حرائق أمريكا والجحيم الموعود!
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
-بينما ينتظر العالم وعيد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترمب الذي لم يعد يفصله عن العودة مجدداً إلى البيت الأبيض سوى بضعة أيام وجحيمه الموعود في «الشرق الأوسط» في حال حان يوم تنصيبه قبل إطلاق سراح الأسرى الصهاينة لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، فوجئ سكان مدينة “لوس أنجلوس الأمريكية”، يوم الأربعاء الماضي بسماء يغطيها اللون الأحمر، والدخان الكثيف، بفعل جحيم الحرائق التي أسفرت عن مقتل الكثيرين والتهمت عشرات الآلاف من المنازل والمنشآت والمرافق العامة والخاصة وراحت تمتد بصورة سريعة ومرعبة إلى نيويورك ومناطق أخرى وسط عجز وارتباك السلطات وأجهزة الدفاع المدني في مواجهة الكارثة.
-ترمب بطبيعة الحال يقصد بإشعال الجحيم الذي تحدث عنه مرارا في قطاع غزة الذي يعيش منذ خمسة عشر شهرا جحيما مصطنعا غير مسبوق في تاريخ المواجهات العسكرية على كوكب الأرض ولم يعد سكانه يكترثون كثيرا بالتهديدات التي يطلقها ترمب وفريقه المتطرف خصوصا وأن جرائم الكيان الصهيوني إنما هي بسلاح وأموال وتنفيذ أمريكي خالص.
-ما بين الحرائق الطبيعية المتواصلة وخسائرها المادية الضخمة في بلاد القوة والإمكانيات المادية الهائلة وما بين جحيم ترمب تظهر كثير من الرسائل الربانية والدلالات والدروس التي على الساسة الأمريكيين استيعابها جيدا وإعادة صياغة مواقفهم إزاء كثير من الأحداث في العالم وفي طليعتها الجريمة الأمريكية المستمرة بحق نساء وأطفال قطاع غزة.
-ذهب كثير من السياسيين والمتابعين ورواد مواقع التواصل إلى إجراء مقارنات واقعية بين الصور المباشرة لما خلفته حرائق كاليفورنيا ونيويورك ومناطق امريكية أخرى من دمار وخراب وبين أحياء ومنازل السكان الفلسطينيين في غزة المدمرة بصواريخ وقنابل واشنطن لتكون عدالة السماء حاضرة في هذه المقارنة.
-في قطاع غزة، حيث يستشهد الأطفال والنساء والشيوخ بالآلاف ، وحيث يتكدس السكان في خيام ممزقة بلا أغطية في شتاء قارس وحيث لا وجود لغذاء أو دواء أو تدفئة صار الناس يهتفون بالفم المليان رغم آلامهم وجراحاتهم بأن جحيم ترمب لن يخيفهم ولن يختلف كثيرا عن الجحيم المتواصل منذ 15 شهرا وهو الذي لا ولم يزعج أو يؤثر في ضمير الأمريكي ومعه كثير من البلدان المتشدقة بالإنسانية والحضارة والمدنية وكثير من أبناء الأمة العربية المتطلعة إلى كسب ود ورضاء واستحسان سيد البيت الأبيض الجديد القديم.
-بلغت الغطرسة والهيمنة الأمريكية الصهيونية ذروتها ولم يعد يرضيها أن تعمل في سياسة المجاملات وحفظ ماء الوجه وووفق سياسة الضرب من تحت الحزام يقابلها واقع عربي بات تواقا إلى العبودية والرضوخ والهوان لتأتي الرسائل الربانية على هيئة حرائق وصفها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن بأنها أشد من القنابل النووية وخسائرها قد تتجاوز المائة والخمسين مليار دولار والكثير من العجز والفشل والخلافات بين أجهزة الدفاع المدني وسلطات الولايات ولعلهم يرجعون.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السياسة الأمريكية والترسيخ لـ"شريعة الغاب"
في الوقت الذي تدفع فيه دولنا العربية لإرساء دعائم السلام في المنطقة، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل على إشعال فتيل الحرب مرة أخرى، رافعين راية الاستعمار والعربدة، وهو ما تكشف عنه تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كل موقف تتيح له الفرصة فيه للتأكيد على مطامعه الاستعمارية.
ولقد عاد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من أمريكا مغترًّا بالدعم الأمريكي ومُنتشيًا بخطة ترامب حول "تملُّك" قطاع غزة وتهجير سكانه؛ ليُهدِّد بالعودة إلى العدوان على غزة، إذا لم تُفرج حركة حماس عن الأسرى بحلول ظهر يوم السبت المقبل؛ وذلك بعدما أعلنت المقاومة تأجيل موعد تسليم الأسرى بسبب الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاقية وقف إطلاق النار وعدم جدية الوسيط الأمريكي بعد تصريحات ترامب الأخيرة.
كل الشواهد تقول إنَّ دول المنطقة وفي القلب منها الوسيطان: مصر وقطر يعملان على الوقف الدائم لهذه الحرب، وفي المقابل يعمل ترامب ونتنياهو على تأجيج نار الحرب؛ إذ لم يكفِهم 15 شهرًا من الإبادة التي أسفرت عن قرابة 50 ألف شهيد وأكثر من 100 ألف مصاب.
وعجبًا يقول الرئيس الأمريكي إنه سيسيطر على قطاع غزة بموجب "السُلطة الأمريكية"، فأيُ قانون هذا وأيُ سلطة تُبيح لدولة أن تستعمر دولة أخرى يعيش على أرضها الملايين الذين بذلوا من دمائهم منذ عام 1948 وحتى الآن في سبيل تحريرها من الاحتلال؟.. إنها شريعة الغاب وسُلطة اللاقانون الترامبية!!