كانت شركة AMD لاعباً مهماً في مجال أشباه الموصلات لسنوات، حيث صممت رقائق لكل شيء من أجهزة الكمبيوتر إلى مراكز البيانات، وفي حين تلقت العديد من أسهم أشباه الموصلات الأخرى ارتفاعاً لطيفاً في سعر سهمها بفضل الذكاء الاصطناعي، إلا أن AMD تخلفت حتى الآن عن الركب.
فقد انخفض سعر سهم الشركة بنحو 8% على مدى السنوات الثلاث الماضية، في حين ارتفعت منافستها Nvidia بنسبة تزيد عن 414%، حتى وقت كتابة هذه السطور.
هل يعني تراجع AMD، بالإضافة إلى مكانتها المتنامية في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي، أن السهم يستحق الشراء الآن؟ دعونا نلقي نظرة فاحصة ونرى ما إذا كانت الإجابة تقدم نفسها.
وفقاً لبعض المقاييس، فإن أداء AMD جيد، ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 18% في الربع الثالث (انتهى في 28 سبتمبر)، وارتفعت أرباح السهم وفقًا للمبادئ المحاسبية المقبولة عمومًا (GAAP) بنسبة 161% إلى 0.47 دولار.
تلعب AMD دورًا ثانويًا بعد وحدات معالجة الرسوميات القوية من Nvidia، لكن معالجاتها لا تزال تحظى بشعبية كافية لتوليد مبيعات كبيرة، ارتفعت إيرادات مراكز البيانات الخاصة بشركة AMD بنسبة 122% على أساس سنوي إلى 3.5 مليار دولار في الربع الأخير، وتقدر الإدارة أن مبيعات مراكز البيانات للعام بأكمله ستتجاوز 5 مليارات دولار.
ينمو قطاع مراكز البيانات الخاص بشركة AMD بسرعة حيث تستثمر الشركات أكوامًا من النقود في بناء مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدمًا. يعتقد الرئيس التنفيذي لشركة Nvidia، جينسن هوانج، أن الشركات ستنفق 2 تريليون دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة. في حين تستفيد AMD بوضوح من اتجاه الذكاء الاصطناعي هذا، إلا أنها تقل كثيرًا عن موقف Nvidia.
تمتلك Nvidia ما يقدر بنحو 70% إلى 95% من سوق مسرعات الذكاء الاصطناعي، ولا تملك AMD فرصة كبيرة لتقليص هذه الصدارة. حتى مع مكاسب مبيعات مراكز البيانات الرائعة، ستظل AMD في مرآة الرؤية الخلفية لشركة Nvidia لبعض الوقت، مما يجعل قضية شراء أسهمها أقل إقناعًا من امتلاك Nvidia.
تباطؤ القطاعات بسعر مميز
تمتلك AMD أربعة قطاعات أعمال، اثنان منها في طور النمو (الذكاء الاصطناعي والمعالجات للعملاء)، واثنان لا ينموان (الألعاب والمعالجات المدمجة). انخفضت إيرادات الألعاب بنسبة 69٪ على أساس سنوي في الربع الثالث إلى 462 مليون دولار، وتراجعت مبيعات الأجهزة المدمجة بنسبة 25٪ إلى 927 مليون دولار.
في حين أن الذكاء الاصطناعي هو بوضوح عامل الجذب الرئيسي للعديد من المستثمرين المحتملين في AMD، فليس من الرائع أن نرى نصف قطاعات إيرادات الشركة تعاني من انخفاض الإيرادات.
ضربة أخرى ضد AMD هي أن أسهمها باهظة الثمن. تبلغ نسبة السعر إلى الأرباح 112، مقارنة بـ 55 لشركة إنفيديا وحوالي 30 لمؤشر ستاندرد آند بورز 500.
سوق الذكاء الاصطناعي مليء بالأسهم باهظة الثمن في الوقت الحالي، ويرجع ذلك في الغالب إلى مكاسب أسعار أسهمها السريعة الأخيرة. لكن AMD، للأسف، لم تشارك في تلك المكاسب. إذا كنت ستدفع علاوة على سهم، فيجب أن يكون لديه بعض المزايا التكنولوجية المهمة على منافسيه أو مكانة رائدة في سوقه. لا تمتلك AMD أيًا منهما.
