته وأدانته.



لذلك عمد لترشيح شخصيات تتماهى مع سعيه للانتقام من النظام السياسي نفسه، وخاصة وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي ـ ليرشح كاش باتيل ـ الهندي الأصل ومنافسه في انتخابات التصفية الحزبية للرئاسة قبل عام ـ مديرا لمكتب التحقيقات الفيدرالي لمواقفه المعادية والمناوئة لـFBI.

داخليا تثير ترشيحات ترامب لمناصب رئيسية القلق والتساؤلات، أبرزها وزير الدفاع المتطرف ومديرة الاستخبارات الوطنية والتي ستواجه المصادقة على ترشيحهما عاصفة من الانتقادات وكشف المستور عن عدم كفاءتهما وإلمامهما بأبسط دهاليز وخبايا وإدارة أكبر وزارة دفاع بأكبر ميزانية في تاريخ أمريكا والعالم، وأكبر مجمع استخبارات مكون من 18 جهاز استخبارات في العالم!
وأكثر ما يثير التساؤلات التي تهمنا هي مواقفه وتصريحاته وتهديداته وسياسته تجاه قضايانا الرئيسية: القضية الفلسطينية ـ حرب إبادة إسرائيل على غزة في شهرها السادس عشر بلا خط أفق وتحولها لحرب عبثية من أجل القتل والإبادة والتدمير والترحيل والإبادة الممنهجة.

وكان ترامب طالب نتنياهو أن يفعل ما يجب فعله وإنهاء الوضع في غزة والتوصل لصفقة تبادل الرهائن مع حماس. ثم أطلق تحذيرا ملفتا وكرره أكثر من مرة على حماس أن تطلق سراح الأسرى قبل تسلمه منصب الرئاسة وإلا سيواجه الشرق الأوسط الجحيم!! جحيم إعصار ترامب القادم. ليتندر الفلسطينيون متهكمين – عن أي جحيم يهددنا به ترامب ونحن نعيشه وفي قلبه!!

لكن الخطر الأكبر من التناغم الكبير بين ترامب ونتنياهو وحكومته اليمينية المتشددة وتفاخره بعلاقاته المميزة معه، هو أن تهود حكومة نتنياهو المتطرفة الضفة الغربية وتقضم المزيد من الأراضي وإخضاعها بالكامل بضوء أخضر من ترامب! وتوسعة المستوطنات غير الشرعية. ولا تبشّر ترشيحات وتعيينات ترامب «فريق الحلم» حسب المتطرفين، للشرق الأوسط من وزير خارجيته روبيو ومستشار الأمن الوطني النائب السابق مايك والتز ووزير دفاعه وحتى السفير الأمريكي في القدس هاكابي الذي لا يؤمن بوجود احتلال ولا مستوطنات ويسمي الضفة الغربية – يهودا والسامرة!! ومبعوثه للشرق الأوسط ستفين ويتكوف رجل العقارات اليهودي ونائبته لا تبشر بالخير ولا بالاعتدال في مقاربات ترامب مع قضايا منطقتنا!!

وأذكّر بأن ترامب من قدم تنازلات وعطاءات مجانية لإسرائيل ونتنياهو في رئاسته الأولى بالاعتراف بالقدس عاصمة إسرائيل الأبدية والموحدة، ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في ذكرى النكبة السبعين في مايو 2018!!

ومن اعترف بالجولان السوري المحتل جزءا من أراضي إسرائيل! وكفاءه نتنياهو بتسمية مستوطنة غير شرعية باسمه في الجولان المحتل! وبضغط وتحريض من نتنياهو انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي توصل إليه سلفه أوباما ودول (5+1) دائمي العضوية في مجلس الأمن وألمانيا عام 2015.

وفرض أقسى العقوبات على إيران ليرضي اليمين المتطرف الصهيوني واللوبي الأمريكي ـ الإسرائيلي والجناح اليميني في حزبه الجمهوري… وثبت أن ضرر قرار انسحاب ترامب من الاتفاق النووي وفرض أقسى العقوبات-كان كبيرا، حيث خرقت إيران الاتفاق النووي ورفعت تخصيب اليورانيوم من 3.67٪ إلى 60٪ وتقترب من عسكرة البرنامج النووي ـ وامتلاك القدرات وحتى القنبلة النووية! وسبق أن نجح نتنياهو بتحريض بوش الابن وإدارته على غزو العراق لأن سقوط النظام العراقي كما زعم حينها سيحقق الأمن والاستقرار في المنطقة! وما حدث كما أثبتت الأيام كان عكس ذلك كلياً!!

