مع دخولنا عام 2025م، يقف العالم على مفترق طرق، يحمل في طياته مشاعر مختلطة بين الأمل والحزن. فقد مرَّ عام 2024م بخسارة لا تعوض، فقد فقدنا رجلًا من أعظم رجال التاريخ، السيد حسن نصر الله، الذي ترك بصمة لا تُمحى في قلوب الأحرار وفي صفحات التاريخ، كان استشهاده بمثابة نهاية فصل حافل بالنضال والمقاومة، ولكنه في الوقت ذاته بداية إرث عظيم سيظل حيًا للأجيال القادمة.


لقد ارتبط اسم السيد حسن نصر الله بالمقاومة والصمود في وجه الطغيان، كان رمزًا للشجاعة في زمنٍ قلَّ فيه الشجعان، وصوتًا للضعفاء في عصرٍ تكالبت فيه القوى الكبرى على المظلومين، لا يمكن لأحد أن ينسى دوره البارز في قيادة المقاومة، حيث جعل من أرض لبنان منارةً للكرامة والعزة، وأصبح اسمه مرادفًا للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال والظلم. ورغم رحيله، يبقى السيد حسن نصر الله حيًا في القلوب، حاضرًا في الذاكرة الجماعية، رمزًا لا يموت.
لقد أوجد السيد نصر الله نهجًا جديدًا في مقاومة الظلم، فتعلم منه الجميع أن الطريق إلى الحرية لا يأتي إلا من خلال الصمود والتضحية. شجاعته لم تكن مجرد كلمات، بل كانت أفعالًا جسدت الإرادة الحقيقية لشعب أراد أن يثبت للعالم أن الحق لا يُقهر، وأن الظالم مهما تَجبر فإن الحق سيبقى.
واليوم، وفي عام 2025م، نتذكر هذا الرجل العظيم، الذي قدم حياته على درب القدس، وأثبت أن المقاومة ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي عقيدة تؤمن بها الأرواح الحرة، نستمد من إرثه العظيم قوة لا تعرف الانكسار، وإرادة لا تعرف الهزيمة، وفي هذا العام الجديد، علينا أن نكون أوفياء لهذا الإرث، وأن نستمر في السير على نفس الطريق الذي خطه لنا.
إن استشهاد السيد حسن نصر الله لم يكن نهاية، بل كان بداية لمرحلة جديدة من النضال والمقاومة، فهو ترك لنا رسالة واضحة مفادها أن العزة لا تتحقق إلا من خلال الثبات على الحق والمقاومة ضد كل أشكال الظلم، نحن اليوم مدعوون أكثر من أي وقت مضى إلى تجديد العهد مع مبادئه وقيمه، وأن نستلهم من سيرته العطرة العزم والإرادة لمواجهة التحديات المقبلة.
فالسيد حسن نصر الله، رغم رحيله، يبقى معنا في كل خطوة نخطوها نحو الحق، وفي كل مقاومة نواجهها ضد الظلم، وكما كانت رايته ترفرف عالياً في سماء العزة، فإن رايته ستظل أبدًا خفاقة في قلوبنا، لن ننسى دروسه في الشجاعة والصمود، ولن نتوقف عن السير في درب المقاومة التي أرشدنا إليها.
إن عام 2025م يمثل لحظة فارقة في التاريخ، فاليوم ليس مجرد عام جديد، بل هو فرصة لتجديد العهد، والوفاء لإرث رجل كان عنوانًا للصمود والنضال، نحن اليوم في خضم تحديات جديدة، لكن إرث السيد حسن نصر الله يعطينا القوة للمضي قدمًا، كما علَّمنا أن الطريق إلى الحرية قد يكون طويلًا، ولكنه دومًا يستحق أن نسلكه بكل عزيمة، وقوة، وإيمان.
لن ننسى، ولن نتراجع. في عام 2025م، سنواصل المسير تحت راية لا تنكسر، وعزة لا تُقهر، مستلهمين من إرث السيد حسن نصر الله زاد العزم والإرادة لتحقيق أهدافنا، ولن نتوقف حتى نرى الحق يعلو، والظلم يزول.
ختامًا، نقول: إن فقدان السيد حسن نصر الله في عام 2024م كان فاجعة، لكن إرثه سيظل حيًا في قلوبنا، وستبقى كلماته وأفعاله منارات تضيء دروب الأحرار في كل مكان. مع دخولنا عام 2025م، نستمد من هذا الإرث العظيم زاد العزم والإرادة لنواصل المسير في طريق الحق والمقاومة، تحت راية لا تُهزم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يواصل جرائم الإبادة في غزة والمقاومة تطلق صاروخا على “ريعيم” وتسقط طائرتين مسيرتين

الثورة / متابعات/ قاسم الشاوش

تظل جرائم حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني دون توقف منذ أكثر من عام ونصف ضد أبناء فلسطين بغزة، هي الأكثر جرما في تاريخ الحروب، دمرت آلة الحرب الصهيونية كل شيء دون رحمة حولت قطاع غزة إلى مكان غير صالح للعيش

وفي هذا السياق واصلت طائرات العدو الصهيوني امس الأحد استهداف مجموعة من المواطنين بحي السلاطين في بيت لاهيا وجباليا وخان يونس بقطاع غزة، حيث استشهد 30 فلسطيني وأصيب آخرون، وذلك يرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى اكثر 50944 شهيداً و116156 جريحاً في حصيلة غير نهائية، و لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وقال شهود عيان إن مدفعية العدو الصهيوني قصفت بشكل مكثف المناطق الشمالية لمدينة رفح.