من الأفضل عدم الاستثمار في هذا الأمر
أتفهم سبب وجود AMD على قائمة العديد من المستثمرين في مجال التكنولوجيا للشراء المحتمل. من الواضح أنها تستفيد من اندفاع الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من قبل بعض عملائها. لكنني لا أعتقد أن سهمها شراء جيد الآن لأن AMD لا يبدو أن لديها فرصة لتولي زمام المبادرة في معالجة الذكاء الاصطناعي.
تتخلف الشركة كثيرًا عن Nvidia في حصة سوق معالجة الذكاء الاصطناعي ويتم تداول أسهمها بعلاوة كبيرة. لذلك، ربما يكون من الأفضل وضع هذا السهم في قائمة المراقبة الخاصة بك الآن لمعرفة ما إذا كان وضعه سيتحسن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أشباه الموصلات الذكاء الاصطناعي مراكز البيانات الذکاء الاصطناعی مراکز البیانات فی حین
إقرأ أيضاً:
دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت
كشفت دراسة حديثة، نُشرت على خادم الأبحاث الأولية arXiv التابع لجامعة كورنيل، عن الانتشار الواسع للمحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي على الإنترنت، مما يثير مخاوف بشأن تأثيره على جودة المعلومات التي نتعرض لها يوميًا.
ووفقًا للتحليل الذي شمل أكثر من 300 مليون وثيقة، بما في ذلك شكاوى المستهلكين، البيانات الصحفية للشركات، إعلانات الوظائف، والبيانات الإعلامية الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى شهد قفزة كبيرة منذ إطلاق ChatGPT .
ووفقاً لموقع "FASTCOMPANY" أوضح الباحث ياوهوي زانغ، من جامعة ستانفورد وأحد مؤلفي الدراسة، أن الفريق أراد قياس مدى استخدام الأفراد لهذه الأدوات، وكانت النتيجة مفاجئة. فقبل إطلاق ChatGPT، كانت نسبة المحتوى الذي يُشتبه في أنه أُنشئ بمساعدة الذكاء الاصطناعي لا تتجاوز 1.5%، لكنها ارتفعت بسرعة بعشرة أضعاف بعد انتشار الأداة، خاصة في شكاوى المستهلكين والبيانات الصحفية.
اقرأ أيضاً.. كارل.. ذكاء اصطناعي يكتب أبحاثاً معترف بها
استخدمت الدراسة بيانات من شكاوى المستهلكين المقدمة إلى مكتب حماية المستهلك المالي CFPB قبل حله من قبل إدارة ترامب، لتحليل انتشار المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي في مختلف الولايات الأميركية.
أخبار ذات صلة
وأظهرت النتائج أن ولايات أركنساس، ميزوري، وداكوتا الشمالية كانت الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي، حيث تم رصد أدلة على ذلك في ربع الشكاوى تقريبًا. في المقابل، كانت ولايات فيرمونت، أيداهو، وويست فرجينيا الأقل اعتمادًا عليه، حيث أظهرت البيانات أن ما بين 5% إلى 2.5% فقط من الشكاوى تضمنت إشارات لاستخدام الذكاء الاصطناعي.
على عكس أدوات الكشف التقليدية، طور فريق البحث نموذجًا إحصائيًا جديدًا لتحديد المحتوى الذي يُرجح أنه أُنشئ بالذكاء الاصطناعي. اعتمد هذا النموذج على تحليل أنماط اللغة، وتوزيع الكلمات، والبنية النصية، حيث تمت مقارنة النصوص المكتوبة قبل ظهور ChatGPT مع تلك المعروفة بأنها مُعدلة أو منشأة بواسطة النماذج اللغوية الضخمة. وكانت نسبة الخطأ في التنبؤ أقل من 3.3%، مما يعزز دقة النتائج.
في ظل هذا الانتشار الواسع، يعبر زانغ وفريقه عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي قد يُقيد الإبداع البشري، حيث أصبحت العديد من أنواع المحتوى - من الشكاوى الاستهلاكية إلى البيانات الصحفية - تعتمد بشكل متزايد على النماذج التوليدية بدلًا من الأسلوب البشري التقليدي.
اقرأ أيضاً.. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟
ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، يتزايد الجدل حول مدى تأثيرها على جودة المعلومات، ومدى قدرتها على استبدال الإبداع البشري بنصوص مصممة وفق خوارزميات، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المحتوى على الإنترنت.
إسلام العبادي(الاتحاد)