قراءة في خطاب عقار .. أهمية التوقيت ومدى التعبير عن رؤية الدولة
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
ألقى نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار خطاباً مهماً للأمة السودانية مساء ” الأحد”، معبراً فيه عن رؤية متكاملة لسودان مابعد الحرب، مستعرضاً فيه كافة الجوانب السياسية والإقتصادية والعسكرية للبلاد، ورسم خارطة طريق لكيفية تأسيس الدولة السودانية على أسس جديدة بعيدة عن الكراهية، ومبنية على إدارة التنوع والاعتراف به.
النصر قاب قوسين
نائب رئيس مجلس السيادة السوداني قال في خطابه، إن مليشيا الدعم السريع تسعى لنهب ثروات السودان، مؤكدا أن السودان واجه مكائد من بعض صغار النفوس الذين انحرفوا عن مسار الثورة، مشيرا إلى أن بعض صغار النفوس رضوا بأن يخدموا أجندات خارجية لتدمير بلدهم، مؤكدا أن النصر قاب قوسين أو أدنى بعد تحرير مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، وأضاف عقار: “أقول للمتورطين في إراقة دم السودانيين ستعاملون معاملة قائدكم المتمرد حميدتي”، موضحا أن الإنتقال إلى الديمقراطية يتطلب استكمال استعادة تحرير جميع أنحاء الدولة.
الانتقال السياسي
كما أكد عقار أن الجيش السوداني لن ينحرف عن مسار الإنتقال السياسي الذي ضحى من أجله الثوار بدمائهم، لافتا إلى أن المتمردين عملوا على مخطط معد مسبقاً لتفتيت الدولة السودانية وتقسيمها، مشدداً على أن الجيش لن يسمح لأي قوة داخلية أو خارجية بالعمل على بث الفتنة والفرقة بين السودانيين، وقال إن الجيش يدرك أن السودان لا يعيش حاليا حالة مساواة ويعمل على معالجة ذلك، مضيفا “أقول لأنصار تيار الإسلام السياسي عليكم الاستفادة من تجربة حكم امتدت 30 عاما”، داعيا في الوقت نفسه إلى بدء حوار يؤسس لسودان جديد، وتابع أنه يجب البحث عن شرعية توافقية تنقل البلاد إلى شرعية دستورية، مشدداً على أن الجيش لن يقبل بأي مبادرة صلح تمس سيادة السودان، لافتا إلى أنه يجب على الأحزاب في السودان القيام بدورها وتوفيق أوضاعها.
مؤشر التوقيت
تزامن خطاب عقار مع إنتصارات الجيش ودخوله مدينة ود مدني “السبت”، مما حدا بخبراء وصفه بخطاب النصر، والذي أعلن فيه خطة الدولة لما بعد الحرب، إلى جانب إنجازات الحكومة في تحويل العملة ونجاحها في تحدى امتحانات الشهادة الثانوية، ما آثار العديد من التساؤلات حول مدى التأكد من أن الحرب انتهت أو على مشارف الإنتهاء، فإلى أي مدى يمكن أن نقرأ أن الحرب على وشك أن تضع أوزارها في السودان، وكيف يمكن القبول بالمحددات التي وضعها نائب رئيس مجلس السيادة بشأن التوافق السياسي وكيفية التأسيس لسودان مابعد الحرب؟
تحفظات على الخطاب
بعض القوى السياسية بالبلاد تحفظت على ماجاء في خطاب عقار، وأكدت أنه ليس وقت الحديث عن انجازات، وقال عدد من قيادات القوى السياسية التي فضلت عدم ذكر اسمها لـ “المحقق”: كنا نتوقع أن يركز الخطاب على الإنتصار في مدني ورفع الروح المعنوية للقوات لمزيد من تحرير المدن، واصفين الخطاب بأنه عرض حال به تعميم كبير، ملمحين إلى أن عقار ليس هو المسؤول الذي يتحدث عن رؤية الدولة، واعتبروا عقار في النهاية يمثل جهة، وأن ذلك قد يشكل حساسية مع باقي القوى الأخرى بالبلاد.
رؤية الدولة
من جانبه رأى الأمين السياسي للحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل معتز الفحل أن خطاب عقار جاء معقولاً يعبر عن رؤية الدولة السودانية. وقال الفحل لـ “المحقق” إننا في الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل نتمسك بالتحول المدني الديمقراطي، وبالمحاسبة لكل من ارتكب جريمة وساهم في تشريد وتعذيب الشعب السوداني، مضيفا أنه يجب أن تأخذ العدالة مجراها، داعيا إلى عدم الإقصاء، وقال إننا كحزب مع صوت التسامح والترفع عن الصغائر، ونرى أن كل من له انتماء وطني حقيقي من حقه أن يكون موجودا في المعادلة السياسية بالبلاد، ورأى الفحل أن الخطاب جاء في زمن مناسب، وعبر عن انجازات الحكومة في ظل الحرب وتصدي الحكومة للأزمات في هذا الزمن الصعب، وقال إن تحرير مدني هو بارقة أمل كبيرة تؤكد على مسيرة الجيش والتحام الشعب معه في معركة وطنية حقيقية، مؤكدا أن الرؤية التي طرحها عقار هي رؤية الدولة وأنه مشروع متفق عليه، وقال نتفق مع ضرورة التمسك بالتحول الديمقراطي ووحدة السودان، وحيا الفحل مالك عقار، وقال إنه لديه رصيد نضالي في السودان كرئيس للحركة الشعبية لتحرير السودان وأنه تحمل الكثير من التحديات والأعباء مع الصف الوطني.
