صناعة الطغاة والمستبدين واستخدامهم من همفر إلى ستارمر
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
(سنعمل على تمزيق المسلمين وسلخهم عن عقيدتهم وإرجاعهم إلى حضيرة الإيمان كما استرجعنا إسبانيا بعد قرون من غزو المحمديين البرابرة) من كتاب في ملكوت المسيح للمبشر مسترهمفر.
عملت الإمبراطورية البريطانية على تجميع الأحلاف للدول الأوروبية من أجل القضاء على الإسلام عقيدة وشريعة فمنذ صعودها على الساحة السياسية العالمية وهي تقود الأحلاف المتعددة من أجل استعادة الأراضي العربية والإسلامية إلى سيطرة المسيح، ورغم التكتم الشديد عن الوثائق التي توضح تلك المؤامرات إلا أن ما كشف عنه يوضح بجلاء خططهم الإجرامية للعمل على تحطيم الإسلام وقوة المسلمين نتعرف على بعض مفردات كتاب كيف نحطم الإسلام وهي ذاتها لا تخرج عن برتكولات حكما، صهيون وقرارات مؤتمر كامبل بنرمان ومؤتمر سايكس بيكو.
همفر يرى ان الخطط التي أعدتها بريطانيا بالتعاون مع روسيا القيصرية وفرنسا كفيلة بتلافي الإخفاقات التي وقعت فيها الحروب الصليبية والغزوات المغولية لاعتمادها على الخطط المدروسة طويلة الأجل ومتوسطة وقصيرة لهدم الإسلام عقيدة وشريعة من الداخل والخارج، لأنها درست جوانب القوة والضعف في الإسلام وتلافت كل جوانب القصور السابقة.
موضوعات هامة وخطيرة تطرق اليها واستعراضها يحتاج إلى بحث طويل ودراسة متعمقة ومتأنية لكن نستعرض جزئيه هامة وهي السيطرة على الحكومات والأنظمة وتسخيرها في تنفيذ تلك المشاريع الإجرامية .
عقد المؤتمر الثلاثي بين بريطانيا وروسيا وفرنسا لممثلي البعثات الدبلوماسية عام 1143ه الموافق 1730م واعتمد القرارات التالية :
1-زرع الحكام الفاسدين ليكونوا آلة بيد الدول الاستعمارية ومن خلالهم يتم تنفيذ خططهم؛ واذا امكن تسليمه لغير المسلمين فقد يكون أفضل أو الاستعانة بمن يتظاهرون بالإسلام .
2-زرع العملاء حول الحكام ليكونوا لهم أعوانا وخدما وللاستعمار آلة ينفذون توجيهاتهم وخاصة الوظائف الاستشارية؛ بواسطة العبيد والجواري وإدماجهم داخل تلك العوائل الحاكمة يحيطون بهم إحاطة السور بالمعصم .
3-تقوية ديكتاتورية الحكام (لانهم ظل الله في الأرض) وكما صرح ستارمر(دعم الأنظمة العربية ومؤسساتها وجيوشها وأجهزتها المختلفة التي تمنع قيام أي نظام يستمد قيمه من تعاليم محمد ومن كتابة المقدس).
4-إلهاء الحكام في الفساد والخمر والقمار وتبذير الأموال حتى لا يبقى مال للسلاح أو الجند.
ستارمر أكد ان الأنظمة العربية كلها مصنوعة من الدول الاستعمارية (تدور في فلك الغرب وتستمد بقاءها ووجودها منهم وتخدم الأمن القومي لهم على حساب الأمن القومي لدولهم).
بعض ساسة الغرب بدأوا بدايات عدائية ضد الإسلام والمسلمين لكنهم غيروا مواقفهم بعد دراستهم له اقروا بعظمته وكماله وسموه ومنهم الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون الذي صرح ان الإسلام (هو العدو بعد هزيمة الشيوعية وانه كالأفعى التي لا يؤمن شرها الا بسحق رأسها) ثم غير رأيه بعد دراسته له فقال:(لا مستقبل لأمريكا في القرن الواحد والعشرين مالم تعقد تحالفا مع الإسلام وتفد من قواه مالم فستنتهي) ومثل ذلك النائب العام الأمريكي –رمزي كلارك :الإسلام يمثل القوة الروحية والأخلاقية الأعظم والأكثر تأثيرا على مستوى العالم .
