استهداف التجمعات المدنية بالمسيرات يصعد الصراع في الولايات الشمالية
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
استفاقت مدينة عطبرة، أمس السبت، على هجمات بالطائرات المسيرة الانتحارية التي استهدفت المنطقة، مما أدى إلى تدمير جزئي في إحدى المنشآت المدنية. ورغم اعتراض الدفاعات الأرضية للطائرة الأولى، فإن الهجمات تُعد تصعيدًا خطيرًا في طبيعة الصراع السوداني..
التغيير: عطبرة: كمبالا
استيقظت مدينة عطبرة، أمس السبت، على أنباء هجمات بطائرات مسيرة انتحارية استهدفت المنطقة، وأفادت مصادر محلية بأن الدفاعات الأرضية بولاية نهر النيل نجحت في اعتراض إحدى الطائرات، التي تحطمت في روضة التعليم البريطاني بحي الدرجة الشعبية.
واعتبر سياسيون “إن استهداف الطائرات المسيرة لتجمعات مدنية في الولايات الشمالية يمثل تحولاً خطيراً في طبيعة الصراع بالسودان وتصعيد غير مسبوق في العنف.
وتُظهر الصور التي حصلت عليها (التغيير) الأضرار الجسيمة التي لحقت بالمبنى، حيث تعرض سقف الروضة لانهيار جزئي مع ثقب كبير، بالإضافة إلى تصدعات واضحة على الجدران وانتشار الركام داخل الغرفة، ما يعكس حجم الاصطدام وتأثيره في المنشأة.
صورة تظهر تضرر سقف الروضةوبحسب شهود عيان، تحدثوا لـ”التغيير” فإن الأضرار اقتصرت على الجوانب المادية، دون تسجيل إصابات بشرية، فيما ساهمت عطلة امتحانات الشهادة في تجنب خسائر أكبر، حيث كانت الروضة مغلقة وقت وقوع الحادث.
وتعليقًا على الحادث، قال القيادي في قوى الحرية والتغيير، شهاب إبراهيم، لـ”التغيير” إن استهداف الطائرات المسيرة لتجمعات مدنية في ولايات الشمال يشكل تحولاً جديداً وخطيراً في طبيعة الصراع بالسودان.
وأوضح أن هذا النوع من الهجمات يعكس تصعيداً غير مسبوق في العنف، مع انتقاله إلى مستوى يستهدف المدنيين والبنية التحتية بشكل مباشر، مما يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأشار إبراهيم إلى أن استخدام الطائرات المسيرة يمثل تحولاً من الصراع المسلح التقليدي إلى صراع منخفض الكثافة يعتمد على أسلحة غير تقليدية، مما يزيد صعوبة تحديد الأهداف وتوقع الهجمات.
خسائر في الأروحوأضاف بأن هذه الهجمات تؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين، كما أنها تؤدي إلى تشريد أعداد كبيرة منهم، إلى جانب تأثيرها السلبي على البنية التحتية المدنية، وهو ما يفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
وحذر من أن استمرار هذه العمليات يُعمّق الانقسامات الاجتماعية والسياسية، ويُعيق جهود تحقيق السلام والاستقرار. كما شدد على ضرورة تحديد الجهات المسؤولة عن هذه الهجمات ومحاسبتها، بالإضافة إلى فهم الأهداف التي تسعى لتحقيقها، سواء كانت مكاسب عسكرية أو إثارة الرعب والخوف بين المدنيين، أو أهداف سياسية أخرى.
واختتم إبراهيم حديثه بالتأكيد على أهمية مراقبة ردود الفعل الدولية والإقليمية تجاه هذه الهجمات، داعياً المجتمع الدولي إلى التصدي لهذا التهديد وحماية المدنيين.
وأشار إلى أن هذا النوع من الاستهداف يمثل تحدياً كبيراً للسلام والاستقرار في السودان، ويتطلب تضافر الجهود الدولية لتحقيق حل سياسي عادل ودائم ينهي الأزمة الحالية.
