ربورطاج: ملجأ في غزة "أشبه بالقبر" للاحتماء من البرد والحرب
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
في مواجهة البرد والمطر في الشتاء، خطرت لرب العائلة الفلسطيني تيسير عبيد الذي لجأ مع أسرته إلى دير البلح وسط قطاع غزة، فكرة الحفر في الأرض.
حفر الرجل في التربة الطينية في المخيم الذي نزحت إليه عائلته بسبب الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، حفرة مربعة بعمق مترين تقريبا، غطاها بقماش مشمع مشدود فوق إطار خشبي.
يقول رب الأسرة « من الضيق فكرت أن أحفر في التراب حتى أتوسع ».
ويضيف تيسير من داخل الملجأ المرتجل، فيما أطفاله يلعبون على أرجوحة صغيرة ثبتها على لوح يشكل إطارا للقماش المشمع، « بالفعل حفرت تسعين سنتم وشعرت بتوسع نوعا ما ».
وتابع « ثم فكرت أن أعمق الحفرة، وبالفعل عمقت الحفرة ونزلت إلى متر وثمانين سنتم، وكانت الأمور نوعا ما مريحة ».
وأضاف « لو كان لدي خيارات غير ذلك لما كنت أعيش في حفرة أو جورة أشبه بالقبر ».
وملأ أكياس طحين قديمة بالرمل وكد سها على المدخل لمنع تسرب الوحل إلى الداخل.
وقال « غير التعب والوقت والجهد الذي تطلبه مني وانا أحفر، قضيت فترة أحاول إقناع أولادي وعائلتي أن يتعايشوا فيه، طبعا ليس لدينا خيار أفضل من ذلك ».
حفر رب الأسرة بعض الدرجات في الأرض للنزول إلى الملجأ، وأقام ما يشبه مدخنة يحرق فيها بعض الأوراق أو الكرتون على أمل تدفئة الجو قليلا، بدون أن ينجح في ذلك حقا.
أمام الموقد، يفرك الأطفال أيديهم محاولين إيجاد بعض الدفء.
ويأمل عبيد أيضا في توفير حماية أفضل من الغارات الإسرائيلية لعائلته التي فرت من القتال في شمال قطاع غزة، لكنه يخشى ألا يصمد الملجأ أمام غارة قريبة، ويقول « لو وقع انفجار حولنا وانهالت التربة، بدل أن يصير مأوى لي، سيصبح قبرا لي ».
ونزح تقريبا جميع سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة بسبب الحرب التي اندلعت في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية.
وأشار مركز الأقمار الاصطناعية التابع للأمم المتحدة في سبتمبر 2024 إلى أن 66% من مباني القطاع تضررت.
وهربا من القتال والقصف الإسرائيلي، اضطر الكثير من المدنيين للجوء إلى مخيمات مكتظة، معظمها في وسط غزة وجنوبها.
وفي القطاع الذي تفرض عليه إسرائيل حصارا مطبقا، باتت مواد البناء نادرة، ويضطر النازحون إلى استخدام ما يتاح لهم لارتجال ملاجئ موقتة وسط ظروف صحية كارثية.
وأشارت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الخميس إلى أن ثمانية أطفال حديثي الولادة قضوا بسبب انخفاض حرارة اجسامهم فيما توفي 74 طفلا منذ بداية هذا العام بسبب « ظروف الشتاء القاسية ».
وقالت المتحدثة باسم الأونروا لويز واتريدج « نبدأ هذا العام الجديد بأهوال العام الماضي نفسها. ليس هناك أي تقدم ولا أي عزاء. الأطفال يموتون بردا ».
قتل 46565 فلسطينيا معظمهم مدنيون منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وفق بيانات وزارة الصحة التابعة لحماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وفي الجانب الإسرائيلي أسفر هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل 1208 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
كلمات دلالية الاعتداء الإسرائيلي البرد روبورطاج غزة
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الاعتداء الإسرائيلي البرد روبورطاج غزة
إقرأ أيضاً:
رغم الاستغاثة.. وفاة طفلين بسبب البرد في سيارة بـ"ديترويت" الأمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توفي طفلان عاشا في سيارة خارج نادي للقمار بمدينة ديترويت في ولاية ميشيجان الأمريكية، على الأرجح بسبب البرد، بعد أن عاشا في المركبة مع عائلتهما بضعة أشهر، حيث كانوا يتنقلون كلما أمكن ذلك.
كانت والدتهما قد اتصلت برئاسة البلدية في 25 نوفمبر، طالبة المساعدة في الحصول على مسكن، لكن لم يتم التوصل إلى أي حل، حسبما قال عمدة المدينة مايك دوجان.
والطفلان ولد عمره 9 سنوات، وبنت تبلغ من العمر سنتين، وتوفيا نتيجة تعرضهما للبرد بسيارة في مرآب للسيارات قرب نادي القمار، بحسب سكاي نيوز.
وهناك 3 أطفال آخرين واثنان من البالغين، بما في ذلك والدتهم، يقيمون داخل السيارة في درجات حرارة تحت الصفر.
وأضاف المسؤول المحلي: "لسبب ما لم يتم اعتبار هذا الأمر حالة طارئة تستدعي زيارة أحد العاملين في مجال التوعية للأسرة، بقدر ما تمكنا من تحديده حتى الآن فإن الأسرة لم تتصل مرة أخرى للحصول على الخدمة".
وتحدث دوجان ورئيس الشرطة المؤقت تود بيتيسون إلى الصحفيين في مؤتمر صحفي غلبت عليه أجواء الحزن.
وامتنع بيتيسون عن الكشف عن كل ما توصل إليه المحققون، وقال إن العائلة كانت تعيش في السيارة لمدة تتراوح بين شهرين إلى 3 أشهر، وكانت أحيانا تختار ركن السيارة عند أندية القمار بسبب الأمان والوصول إلى الحمامات.
وأضاف أن السيارة توقفت عن العمل في الليل، ولم تتمكن من توفير حرارة لتدفئة مرتاديها.