لكن يبقى القلق والخطر الحقيقي هو إذا ما كان سينجح نتنياهو باستغلال رئاسة ترامب الثانية وتحريضه على ضرب منشآت إيران النووية؟ وكان ترامب طالب نتنياهو بضرب منشآت إيران النووية في أكتوبر الماضي، انتقاما من استهداف إيران إسرائيل للمرة الثانية انتقاما لاغتيال إسرائيل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي في طهران نهاية يوليو الماضي، ولم تعترف بذلك حتى ديسمبر الماضي. واغتالت حسن نصرالله نهاية سبتمبر الماضي في الضاحية الجنوبية لبيروت، والمرشح لخلافته.

تهمنا مواقف ترامب حول الأمن الخليجي والعلاقة مع دول مجلس التعاون الخليجي. وبرغم الارتياح الخليجي من فوز وعودة ترامب خاصة وأن زيارة ترامب الأولى رئيسا للولايات المتحدة في كسر لتقليد الزيارات، كانت إلى السعودية في مايو 2017-ستفرض نفسها قضايا وملفات أمن الطاقة والتسلح ومقارباته بفرض عقوبات على إيران، والخشية من استجابة ترامب لتحريض وضغوط نتنياهو حول منشآت إيران النووية.

كعادة ترامب تسبب بعاصفة مدوية بتصريحاته المستفزة وتصرفه وكأن الولايات المتحدة يحكمها رئيسان وحكومتان. ما يغضب ويتسبب باستياء الحلفاء قبل الخصوم والأعداء.

من جهة يطالب ويضغط لضم كندا وجعلها الولاية 51!ويهدد بفرض ضرائب وزيادة الرسوم على الحليف والجار الكندي!! وهدد رئيس وزراء كندا ترودو المستقيل بالرد بالمثل! ويطالب ترامب بضم غرينلاند أكبر جزيرة في العالم تتمتع بحكم ذاتي وتخضع لسيادة الحليف دانمارك.

ويطالب باستعادة قناة بنما لمنع هيمنة الصين عليها في مبالغة مفضوحة. ويستفز المكسيك بمطالبته بتغيير اسم خليج المكسيك المعروف تاريخيا منذ مئات السنين إلى خليج أمريكا لأنه اسم أجمل ومناسب!! لترد رئيسة المكسيك الجديدة متهكمة، ومطالبة بإعادة تسمية الولايات الأمريكية التي كانت جزءا من المكسيك! وحتى أرسل مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف إلى قطر للاطلاع على مفاوضات صفقة تبادل الأسرى في غزة، في سابقة لم يقم بها رئيس قبل بدء رئاسته!

يترقب ويحبس الداخل الأمريكي المنقسم وحلفاء وخصوم الخارج أنفاسهم بانتظار إعصار ترامب وتقلبات مواقفه واستفزازاته وشطحاته غير التقليدية لرئيس من خارج المؤسسة الحاكمة، بل خصمها ومروضها!

القدس العربي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الولايات المتحدة الولايات المتحدة البيت الأبيض ترامب مقالات مقالات مقالات رياضة سياسة عالم الفن سياسة صحافة سياسة اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ترامب يمنح إيران مهلة 60 يوما لحسم الملف النووي.. هل تلجأ أمريكا للحرب حال تعثر المفاوضات؟

في ظل تصاعد التوترات العالمية واستمرار النزاعات الإقليمية، تشهد الساحة الدولية تحركات دبلوماسية مكثفة تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، الذي عاد إلى البيت الأبيض مجددا. 

وفي تطور جديد، حدد ترامب مهلة زمنية لإيران في ما يخص برنامجها النووي، بينما ظهرت إشارات إلى إمكانية تقسيم أوكرانيا في خضم تعثر المفاوضات مع موسكو. 

 تهديد عسكري حال فشل المفاوضات

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، نقلا عن أربعة مصادر مطلعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجه رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، حدد فيها مهلة زمنية تبلغ 60 يوما لتحقيق تقدم ملموس في المحادثات النووية. 

وفي حال عدم التوصل إلى نتائج إيجابية، فإن الولايات المتحدة قد تلجأ إلى رد عسكري.

وهذه المهلة تأتي تمهيدا لاجتماع دبلوماسي رفيع المستوى بين مبعوث الرئيس الأمريكي، ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الإيراني، عباس عرافجي، من المقرر عقده في سلطنة عمان، ويعد هذا اللقاء الأول من نوعه بين الطرفين منذ عودة ترامب إلى سدة الحكم. 

قلق أمريكي وإسرائيلي من النتائج 

وتبدي أطراف أمريكية وإسرائيلية تخوفا من أن تستغل إيران هذه المحادثات كغطاء للمماطلة وكسب الوقت لإعادة بناء قدراتها النووية والعسكرية.

 ونقلت «بوليتيكو» عن مسؤولين إسرائيليين حاليين وسابقين، إضافة إلى مساعدين جمهوريين ومسؤول أمريكي كبير سابق، مخاوفهم من إمكانية تقديم تنازلات لإيران قد تفضي إلى صفقة "سيئة" – حسب وصفهم – قد يقدم عليها ترامب بهدف تحقيق إنجاز دبلوماسي سريع.