وشهدت مدينة عطبرة، الواقعة في ولاية نهر النيل شمال السودان، تصاعدًا ملحوظًا في الهجمات بالطائرات المسيّرة خلال الأشهر الأخيرة، استهدفت مواقع استراتيجية، أبرزها مطار عطبرة ومقار الجيش، وأدت الهجمات إلى سقوط ضحايا مدنيين وتدمير للبنية التحتية.
ويشهد السودان منذ منتصف أبريل 2023 حربا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما أدى إلى تدهور الوضع الأمني والإنساني في معظم أنحاء البلاد.
الوسومالطائرات المسيرة الولايات الشمالية حرب الجيش والدعم السريع حماية الأعيان المدنية حماية المدنيينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الطائرات المسيرة الولايات الشمالية حرب الجيش والدعم السريع حماية المدنيين الطائرات المسیرة
إقرأ أيضاً:
جرينلاند تختار التغيير.. فوز مفاجئ للمعارضة في مواجهة ضغط ترامب
نوك"أ.ف.ب": حققت المعارضة فوزا مفاجئا في الانتخابات التشريعية في جرينلاند، الإقليم الدنماركي الذي يثير مطامع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع تقدم لحزب ناليراك القومي المطالب باستقلال الجزيرة في أسرع وقت.
وأظهرت النتائج الرسمية أن الحزب الديموقراطي (يمين وسط) الذي يصف نفسه بأنه "ليبرالي اجتماعي" ويدعو كذلك إلى الاستقلال ولكن على مدى أطول، حصل على 29.9% من الأصوات وزاد حصته بأكثر من ثلاثة أضعاف مقارنة بانتخابات عام 2021.
وتضاعفت نسبة تأييد حزب ناليراك القومي لتصل إلى 24.5%.
لم يسبق أن حظيت انتخابات في جرينلاند بمثل هذا الاهتمام الدولي، وهو يأتي عقب إعلان ترامب مطامعه بالاستحواذ على هذه المنطقة الشاسعة الغنية بالموارد في المنطقة القطبية الشمالية.
وأعلن رئيس الوزراء المنتهية ولايته ميوت إيغده، زعيم حزب السكان الأصليين إنويت أتاكاتيجيت اليساري الناشط في حماية البيئة، "نحترم نتيجة الانتخابات"، بينما أقرّ زعيم حزب سيوموت، الشريك في الائتلاف الحاكم، بالهزيمة، بعد أن حلّ الحزبان في المركزين الثالث والرابع تواليا.
ونظرا لعدم فوز أيٍّ حزب بأغلبية مقاعد البرلمان وعددها 31، ستُجرى مفاوضات لتشكيل ائتلاف في الأيام المقبلة.
ومن المتوقع أن تحدد الحكومة المقبلة جدولا زمنيا للاستقلال الذي تدعمه أغلبية كبيرة من سكان غرينلاند البالغ عددهم 57 ألف نسمة.
وقال زعيم الحزب الديموقراطي ينس فريدريك نيلسن (33 عاما)، وهو بطل غرينلاند السابق في رياضة البادمنتون، إن "الديموقراطيين منفتحون على الحوار مع جميع الأحزاب ويسعون إلى الوحدة، لا سيما في ظل ما يحدث في العالم".
وأعرب عن دهشته لفوز حزبه بقوله "لم نتوقع أن تُسفر الانتخابات عن هذه النتيجة، ونحن سعداء جدا بها".
حاول ترامب الذي أكد تصميمه على ضم الجزيرة "بطريقة أو بأخرى" حتى اللحظة الأخيرة التأثير على التصويت. وفي ما يمكن أن يدلل على ذلك، كانت نسبة المشاركة في انتخابات الثلاثاء أعلى من المعتاد، وفق مسؤولين عن تنظيمها.
