الثورة نت:
2025-04-17@16:55:50 GMT

مؤمنون بلا حدود

تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT

مؤمنون بلا حدود

الثورة

عن مؤسسة «مؤمنون بلا حدود» للدراسات والأبحاث والنشر في بيروت، صدر حديثا كتاب جديد في الفلسفة الوجودية، للباحث العراقي أوس حسن. يتكون الكتاب من مئتي صفحة من القطع المتوسط، امتدت على تسعة فصول مع مقدمة وخاتمة، وقد أفرد الباحث فصلا لكل فيلسوف من أعلام الفلسفة الوجودية، مع تأكيده مفهوم المعنى عند هؤلاء الفلاسفة، إضافة لفصل يتضمن مفاهيم عن السيكولوجية الوجودية وكيفية العلاج الوجودي بالمعنى من خلال أهم مقولات الوجود.


يقول أوس حسن في مقدمة الكتاب: «إن العديد من الأفراد يعيشون حياتهم وفقاً لمبدأ التوازن مع العالم، ويحاولون قدر الإمكان تجنب الألم والحصول على اللذة قدر المستطاع. أما الوجودية، فلا ترى أن هناك هدفا للإنسان يتمثل في السعادة، بل ترى أن الإنسان موجود ليعطي معنى لهذا العالم، من خلال وجوده في قلب التوتر؛ فالإنسان هو القيمة العليا للوجود، وهو محكوم بالاختيار والقرار حتى في أقسى الظروف وأشدها تحطيما. لذا، فالوجودية هي فلسفة الإنسان الشجاع؛ لأنها تحتم عليه أن يدخل في دوامة الألم والرعب، وأن يكون واعياً بانفعالاته الأصيلة، وبإرادته المتحفزة من قلب الخطر. ويرى الكاتب أنه قد ترسخ لسنوات طويلة انطباع خاطئ في أذهان الناس عن الوجودية، بوصفها فلسفة الإحباط والتشاؤم، التي قد تقود إلى الانتحار أو الجنون أو الانحراف الأخلاقي. لكن علينا أن نفرق بين الوجودية كمنهج يساعد الإنسان في الولوج إلى مسارات غير مكتشفة في الحياة ، وأدواتها أو آلياتها التي اتجهت إلى تحليل معاناة الكائن الإنساني وتفسير ما يعتريه من مشاعر جوانية كالاغتراب، والألم، واليأس، والقلق، وهذا هو الخلط الذي لم ينتبه إليه الكثير من النقاد والقراء.
كذلك فالطب النفسي ينظر إلى حالات الاكتئاب والعزلة والقلق، بوصفها أمراضا نفسية ينبغي التعاطي معها علاجيا بالأدوية، أو إزالة واقعها من منظور الفرد.
لكن السيكولوجية الوجودية ترى في تلك الانفعالات مشاعر استثنائية تسم الوجود الإنساني بالأصالة، أو حالات روحية باطنية في بعض الأحيان، إذا ما تنبه لها الفرد وكان واعيا بذاته، لذلك فالإنسان يستطيع أن يجد معنى في المعاناة، وأن يتحمل مسؤولية آلامه بروح شجاعة.
يقول دوستويفسكي: «يوجد شيء واحد فقط يروعني، وهو ألا أكون جديرا بآلامي».
يتطرق حسن أيضا إلى مفهومي العدم والغياب ودور كل منهما في تشكيل كينونتنا، بل والوجود برمته، وكيف يمكن لهذين المفهومين أن يضيفا معاني مبهمة وساحرة في حياتنا اليومية، وأن يحفزا المخيلة على الإبداع والخلق.
وحول مشكلة المعنى في عصرنا الحديث يذهب الباحث إلى أن عصرنا الراهن يتسم باللايقين وانعدام المعنى، فالعالم يتلاشى من حولنا والوجود يختفي ما إن نمسك به،
وعليه فإن أزمة الفلسفة الحقيقية هي أزمة الوجود الإنساني على هذه الأرض، فغياب الإنسان يعني غياب العالم، ومن هنا يمكننا القول إنَ الفلسفة الوجودية هي فطرة الوعي البشري، منذ أن وجد إنسان الحضارات الأولى، ومنذ أن اخترع البشر الكتابة، فالألم والحزن والاغتراب والغياب والفقدان، ليست مجرد مفاهيم مجردة، وإنما حالات وجودية ثابتة في النفس البشرية لها فاعليتها وتأثيرها في العالم الموضوعي وفي الحدث الزماني، وقد رافقت الإنسان في الماضي، وما زالت ترافقه في الحاضر، وستبقى مستمرة معه في المستقبل. فمهما تخلخلت وتغيرت المعاني والحقائق تبقى هذه الحالات الوجودية التي ذكرناها هي الأكثر قدرة على الثبات والرسوخ في الكينونة، وعلاقتها مع الزمان من حيث هي صراع وبحث دؤوب عن المعنى. وهذا المعنى لا ينبثق إلا من فجوة يتركها العدم في فراغ الوجود، أو من أثر يخلّفه الغياب إلى الأبد.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