وبغض النظر عن أقوال السياسيين نجد ان اتجاهات قادة أمريكا والدول الاستعمارية القديمة والحديثة تعمل علي شيطنة الإسلام ومحاربته ومحاولة القضاء عليه وعلى المسلمين.
ستارمر وقادة الاتحاد الأوروبي يصرحون دائما ان مشكلتهم مع الإسلام ذاته ومع محمد نبي الإسلام ذاته بمعني ان الشعوب قد سيطروا عليها بواسطة صنائعهم الذين يخدمونهم .
فستارمر يقول: ان الإسلام خصم عنيد وسيقضي على الحضارة الغربية ان لم يتم القضاء عليه ولو باستخدام القوة لذلك يوجه استغاثته لزعما ء الدول المتحالفة من (اليهود والنصارى وغيرهم) باستخدام كافة الوسائل والسبل لمحاربته والقضاء عليه في أمريكا وأوروبا باستخدام الإرهاب والبطش والقوة والحرب الناعمة حتى لو كان ذلك على حساب القيم والمبادئ الديمقراطية.
أما الزعماء العرب فهم يعملون على تطبيق مؤامرات الغرب، رهنوا مقدرات وثروات شعوبهم لدى الغرب، وحاربوا كل القيم والمبادئ وقننوا التفسخ والانحلال وأعادوا إنتاج الجاهلية .
ما ذكره همفر في مذكراته من السعي للسيطرة على الحكام بواسطة الاماء والجواري هو ما ردده حكام العرب والمسلمين فبن سلمان يقول انه ربي على يد خادمة يهودية حبشية، ولها يدين بالفضل .
ومثل ذلك المؤامرة على العلماء الذين يخشاهم الاستعمار، فهمفر يذكر (لابد من إضعاف صلة المسلمين بعلمائهم بإلصاق التهم بهم وإدخال العملاء بدلا عنهم وجعلهم يرتكبون الجرائم لتشويه صورتهم) خاصة في الحواضر العلمية المرموقة كالأزهر والاستانة والنجف وكربلاء وغيرها -وفتح مدارس لتعليم الأطفال على أيدي عملاء الاستعمار لخدمة توجهاتهم من أجل الصد عن سبيل الله ونشر الإشاعات ضد الإسلام والمسلمين .
وسيتم الاستفادة منهم في ترسيخ سلطات الديكتاتورية وتأليه الحكام وانه لا يجوز الخروج عليهم ولو جاهروا بالفسق والفجور مثل الزنا والدعارة وغيرها من الكبائر، ولوكان الأمر مباشرة وعلى الهواء، ولو استحل دماء المسلمين وأعراضهم .
وفعلا وجدنا من يصدر الفتاوى بعدم وجوب الجهاد ضد اليهود والنصارى ونصره المظلومين من الأشقاء في غزة وفلسطين، وانه ليس بجهاد ؛ووجدنا من يفتي بأن جهاد الشيعة أولى من جهاد اليهود والنصارى، وانه يجب عقد صلح مع اليهود والنصارى والاستعانة بهم من أجل قتال وجهاد الشيعة وما ذلك الا تنفيذا لقرارات كتاب( كيف نحطم الإسلام ) الذي أعدته القوى الاستعمارية (بريطانيا وروسيا وفرنسا) قبل ان تنظم بقيه الدول الاستعمارية إلى الحلف –أمريكا وبقية دول أوروبا، وهو ما أكد عليه مؤتمر كامبل بنرمان الذي اقر تسليم فلسطين لليهود والاستعانة بهم في مواجهة الإسلام والمسلمين .