متفق عليه
بدوره أكد الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مكي المغربي أن هنالك نقاط متفق عليها، وأنه لم يعد هنالك قرار فردي مطلقا. وقال المغربي لـ “المحقق” لا أعتبر أن عقار لديه رؤية والبرهان لديه رؤية وأي من قيادات الدولة لديه رؤية مختلفة، مضيفا مايحدث من اختلاف في مستوى التعبير بين الحدة والوضوح وإغلاق الأبواب، والآخرون الذين يتحدثون بلسان سياسي أكثر اعتدالا، كله يخرج من تصور واحد ومطبخ واحد، معربا عن اعتقاده أن عقار يعبر تماما عما هو متفق عليه، وقال حتى اشارات عقار النقدية لما يوصف بالإسلام السياسي هي رسائل بها مناصحة وتأكيد على عدم قدرة أي فصيل على اختطاف الشأن السوداني، مضيفا أنها رسائل مطلوبة للخارج أكثر من كونها للداخل، لأن الداخل محسوم تماما والتصور فيه واضح، معتبرا أن خطاب عقار يمثل الدولة ومتسق عما تفعله تماما.
القاهرة – المحقق- صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: رؤیة الدولة خطاب عقار عن رؤیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
مالك عقار: لن نقبل أي مبادرة تعيد متمردي الدعم السريع
قال مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إن "النصر قاب قوسين أو أدنى"، مشددا على عدم قبول أي مبادرة صلح تمس سيادة بلاده.
وفي خطاب لعقار بعد يوم من استعادة الجيش السوداني السيطرة على مدينة ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة من قوات الدعم السريع، على اقتراب تحقيق "النصر"، مؤكدا أن الانتقال إلى الديمقراطية يتطلب استكمال استعادة تحرير جميع أنحاء الدولة.
وأكد عقار أنه "لن نقبل بأي مبادرة صلح تعيد المتمردين إلى المشهد السياسي"، مضيفا "لن نقبل بأي مبادرة صلح تمس سيادة السودان".
وهاجم نائب رئيس مجلس السيادة السوداني قوات الدعم السريع، واتهمها بالسعي لنهب ثروات السودان، ووجّه خطابه لمن وصفهم بـ"المتورطين في إراقة دم السودانيين"، قائلا "ستعاملون معاملة قائدكم المتمرد حميدتي"، في إشارة إلى قائد هذه القوات محمد حمدان دقلو.
كما اتهم من وصفهم بـ"المتمردين" بالعمل على مخطط معد مسبقا في الخارج لتفتيت الدولة وتقسيم السودان، مشددا على أن مجلس السيادة لن يسمح لأي قوة داخلية أو خارجية بالعمل على بث الفتنة والفرقة بين السودانيين.
"سودان جديد"
وأضاف عقار أن السودان واجه مكائد من بعض من سماهم "صغار النفوس"، الذين انحرفوا عن مسار الثورة، مشيرا إلى أن هؤلاء رضوا بأن يخدموا أجندات خارجية لتدمير بلدهم.
إعلانوفي حين أقرّ عقار بأن السودان لا يعيش حاليا حالة مساواة، فقد أكد العمل على معالجة ذلك، ودعا إلى بدء حوار يؤسس لسودان جديد، مشددا على أن "السودان الذي نحبه ونحلم به قادم لا محالة".
وقال نائب رئيس مجلس السيادة السوداني إن على الأحزاب القيام بدورها وتوفيق أوضاعها، كما دعا للبحث عن شرعية توافقية تنقل البلاد إلى شرعية دستورية، مؤكدا على عدم الانحراف عن مسار الانتقال السياسي الذي ضحى من أجله الثوار بدمائهم.
وكان الجيش السوداني استعاد السيطرة أمس على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة وسط البلاد.
وأوضح مصدر بالجيش أن استعادة السيطرة على هذه المدينة جاءت بعد معارك محتدمة مع قوات الدعم السريع حول مقرّ الفرقة الأولى في المدينة.
ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023 يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل، وتسببت الحرب بأكبر أزمة نزوح في العالم وبأزمة إنسانية كبيرة وفق الأمم المتحدة التي تقدر أن أكثر من 30 مليون سوداني، أكثر من نصفهم من الأطفال، بحاجة إلى المساعدة بعد 20 شهرا من الحرب.