وشهدت مدينة غزة ليلة صعبة، فقد كثفت مدفعية العدو الصهيوني قصفها على حيي التفاح والشجاعية شرقي المدينة، وسط إطلاق نار من الطائرات المروحية والمسيّرة “الإسرائيلية” “كواد كوبتر”، وفق شهود عيان.

وأضاف الشهود أن الطائرات الحربية التابعة للعدو قصفت 3 مدارس تؤوي نازحين في حيي التفاح والشيخ رضوان شرقي وشمالي مدينة غزة، بعد تهديدها وإخلائها والمناطق المحيطة، وهي مدرستا سعد بن معاذ وأبو بكر الرازي في حي التفاح، ومدرسة الدحيان في حي الشيخ رضوان.

وفي سيا ق متصل، استنكرت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة استهداف العدو الصهيوني للمستشفى المعمداني بغزة فجر اليوم، وذلك بقصفه لمبنى داخل حرم المستشفى وتدميره بالكامل، الأمر الذي أدى إلى اخلاء قسري للمرضى وللعاملين.

وطالبت “المؤسسات الدولية والجهات المعنية بضرورة حماية القطاع الصحي في غزة، بما كفلته القوانين والاتفاقيات الدولية، والإنسانية والعمل الفوري على وقف الإنتهاكات المستمرة بحق قطاع غزة وعلى رأسها المرضى والقطاع الصحي”.

فيما أكدت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن رواية العدو الصهيوني ومزاعمه بعد قصفه المستشفى المعمداني بغزة، تكرار مفضوح للأكاذيب التي يسوقها لتبرير جرائمه ووحشيته.

وقالت الحركة إن “هذا السلوك الوحشي يمثّل استخفافاً وقِحاً بالرأي العام العالمي، وبمنظومة القيم والقوانين وأدوات العدالة الدولية، وهو ما يستدعي موقفاً جاداً من المجتمع الدولي ومؤسساته، لردعه، ومحاسبة مجرمي الحرب قادة الاحتلال الإرهابي”.

وطالبت الحركة بـ”تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة، لتفنيد هذه الادعاءات الكاذبة، وكشف حقيقة ما يرتكبه جيش الاحتلال الإرهابي في قطاع غزة من انتهاكات غير مسبوقة في سياق حرب الإبادة والانتقام الجارية، ووضع حد لهذه الجرائم المستمرة دون حسيب”.

في حين اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي، ارتكاب العدو الإسرائيلي “جريمته الشنيعة” فجر أمس الأحد، بقصف مستشفى المعمداني صعودا جديدا نحو قمة الإجرام.

وشددت على أن العدوان الآثم على المعمداني يُعدّ جزءاً من سلسلة عدوانية ممنهجة تستهدف المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء وخيم النازحين في غزة ضمن سياق حرب إبادة ممنهجة تنتهك كل المعايير الإنسانية والأخلاقية.

وحملت الحركة الإدارة الأمريكية مسؤولية كبرى، مشيرة إلى أن سياستها الاستفزازية وتوجيهاتها التي وضعت هدف التهجير ودعم سياسة العدو “تُعدّ المحرض الرئيسي لهذه الممارسات الإجرامية، في وقت يفرض فيه الصمت العالمي على غزة أن يكون مقبرة للقانون والإنسانية”

وأكد المدير الطبي لمستشفى المعمداني بمدينة غزة الدكتور فضل نعيم، أن المستشفى خرج عن الخدمة جراء القصف الصهيوني .

وبين الدكتور نعيم أن أقسام الإسعاف والطوارئ والمختبر والصيدلية وأشعة الطوارئ هي أكثر الأقسام التي تضررت جراء القصف الصهيوني.

وطالب نعيم، بالضغط لفتح المعابر لإدخال المستلزمات والأجهزة الطبية من أجل استئناف الخدمات الصحية في المستشفيات.

كما طالب بالضغط على العدو لحماية المؤسسات الصحية في غزة من الاعتداءات كونها محمية وفقا للقانون الدولي.

ووصف شهود عيان اللحظات الأخيرة قبل قصف العدو الصهيوني لمستشفى المعمداني في قطاع غزة بالمروعة والمرعبة.