أحد المؤلفين اليهود أعاد التذكير بخطورة الإسلام وشرح كيفية القضاء عليه عقيدة وشريعة في كتاب سماه –(الإسلام المتعب) –فقد ذكر في فصل نهاية العرب ذات الأهداف (ان دمرنا عقيدة العرب فقد دمرنا عقيدة المسلمين فهم أكثر تطبيقا لتعاليم الإسلام الصحيحة ) وأما البداية فيجب ان تكون من الجزيرة العربية لأنها مهد الإسلام وحاضنته الأولى وموطن خاتم الأنبياء والمرسلين صل الله عليه واله الطيبين الطاهرين، ولأن الغرب يسيطر على الملوك والحكام والأمراء (الجزيرة العربية تحمل فوقها الكثير من الأشخاص الذين يقدمون الدين على كل شيء ويعبدون الله بصدق).
الحكام والأمراء والملوك الذين تحدث همفر عن غرسهم هم من أشاد بهم ستارمر – يعملون اليوم على تنفيذ كل الأوامر التي يريدها الغرب (نشر الفساد بين المسلمين بالزنا واللواط والخمر والقمار من خلال الجيوش من اتباع الديانات السابقة الذين مكنهم من ذلك) وبدعم وتشجيع وحماية الدول الأوروبية والاستعمارية فقد تم إباحة الخمر والقمار والحفلات المختلطة وتقنين الدعارة والسماح بالمثلية .
بل ان بعض الحكام -كبن زايد وبن سلمان- سبقوا من يعملون لصالحهم بمحاربة الإسلام والمسلمين تحت عناوين مكافحة الإرهاب، ملأت السجون بالعلماء والمفكرين والأدباء، وتم تحويل هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى هيئات تنظيم الاستمتاع بالمنكر، وبعد ان فرغوا من بلدانهم ها هم يطلبون من الدول الغربية العمل لمحاربة المسلمين هناك، فبن زايد يتهمهم بالإرهاب ويتهم دول الغرب بمحاباتهم (ينادون للقتل وسفك الدماء واستحلال ثروات الناس في لندن وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا) وقدم دعما سخيا للحركات المتطرفة والأحزاب اليمينية من أجل طردهم ومحاربة الإسلام والمسلمين هناك، ونشر فوبيا الإسلام من خلال الجماعات الإرهابية التي يمولونها .
ولا يختلف الحال لدى بن سلمان عن بن زايد من سجن العلماء والدعاة والمفكرين وتمكين العملاء والمدسوسين من القيام على شؤون الإسلام .
وإضافة إلى ذلك فقد برعوا في (اشعال الحروب والثورات الداخلية بواسطة المليشيات التي تخدم توجهاتهم باثارة النزاعات والحروب بين المسلمين والمسلمين والمسلمين وغيرهم من أجل استنفاد قواهم وتحطيم وحدتهم واستنزاف ثرواتهم لصالح الاستعمار، وتنفيذ خططه وبرامجه الإجرامية في حق الإسلام والمسلمين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
هل تضع الثورة السورية حدا لمذابح الإخوان المسلمين؟
نشأنا وعشنا ثلثي قرن على أخبار مذابح الإخوان المسلمين وفروعهم القُطرية، وشاركت كل الأنظمة العربية القومية منها والليبرالية (الثورية منها والرجعية) في هذه المذابح على طول الرقعة العربية. كانت مذابح منظمة متشابهة في ترتيبها وتبريراتها وتقوم على سردية متطابقة (الإخوان تنظيم خياني وإجرامي زرعه الاستعمار لتخريب الأوطان). وكانت سردية قابلة للبلع لو حققت الأنظمة، الرجعية منها والتقدمية، ما أعلنته من تنمية اقتصادية واجتماعية وحررت الأرض المحتلة طبقا للشعارات، لكن انكشاف الوضع السوري بعد نظام البعث أعاد تجلية الصورة.