منظمة أطباء بلا حدود: غزة أصبحت «مقبرة جماعية» للفلسطينيين والعاملين بالمجال الإنساني

نشرت منظمة أطباء بلا حدود تقريرًا جديدًا اليوم الأربعاء، أكدت فيه “أن قطاع غزة، الذي يشهد هجومًا إسرائيليًا واسعًا منذ أكثر من 18 شهرًا، تحول إلى “مقبرة جماعية” للفلسطينيين ولمن يساعدهم”.

وأشارت المنظمة إلى “أن الهجمات الإسرائيلية المستمرة، سواء جوًا أو برًا أو بحرًا، تتسبب في تهجير السكان قسرًا ومنع وصول المساعدات الأساسية بشكل متعمد، مما يؤدي إلى تدمير حياة الفلسطينيين بشكل ممنهج”. كما تطرقت المنظمة إلى “استهداف العاملين في المجال الإنساني والطبي، حيث أظهرت سلسلة من الهجمات “استخفافًا صارخًا” بحياتهم وسلامتهم’.

بدةرها، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة، أماند بازيرول، قالت: “لقد تحولت غزة إلى مقبرة جماعية للفلسطينيين ولمن يساعدهم”، مؤكدة أن “الاستجابة الإنسانية تعاني بشدة تحت وطأة انعدام الأمن ونقص الإمدادات”. وأضافت “أن العاملين في المجال الإنساني يواجهون تحديات كبيرة في تقديم المساعدات وسط بيئة مليئة بالمخاطر”.

التقرير ذكر أيضًا “مقتل ما لا يقل عن 409 من عمال الإغاثة منذ أكتوبر 2023، بالإضافة إلى مقتل 11 من موظفي منظمة أطباء بلا حدود، بينهم اثنان خلال الأسبوعين الماضيين فقط، وفي آخر الهجمات، تم العثور على جثث 15 مسعفًا وسيارات إسعاف في مقبرة جماعية في رفح جنوب القطاع”.

كما نوه التقرير إلى أن “نقص الوقود في غزة يهدد بتعليق الأنشطة الحيوية في المستشفيات، التي تعتمد على المولدات الكهربائية لإبقاء المرضى في حالة مستقرة، ما يعرض العديد من الأرواح للخطر”.

وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود “عن مطالبتها بضرورة رفع الحصار فورًا عن غزة، وحماية العاملين في المجال الإنساني والطبي”، داعية جميع الأطراف إلى “استعادة وقف إطلاق النار والحفاظ عليه لحماية أرواح المدنيين والعاملين في الإغاثة”.

مقالات مشابهة

  • رئيس اللجنة الرئاسية العليا لشؤون الكنائس في فلسطين يلتقي بممثليها في بيت لحم
  • “قدرات بلا حدود”.. احتفالية رائعة في حب ذوي الهمم
  • «أطباء بلا حدود»: «إسرائيل» حوّلت غزة إلى مقبرة جماعية
  • صحيفة: واشنطن تنوي مطالبة أكثر من 70 دولة بمنع الصين من الوجود بأراضيها
  • عباس يستقبل المدير التنفيذي لمنظمة “كنائس من أجل السلام في الشرق الأوسط”
  • منظمة أطباء بلا حدود: غزة أصبحت «مقبرة جماعية» للفلسطينيين والعاملين بالمجال الإنساني
  • أطباء بلا حدود: غزة تحولت إلى مقبرة
  • أطباء بلا حدود: غزة أصبحت "مقبرة جماعية" للفلسطينيين ومن يساعدونهم
  • عاجل:- الجيش الأميركي يخطط لخفض قواته في سوريا إلى النصف
  • تعليق من البنتاغون بشأن تقليص الوجود العسكري الأمريكي في سوريا