وأفاد شهود عيان لوكالة “قدس برس” بأن 20 دقيقة فقط، كانت المدة الزمنية التي سمح بها جيش العدو لإخلاء المستشفى من جميع المرضى والجرحى والعاملين والنازحين، قبل أن تقصف طائراته مباني الاستقبال والطوارئ والجراحة والعمليات المركزية، فيما لحِق ضرر بالغ بمبنى الباطنية ومختبرات الدم، ما أدى إلى خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل.

وأكد الشهود أن “عشرات الحالات من مرضى كبار السن ومرضى غسيل الكلى غادروه وهم على أكتاف مرافقيهم، وبعضهم سقط مغشيًا عليه من شدة التعب والإرهاق الذي أصابهم خلال النزوح”.

من جهة أخرى ‏أدان حزب الله بِشدة، قصف العدو الصهيوني مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، والذي أدّى إلى تدمير ‏أقسام من المستشفى وإخراجه عن الخدمة، وتشريد المرضى والجرحى والمدنيين الذين احتموا من إرهاب ‏العدو وإجرامه.

وقال حزب الله في بيان إن “هذا الاعتداء السافر يُشكّل جريمة حرب موصوفة، ويُؤكد مُجددًا الوجه الإجرامي الوحشي ‏للعدو الصهيوني، الذي لا يَتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم مُتذرّعًا بادعاءات وأكاذيب، وضاربًا عرض ‏الحائط كل القوانين الإنسانية والدولية”.‏

وأكد الحزب إن استهداف العدو الصهيوني المتكرّر للمنظومة الصحية من مستشفيات وطواقم طبية وكوادر صحية هو ‏امتداد لِحرب الإبادة المستمرة التي تُمارسها آلة القتل الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني الصامد، وهي جريمة ‏وحشية في سياق التدمير المُمنهج لِما تَبقّى من مقوّمات الحياة في قطاع غزة المحاصر، وبِتواطؤ ودعم أمريكي ‏لا محدود.‏

إلى ذلك قال وزير الخارجية الفنزويلي إيفان غيل، إن ما يحدث في قطاع غزة لا يمكن وصفه إلا بالإبادة الجماعية، يحب أن تتوقف.

وفيما يتعلق بحرب الإبادة التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة، منذ 7 أكتوبر 2023م، شدّد غيل على أن الوضع في غزة غير قابل للاستمرار.

وأكد في هذا الإطار أن ما يحدث في غزة “لا يمكن أن نسميه شيئا آخر غير الإبادة الجماعية”، معربا عن دعم بلاده حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير.

واعتبر ️ المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن تدمير “إسرائيل” مستشفى “المعمداني” في غزة جريمة جديدة في سياق التفكيك المنهجي لمنظومة الحياة والقضاء على الملاذ الأخير.

من جهته دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي،” إسرائيل” إلى وقف هجماتها على المرافق الطبية في قطاع غزة، مندّدًا بالقصف الذي طال المستشفى الأهلي المعمداني في مدينة غزة، في وقت سابق أمس الأحد.

وقال لامي في منشور له “أدت الهجمات “الإسرائيلية “على مرافق طبية إلى تدهور شامل في إمكانية الحصول على الرعاية الصحية في غزة”.

وتابع “تعرض المستشفى الأهلي المعمداني لهجمات متكررة منذ بدء الصراع. يجب أن تتوقف هذه الهجمات المؤسفة. الدبلوماسية وليس المزيد من سفك الدماء هي السبيل نحو سلام دائم”.

وردا على جرائم العدو الصهيوني اطلقت المقاومة صاروخا من قطاع غزة في اتجاه كيبوتس “ريعيم” في جنوب فلسطين المحتلة.

إلى ذلك أعلنت سرايا القدس “الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي” السيطرة على طائرتين مسيرتين لجيش العدو الإسرائيلي وسط قطاع غزة.

وقالت سرايا القدس في بلاغ عبر قناتها على التيلغرام أنها سيطرت على طائرتين من نوع “كواد كابتر” خلال تنفيذهما مهام استخبارية للاحتلال وسط قطاع غزة.

 

 

مقالات مشابهة

  • الحقيقة التي لا نشاهدها
  • من حيفا 1948م إلى غزة 2025م: التهجير القسري مستمر.. والمقاومة لا تنكسر
  • بين النور والظلام: قراءةٌ في التأييد الإلهي لأنصار الله
  • لماذا تعددت واختلفت كتب تفسير القرآن؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب
  • استهداف قناص للاحتلال في الشجاعية.. وقوة تقع بكمين داخل منزل في الحي
  • العرموطي يكشف تفاصيل تمرير المادة 4 من قانون المرأة والمخالفات التي حصلت
  • استشهاد 38 فلسطينياً في غزة والمقاومة تكبد الاحتلال خسائر
  • الاحتلال يواصل جرائم الإبادة في غزة والمقاومة تطلق صاروخا على “ريعيم” وتسقط طائرتين مسيرتين
  • خالد الغندور يوضح موقف علي معلول بعد إصابة الثنائي كريم الدبيس ويحيى عطية الله
  • الجميّل في ذكرى انطلاق المقاومة اللبنانية: على حزب الله تسليم سلاحه