هذه الأنظمة ومن كل مشاريعها المعلنة لم تتقن ولم تتفق إلا في مهمة مركزية واحدة؛ تصفية تيار الإخوان بمختلف مسمياته القُطرية. لقد فشلت كل الأنظمة في كل مهامها إلا مهمة تصفية التيار الإسلامي، لكنها الآن تسقط تباعا ويظهر وجه الإخوان من جديد. لقد عاش التيار رغم المذابح أكثر من قاتليه وهو يبدو حيا ومتماسكا وربما يتأهل للقيادة من جديد، وتقع عليه الآن مهمة إنجاز التنمية والتحرير وبناء الديمقراطية من الصفر، فهل يثبت التيار قوة فعلية وينجز وقد أنهت الثورة السورية المذابح المنهجية؟
لا يدخل في اهتمامي الآن وهنا تقييم مشروع الإخوان المسلمين الفكري والسياسي، كما لا ننسب لهم كل الثورة السورية التي نجحت، بل هو مكون منها قد لا يكون مؤثرا ولكن لا يمكن نفي مشاركتهم في الثورة
الإخوان أحياء بعد
لا يدخل في اهتمامي الآن وهنا تقييم مشروع الإخوان المسلمين الفكري والسياسي، كما لا ننسب لهم كل الثورة السورية التي نجحت، بل هو مكون منها قد لا يكون مؤثرا ولكن لا يمكن نفي مشاركتهم في الثورة. لذلك نُخرج المقال من منطقة الدعاية السياسية للتيار ومن منطقة الاستهانة بدوره، ونقف أمام سؤالين مهمين موجهين لمن حارب الإخوان بلا هوادة: الأول لماذا لم يندثر التيار رغم المذابح التي تعرض لها في كل قُطر وظل يعود باسمه أو بمسميات مختلفة طيلة حياة الدولة العربية الحديثة (للتذكير ولد التيار منذ قرن أي قبل ولادة الدويلات العربية كلها)، والثاني لماذا كانت تصفية التيار تحظى بالدعم الغربي المطلق لكل نظام عربي مارس مذابح في حقهم، سواء كان قوميا تقدميا/صمود وتصدي أو رجعيا، ملكيا أو جمهوريا)؟
هذا اللقاء المريب بين الأنظمة والغرب الاستعماري وربيبته الصهيونية ظل باستمرار شهادة براءة من العمالة والخيانة التي وصمت بها الأنظمة التيار الإسلامي من المغرب إلى العراق، وظل يجمع لهم أنصار ومتعاطفون. (غني عن القول أن هناك تيارات وشخصيات وطنية حرة وديمقراطية من خارج التيار لم تشارك في المذابح لصالح الغرب والكيان الصهيوني، وقد وصمت بالإخوانية لمجرد أنها لم تشارك في المذابح).
فشل الأنظمة في إنجاز التنمية والديمقراطية وتحرير الأرض المحتلة أنتج تعاطفا أكبر مع التيار، وخاصة بعد حرب الطوفان التي قادها فصيل لا يخفي أصله الإخواني وإن اختلف معهم في الوسيلة النضالية.
الصورة تتضح أكثر؛ ثلثا قرن من التكاذب باسم التحرير والتنمية انتهت في سوريا بفضيحة نظام يمكن وصفه بالأكثر كذبا من كل الأنظمة. وخرج الإخوان من تحت ركام البراميل أحياء ولهم صوت ورجال، ويمكن أن يكونوا شركاء حكم في أكثر المواقع إستراتيجية لناحية معركة التحرير والتنمية.
بقية عناصر الصورة تكملها الحالة التركية التي لم ينشأ فيها تيار إخواني صرف، لكن التيار الإسلامي فيها ظهر وقاوم الانقلابات منذ الأتاتوركية وانتصر وحقق نجاحات في التنمية وبناء الديمقراطية، وحوّل تركيا إلى قوة إقليمية تحدث الغرب بندية وتشارك في تخطيط مصير المنطقة وربما العالم أيضا. وتبدو الآن في موقع الراعي الحامي لتيار الإخوان و(الإسلام السياسي عامة) في المنطقة العربية، وقد تقوم بمهمة قيادة كل التيار في اتجاه التجربة الأردوغانية.
الإخوان أمام محنة السلطة
الثورة السورية أعلنت نهاية عذابات الإخوان المسلمين في سوريا، حيث تعرض التيار أكثر من كل فصيل إلى التصفية، فلا نظير لما فعل نظام البعث بتيار الإخوان في سوريا. إنهم ليسوا وحدهم الآن في سوريا، ولكنهم مكون رئيسي سنعرف وزنه في أول صندوق انتخابي تعد به الثورة السورية. ونظن أن بقية الفروع الإخوانية في بقية الأقطار تنظر بغبطة لما حصل في سوريا ونراها تفكر في توسيع الحالة السورية، ونعتقد أن الأنظمة التي عاشت من قمع الإخوان وقبضت من الغرب ثمن تصفيتهم على مدى ثلثي قرن، تفكر الآن في التوقف عن مواصلة المذابح وتعيد حساباتها مع التيار الإسلامي. هنا نتوقع إنهاء المذابح المنهجية في حق التيار بالمصالحات أو بالمناورات أو بالاستيعاب التدريجي.
إسلاميو سوريا في موقع يتجاذبه تياران: الأردوغانية (العدالة والتنمية) أو تيار العمل السياسي تحت سقف الديمقراطية وقبول التعايش مع المختلف دون فرض الإسلام عليه (في عقلية أسلمة وإعادة الفتح)، وهي تجربة قدمت نتائج جعلت حتى المسيحي التركي يصوت لأردوغان في ردهات كثيرة، كما قدمت نتائج تنموية لا يمكن الاستهانة بها، وتيار إسلام سعودي نصمه بالتيار الشريعي
نهاية محن العذاب فتح باب محن السلطة انطلاقا من سوريا. هنا يبدأ الاختبار الحقيقي للإخوان المسلمين ومن ناصرهم أو لمن يشارك في ذبحهم؛ هل يتجهون إلى استنساخ التجربة التركية فينجزون التنمية والديمقراطية أم تستوعبهم التجربة السعودية بخطابها الشريعي الذي يحمل الناس إلى تدين مظاهر غير مشغول؟
إسلاميو سوريا في موقع يتجاذبه تياران: الأردوغانية (العدالة والتنمية) أو تيار العمل السياسي تحت سقف الديمقراطية وقبول التعايش مع المختلف دون فرض الإسلام عليه (في عقلية أسلمة وإعادة الفتح)، وهي تجربة قدمت نتائج جعلت حتى المسيحي التركي يصوت لأردوغان في ردهات كثيرة، كما قدمت نتائج تنموية لا يمكن الاستهانة بها، وتيار إسلام سعودي نصمه بالتيار الشريعي ينشغل بإسلام شعائري يقيس طول اللحية بالقبضة والإصبع، ويبني على تكفير القول بالديمقراطية ومن ذلك فقه طاعة أولي الأمر قبل طاعة الله ورسوله، ولا يضع التنمية وتحرير فلسطين ضمن أجندته بل يراود التطبيع ويساوم به.
في ردهات كثيرة من عمر تيار الإخوان وخاصة بعد هروبهم الكبير من مذابح الناصرية تسلل إسلام الشعائر إلى تفكير الإخوان، وساقتهم السعودية إلى تحالفاتها الخاصة (الأمريكية أساسا) فحاربوا بشبابهم في كل حروب السعودية. ونظن أن هذه المرحلة تركت آثارها في الفكر والسلوك.
نتوقع في كواليس الثورة وجود هذا التجاذب العميق بين التيارين، وليس لدينا علم بالاتجاه الغالب لذلك سنبقى في منطقة التوقعات حتى يحين أوان الصندوق الانتخابي، ولكن هنالك ما يشبه اليقين أن عصر المذابح قد توقف في سوريا وقد يشمل بقية الأقطار التي توجد فيها تطبيقية إخوانية.