تُشكِّلُ الصناعةُ ركيزةً أساسيةً في بناء اقتصادٍ قويٍّ ومستدام، وتسعى المملكة العربية السعودية جاهدةً لترسيخ مكانتها كقوةٍ صناعيةٍ رائدةٍ على الصعيدين الإقليمي والعالمي. ولعلَّ أبرزَ السُّبُلِ لتحقيق هذه الغاية تكمن في تعزيز ثقافة الابتكار، ودعم المخترعين السعوديين، الذين يُمثِّلون ثروةً وطنيةً لا غنى عنها.

إنّ الابتكار هو المُحرِّك الرئيس للنموّ الصناعي، فهو يُسهم في زيادة الإنتاجية، وتحسين جودة المنتجات، وخفض التكاليف، فضلاً عن خلق فرص عملٍ جديدة وتحقيق التنمية المستدامة.

ولكي نُطلِق العنان للإبداع في المملكة، لا بدّ من تهيئة البيئة المناسبة التي تُحفِّز المواهب وتدفعها لتحويل أفكارها إلى واقعٍ ملموس. ويقتضي ذلك تضافر جهود مختلف الجهات، بدءًا من توفير حاضناتٍ ومُسرِّعات أعمال تُقدِّم الدعمين الفنيّ والماليّ للمبتكرين، وتسهيل حصولهم على براءات الاختراع لحماية مَلْكيّتهم الفكرية، وصولًا إلى تشجيع الاستثمار في المشاريع الابتكارية وتقديم الحوافز اللازمة لجذب رؤوس الأموال.

ويُمكن للابتكار أن يُسهم بفاعليةٍ في تطوير الصناعة المحلية، سواء من خلال تطوير صناعاتٍ جديدةٍ ومتقدِّمة، كصناعة الروبوتات والطائرات بلا طيّار، أو عبر تعزيز تنافسية الصناعات القائمة بتطوير منتجاتٍ وخدماتٍ جديدةٍ ومبتكرة. كما يُسهم الابتكار في جذب الاستثمارات الأجنبية إلى قطاعاتٍ واعدة، ويفتح آفاقًا وظيفيةً جديدة للشباب السعودي في مجالاتٍ متخصِّصة. فعلى سبيل المثال، تُعدّ مدينة نيوم مشروعًا طموحًا يسعى إلى بناء مدينةٍ ذكيةٍ ومستدامة تعتمد على أحدث التقنيات، ممّا يؤدي إلى تطوير صناعاتٍ حديثةٍ في مجالات الطاقة المتجدِّدة والتقنيات الحيوية.

ولا يقتصر دور الابتكار على تطوير الصناعات الجديدة فحسب، بل يمتد أيضًا إلى تعزيز الصناعات القائمة. فمن خلال الاستثمار في البحث والتطوير، وتبنِّي أحدث التقنيات، يُمكن للشركات السعودية تحسين منتجاتها وخدماتها، وزيادة كفاءتها الإنتاجية، ممّا يُعزِّز من قدرتها على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية. وفي هذا الإطار، تستثمر الجهات المعنية بقوَّةٍ في مجال الذكاء الإصطناعي، والتقنيات المتقدِّمة الأخرى، حرصًا على تحقيق طموحاتٍ رقميةٍ واسعة، مع التركيز على تنمية المواهب المحلية وعقد شراكات استراتيجية مع شركاتٍ تقنيةٍ عالمية. كما تُعدّ جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، منارةً علميةً في مجال البحث العلمي والابتكار، حيث تُسهِم في تطوير تقنياتٍ جديدةٍ في مجالات الطاقة والمياه والبيئة.

ختامًا، يُعدّ تعزيز ثقافة الابتكار، ودعم المخترعين السعوديين، من أهمِّ الركائز التي تُسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030، وتحويلها إلى قوةٍ صناعيةٍ رائدة. ومن خلال تعاون الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية، يُمكن للمملكة ترسيخ مكانتها كمركزٍ للإبداع والابتكار في المنطقة، والمضيّ قُدُمًا في بناء اقتصادٍ معرفيٍّ مزدهرٍ يقوم على أسس الإبداع والابتكار.

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

اقعيم يبحث تعزيز دعم نقابة موظفي المؤسسة الوطنية للنفط

التقى وكيل وزارة الداخلية بالحكومة الليبية، اللواء فرج اقعيم، اليوم الأحد، عدداً من ممثلي نقابة موظفي المؤسسة الوطنية للنفط، بحضور رئيس فرع النقابة في بنغازي ورئيس مكتب المتابعة في طرابلس، إلى جانب عدد من أعضاء النقابة ومكتب المتابعة.

وخلال اللقاء، أكد اللواء اقعيم أهمية الدور الذي تؤديه النقابة في دعم العاملين بقطاع النفط، مشدداً على ضرورة تمكين الشباب وتعزيز كفاءاتهم لتهيئتهم لتولي المناصب القيادية بمختلف مؤسسات الدولة، وفقاً لأعلى المعايير المهنية المعتمدة.

من جانبها، استعرضت النقابة أبرز مهامها وخدماتها المقدمة لموظفي المؤسسة النفطية، متطرقة إلى التحديات التي تواجهها وسبل تذليلها، فضلاً عن تنظيم الأنشطة المختلفة في جميع أنحاء البلاد.

وفي ختام اللقاء، عبّر وفد النقابة عن تقديره لجهود وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية في تأمين الفعاليات والأنشطة التي ينظمها القطاع، مشيدين بالتعاون المستمر بين الوزارة والنقابة.

مقالات مشابهة

  • اقعيم يبحث تعزيز دعم نقابة موظفي المؤسسة الوطنية للنفط
  • دور الإعلام العماني فـــي تعزيز الهُويــــة الوطنية ودعـــم الرؤية المستقبلية
  • برلمانية: الوعي ركيزة أساسية في بناء الهوية الوطنية وتعزيز الانتماء للمجتمع
  • الجبهة الوطنية: نعمل على تعزيز المشاركة الشعبية والتواجد في المحافظات
  • الخطيب: الاستثمار في رأس المال البشري «ركيزة أساسية» لأي تنمية اقتصادية
  • "المياه الوطنية" تبدأ تطوير خدمات الصرف الصحي في جدة
  • وزيرة التخطيط: تمكين المرأة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية
  • المشاط: التمكين الاقتصادي للمرأة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية والتشغيل
  • الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي لدعم الطاقة المتجددة.. خبراء: تساهم في حماية البيئة من التغيرات المناخية.. وتُعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة