اشتعال الاحتجاجات في المحافظات المحتلة ودعوات لتظاهرة مليونية
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
الثورة / محافظات محتلة
تشهد المحافظات المحتلة غلياناً شعبياً واحتجاجات شعبية غاضبة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية ومعاناة المواطنين من انقطاع الخدمات الأساسية، وعلى رأسها الكهرباء والمياه.
وفشلت الحكومة التابعة للاحتلال في توفير وقود محطات توليد الكهرباء بعدد من المحافظات الجنوبية منها عدن، أبين ولحج، وسط دعوات غاضبة تطالب بطرد الاحتلال والقيادات الموالية له.
ففي مدينة عدن شهدت المنظومة الكهربائية، أمس، انهياراً جديداً، وسط استمرار تجاهل الحكومة الموالية للاحتلال بمعاناة المواطنين.
وأكدت مصادر محلية أن هذا الانقطاع غير المسبوق ناجم عن نفاد مخزون الوقود في المحطات، مما أدى إلى شلل تام في الخدمات الأساسية وتدهور حاد في الأوضاع المعيشية للمواطنين.
وأوضحت أن المحطات المتوقفة تمثل قدرة إنتاجية تصل إلى 219 ميجا وات، في حين لا تزال 6 محطات تعمل بقدرة إجمالية لا تتجاوز 65 ميجا وات، وهو ما لا يكفي لتلبية احتياجات المدينة المتزايدة للأسبوع الجاري.
وتأتي هذه الأزمة المتفاقمة وسط غضب شعبي عارم، حيث دعا نشطاء إلى تنظيم تظاهرة مليونية غاضبة يوم غد الثلاثاء للمطالبة برحيل الاحتلال والحكومة التابعة له، والعمل على إيجاد حلول جذرية لأزمة الكهرباء وغيرها من الأزمات التي يعاني منها أهالي عدن وبقية المحافظات الجنوبية لا سيما انقطاع المرتبات جراء الانهيار الاقتصادي.
وعلى صعيد متصل دعت نقابة الصرافين الجنوبيين، في بيان لها أمس، إلى تنفيذ إضراب شامل في القطاع المصرفي والتجاري، احتجاجا على الانهيار الحاد للعملة المحلية وتدهور الأوضاع الاقتصادية في المدينة.
وأكدت النقابة أن سعر صرف الدولار الأمريكي تجاوز حاجز 2100 ريال، مما أدى إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين.
وقال بيان النقابة إن:” الانهيار لم يعد مجرد مؤشر اقتصادي سلبي، بل تحول إلى أزمة حقيقية تنعكس آثارها بشكل مباشر على حياة المواطنين، وتُثقل كاهلهم بتكاليف معيشية تفوق قدراتهم، وتؤدي إلى شلل تدريجي في قدرتهم على تأمين متطلبات الحياة الأساسية”.
وأضافت أن الأزمة أدت إلى موجة ارتفاع جنونية في أسعار السلع والخدمات الأساسية، مما جعل المواطن البسيط يقف عاجزًا أمام احتياجاته اليومية، مطالبا بالتحرك الفوري للحد من الانهيار، واتخاذ إجراءات فورية لضبط سوق الصرف ومنع المضاربة العشوائية التي تساهم في انهيار العملة، وتشكيل لجنة رقابية مستقلة لمتابعة تنفيذ السياسات النقدية.
“أبين”
وفي أبين أصيب أحد المواطنين خلال الاحتجاجات الغاضبة التي اندلعت بسبب انقطاع التيار الكهربائي .
وأوضحت مصادر محلية بالمحافظة أن المواطن “محمد غالب زيد”، أصيب أمس نتيجة إطلاق أحد المحتجين النار على شاحنة اجتازت الطريق الرئيسي الذي تم قطعه تنديدا بانعدام الكهرباء في منطقة الجول الواقعة بين مدينتي زنجبار وجعار.
وأشارت إلى أنه تم نقل المصاب على الفور إلى أحد مستشفيات عدن لتلقي العلاج حيث وصفت حالته بالحرجة.
“حضرموت”
إلى ذلك اختطفت الميليشيات الإماراتية أمس عدد من الصيادين خلال وقفة احتجاجية لهم أمام مطار الريان بمدينة المكلا مركز محافظة حضرموت.
وأفادت مصادر محلية أن عناصر مسلحة موالية للإمارات اختطفت عدد من الصيادين اثناء تنظيمهم وقفة احتجاجية أمام مقر قيادة الاحتلال الإماراتي في مطار الريان احتجاجا على منعهم من الاصطياد للعام التاسع على التوالي.
وأوضحت أن العناصر قامت بقمع الصيادين الذين رفعوا لافتات تندد بمصادرة مصدر رزقهم الوحيد ومنعهم من دخول البحر واقتادت عدد منهم إلى قسم “غيل باوزير”.
يأتي ذلك بعد اختطاف الميليشيات الإماراتية 6 صيادين عقب قيامهم بكسر حظر الاصطياد في بحر العرب واقتيادهم إلى سجن الريان سيئ السمعة خلال نوفمبر الماضي.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
المحافظات المحتلة.. أوضاع كارثية يغذيّها الاحتلال السعودي الإماراتي
الثورة نت/..
يعيش أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية على صفيح ساخن جراء التدهور الأمني والاقتصادي والإنساني جراء السياسات التدميرية التي ينتهجها الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته.
وما تشهده المناطق المحتلة من تدهور اقتصادي وانهيار غير مسبوق للخدمات الأساسية وتفاقم أزمة انقطاع الكهرباء، يؤكد الفشل الذريع للاحتلال السعودي الإماراتي وأدواته في تحقيق أي خطوات لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي وتخفيف معاناة المواطنين في المحافظات المحتلة التي وصلت إلى مرحلة بالغة الخطورة، في ظل عدم وجود أي مؤشر لتحقيق انفراجه في هذا الجانب.
الصراع القائم بين التحالف السعودي، الإماراتي في المحافظات المحتلة للسيطرة على المواقع الاستراتيجية، كشف الأهداف والمخططات الخبيثة للمحتلين الجدد، وأن ما قدموه من وعود لتحسين الأوضاع ذهبت إدراج الرياح.
استئثار أدوات التحالف السعودي والإماراتي، بخيرات وثروات المحافظات الجنوبية والشرقية، ساهم في تأجيج الوضع في تلك المحافظات، وصولًا إلى خروج المواطنين في احتجاجات شعبية ساخطة على تدخلات المحتل وتردي الخدمات، وفي ذات الوقت تنديدًا بما وصل إليه الوضع الاقتصادي من تدهور طال معيشة المواطن اليومية جراء ارتفاع الأسعار وهبوط سعر العملة المحلية مقابل الدولار والذي تجاوز 2300 ريال.
حالة الاحتقان هذه لم تأت من فراغ، وإنما جاءت نتيجة ما يمارسه المحتل السعودي الإماراتي من سياسة تدميرية ممنهجة لتعطيل المؤسسات الخدمية عن القيام بدورها في تقديم الخدمات، وإمعانه في مفاقمة معاناة المواطنين، وتعميق الأزمة الإنسانية بين مختلف فئات المجتمع.
استمرار الاحتجاجات الشعبية في عدن والمحافظات المحتلة ضد ما يسمى بحكومة الشرعية، يعكس فشل الاحتلال وأدواته في احتواء التداعيات الإنسانية، ويؤكد في الوقت ذاته مّا أفرزه الاحتلال طيلة عشر سنوات من تداعيات كارثية على كافة المستويات، وما عجز المؤسسات عن تقديم خدماتها وانقطاع التيار الكهربائي على مدينة عدن، إلا شاهدًا حيًا على الواقع المر الذي تعيشه المناطق المحتلة والمستوى الكارثي الذي وصلت إليه.
تضارب مصالح الاحتلال السعودي والإماراتي ومشاريعه التدميرية في المحافظات المحتلة ومحاولة تقاسم النفوذ على الأرض عبر أدواته وعملائه، خلال السنوات الماضية، عززّ من قناعة أبناء تلك المحافظات بخطورة الأهداف التي تسعى إليها الرياض وأبو ظبي والتي أصبحت مكشوفة للجميع.
ما تشهده المحافظات الجنوبية والشرقية، من توتر واضطراب واحتجاجات شعبية واسعة يؤكد أن تواجد الاحتلال السعودي والإماراتي بات مسألة وقت، وأن تحرير تلك المحافظات ضرورة حتمية تهم كل أحرار اليمن في الشمال والجنوب والشرق والغرب.
الشعب اليمني، الذي استطاع دحر الاحتلال البريطاني قبل ستين عامًا وإخراجه من المحافظات الجنوبية مهزومًا، قادر اليوم على إجبار المحتلين الجُدّد على الرحيل، خاصة وأن اليمن أصبح يمتلك قوة ردع مكنته من مواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا وإسرائيل وأدواتها في المنطقة.