إيران منفتحة على اتفاق مؤقت

في تقرير آخر لموقع «أكسيوس» الاستخباراتي الأمريكي، ورد أن طهران قد تبدي استعدادا لعقد اتفاق مؤقت بشأن برنامجها النووي، ريثما يتم التفاوض لاحقًا على اتفاق شامل.

 من جهته، أشار ويتكوف، في مقابلة مع صحيفة «وول ستريت جورنال»، إلى انفتاحه على السماح لإيران بمواصلة أنشطة نووية مدنية غير مسلحة، كجزء من الحلول المطروحة.

تصريحات أمريكية تلمّح إلى سيناريو تقسيم أوكرانيا

وفي سياق آخر مرتبط بالصراع الروسي الأوكراني، لمح الجنرال كيث كيلوج، المبعوث الأمريكي إلى روسيا، إلى سيناريو تقسيم أوكرانيا إلى مناطق نفوذ شبيهة بما حدث في برلين بعد الحرب العالمية الثانية.

 جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية، حيث أشار إلى إمكانية وجود قوات فرنسية وبريطانية في غرب أوكرانيا، مقابل تمركز القوات الروسية في الشرق، تفصل بينهما منطقة منزوعة السلاح.

كيلوج أكد أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات برية ضمن هذا السيناريو، مشيرا إلى ضرورة التوصل إلى ترتيبات تضمن التهدئة في ظل رفض موسكو المستمر لفكرة الهدنة.

وحتى لحظة إعداد التقرير، لم تصدر السلطات الأوكرانية أي تعليق رسمي بشأن هذه التصريحات.

وزير الخارجية الأمريكي: هدفنا منع إيران من امتلاك سلاح نوويحدث ليلا.. مفاجأة في أسعار الدواجن والبانيه اليوم الخميس.. ترامب: العمل العسكري ضد إيران "ممكن تماما"ترامب يحذر بوتين ويهاجم الحرب الأوكرانية

وفي تطور متزامن، أصدر الرئيس ترامب تحذيرا نادرا إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وكتب عبر منصته الرسمية: "يجب على روسيا أن تتحرك، يموت الكثير من الناس، آلاف كل أسبوع، في حرب مروعة لا معنى لها، حرب لم يكن ينبغي أن تحدث أبدا، ولم تكن لتحدث لو كنت رئيسا".

وقد ظهر بوتين مستقبلا ويتكوف في مكتبة سانت بطرسبرغ الرئاسية، في جلسة مفاوضات امتدت لأكثر من أربع ساعات. 

ووصفت وكالة «تاس» الروسية الرسمية اللقاء بأنه «مثمر»، بحسب تصريح كيريل دميترييف، المبعوث الروسي للاستثمار، الذي شارك في المحادثات.

والجدير بالذكر، أن تعيش الساحة الدولية لحظات حاسمة قد تعيد رسم خريطة التفاعلات الجيوسياسية بين القوى الكبرى، مع تصاعد مؤشرات التقارب الحذر بين واشنطن وطهران، وتلميحات غير مسبوقة بشأن مستقبل أوكرانيا. 

بينما تبقي الأطراف خياراتها مفتوحة، يبقى الترقب سيد الموقف، وسط مخاوف من انزلاق المفاوضات إلى مواجهات مفتوحة.

إيران تسعى لاتفاق نووي مؤقت خلال محادثات عمانمفاجأة .. إيران تهدد بطرد مفتشي الوكالة الطاقة الذرية ونقل اليورانيوم المخصب لمواقع سرية

مقالات مشابهة

  • رد فعل نتنياهو من استئناف مفاوضات الملف النووي الإيراني: فريسة وقعت في الفخ
  • ترامب: سنمنع إيران من السلاح النووي حتى لو بالقوة.. فيديو
  • ترامب يهدد إيران بـ رد قاسٍ إذا لم تتخل عن السعي لـالسلاح النووي
  • خبراء أميركيون يستبعدون قدرة نتنياهو على تخريب الدبلوماسية بين ترامب وإيران
  • إسرائيل تحسم موقفها من برنامج إيران النووي.. بـ4 مطالب
  • تعرف على مسار التفاوض بشأن برنامج إيران النووي منذ انسحاب ترامب
  • واشنطن بوست: وصول وفد أمريكي إلى عمان لإجراء جولة أولى من المحادثات بشأن برنامج إيران النووي
  • البيت الأبيض: جميع الخيارات مطروحة لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي
  • ترامب يمنح إيران مهلة 60 يوما لحسم الملف النووي.. هل تلجأ أمريكا للحرب حال تعثر المفاوضات؟
  • إيران: وزير الخارجية يتوجه إلى مسقط لإجراء مفاوضات النووي