ويقول سكان الجزيرة الذين ينتمي 90% منهم إلى شعب الإنويت الأصلي إنهم سئموا من معاملة الدنمارك لهم كمواطنين من الدرجة الثانية. ويتهمون القوة الاستعمارية السابقة بأنها عملت تاريخيا على خنق ثقافتهم وإجراء عمليات تعقيم قسرية لهم وفصل أطفالهم عن عائلاتهم.
وتدعم جميع الأحزاب السياسية الرئيسية في غرينلاند الاستقلال، لكنها تختلف حول الإطار الزمني.
يتوق حزب ناليراك لنيل الاستقلال بسرعة. وقال رئيسه بيلي بروبرغ لفرانس برس "يمكننا القيام بذلك بنفس الطريقة التي خرجنا بها من الاتحاد الأوروبي (عام 1985). استغرق ذلك ثلاث سنوات. واستغرق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ثلاث سنوات. لماذا سيستغرق (الاستقلال) وقتا أطول؟".
لكن آخرين يفضلون الانتظار حتى تستقل الجزيرة ماليا. فغرينلاند التي يغطي الجليد 80% منها، تعتمد اعتمادا كبيرا على مصايد الأسماك وهو قطاع يُمثل جميع صادراتها تقريبا، وعلى الدعم الدنماركي السنوي الذي يزيد عن 565 مليون دولار، أي ما يعادل خُمس ناتجها المحلي الإجمالي.
يعتقد حزب ناليراك أن غرينلاند ستتمكن قريبا من الاعتماد على نفسها بفضل احتياطياتها المعدنية غير المستغلة، بما في ذلك المعادن النادرة الضرورية للتحول الأخضر.
لكن قطاع التعدين ما زال في بداياته، ويواجه صعوبات بسبب ارتفاع التكاليف جراء قسوة مناخ جرينلاند والنقص في البنية التحتية.
طرح ترامب فكرة شراء جرينلاند خلال ولايته الأولى، وهو عرض رفضته السلطات الدنماركية والمحلية. وكرر ذلك مع عودته إلى البيت الأبيض بإصرار أكبر، رافضا استبعاد استخدام القوة، ومتذرعا بحماية الأمن القومي الأمريكي، وسط تزايد الاهتمام الصيني والروسي بالمنطقة القطبية الشمالية.
والأحد، قبل ساعات قليلة من الانتخابات، دعا ترامب سكان جرينلاند إلى "أن يكونوا جزءا من أعظم أمة في العالم، الولايات المتحدة الأميركية"، واعدا إياهم بأنهم سيصبحون أثرياء.
ولكن أحدث استطلاع للرأي حول هذه القضية نُشر في يناير، أظهر أن 85% من سكان جرينلاند يعارضون فكرة ترامب.
وقال الناخب أندرس مارتينسن (27 عاما)، وهو موظف في مصلحة الضرائب، لفرانس برس "الكثير من سكان غرينلاند ينظرون إلى الولايات المتحدة بشكل مختلف مع ترامب رئيسا، وهم أقل ميلا للتعاون حتى لو كان هذا ما يرغبون فيه حقا".
أحدثت تصريحات ترامب صدمة خلال الحملة الانتخابية. وقال حزب ناليراك إنها منحتهم ورقة ضغط قبل مفاوضات الاستقلال مع الدنمارك.
لكنها أثارت أيضا قلق بعض مؤيدي الاستقلال، مما جعل استمرار العلاقات مع كوبنهاغن أفضل في نظرهم، على الأقل في الوقت الحالي.
وقال ناخب عرّف عن نفسه باسم إيتوكوسوك إن "البقاء جزءا من الدنمارك أهم من أي وقت مضى الآن، لأنني أعتقد أن الدنمارك كانت في المحصلة جيدة معنا. إذا حصلنا على الاستقلال، فقد يزداد ترامب شراسة، وهذا ما يُخيفني".